- الجمانةعضو خبير
- عدد الرسائل : 748
العمر : 30
الموقع : فلسطين
البلد :
نقاط : 1012
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
مكارم الاخلاق
الخميس 24 فبراير 2011, 14:07
مكارم الاخلاق
الأدب عنوان الكمال, يرفع الوضيع الى درجة الرفيع, ويعلو بالعامة الى مرتبة الخاصة, وبالخدم الى مصاف الأمراء.
*قال أحد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
لكل شيئ زينة في الورى *** وزينة المرء تمام الأدب
قد يشرفُ المرء بآدابه *** فينا وان كان وضيع النسب
كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يغنيك محموده عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي
صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه *** فقوم النفس بالأخلاق تستقم
الحلم
واستشعر الحلم في كل الأمور *** ولا تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً *** أضر له من شتمه حين يشتم
الصبر
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به *** لكنت باركت شكراً صاحب النعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً *** صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
العفو
وما قتل الأحرار كالعفو عنه *** ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
اذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا *** مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
اذا ماالذنب وافى باعتذار *** فقابله بعفوٍ وابتسام
ولاتحقد وان ملئت غيظاً *** فإن العفو من شيم الكرام
الروية والتؤدة
استأنِ تظفر في أمورك كلها *** واذا عزمت على الهدى فتوكلِ
من لم يـتــئــــد في كل أمر *** تخطاه التدارك والمنال
تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً *** فكم بالنجح يظفر من تأنى
الرفق
من يستعن بالرفق في أمره *** يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم *** يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ *** فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
محاسن الأخلاق
واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها *** وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ
وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه *** فأصبح مذموماً قليل المحامدِ
الصدق
وما شيئٌ اذا فكرت فيه *** بأذهب للمروءة والجمالٍ
من الكذب الذي لاخير فيه *** وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
عليك بالصدق ولو أنه *** أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى *** من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ
الحب
ان نفسا لم يشرق الحب فيها *** هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت الى نفسي *** و بالحب قد عرفت الله
الحياء
ورُبَّ قبيحة ماحال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن *** اذا ذهب الحياء فلا دواءُ
اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً *** وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
التواضع
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه *** رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه *** على طبقات الجو وهو وضيعُ
الاقتصاد و الزهد
أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا *** تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
من كان فيما استفاد مقتصداً *** لم يفتقر بعدها إلى أحدِ
إنما الدنيا متاع زائل *** فاقتصد فيه وخذ منه ودع
عجب للدهر كم من أمم *** قد أباد الدهر والدهر جذع
العدل
وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها *** وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم ترجع عقباه الى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
المروءة
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه *** فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
واذا كانت النفوس كبار *** تعبت في مرادها الأجسام
القناعة
أفادتني القناعة كل عـــز *** وأي غنى أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال *** وصير بعدها التقوى بضاعة
اقنع بأيسر رزق أنت نائله *** واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص *** ولا تعكر إلا في الزيادات
العفة
إن القناعة والعفــــــــاف *** ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى *** فاشكر فقد نلت المنى
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل *** عفاف و اقدام و حزم و نائل
المشورة
الرأي كالليل مسودّ جوانبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى *** مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ
شاور سواك إذا نابتك نائبة *** يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى *** ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ
الاتحاد والتعاون
إن القداح اذا اجتمعن فرامها *** بالكسر ذو حنق وبطش أيّدِ
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت *** فالهون والتكسير للمتبددِ
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً *** واذا افترقن تكسرت آحادا
الأمانة
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها *** ان الكريم على الأمانة راعِ
بر الوالدين
لأمك حق عليك كبيــــرُ *** كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ *** فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها *** ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى *** وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
عليكَ ببر الوالدين كليهما *** وبر ذوي القربى وبر الأباعدِ
صلة الرحم
وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ *** معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكن أواسيه وأنسى ذنبه *** لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان : واصلٌ *** وعبد لأرحام القرابة قاطعُ
الكرم والمعروف والإحسان
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه *** ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني *** أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ
أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى *** بخيلاً له في العالمين خليلُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
الشكر
شكر الإله بطول الثناءِ *** وشكر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ *** وشكر الدنيء بحسن العطاءِ
أوليتني نعماً أبوح بشكرها *** وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت *** فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
الصراحة
عِـــدايَ لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ *** فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها *** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
لا خير في وُدِّ امرئٍ متملقٍ *** حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً *** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
الأمل
لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ *** أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
وللنفوس وإن كانت على وجلٍ *** من المنية آمالٌ تقويها
فالصبر يبسطها, والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها, والموت يطويها
الجِدّ والعمل
من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ *** قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة *** ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها *** فليس يسعد بالخيرات كسلانُ
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغِ
الألفة والأخوّة
أخاك أخاك ان من لا أخا له *** كساع الى الهيجا بغير سلاح
هموم رجال في أمور كثيرة *** وهمي في الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروح بين جسمين قُسِّمت *** فجسماهما جسمان والروح واحدُ
ومــــــا المرء إلا بإخـــــــوانه *** كما تقبض الكف بالمعصمِ
ولا خير في الكفّ مقطوعةً *** ولا خير في الساعد الأجذمِ
إختيار الأصدقاء
إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك *** ومن يضرُّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك *** شتَّت فيك شمله ليجمعك
المعاتبة
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُه
وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُه
فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرةً ومجانبُه
تقليل الكلام
ان الكلام لفي الفؤاد و انما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا
ان السكوت سلامة و لربما *** زرع الكلام عداوة و ضرارا
فلئن ندمت على سكوتك مرة *** فلتندمن على الكلام مرارا
إن القليل من الكلام بأهله *** حَسَنٌ وإن كثيره ممقوتُ
مازل ذو صمتٍ , وما من مكثر *** إلا يزلُّ , وما يعاب صموتُ
إن كان ينطق ناطق من فضة *** فالصمت درٌّ زانه الياقوتُ
المزاح والضحك
أفد طبعك المكدود بالجِدّ راحةً *** يَجِمُِ وعلله بشيء من المزحِ
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن *** بمقدار ما يُعطى الطعام من الملحِ
الإعتبار
الدهر أدبني , والصبر رباني *** والقوت أقنعني , واليأس أغناني
وحنكتني من الأيام تجربةً *** حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
قمع النفس عن الهوى
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
كتمان السر
و السر فاكتمه و لا تنطق به *** ان الزجاجة كسرها لا يشعب
لا يكتم السر إلا ذي ثقة *** والسر عند خيار الناس مكتومُ
فالسر عندي في بيت له غلق *** ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ
ومستودعي سرا تضمنت سره *** فأودعته من مستقر الحشا قبرا
ولكنني أُخفيه عني كأنني *** من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
وما السر في قلبي كميت في حفرة *** لأني أرى المدفون ينتظر النشرا
حفظ اللسان
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا *** فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن مافيهم اذا ذُكروا *** ولا تَعِب أحداً فيهم بما فيكا
لسانك لا تدكر به عورة امريء *** فكلك عورات و للناس ألسن
و عينك ان أبدت اليك معايبا *** فصنها و قل يا عين للناس اعين
تجنب الحقد والحسد و الصبر عليه
وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا *** إلا الحسود فإنه أعياني
لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلا تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان
مــا أرى يرضيه إلا ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني
أيا حاسداً لي على نعمتي *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه *** لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربّي بأن زادني *** وسدّ عليك وجوه الطلب
فاصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.
الأدب عنوان الكمال, يرفع الوضيع الى درجة الرفيع, ويعلو بالعامة الى مرتبة الخاصة, وبالخدم الى مصاف الأمراء.
*قال أحد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
لكل شيئ زينة في الورى *** وزينة المرء تمام الأدب
قد يشرفُ المرء بآدابه *** فينا وان كان وضيع النسب
كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يغنيك محموده عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي
صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه *** فقوم النفس بالأخلاق تستقم
الحلم
واستشعر الحلم في كل الأمور *** ولا تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً *** أضر له من شتمه حين يشتم
الصبر
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به *** لكنت باركت شكراً صاحب النعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً *** صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
العفو
وما قتل الأحرار كالعفو عنه *** ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
اذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا *** مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
اذا ماالذنب وافى باعتذار *** فقابله بعفوٍ وابتسام
ولاتحقد وان ملئت غيظاً *** فإن العفو من شيم الكرام
الروية والتؤدة
استأنِ تظفر في أمورك كلها *** واذا عزمت على الهدى فتوكلِ
من لم يـتــئــــد في كل أمر *** تخطاه التدارك والمنال
تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً *** فكم بالنجح يظفر من تأنى
الرفق
من يستعن بالرفق في أمره *** يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم *** يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ *** فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
محاسن الأخلاق
واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها *** وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ
وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه *** فأصبح مذموماً قليل المحامدِ
الصدق
وما شيئٌ اذا فكرت فيه *** بأذهب للمروءة والجمالٍ
من الكذب الذي لاخير فيه *** وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
عليك بالصدق ولو أنه *** أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى *** من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ
الحب
ان نفسا لم يشرق الحب فيها *** هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت الى نفسي *** و بالحب قد عرفت الله
الحياء
ورُبَّ قبيحة ماحال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن *** اذا ذهب الحياء فلا دواءُ
اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً *** وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
التواضع
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه *** رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه *** على طبقات الجو وهو وضيعُ
الاقتصاد و الزهد
أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا *** تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
من كان فيما استفاد مقتصداً *** لم يفتقر بعدها إلى أحدِ
إنما الدنيا متاع زائل *** فاقتصد فيه وخذ منه ودع
عجب للدهر كم من أمم *** قد أباد الدهر والدهر جذع
العدل
وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها *** وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم ترجع عقباه الى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
المروءة
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه *** فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
واذا كانت النفوس كبار *** تعبت في مرادها الأجسام
القناعة
أفادتني القناعة كل عـــز *** وأي غنى أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال *** وصير بعدها التقوى بضاعة
اقنع بأيسر رزق أنت نائله *** واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص *** ولا تعكر إلا في الزيادات
العفة
إن القناعة والعفــــــــاف *** ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى *** فاشكر فقد نلت المنى
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل *** عفاف و اقدام و حزم و نائل
المشورة
الرأي كالليل مسودّ جوانبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى *** مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ
شاور سواك إذا نابتك نائبة *** يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى *** ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ
الاتحاد والتعاون
إن القداح اذا اجتمعن فرامها *** بالكسر ذو حنق وبطش أيّدِ
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت *** فالهون والتكسير للمتبددِ
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً *** واذا افترقن تكسرت آحادا
الأمانة
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها *** ان الكريم على الأمانة راعِ
بر الوالدين
لأمك حق عليك كبيــــرُ *** كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ *** فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها *** ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى *** وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
عليكَ ببر الوالدين كليهما *** وبر ذوي القربى وبر الأباعدِ
صلة الرحم
وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ *** معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكن أواسيه وأنسى ذنبه *** لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان : واصلٌ *** وعبد لأرحام القرابة قاطعُ
الكرم والمعروف والإحسان
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه *** ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني *** أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ
أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى *** بخيلاً له في العالمين خليلُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
الشكر
شكر الإله بطول الثناءِ *** وشكر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ *** وشكر الدنيء بحسن العطاءِ
أوليتني نعماً أبوح بشكرها *** وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت *** فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
الصراحة
عِـــدايَ لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ *** فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها *** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
لا خير في وُدِّ امرئٍ متملقٍ *** حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً *** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
الأمل
لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ *** أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
وللنفوس وإن كانت على وجلٍ *** من المنية آمالٌ تقويها
فالصبر يبسطها, والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها, والموت يطويها
الجِدّ والعمل
من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ *** قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة *** ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها *** فليس يسعد بالخيرات كسلانُ
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغِ
الألفة والأخوّة
أخاك أخاك ان من لا أخا له *** كساع الى الهيجا بغير سلاح
هموم رجال في أمور كثيرة *** وهمي في الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروح بين جسمين قُسِّمت *** فجسماهما جسمان والروح واحدُ
ومــــــا المرء إلا بإخـــــــوانه *** كما تقبض الكف بالمعصمِ
ولا خير في الكفّ مقطوعةً *** ولا خير في الساعد الأجذمِ
إختيار الأصدقاء
إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك *** ومن يضرُّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك *** شتَّت فيك شمله ليجمعك
المعاتبة
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُه
وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُه
فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرةً ومجانبُه
تقليل الكلام
ان الكلام لفي الفؤاد و انما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا
ان السكوت سلامة و لربما *** زرع الكلام عداوة و ضرارا
فلئن ندمت على سكوتك مرة *** فلتندمن على الكلام مرارا
إن القليل من الكلام بأهله *** حَسَنٌ وإن كثيره ممقوتُ
مازل ذو صمتٍ , وما من مكثر *** إلا يزلُّ , وما يعاب صموتُ
إن كان ينطق ناطق من فضة *** فالصمت درٌّ زانه الياقوتُ
المزاح والضحك
أفد طبعك المكدود بالجِدّ راحةً *** يَجِمُِ وعلله بشيء من المزحِ
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن *** بمقدار ما يُعطى الطعام من الملحِ
الإعتبار
الدهر أدبني , والصبر رباني *** والقوت أقنعني , واليأس أغناني
وحنكتني من الأيام تجربةً *** حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
قمع النفس عن الهوى
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
كتمان السر
و السر فاكتمه و لا تنطق به *** ان الزجاجة كسرها لا يشعب
لا يكتم السر إلا ذي ثقة *** والسر عند خيار الناس مكتومُ
فالسر عندي في بيت له غلق *** ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ
ومستودعي سرا تضمنت سره *** فأودعته من مستقر الحشا قبرا
ولكنني أُخفيه عني كأنني *** من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
وما السر في قلبي كميت في حفرة *** لأني أرى المدفون ينتظر النشرا
حفظ اللسان
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا *** فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن مافيهم اذا ذُكروا *** ولا تَعِب أحداً فيهم بما فيكا
لسانك لا تدكر به عورة امريء *** فكلك عورات و للناس ألسن
و عينك ان أبدت اليك معايبا *** فصنها و قل يا عين للناس اعين
تجنب الحقد والحسد و الصبر عليه
وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا *** إلا الحسود فإنه أعياني
لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلا تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان
مــا أرى يرضيه إلا ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني
أيا حاسداً لي على نعمتي *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه *** لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربّي بأن زادني *** وسدّ عليك وجوه الطلب
فاصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.
- المسلمعضو خبير
- عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
رد
الخميس 24 فبراير 2011, 14:23
بارك الله فيكى وبارك اهلك وبلدك
موضوع طيب
javascript:emoticonp('')
موضوع طيب
javascript:emoticonp('')
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى