هل هذا انتحار أم هو إصرار على الحياة الكريمة!!!!

أوقفت مصالح الأمن، أمام مقر ولاية عنابة، الخميس المنصرم، نفيسة الحنفي التي هرّبتها السلطات الجزائرية رفقة عديد العائلات، من نيران الحرب الأخيرة على غزة، وهي على وشك الانتحار حرقا، بعد طرقها كافة الأبواب، ورفض وزير التضامن سعيد بركات ووالي عنابة الرد على مديرة الشؤون الاجتماعية التي راسلتهما استعجاليا في شأنها، فضلا عن تعرضها للاعتداء من قبل رئيس دائرة عنابة.

إنها المرأة الثانية التي تحاول الانتحار حرقا بالجزائر، بعد تلك التي سبقتها الأسبوع الماضي من ولاية سيدي بلعباس، من مجموع تسع محاولات كاملة، خلال أقل من عشرة أيام. الاستثناء الذي صنعته نفيسة الحنفي (35 عاما وأم لخمسة أطفال) هي أنها تعيش في الجزائر منذ عامين ونصف فقط، منذ ترحيلها من غزة، على عكس الآخرين الذين سبقوها.

وقالت نفيسة الحنفي، في اتصال مع ''الجزائر نيوز ''، إن السلطات الجزائرية ''هرّبتني من الموت في الحرب بغزة إلى الموت بالجزائر بالمعيشة المزرية والقسوة الاجتماعية، وهو ما جعلني أقف على حقيقة كبيرة هي أن العيش في غزة تحت وطأة الحصار والخوف من القصف في إطار تضامن اجتماعي واسع، أكرم وأشرف من العيش تحت ظلم متواصل الإدارة والتهميش والإقصاء المتعمد''.

وتعترف المتحدثة بفعلتها قائلة ''لم أجد في تجاهل والي عنابة لطلب مقابلتي وعدم إجاباته على مراسلاتي حتى بوساطة من المديرة المحلية للشؤون الاجتماعية العاملة تحت سلطته، والموجهة أيضا إلى وزير التضامن الحالي، لم أجد فيه سوى حلا واحدا وهو أن أحرق جسدي كي يسمع الرئيس بوتفليقة معاناتي لعله ينقذ أولادي الصغار من بعدي ''.

وأوضحت نفيسة الحنفي أنها في ظل التجاهل المتعمد لهؤلاء المسؤولين أصرت على المحاولة، خلال أكثر من سنة، لمقابلة والي عنابة بكل الطرق القانونية دون جدوى، ''فأنا في عنابة أعيش متسولة ولا أعرف ماذا سيحل بي، من دون أية وضعية اجتماعية في بلدي، لا عمل ولا مسكن ومتكفلة بخمسة أطفال كلهم مرضى وراسبين في دراستهم بسبب عدم بذل الأساتذة أي جهد في إدماجهم تربويا بسبب اختلاف النظام البيداغوجي بين فلسطين والجزائر في هذا المجال''، مضيفة ''أنا دون أي مصدر رزق أو مأوى قار وكافحت من أجل أن أندمج اجتماعيا مع أولادي، لكن لا أحد في الإدارة الجزائرية أراد التكفل بمشاكلي بشكل جدّي وأرهقني التسويف وأوصلني إلى التفكير في الانتحار، مثلما فعل البوعزيزي التونسي، لأنها الطريقة الوحيدة التي أصبح يسمع ويلتفت إليها المسؤولون''. وأردفت ''لم أطلب المستحيل من الإدارة الجزائرية، مأوى لأولادي حتى لو كان ذلك في شاليهات المنكوبين ومصدر رزق أعيلهم به أو تسريح إلى غزة بإعادة استخراج جوازات السفر مع عائلتي''.

وتروي نفيسة الحنفي، معاناتها مع الإدارة المحلية والمركزية قائلة ''رئيس البلدية رفض مقابلتي مرارا ولدى إصراري على ذلك منحوني موعدا خلال أشهر، أما رئيس الدائرة الذي كنت أقضي ساعات في انتظاره، حتى أشفق من وضعيتي تلك كل العاملين معه إلا هو، فقد رشقني بهاتفه النقّال معتديا علي، عندما عاتبته على ظلمه لي بعدم مقابلتي كمواطنة''.

وتقول نفيسة -أيضا- ''أما المسؤول على التنسيق مع المواطنين بولاية عنابة وهو جمال بوجزة فلم أطلبه يوما ولم يردني بسبب ادعائه أنه في اجتماع، لقد سبقت وأن كشفته كاذبا بعدما أعاد علي تلك الاسطوانة بينما كان متوجها من مخرج آخر من مقر الولاية متجها نحو مقهى''.

هذا، ووعدت الإدارة المحلية، بعد أن أحدثت محاولة نفيسة الانتحار حرقا حالة استنفار قصوى، بحل قضيتها في غضون الأيام القليلة القادمة، وخلصت المتحدثة إلى أنه و''بعد منع المسؤولين نشر المعلومة في الإعلام المحلي، لكنني أقسم بالله أنني سأحرق نفسي وسط مدينة عنابة لو لم يجدوا لي حلا خلال شهر''.

عبد اللطيف بلقايم

انتحار المرأة هو انتحار للحياة ذاتها ,واذا انتحرت الحياة يعني ذلك القيامة الكبرى ونهاية عصر وبداية حساب عصير ..لان انتحار أمرأة أمر عظيم وينبئ بكوارث خطيرة جدا,فهو يختلف بشكل كبير عن انتحار رجل...انا شخصيا لا أحتمل خبر مثل هذا .ياريت لو كان الاخوان يتوسعوا في هذا الموضوع.

لا أجد فرقا بين الرجل و المرأة في ما يتعلق بالإنتحار ,فكلاهما مسؤول و مكلف,لكن المحبط و الخطير أن القصية إتخذت بعدا إجتماعيا بعدما كانت عبارة عن ردود أفعال معزولة!!! و الأخطر هو رد السلطات السطحي و الغبي الذي شجع على مثل هلته التصرفات التي تنافي لبدين و العقل.
المحبط في الموصوع أن هاته المسكينة هي ضيفة الدولة الجزائرية و الشعب,فحتى إن ظلمها المسؤولون(و هذا ديدنهم في الجزائر) فأين الشعب المضياف !! أم أجده فقد الجود و إكرام الضيف هو أيضا,,,,,,اللهم لطفك

أما أبسط جواب لسؤالك:هل هذا إنتحار أم إصرار على الحياة الجريمة!!!
فهو إنتحار من بعد يأس و قنوط من رحمة الله ,بعد أن آمنا أن الأرزاق بيد الحكام؟
زلكني أؤمن بمقولة:عجبت لمن لا يجد قوته ,كيف لا يحمل سيفه...(لا كيف لا يحرق نفسه),إذن من بكل صدق سواء تعلق الأمر بالبوعزيزي في تونس أو بوطرفة في الجزائر , الأمر خطير جدا والكل مدع للتجند و قول كلمة الحق:الحكام أجرموا في حق شعوبهم أي نعم و لم أقل جديدا في هذا,لكن الإنتحار أكثر جرما,,لكن هناك رد الفعل الإيجابي, و الله المستعان

عذر اقبح من ذنب، الحياة الكريمة يمكن عيشها أو طلبها بوسائل أخرى..