احتجاجات ومحاولات انتحار جماعية وفردية للمطالبة بالشغل والسكن في عدة ولايات

عاود أمس، المئات من المحتجين، عبر
تراب ولاية عنابة، الخروج في حركات احتجاجية، واعتصامات، مرة هنا وأخرى
هناك، وانضم أمس، إلى القائمة، عمال ملعب العقيد شابو، الذين تجمهروا أمام
مقر الولاية.....

للمطالبة بتسوية أوضاعهم الاجتماعية والمهنية وتحسين الظروف المادية
والمعنوية، وسرعان ما لحق بهم، عمال الشركة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى،
الذين تم تسريحهم في الأيام القليلة الماضية، تحت داعي انعدام مشاريع
العمل وتقلصها إلى حدود دنيا، فيما التحق رجال ونسوة من عدة أحياء ومناطق
أمام مقر الولاية، مطالبين بالسكن الريفي والاجتماعي، وصنع المئات والعشرات
من أصحاب الحقوق ومن الذين أخذوا حقوقهم وزادوا عليها قليلا، اعتصامات
سلمية أمام الولاية، وتدخلت مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب لفض هذه
الحركات الاحتجاجية، التي تأتي في وقت تتزايد فيه مطالب وانشغالات سكان
ولاية عنابة، مع تزايد حمى الإشاعات بوجود مسيرة شعبية ضخمة، يوم الـ12 من
الشهر الجاري، ورفعت الجبهة الاجتماعية من سقف مطالبها عاليا، في خطوات من
طالبي السكن والشغل للضغط على السلطات المحلية لتسوية حقوق مشروعة وأخرى
غير مشروعة أو على الأقل غير منطقية وأخرى بعيدة عن الواقع، في حين يحاول
أصحاب الحقوق والمهمشون والمغبونون والمساكين استغلال الموقف لصالحهم، إذ
أقدم بعضهم على محاولات انتحار جماعية في بلدية سيدي عمار، وآخرون على
محاولات انتحار فردية بكل من برحال وعنابة، وغيرها.
ببلدية سيدي عمار، واصل عشرات العمال تهديداتهم بالإقدام على الانتحار
الجماعي من فوق مقر البلدية، مطالبين بتسوية أوضاعهم المهنية والاجتماعية،
العالقة منذ أشهر طويلة، وأمام مقر سونلغاز بالمديرية الجهوية بعنابة، شن
عمال شركة سباس للحراسة والأمن، احتجاجا عارما للمطالبة بتسوية أوضاعهم
المهنية، وإعادة النظر في الأجور والمنح والعلاوات وغيرها، وبالخدمات
الجامعية، رفع عشرات العمال المؤقتين لائحة مطالب من بينها تسوية وضعيتهم
والعمل على إعداد مقترح سريع لإدماجهم في مناصب قارة، وغير بعيد عن ذلك
تتزايد حمى الاحتجاجات والمطالب السكانية الراغبة في الحصول على السكنات
الاجتماعية، وعلى رأس هؤلاء سكان لابلاس دارم، المدينة القديمة المهددة
بالانهيار، منهم سكان حي 14هيبون وآخرون يتكونون من 14 عائلة انهارت
عمارتهم منذ نحو أربعة أشهر.
إحتجاجات متفرقة في بومرداس ومواطنون يقتحمون سكنات إجتماعية بدلس
عرفت العديد من المناطق الشرقية لولاية بومرداس إحتجاجات متفرقة قادها
مجموعة من الشباب الذين تفرّعت تفاصيل مطالبهم، واجتمعت في الجانب
الإجتماعي. فقد أقدم مواطنون بمدينة دلس شرق الولاية مساء أول أمس على
إقتحام سكنات إجتماعية على مستوى المدينة الجديدة، لم توزع بعد على
أصحابها. العائلات جلبت أثاثها ودخلت المنازل بحجة عدم تمكينها من حقها في
السكن الإجتماعي. وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني في محاولة لطرد هذه
العائلات التي دخلت معها في مشادات، رافضة مغادرة هذه السكنات. هذا المشكل،
تولّد أساسا بسبب شحّ البرامج السكنية التي إستفادت منها المدينة، سواء
الإجتماعية منها أو ذات الطابع التساهمي، حيث تصنّف المدينة ضمن أفقر
البلديات المستفيدة من المشاريع السكنية، مقارنة ببعض البلديات كزموري،
قورصو، بودواو وغيرها. وهو ما أفقد السكان الأمل في تحصيل سكن لائق.
من جهة أخرى، شهد الطريق الوطني السريع الرابط بين ولايتي تيزي وزو
وبومرداس شللا كاملا، بعد قيام عشرات الشباب ببلدية الناصرية أقصى شرق
الولاية على غلقه لليوم الثاني على التوالي، مستعملين المتاريس والحجارة،
وكذا العجلات المطاطية التي أضرموا فيها النيران، مطالبين بتحسين ظروف
معيشتهم، وكذا توفير السكنات ومناصب العمل. ورغم تدخل مصالح مكافحة الشغب
التي أحاطت بمكان الإحتجاج تحسبا لأية إنزلاقات أخرى، إلا أن ذلك لم يحل
دون مواصلة الإحتجاج الذي دفع أصحاب السيارات من مستعملي هذا الطريق ثمنه.
ببلدية برج منايل، أقدم شباب منها على الإحتجاج أيضا، حيث حاولوا غلق
البلدية، وتخريب مركز البريد، لولا تدخل مصالح الأمن التي حالت دون ذلك،
وهذا للمطالبة بتوفير مناصب العمل، وتحسين الظروف الإجتماعية لشباب المنطقة
التي تتصدّر المرتبة الأولى ولائيا في تجارة الأرصفة التي أصبحت الفضاء
الوحيد لشباب المنطقة.
أعوان الحرس البلدي بالطارف يدخلون على خط الإحتجاجات
دخل أمس أعوان الحرس البلدي على الخط بعد اعتصام العشرات منهم أمام مقر
ولاية الطارف للمطالبة بتجسيد بعض المطالب المهنية قبل حل سلك الحرس
البلدي، وحسب ما جاء في العريضة المرفوعة إلى السلطات الولائية، فقد أصر
الأعوان على منحهم بعض الحقوق التي حرموا منها على مدار سنوات خدمتهم على
غرار تعويضات الساعات الإضافية وقضية الترسيم فضلا عن الحصول على عطلة
سنوية من شهر كامل عوض عطلة 21 يوما المعمول بها حاليا، كما طالب هؤلاء
بمنحهم تعويضات مماثلة لضحايا الإرهاب أو إلغاء حل سلك الحرس البلدي
وتعويضه في حال الرفض بالتقاعد المسبق. ومنح المعتصمون الذين قابل الوالي
ممثلين عنهم مهلة 15 يوما للنظر في هذه المطالب مع التهديد بالعودة إلى
الشارع في حال عدم تجسيدها. وكان الوالي قد استقبل قبل أعوان الحرس البلدي
ممثلين عن مئات الشباب البطال أو الحاصلين على عقود الإدماج، وطالب هؤلاء
برفع حصة الولاية من هذه العقود والعدل في توزيعها، حيث اتهم المحتجون
وكالات التشغيل باتباع أساليب ملتوية لتوزيعها. وكان مقر ولاية الطارف قد
عرف منذ الأحد عدة اعتصامات شملت قطاع التربية وموزعي الحليب والسكن الذي
أكد المعتصمون أنه سيكون القطرة التي ستفيض الكأس في وجود أكثر من 5000 سكن
إجتماعي لم توزع وما يقارب الـ600 سكن تساهمي يهدد أصحابها باقتحامها
وقرابة 3000 إعانة للسكن الريفي مجمدة تحت حجة رفض مديرية البناء منحها
للشباب وسط المناطق الحضرية.
رش جسمه بالبنزين داخل مقر الدائرة ثم أحرق نفسه داخل مسكنه بأم البواقي
اهتز مقر دائرة سوق نعمان بولاية أم البواقي عشية أول أمس على وقع
محاولة الإنتحار حرقا التي أقدم عليها شاب في العقد الثالث من عمره،
ولأسباب لم تتضح بعد بحسب مصادرنا التي أفادت أن الشاب الذي كان في حالة
هيجان، وعند اقتحامه مقر الدائرة، قام بصب كمية من البنزين على جسده في
محاولة منه لإضرام النيران في بدنه قبل أن تتم عملية إنقاذه عقب تدخل عدد
من الموظفين بالدائرة الذين تمكنوا من إنقاذ الموقف بصعوبة قبل أن ينتقل
المواطن مرة أخرى إلى مسكنه الواقع بحي 200 مسكن، أين أقدم على إثرها
بإضرام النيران داخل شقته في محاولة لوضع حد لحياته، الأمر الذي تسبب في
إتلاف وحرق جميع محتويات المنزل قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدنية التي
تمكن أفرادها من إخماد ألسنة النيران المشتعلة بعد حوالي ساعة من نشوبها.
دهان سيارات يحاول حرق نفسه في قسنطينة احتجاجا على استدعاءات الشرطة
في قسنطينة، قام كهل في الخمسينات من العمر بعملية استعراضية بقسنطينة،
مستقدما معه إبنه الصغير الذي لا يتجاوز 15 سنة من العمر، الكهل الذي حاول
حرق نفسه يدعى كمال.ب وهو دهان سيارات، قال أنه ملّ من استدعاءات الشرطة
وكتب لافتة على قصديرة يقول فيها أنه كره من الحڤرة، وقد تدخلت المصالح
المعنية وأنقذته من هذا المشهد البائس، خاصة ان ابنه كان ذاهلا يشاهد والده
يهدد بالانتحار وقارورة البنزين بيده، وإبنه من كان يساعده في افراغ
البنزين من الدلو نحو زجاجة صغيرة.
محاولة انتحار فتاة ببلدية شلغوم العيد في ميلة
أقدمت فتاة تدعى م.ش البالغة من العمر 22 سنة، تقطن بحي جامع لخضر
المسمى بوقرانة التابع لبلدية شلغوم العيد بولاية ميلة مساء أول أمس في
حدود الساعة السابعة على محاولة الانتحار وذلك عن طريق تناولها كمية معتبرة
من دواء ايكزوميل داخل المنزل لأسباب تبقى مجهولة، حيث تم نقل الضحية من
طرف العائلة في حالة حرجة إلى مستشفى شلغوم العيد لتلقي العلاج، فيما فتحت
مصالح الأمن تحقيقا في الحادث.
شاب يضرم النار في جسده أمام مقر أمن دائرة الشريعة بتبسة
أقدم مساء أول أمس الشاب شبوكي سفيان على محاولة الانتحار أمام مقر أمن دائرة الشريعة بولاية تبسة.
مصدر الشروق الأمني، كشف بأن الشاب البالغ من العمر 27 سنة، تنقل إلى
مقر أمن الدائرة للاستفسار عن شكواه التي أودعها ضد متهم بالضرب، حيث تلقى
الإجابة من رجال الشرطة بأن ملف القضية قد حول إلى السيد وكيل الجمهورية
للنظر فيه، وفي لحظة غضب قام الشاب بإضرام النار في جسده، حيث تدخل رجال
الشرطة لإطفاء جسده الذي لحقت به أضرار مختلفة دفعت بالفريق الطبي العامل
بالمؤسسة الاستشفائية لمدينة الشريعة نقله إلى المستشفى الجامعي بمدينة
عنابة، كما تم نقل بعض رجال الشرطة لتلقي العلاج بعد الحروق التي أصيبوا
بها أثناء عملية إطفاء النيران التي كانت تلتهم الشاب.. وبحسب مصدر الشروق
الأمني، أن قضية الشاب سفيان التي كانت سببا في محاولة الانتحار ووفقا
للإجراءات المعمول بها لا تتطلب تقديم الأطراف أمام السيد وكيل الجمهورية
حسب ما كان يرغب فيه الشاب، وإنما تقتضي إحالة الملف أمام السيد وكيل
الجمهورية الذي يستدعي الأطراف بعد دراسة الملف.
موظف بمحطة حماية النباتات بمعسكر يحاول الانتحار
علمت "الشروق اليومي" أن موظفا بالمحطة الجهوية لحماية ووقاية النباتات
بولاية معسكر، أقدم على محاولة انتحار، حيث تناول كمية هامة من سائل
الجافيل، ما استدعى نقله من قبل أحد زملائه إلى مصلحة الإستعجالات لمستشفى
معسكر لتلقي العلاج. وحسب ذات المصادر، فإن أسباب ما أقدم عليه الموظف يعود
لخلاف بينه وبين أحد مسؤوليه الذي هدده بخصم يوم من راتبه الشهري بعد
مناوشات بينهما، وأن المديرة لم تنتصر لهذا الموظف وفض الخلاف بينه وبين
المسؤول. كما أن مشكل تأخر صرف الرواتب الشهرية كانت من بين الأسباب التي
حركت بقية العمال الذين طالبوا بالإسراع في منحهم راتبهم الشهري.
كما رفع أصحاب عقود الإدماج المهني وما قبل الإدماج وعقود ما قبل
التشغيل، سقف مطالبهم، وطالبوا بالتثبيت في مناصب عمل قارة. وفي الوقت
نفسه، يبدي الكثير من أهل عنابة وسكان المدينة، المشاركة في أعمال العنف
والفوضى هذه التي تهز مدينة بونة، ويرفضون ما تدعو إليه بعض الجهات إلى
القيام بمسيرات سلمية، بتاريخ الـ12 من شهر فيفري الجاري، وتدعو فعاليات
المجتمع المدني بالولاية، إلى عدم الانسياق وراء هذه الدعايات المغرضة التي
تهدف إلى خلق الفوضى ببلادنا.