انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
الجمعة 14 يناير 2011, 15:22
انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
من قلم : الطيب آيت حمودة
الثورات الناجحة هي تلك الثورات التي تأتي نتيجة ظروف طبيعية صادقة ، تستمد وقودها وقوتها وعنفها من الإرادة الشعبية ، وبوادر نجاح انتفاضة تونس التي بدأت حليمة سلمية ثم تحولت إلى سيل جارف من الدمار عم البلاد بعد سنوات من الإستقرار المزيف ، ستصبح بلا شك مثار إعجاب لما ستحققه ، فهي مثيل وصنو لهبة رومانيا على شاوسيسكو في أواخر1979 ،
**ثورة رائدة ...إن استمرت وأثمرت .
أنا معجب بانتفاضة أشقائنا التوانسة ، الذين أبانوا عن جلد وصبر ضد النظام المستبد ، فلم يهنوا لرابع أسبوع من الإنتفاضة ، رغم التهديد والعنف ، وسقوط الأرواح بالرصاص الحي ، لأنهم اقتنعوا بعد لأي وتجربة أن المطالب لا تُمنح بقدر ما تُنتزع ، وأن المكاسب لن ننالها بالتمني ، وإنما نحققها بالجهد والمثابرة .
وإن استمر ت الإنتفاضة وحققت مبتغاها ، فستكون انتفاضة قدوة ، ليس في الشمال الإفريقي فحسب بل في الشرق الأوسط والعالم جميعه ، وإن تمكن نظامنا في الجزائر تدجين انتفاضة الشباب المروعة التي كانت عفوية بجعلها انتفاضة ( زيت وسكر) والحُكم على مقترفيها بالغارامات الجزافية والأحكام بالسجن ، عبرمحاكمات ماراطونية ليلا ونهارا ، فإن ما يقع في تونس ينبيء بأن الخطب جلل ، وأن التوانسة في الطريق قريبا إلى قطف ثمار هبتهم وانتفاضتهم المباركة التي تنبأ عن سؤدد ها شاعرهم الشابي منذ زمان القائل ( إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر ).
** زين العابدين ... سيجرفه التيار .
النظام في ربع حياته الأخير ..وهو ما أبانه خطاب الرئيس الديكتاتور في خطابه الثالث الشبيه بخطاب ديغول في مقدمته (.. قد فهمتكم ...)، الذي بدت فيه الهزيمة واضحة ، لما أعترف به من أخطاء صريحة وضمنية ، ففسح المجال لحرية التعبير عبر وسائل الإعلام ، وأن لا رئاسة مدى الحياة بعد اليوم ، وإطلاق الحريات السياسية ، وفسح المجال للإحتجاج السلمي ، ورفع الغبن على الشعب هي تطمينات و محاولات لإسكات الشعب بجعل تمرده مطلبي لا مطلب تغيير جذري ، وما ظهور بعض المظاهرات المبتهجة بالخطاب سوى محاولة إجهاض الإنتفاضة قبل بلوغ منتهاها المعقول .
** هل ستصبح انتفاضة تونس صنو للثورة الفرنسية .؟؟ التي أحدثت تبدلات عميقة في المجتمعات الأوربية ، بما أعلنته من حقوق الإنسان ، وتحويل التنظير الفكري لفلاسفة القرن السابع والثامن عشر إلى واقع معيش ، وبقيت بذلك ملهمة لكل الشعوب التواقة للحرية .. فإن انتفاضة تونس إن استكملت قطف ثمرة نجاحها وتسجيل الهدف بامتياز في مرمى النظام الفاسد ستًُحقق معجرة ؟ لسبيبن أولهما أنها شذت عن انتفاضات مشرقية ومغربية مجهضة سابقا ولاحقا ، وثانيهما أنها أبانت أن الأسلوب السلمي مع الحكومة المستبدة لا يجني نفعا إذا لم يواكب بعنف وقوة ! .
** أنظمة الجوار في حالة ذهول ....
الأنظمة المستبدة اللاّديموقراطية ، أو التي تتظاهر بالديموقراطية وما هي كذلك ، أصابتها صعقة خوف ستجبرها على الإنحناء قليلا لشعبوبها قبل فوات الأوان ، وهو ما ستنتبهُ له بلا شك الأنظمة في الجزائر وليبيا ومصر وسوريا واليمن ، وها هي بواكير الخلخلة والخوف تظهر بتزيل أسعار المواد الغذائية في ليبيا و الأردن وستتبعها أخرى .. وهو ما يشير إلى أن نجاح انتفاضة تونس مؤشر قوي لحدوث تغييرات جوهرية في طبيعة الأنظمة طوعا أو كرها لوجود متشابهات فيما بينها .
**الأُمتاَن المغاربية والعربية تنتظر بصبر إلى ما ستسفر عنه المصارعة في تونس ، فنجاح النظام في كبح الإنتفاضة وتدجينها وإجهاضها عبر الوعود الكاذبة ، يعني استمرار الحال والمحال كما كان بلا منتهى ، وفي حالة ثبات النصر واستجابة القدر لإرادة الشعب ، فإن عصرا جديدا من الديموقراطيات الحقيقية سيجرف آل القذافي و آل صالح وأمثالهما في مصر والجزائر وسوريا بلا رجعة وعودة ، وستشرق شمس الحرية على شعوبنا من جديد ، وبذلك يتجدد الأمل في الحياة ، وتصبح بلداننا مراكز استقطاب لأبنائها أكثر منها مناطق طرد لها ولكفاءاتها عبر قوارب الموت .
من قلم : الطيب آيت حمودة
الثورات الناجحة هي تلك الثورات التي تأتي نتيجة ظروف طبيعية صادقة ، تستمد وقودها وقوتها وعنفها من الإرادة الشعبية ، وبوادر نجاح انتفاضة تونس التي بدأت حليمة سلمية ثم تحولت إلى سيل جارف من الدمار عم البلاد بعد سنوات من الإستقرار المزيف ، ستصبح بلا شك مثار إعجاب لما ستحققه ، فهي مثيل وصنو لهبة رومانيا على شاوسيسكو في أواخر1979 ،
**ثورة رائدة ...إن استمرت وأثمرت .
أنا معجب بانتفاضة أشقائنا التوانسة ، الذين أبانوا عن جلد وصبر ضد النظام المستبد ، فلم يهنوا لرابع أسبوع من الإنتفاضة ، رغم التهديد والعنف ، وسقوط الأرواح بالرصاص الحي ، لأنهم اقتنعوا بعد لأي وتجربة أن المطالب لا تُمنح بقدر ما تُنتزع ، وأن المكاسب لن ننالها بالتمني ، وإنما نحققها بالجهد والمثابرة .
وإن استمر ت الإنتفاضة وحققت مبتغاها ، فستكون انتفاضة قدوة ، ليس في الشمال الإفريقي فحسب بل في الشرق الأوسط والعالم جميعه ، وإن تمكن نظامنا في الجزائر تدجين انتفاضة الشباب المروعة التي كانت عفوية بجعلها انتفاضة ( زيت وسكر) والحُكم على مقترفيها بالغارامات الجزافية والأحكام بالسجن ، عبرمحاكمات ماراطونية ليلا ونهارا ، فإن ما يقع في تونس ينبيء بأن الخطب جلل ، وأن التوانسة في الطريق قريبا إلى قطف ثمار هبتهم وانتفاضتهم المباركة التي تنبأ عن سؤدد ها شاعرهم الشابي منذ زمان القائل ( إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر ).
** زين العابدين ... سيجرفه التيار .
النظام في ربع حياته الأخير ..وهو ما أبانه خطاب الرئيس الديكتاتور في خطابه الثالث الشبيه بخطاب ديغول في مقدمته (.. قد فهمتكم ...)، الذي بدت فيه الهزيمة واضحة ، لما أعترف به من أخطاء صريحة وضمنية ، ففسح المجال لحرية التعبير عبر وسائل الإعلام ، وأن لا رئاسة مدى الحياة بعد اليوم ، وإطلاق الحريات السياسية ، وفسح المجال للإحتجاج السلمي ، ورفع الغبن على الشعب هي تطمينات و محاولات لإسكات الشعب بجعل تمرده مطلبي لا مطلب تغيير جذري ، وما ظهور بعض المظاهرات المبتهجة بالخطاب سوى محاولة إجهاض الإنتفاضة قبل بلوغ منتهاها المعقول .
** هل ستصبح انتفاضة تونس صنو للثورة الفرنسية .؟؟ التي أحدثت تبدلات عميقة في المجتمعات الأوربية ، بما أعلنته من حقوق الإنسان ، وتحويل التنظير الفكري لفلاسفة القرن السابع والثامن عشر إلى واقع معيش ، وبقيت بذلك ملهمة لكل الشعوب التواقة للحرية .. فإن انتفاضة تونس إن استكملت قطف ثمرة نجاحها وتسجيل الهدف بامتياز في مرمى النظام الفاسد ستًُحقق معجرة ؟ لسبيبن أولهما أنها شذت عن انتفاضات مشرقية ومغربية مجهضة سابقا ولاحقا ، وثانيهما أنها أبانت أن الأسلوب السلمي مع الحكومة المستبدة لا يجني نفعا إذا لم يواكب بعنف وقوة ! .
** أنظمة الجوار في حالة ذهول ....
الأنظمة المستبدة اللاّديموقراطية ، أو التي تتظاهر بالديموقراطية وما هي كذلك ، أصابتها صعقة خوف ستجبرها على الإنحناء قليلا لشعبوبها قبل فوات الأوان ، وهو ما ستنتبهُ له بلا شك الأنظمة في الجزائر وليبيا ومصر وسوريا واليمن ، وها هي بواكير الخلخلة والخوف تظهر بتزيل أسعار المواد الغذائية في ليبيا و الأردن وستتبعها أخرى .. وهو ما يشير إلى أن نجاح انتفاضة تونس مؤشر قوي لحدوث تغييرات جوهرية في طبيعة الأنظمة طوعا أو كرها لوجود متشابهات فيما بينها .
**الأُمتاَن المغاربية والعربية تنتظر بصبر إلى ما ستسفر عنه المصارعة في تونس ، فنجاح النظام في كبح الإنتفاضة وتدجينها وإجهاضها عبر الوعود الكاذبة ، يعني استمرار الحال والمحال كما كان بلا منتهى ، وفي حالة ثبات النصر واستجابة القدر لإرادة الشعب ، فإن عصرا جديدا من الديموقراطيات الحقيقية سيجرف آل القذافي و آل صالح وأمثالهما في مصر والجزائر وسوريا بلا رجعة وعودة ، وستشرق شمس الحرية على شعوبنا من جديد ، وبذلك يتجدد الأمل في الحياة ، وتصبح بلداننا مراكز استقطاب لأبنائها أكثر منها مناطق طرد لها ولكفاءاتها عبر قوارب الموت .
- قاسمعضو نشيط
- عدد الرسائل : 133
البلد :
نقاط : 299
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/10/2008
رد: انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
الجمعة 14 يناير 2011, 17:28
هل ستتحقق الديمقراطية و الحرية في بلد عربي؟؟, هل الشعب التونسي واعي لهذه الدرجة ؟؟ الخبر يجيبوه التوالى ربما؟؟؟
- تونس "الحرة" بطلة لأول مرة /تونس بطل افريقيا للمحليين/
- حال الاسلام في تونس ..سجال بين الشّيخ محمّد بن موسى الشّريف و بين السّفير التّونسي في الكويت حول الإسلام في تونس
- نهائي بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد: مصر21 ـ تونس 24 تونس تقهر الفراعنة وتتوّج باللّقب الثامن الحمد لله لفريق على عربي!!!!
- الفيس بووووووووووووووك ضد انتفاضة الفلسطنيين
- مستغانم....انتفاضة بومعزة بمنظقة الظهرة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى