ديمقراطيتنا في أعين غرب المصلحة!!

بعيدا عن العواطف التي تميز المجتمعات العربية(شعوبا,إعلاما,,,) قررت أن أطالع ردود و قرائات الغرب للثورة التونسية عبر بعض الصحف العالمية و قد شد انتباهي مقال مليئ بإشارات المصلحة الدائمة, و عدم الإكتراث لديمقراطية عربية من الممكن أن تهدد مصالح الغرب.فالحقيقة أن الغرب يفضل ديكتاتورية تضمن المصالح على ديمقراطية ....
إليكم مقال الصحفي روبرت فيسك ((Robert Fisk مراسل يومية (The Independent) البريطانية:
الحقيقة المرعبة حول تونس:
دماء مسفوكة,دموع,لكن لا ديمقراطية.الإضطرابات الدموية لا تعني بالضرورة ميلاد فجر الديمقراطية.

هل هي نهاية عصر الديكتاتورية في العالم العربي؟ من المؤكد أنهم يرتجفون داخل سراويلهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط ,(الشيوخ و الامراء الأثرياء, الملوك – شيخ في أرذل العمر في العربية السعودية و آخر شاب في الأردن, و الرؤساء –رئيس بلغ من العمر عتيا في مصر و آخر شاب في سوريا-) لأن الأحداث في تونس لم تكن مقصودة.إضطرابات في الجزائر بسبب الإرتفاع الجنوني للأسعار,مضاهرات ضد إرتفاع الأسعار في عمان.دون التعرض إلى عدد القتلى التونسيين فإن الديكتاتور وجد ملجئا في الرياض (نفس المدينة التي أمنت ملجئا يوما ما لرجل يدعى عيدي أمين).

إذا كان من الممكن أن تحدث في وجهة العطل و السياحة –تونس-,فإنها ستحدث في أي مكان آخر ,أليس كذلك؟
لقد إحتفى الغرب كثيرا بتونس واستقرارها أيام بن علي. الفرنسيون , الألمان و البريطانيون ,إذا تجرأنا علي ذكر هذا,دائما ما امتدحوا الديكتاتور الذي أصبح صديقا للغرب المتحضر و الذي أمن يدا من حديد لكل توجه إسلامي.التونسيون لن ينسوا ذلك التاريخ حتى و لو كنا في الحقيقة نريد ذلك..

لطالما ردد العرب أن ثلثي الشعب التونسي (07 من 10 ملايين),عمليا عدد الفئة الشبانية,قد إنخرط بطريقة أو بأخرى في البوليس السري لبن علي.و من المؤكد أنهم في الشوارع, هم أيضا متظاهرون ضد الرجل الذي أحببناه حتى الأسبوع الأخير.لكن لا داعي الى الإفراط في الحماسة.نعم ,الشباب التونسي إستخدم الإنترنت للتجميع و التنظيم –و نفس الشيئ في الجزائر ,لكن حكومة الوحدة المزمع تكوينها هي بتصرف محمد الغنوشي ,أحد الأقطاب في حكم بن علي لمدة 20 سنة,وهي أيدي أمينة لحماية مصالحنا قبل مصالح هاته الجماهير الغاضبة....إنتهى.
إذا سنظل شعوبا من الدرجة الثانية و مجرد حلقات لتأمين مصالح الغرب...الدول الديمقراطية الغربية!!!التي دافعت عن بن علي و هامت في حبه لن ترضى ديمقراطية تحرر الشعوب العربية و تقرر مصيرها.....