- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
حكام النكاح و الإنبطاح ..من قلم : يحيى أبوزكريا
الجمعة 28 يناير 2011, 17:01
حكام النكاح و الإنبطاح
عندما تذكر كلمة الحكم تتبادر إلى الذهن تلقائيّا وملازمة فكرة النخبة و
الإنتليجانسيا و الصفوة والطبقة المفكّرة و أصحاب القدرات الرائعة في مجال
التكتيك والإستراتيجيا , وأصحاب الذكاء والعبقريّة و المواهب الربانية و
الذاتيّة الخاصة .
والسبب في ذلك يعود إلى أنّ هناك ملازمة طردية تكاملية بين الحكم كفن إدارة
الدولة و المجتمع في كل التفاصيل السياسية و الإقتصادية والثقافية و
الإستراتيجية والأمنية والعسكرية و الجيوسياسية والحضارية وبين الأفراد
الذين يديرون دفّة الحكم و الذين يجب أن تتوفّر فيهم مواصفات معينة خارقة
أحيانا تسمح بأن تكون نظرة صانع القرار والذي قد يتوقف عليه مصير أمة بل
أمم واسعة تشمل المحلي والإقليمي و الدولي بل القارات الخمس وأحيانا حتى
البعد الفضائي والبحري لهذه القارات .
وتجمع كتب الفلسفة الحكمة و القانون والشرع ومجمل كتب التراث البشري على أنّ
الحاكم يجب أن يكون ذا مواهب ربانية و مواهب ذاتية وبتعبير المتقدمين أن
يكون جامعا للمعقول والمنقول , أي أن يكون ذا فهم لفكر السماء ومتبحر في
الفكر البشري , وكلما كان الحاكم كذلك كان حال الرعيّة أفضل حالا بإعتبار
أنّ للعلم تأثيرات إيجابية على صيرورة المجتمع وتكامله .
وكثيراما نجد في تراثنا العربي القديم نصوصا غاية في السخرية عن حكام قراقوشيين
حكموا الأمة وأداروا الدولة بغير علم و لا هدى فأوصلوا الأمة إلى الهاوية ,
وما زلنا إلى يومنا هذا ندفع ضريبة جهلهم وغبائهم و عقم تفكيرهم .
وعندما نسقط القواعد والمنطلقات التي جئنا على ذكرها في مقدمة المقالة على حكام
الإنبطاح الراهنين سنجد كارثة تضاهي كارثة هيروشيما ونجازاكي حيث الدليل
القطعي على تحضّر أمريكا , فحكام اليوم جهلاء بلهاء تفهاء إذا تكلمّ أحدهم
لا يكاد يبين , وإذا إرتجل كلاما تجلّى الجهل في أروع صور الجهالة .
والسؤال المركزي الذي يفرض نفسه في مثل هذه الحالة , هل حكامنا الذين يسوسونا و
يرسمون راهننا ومستقبلنا , و يخططون لماضينا وراهننا و قابل إيامنا هم أفضل
من يوجد بين أبناء الأمة !
وهل يتمتعون بقدرات علمية وفكرية و ذهنية و إستراتيجية تجعلهم دون غيرهم سادة البلاد والعباد !
من المؤكّد أنّ حكامنا مثلما حرموا نعمة الجمال الظاهري , فقد حرموا نعمة
الجمال الباطني وهو جمال العقل , وهو الأمر الذي يفسّر خلو سياستهم
الداخلية والخارجية من أي مظهر عقلاني و منطقي , فسياستهم مقرونة بالظلم
والقهر والإضطهاد و الإستعباد والإستحقار و التجهيل و الإستبداد والتوحش
والغلظة و الإختلاس و السطو على أقوات الشعوب و أقوات الأجيال المستقبليّة .
وفي العصر الأمريكي والصهيوني حيث ضرورة أن يرقى حكامنا إلى مستوى تطلعات
شعوبهم و ضرورة تبني فقه الكفاح الذي به عزّت هذه الأمة , فإنّهم تركوا فقه
الكفاح جانبا و أخذوا جانبا من فقه النكاح وتحديدا فقه الجواري و الإماء ,
فهذا حاكم نكح أربعة من النساء وما ما طاب له من الإماء , و ذاك ترك زوجنه
التي لازمته إيام الفقر ما قبل الإنقلاب , و تزوج بعطبول ناهد بعد
الإنقلاب و ثنّى وثلثّ , و آخر كان يعيب على صدّام حسين زيجاته الجهرية
والسرية فإذا به يفوق صدام في عدد منكوحاته , و آخر وعلى طريقة رجوع الشيخ
إلى صباه بات يهرول وراء المراهقات إلى درجة كلما نبتت شعرة بيضاء في رأسه
يطليها فورا بمبيد البياض متناسيا قول رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام :
لعن الله الشيخ المتشببّ , بمعنى الذي يبلغ من الكبر عتيّا ويتيه في جهالة
إبن العشرين سنة .
و آخرون نسوا كلّ الأعراف السياسية و الديبلوماسية وراحوا يهرولون وراء بنات
الفرنجة في عواصم الغرب معتبرين ما يقومون به فتحا من الفتوحات .
لقد تجردّ حكامنا من كل القيم الفكرية والثقافية والحضارية والأخلاقية , فلا
في العلم لهم نصيب , ولا في البيان لهم حظ , ولا بالشعر لهم علاقة و لا
بفنّ سياسة المجتمع لهم صلة .
وحتى في تعاملهم مع إسلامهم فقد تركوا فقه الطهارة و فقه الزكاة و فقه العدالة
الإجتماعية و فقه المساواة بين الناس و بين الراعي والرعية , وفقه عدالة
الحاكم وفقه الصلاة و الحج , وفقه الجهاد و إلتزموا بفقه النكاح , وراحوا
يوزعون النياشين على المطربات و الفنانات – الرمز العصري للزانية والعاهرة و
بائعة الهوى – وراحوا يكرمون المخنثين و السحاقيات و راحوا ينشرون الرذيلة
و يدشنون بيوت الدعارة لإراحة الشباب العربي المهموم , و أتاحوا للمواطن
العربي إلتقاط كل الفضائيات الماجنة , و دعموا الإنترنت لا حبا في تدفق
ملايين الأفكار بل تكريسا لخطّ الميوعة وثقافة النكاح .
وفوق هذا وذاك راحوا يجددون شبابهم و أبدانهم في مختلف نوادي التدليك والتجميل
وبطبيعة الحال فإنّ الأمة هي التي تدفع لأنّ الأمر يتعلق بصحة وشباب السيّد
الرئيس , وإذا كان الأولون والآخرون يقولون أنّ المرأة تخفي سنها , فإنّ
الرئيس العربي بات ينافسها وبات يخفي سنّه أيضا , بل ويفعل ذلك بعد أن يطلي
شعره و يغيّر طقم أسنانه و يزيل شحوم بطنه و بعد ذلك يتخذ له خليلة من
الرعية ليجددّ شبابه فإنّ في ذلك تجديدا للأمة ودفعها في خطّ الكفاح , عفوا أقصد في خطّ النكاح والإنبطاح !!!
من قلم : يحيى أبوزكريا
عندما تذكر كلمة الحكم تتبادر إلى الذهن تلقائيّا وملازمة فكرة النخبة و
الإنتليجانسيا و الصفوة والطبقة المفكّرة و أصحاب القدرات الرائعة في مجال
التكتيك والإستراتيجيا , وأصحاب الذكاء والعبقريّة و المواهب الربانية و
الذاتيّة الخاصة .
والسبب في ذلك يعود إلى أنّ هناك ملازمة طردية تكاملية بين الحكم كفن إدارة
الدولة و المجتمع في كل التفاصيل السياسية و الإقتصادية والثقافية و
الإستراتيجية والأمنية والعسكرية و الجيوسياسية والحضارية وبين الأفراد
الذين يديرون دفّة الحكم و الذين يجب أن تتوفّر فيهم مواصفات معينة خارقة
أحيانا تسمح بأن تكون نظرة صانع القرار والذي قد يتوقف عليه مصير أمة بل
أمم واسعة تشمل المحلي والإقليمي و الدولي بل القارات الخمس وأحيانا حتى
البعد الفضائي والبحري لهذه القارات .
وتجمع كتب الفلسفة الحكمة و القانون والشرع ومجمل كتب التراث البشري على أنّ
الحاكم يجب أن يكون ذا مواهب ربانية و مواهب ذاتية وبتعبير المتقدمين أن
يكون جامعا للمعقول والمنقول , أي أن يكون ذا فهم لفكر السماء ومتبحر في
الفكر البشري , وكلما كان الحاكم كذلك كان حال الرعيّة أفضل حالا بإعتبار
أنّ للعلم تأثيرات إيجابية على صيرورة المجتمع وتكامله .
وكثيراما نجد في تراثنا العربي القديم نصوصا غاية في السخرية عن حكام قراقوشيين
حكموا الأمة وأداروا الدولة بغير علم و لا هدى فأوصلوا الأمة إلى الهاوية ,
وما زلنا إلى يومنا هذا ندفع ضريبة جهلهم وغبائهم و عقم تفكيرهم .
وعندما نسقط القواعد والمنطلقات التي جئنا على ذكرها في مقدمة المقالة على حكام
الإنبطاح الراهنين سنجد كارثة تضاهي كارثة هيروشيما ونجازاكي حيث الدليل
القطعي على تحضّر أمريكا , فحكام اليوم جهلاء بلهاء تفهاء إذا تكلمّ أحدهم
لا يكاد يبين , وإذا إرتجل كلاما تجلّى الجهل في أروع صور الجهالة .
والسؤال المركزي الذي يفرض نفسه في مثل هذه الحالة , هل حكامنا الذين يسوسونا و
يرسمون راهننا ومستقبلنا , و يخططون لماضينا وراهننا و قابل إيامنا هم أفضل
من يوجد بين أبناء الأمة !
وهل يتمتعون بقدرات علمية وفكرية و ذهنية و إستراتيجية تجعلهم دون غيرهم سادة البلاد والعباد !
من المؤكّد أنّ حكامنا مثلما حرموا نعمة الجمال الظاهري , فقد حرموا نعمة
الجمال الباطني وهو جمال العقل , وهو الأمر الذي يفسّر خلو سياستهم
الداخلية والخارجية من أي مظهر عقلاني و منطقي , فسياستهم مقرونة بالظلم
والقهر والإضطهاد و الإستعباد والإستحقار و التجهيل و الإستبداد والتوحش
والغلظة و الإختلاس و السطو على أقوات الشعوب و أقوات الأجيال المستقبليّة .
وفي العصر الأمريكي والصهيوني حيث ضرورة أن يرقى حكامنا إلى مستوى تطلعات
شعوبهم و ضرورة تبني فقه الكفاح الذي به عزّت هذه الأمة , فإنّهم تركوا فقه
الكفاح جانبا و أخذوا جانبا من فقه النكاح وتحديدا فقه الجواري و الإماء ,
فهذا حاكم نكح أربعة من النساء وما ما طاب له من الإماء , و ذاك ترك زوجنه
التي لازمته إيام الفقر ما قبل الإنقلاب , و تزوج بعطبول ناهد بعد
الإنقلاب و ثنّى وثلثّ , و آخر كان يعيب على صدّام حسين زيجاته الجهرية
والسرية فإذا به يفوق صدام في عدد منكوحاته , و آخر وعلى طريقة رجوع الشيخ
إلى صباه بات يهرول وراء المراهقات إلى درجة كلما نبتت شعرة بيضاء في رأسه
يطليها فورا بمبيد البياض متناسيا قول رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام :
لعن الله الشيخ المتشببّ , بمعنى الذي يبلغ من الكبر عتيّا ويتيه في جهالة
إبن العشرين سنة .
و آخرون نسوا كلّ الأعراف السياسية و الديبلوماسية وراحوا يهرولون وراء بنات
الفرنجة في عواصم الغرب معتبرين ما يقومون به فتحا من الفتوحات .
لقد تجردّ حكامنا من كل القيم الفكرية والثقافية والحضارية والأخلاقية , فلا
في العلم لهم نصيب , ولا في البيان لهم حظ , ولا بالشعر لهم علاقة و لا
بفنّ سياسة المجتمع لهم صلة .
وحتى في تعاملهم مع إسلامهم فقد تركوا فقه الطهارة و فقه الزكاة و فقه العدالة
الإجتماعية و فقه المساواة بين الناس و بين الراعي والرعية , وفقه عدالة
الحاكم وفقه الصلاة و الحج , وفقه الجهاد و إلتزموا بفقه النكاح , وراحوا
يوزعون النياشين على المطربات و الفنانات – الرمز العصري للزانية والعاهرة و
بائعة الهوى – وراحوا يكرمون المخنثين و السحاقيات و راحوا ينشرون الرذيلة
و يدشنون بيوت الدعارة لإراحة الشباب العربي المهموم , و أتاحوا للمواطن
العربي إلتقاط كل الفضائيات الماجنة , و دعموا الإنترنت لا حبا في تدفق
ملايين الأفكار بل تكريسا لخطّ الميوعة وثقافة النكاح .
وفوق هذا وذاك راحوا يجددون شبابهم و أبدانهم في مختلف نوادي التدليك والتجميل
وبطبيعة الحال فإنّ الأمة هي التي تدفع لأنّ الأمر يتعلق بصحة وشباب السيّد
الرئيس , وإذا كان الأولون والآخرون يقولون أنّ المرأة تخفي سنها , فإنّ
الرئيس العربي بات ينافسها وبات يخفي سنّه أيضا , بل ويفعل ذلك بعد أن يطلي
شعره و يغيّر طقم أسنانه و يزيل شحوم بطنه و بعد ذلك يتخذ له خليلة من
الرعية ليجددّ شبابه فإنّ في ذلك تجديدا للأمة ودفعها في خطّ الكفاح , عفوا أقصد في خطّ النكاح والإنبطاح !!!
من قلم : يحيى أبوزكريا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى