مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
حمزة المفتش
حمزة المفتش
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 106
البلد : أخـطاء....... Male_a11
نقاط : 173
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

أخـطاء....... Empty أخـطاء.......

الخميس 10 مارس 2011, 21:14




أخـطاء

د. عائض القرني

هذه مجموعة من الأخطاء ، التي يقع فيها الناس في زماننا ، ذكرتها متتالية ، وعقبت عليها بالحكم الشرعي لها ، محبة مني في أن يجتنبها إخواني المسلمون ، لكي تصفوا عقائدهم ، ويستقيم إيمانهم ، فإليكم إياها متتالية :

منها : أخطاء في الزيارة ، وعدم التقيد بما ذكر الله في كتابه ، وبما سنه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في الزيارة ، بل أصبح في نظام الزيارة عشوائية ، وكدر على الزائر والمزور ، والله ذكر الزيارة في سورة النور ، وبين الأوقات التي تكره فيها الزيارة ( ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ) (النور: من الآية58) فهذه الأوقات محظورة الزيارة فيها ، وهذه الأوقات ، هي : وقت استجمام وراحة ، وهي أوقات خاصة للمسلم مع أهله في بيته ، وليس من الحكمة أن تزوره قبل الفجر .

أسمعت غبياً أو أحمق يطرق عليك قبل الفجر ؟ فتفتح له : ماذا تريد ؟ قال : عندي مسألة ، أو أريد أن أتحدث معك ، يا له من حديث ما أسوده !! من وقت ما أعكره !! أهذا وقت ؟

وبعد صلاة الظهر ( وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ) (النور: من الآية58) انظر إلى تعبير القرآن ، حين تأتون من الأعمال منهكين ، عليكم من الكلال والمشقة ما الله به عليم ، فتضعون الثياب ، وترتاحون قيلولة فيطرق الطارق ليبحث في مسألة ، وكم يتعرض الإنسان لمثل هذا الأمر ؟ .

ونحن نتقيد بالكتاب والسنة في جميع أمورنا ، واتصالنا ، وجلوسنا ، وصلاتنا ، وتؤخذ كلها من مشكاة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .

فبعد الظهر ، لا زيارة إلا أن تكون هناك وليمة ، أو عزيمة ، أو دعوة ، أو جدول عملي مرتب فلا بأس بها .

( وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ) (النور: من الآية58) وهذا لا يزار فيه ، وإنه لوقت أذهبه كثير من الناس في السهر المضني ، والضياع ، وعدم التحصيل ، والسهر الذي فوت على الكثير منهم صلاة الفجر .

وإني أدعو إخواني إلى أن يكون وقت زيارتهم من بين صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ، وهو وقت مستهلك ، وبسيط ، وسهل على الزائر والمزور .

وبعض الناس إذا زار أثقل في الزيارة ، يزور بعد العصر ، ولا يخرج إلا في آخر الليل .

رأى الشافعي رجلاً زاره ، وكان ثقيلاً ، فقال الشافعي : ( رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)(الدخان:12) وكان الأعمش يقول : إني لأسمع بالثقيل ، فتتمايل بي الأرض ، أي أظن أن الأرض تكاد أن تخسف من جهته .

وقال ابن الرومي في زائر زاره :

أنـت يـا هـذا ثـقـيـل وثـقـيل وثـقـيَل أنـت في المـنظـر إنسـان وفي المخـبر فيل

ونحن نقول لإخواننا : أنتم مسلمون ، وموحدون وأحباب ، وعلى المقل ، وطأوا على شغاف القلب ، لكن في أوقات يرتاح فيها العبد ليأتي إليكم بصفاء ذهن .

لأن العبد ، وخاصة من يتلقى أمور الناس ، كالأئمة ، والخطباء ، والقضاة ، والمشايخ ، والمسؤولين ، وأعيان الناس ، دائماً عليهم من المشاكل ما الله به عليم ، فإذا بقى في وقت راحته مشغولاً من الناس فلن يجد وقت راحة .

ومنها : الحلف بغير الله وهو متفش كثيراً في بعض الأماكن ،كأن يقول ( وحياتك ) ( وشرفي ) (ونجاحي) فمن فعل ذلك ، فقد باع حظه من الله ، وقد أشرك ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو لبصمت )(1) وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم )(2) ، فلا يحلف أحد بغير الله الواحد الأحد .

فهو سبحانه العظيم ؛ لأن الحلف تعظيم ، قال ابن مسعود فيما صح عنه : ( لأن الحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً ) ؛ لأن الحلف بالله كاذباً معصية ، والحلف بغيره صادقاً شرك ، والشرك أكبر من المعاصي ، وأكبر الكبائر ، فاستعيذوا بالله من الشرك ظاهراً وباطناً .

وهذا من عدم توقير الله في قلوبهم ، ومن التعدي على حرمات الله وشعائر الله ، ولا يعظم حرمات الله إلا متقي ولا يعظم شعائر الله إلا من في قلبه تقوى . فالواجب على العبد أن يقدر ما في هذا الكلام .

ومنها : الحلف بالطلاق ؛ وهو منتشر ، وقد عظم بعض الناس هنا اليمين به على اليمين بالله بل جعلوه في الولائم ، والمناسبات ، والحضر ، والمنع ، والطلب ، وفي الأمور النسبية والعلاقات فيما بينهم أعظم من الحلف بالله ، بل أحدهم لا يجيب طلبه لأخيه إلا إذا حلف له بالطلاق !

وهذا عند بعض العلماء أنه أقسم بغير الله ، وأشرك ، وعند بعضهم أنه حلف ، وانعقد به الطلاق ، وعند بعضهم أصبح يميناً يقوم به الكفارة . ولسنا نحن في تفصيل الطلاق هنا ، لكن في التحذير من الحلف بالطلاق ، وعدم استخدامه على اللسان ، وما يفعل ذلك إلا من عدم الفقه في الدين ، أو صغرت معلوماته ، بهذه المسألة الضخمة التي استخدمها كثير من الناس .

ومنها : قولهم ( انتقل إلى مثواه الأخير ) يموت ميت فيقولون : انتقل إلى مثواه الأخير ، وهذه الكلمة ، فيما أعلم ، كلمة لبعض الزنادقة من زنادقة المتصوفة ، بل زنادقة الفلاسفة ، الذين كانوا يقولون : القبر هو آخر مثوى ، وهي من الأقوال التي نسبت لابن سينا ، الضال ، الذي هو محسوب علينا ، ومحسوب على بعض المسلمين ، وليس محسوباً على علماء المسلمين ، والله يتولى أمره ، وقد تعرض له ابن تيمية فقصم ظهره في أكثر من موطن .

بل قال مسائل كفره بها الغزالي في ( تهافت الفلاسفة ) ، وقال عنه ابن تيمية في بعض المسائل : إن كان صح عنه ما يقول ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

فقولهم : ( انتقل إلى مثواه الأخير ) أخذها بعض الصحفيين تقليداً فقالوا : إن فلاناً انتقل إلى مثواه الأخير .

والقبر ليس مثوى أخير ، بل المثوى الأخير ، هو : الجنة أو النار ، ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى: من الآية7) ومقصود الزنادقة : أن يقولوا : لا حياة بعد القبر كما قال عمر الخيام :

فـمـا أطـــال الـنـوم عـــمـراً ومـتا قـصـر فـي الأعـمـار طـول الـســهـر

لـبـسـت ثـوب الـعـمـر لـم أسـتـشـر وطـفـت فـيـه بـيـن شـتـى الـصــور

ثم يذكر في القصيدة : أن القبر آخر مستقر ، وكذب عدو الله ، ليس القبر آخر مستقر ، فبعد القبر حياة ، إما في الجنة ، ,إما في النار ، وبعد القبر : جنة عرضها السماوات والأرض ، أو نار تلظى ، وبعد القبر حساب ، وصراط وميزان ، وتطاير صحف ، وأنبياء ، وشفاعة ، وملائكة ، وبعد القبر : يوم يشيب له الولدان .

فليعلم أن هذه الكلمة خاطئة .

ومنها : قولهم في المناسبات ( فلان غني عن التعريف ) فإذا قدموا لشيخ ، أو داعية ، أو محاضر ، أو مسؤول ، قالوا : فلان علم غني عن العريف .

وهذه كلمة خطأ ، فالغني عن التعريف ، هو : الله ، وهو الذي عرف نفسه بنفسه ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (الأنعام:1) ، ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فاطر:1) ، فالغني عن التعريف ، هو : الله عرف نفسه لموسى ، فقال : يا موسى ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طـه:14) ، ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم: من الآية65) .

وفـي كــــــــل شــيء لــه آيــه تــدل عــلــى أنــه واحـــد

فـيـا عـجـبـاً كـيـف يـعـصـي الإلـه وكـيـف يـجــحــده الـجـاحـد

وما منا من أحد ، إلا ويحتاج إلى تعريف ، ملكاً كان ، أو أميراً أو وزيراً ، أو عالماً ، أو موظفاً ، أو مسؤولاً ، هو : لابد أن يعرف .

وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن وفد عبد القيس قدموا على الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال : ( من القوم ؟ ) أو : ( من الوفد ؟ ) قالوا : من مضر . قال : ( مرحباً بالقوم ـ أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى ) ؟(1) ؟

وفي صحيح البخاري عن جابر قال : استأذنت على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( من ؟)

قلت : أنا .

قال : ( أنا ..أنا ) . كأنه كرهه(2) .

قل من أنت ( لأن أنا ) مجهول ، فكل أحد يقول : أنا لكن سم اسمك .

ولما كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع جبريل في ليلة المعراج ، طرق باب السماء فقالوا : ( من ؟ قال : جبريل .

قالوا : ومن معك (1) ؟

قال : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .

قالوا : مرحباً بك وبمن معك ) .

وطرق أبو ذر على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( من ؟) .

قال : أبو ذر .

فكلنا محتاج إلى تعريف .

قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (الحجرات: من الآية13) .

ومن الأدب في الإسلام : أنك إذا نزل بك ضيف ، أو وفد : أن تسألهم عن أسمائهم ، ولا تبقى معهم أبكم أصم أعمى .

قال الأسدي :

أحـادث ضـيـفـي قـبـل إنـزال رحــله ويـخـصـب عـنـدي والـمـكـان جديـب

ومـا الخـصـب للأضـيـاف أن يكثر القرى ولـكـنـما وجـه الـكـريـم خـصـيــب

يقول أنا من صفتي أن أحادث ضيفي ، وهو على الراحلة ، فكيف إذا نزل ؟ ولذلك من أدب الضيافة أن تحدثه وتؤانسه ، قال الله لما كلم موسى ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) (طـه:17) وهي من المحادثة والأنس ، فالله يعلم أنها عصا ، فهو الذي خلقها ـ سبحانه وتعالى ـ ويعلم بموسى وفرعون والعصا ، ولكنه تعالى يريد مؤانسة موسى لئلا يخاف .

ومنها : وقد سمعتها من بعض الناس في دعائهم قولهم : ( الله لا ينسانا ولا يقصانا ) وهل الله ينسى؟ ( فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) (طـه: من الآية52) .

نعم ورد في القرآن : ( قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:126) ، ( فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (لأعراف: من الآية51) ، والنسيان هنا عند العرب في لغتهم بمعنى الترك يعني : تركهم ، لا أنه نسيهم ، وغفل عنهم . فقول القائل : الله لا ينسانا ليس بصحيح، أو : ربي لا تنساني .

سبحان الله ! خلقك ، وصيرك ، وأحياك ، وأماتك ، ورزقك ، ثم ينساك ، جل الله عن النسيان .

والنسيان صفة نقص ، لا تنسب له ، سبحانه وتعالى ، لا تقييداً ولا إطلاقاً ، وتنفي عنه ، فهو لا ينسى ، تبارك وتعالى ، ولا ينام ، ولا يسهو ، ولا تأخذه سنة ، ولا يحتاج إلى الطعام ، لا يطعم ، سبحانه وتعالى ، وهو يطعم .

وابن تيمه يذكر في كتابه ( درء تعارض النقل والعقل ) وغيره أن الصفات عند أهل السنة على أربعة أقسام :

1- صفات نثبتها مطلقاً لله .

2- وصفات ننفيها عن الله مطلقاً .

3- وصفات نثبتها مقيدة .

4- وفات نستفصل فيها .

فأما الصفات التي نثبتها لله : فهي الصفات ، التي أثبتها الله لنفسه، وأثبتها له رسوله ( صلى الله عليه وسلم) وهي صفات كمال مطلقة ، مثل الحكيم ، العليم ، الواحد ، الأحد ، وأمثالها فهذه نثبتها لله مطلقاً .

وأما الصفات التي ننفيها مطلقاً : فهي ما نفاها ـ سبحانه وتعالى ـ عن نفسه ، وما نفاها عنه رسوله (صلى الله عليه وسلم ) مثل : السهو ، والنسيان ، والغفلة ، والنوم ، والحاجة ، والولد ، والصاحب ، فهذه ننفيها مطلقاً .

وأما الصفات التي نثبتها مقيدة : فهي التي ذكرها الله في القرآن مقيدة مثل : ( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ) (التوبة: من الآية79) فنقول : الله يسخر بمن يسخر به ، سخرية تليق ، بجلاله ، مقيدة ، غير مطلقة فلا نقول : هو ساخر .

وكقوله ـ سبحانه وتعالى ـ : ( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ(14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) (البقرة:14- 15) فنقول : يستهزئ الله بمن يستهزئ به ، مقيدة ، لا نثبتها مطلقة .

وكقوله ـ سبحانه وتعالى ـ : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) (لأنفال: من الآية30) فنقول : الله يمكر بمن يمكر به ، مقيدة ، لا أنه يمكر دائماً .

وكقوله سبحانه : ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) (النساء: من الآية142) فالله يخدع من خادعه وليس يخدع مطلقاً ، لكن مقيداً بمن خادعه .

وانظر إلى قوله ـ سبحانه وتعالى ـ : ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ) (لأنفال : من الآية71) ما قال: خانهم ؛ لأن صفة الخيانة: نقص ، سواء أطلقت، أو قيدت ، فلم يأت بها ـ سبحانه وتعالى ـ فليعلم ذلك ، وهذه قاعدة تكتب بماء الذهب ، وبيض الله وجه شيخ الإسلام يوم حررها .

وأما الصفات التي نستفصل عنها : كصفة الجسم ، فنقول للواصف : ماذا تريد بالجسم أو الجوهر أو التميز؟ فإن كان حقاً أقررنا ، وإن كان باطلاً رددناه عليه ، وهكذا كل ما لم يرد في الكتاب والسنة إذا أطلقه أحد على الله ـ تبارك وتعالى .

ومنها : وهي من الألفاظ ، التي انتشرت بين الناس ، خاصة في الصحف ، قولهم : ( المرحوم فلان ، والمغفور له ) ولا يعلم السر إلا الله ، ولا يعلم نتائج الناس إلا الله ، ولا نشهد لأحد بجنة ، أو نار ، إلا من شهد له رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، لكننا نسأل الله الجنة للطائعين ، ونثني على الصالحين ، وندعوا لهم ، أما أن نقول : (المرحوم ) فهذا خطأ وما يدريك أهو مرحوم أم لا ؟ فلعله من أهل النار .

والأفضل : أن نقول للمسلم إذا مات : فلان غفر الله له ، فلان رحمه الله ؛ لأن هذا من باب الإنشاء ، لا من باب الخبر ، وأجاز أهل العلم الإنشاء ، ولم يجيزوا الخبر ؛ لأنك إذا قلت : المغفور له تخبر ، والخبر عن الله من علم الغيب .

وأما رحمه الله فهو : من باب الدعاء ، وهو إنشاء ، ويجوز إنشاء ، ولا يجوز خبراً ، فليعلم ذلك .

ومنها : قولهم : (فلان شهيد ) نحن نرجو لمن مات في سبيل الله ، أن يكون شهيداً ، ولذلك عندما مات عثمان بن مظعون كما في ( صحيح البخاري ) قال الناس : هنيئاً له من أهل الجنة ، غضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( أنا ,أنا رسول الله ، والذي نفسي بيده لا أعلم ما يفعل بي )(1) فالعلم عند الله ، لكن نشهد للصالحين كمن يعاود المسجد خمس مرات في اليوم ، والصادق الصالح المنيب ، بار الوالدين ، وصول الرحم ، فهذا نثني عليه ، نحن شهداء الله في أرضه .

ومنها : قولهم ( لقيته صدفة ) وليس في خلق الله صدفة ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49) ، ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22)، فكل شيء بقضاء الله وقدره .

قال الحسن البصري لتلاميذه : والله لو ضع يدي هذه اليمنى في اليسرى إنها بقضاء وقدر من الله .

ومن لم يؤمن بالقضاء والقدر ، فقد كفر ، وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في أركان الإيمان الستة : ( وأن تؤمن بالقدر خيره وشره )(2) ، وفي الحديث قوله (صلى الله عليه وسلم ) : ( احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ، ولا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، أو قدر الله وما شاء فعل )(3) ، ومن أنكر القضاء والقدر فقد كفر .

( فصدفة ) يعني : كأنه ما كان لله سابق علم ، يعني : ما كأن الله قدر أن نلتقي .

بل قل : قدر الله كذا ، وقضى الله بكذا .

ومنها : قولهم ( الإنسانية ) ، و( الأخوة الإنسانية ) فلا يذكرون الأخوة الإسلامية ، لكن الإنسانية ، فيدخل عدو الله في هذه المظلة ، وإذا قلنا الأخوة الإسلامية خرج منها أعداء الله ( أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة: من الآية22) ، ( أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة: من الآية19) ، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة:56) ، ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63) . وقال ـ سبحانه في سورة المائدة : ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (المائدة: من الآية54) هذه صفات المؤمنين ، فأما أن نقول إنسانية ، فهذه ما سمعنا بها في آبائنا الأولين ، ولا في الكتاب ، ولا في السنة .

معنى ذلك : أن تدخل الملحدين ، والمعرضين ، وتجعلهم إخواناً لك ، لا أعداء .

ومنها : قولهم : ( شاءت الأقدار ) ، إنما أقول هذا ؛ لأنه يشعر بالاستقلالية في الأفعال والصفات ، وكذا لا نقول ( يا رحمة الله ) ولا ( يا غوث الله ) ولا ( يا لطف الله ) ، ولان هذه تشعر بالاستقلالية في الصفة ، بل ننادي الواحد الأحد ( يا الله ) ، يا رحمن ) ، ( يا رحيم ) ، ( يا أحد ) ، ( يا صمد ) ، ( يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) .

( فشاءت الأقدار ) خطأ إطلاقها ؛ لأن الله هو الذي قدر ، فالأقدار ليست فاعلاً بذاتها .

ومنها : قول السائل في كثير من الأسئلة التي تعرض ( ما رأي الدين ) ، الدين ليس له رأي ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) (لنجم:4) الدين قال الله ، وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فالدين ليس له رأي .

جاء رجل إلى ابن عمر ، فقال : يا ابن عمر ، أرأيت لو أنني زرت قبل أن أسعى ، أو سعيت قبل أن أطوف ، أرأيت لو فعلت كذا .

قال : اجعل أرأيت في اليمن .

ولذلك سموا فقهاء الأحناف ، أو بعضهم ، لما أكثروا من الرأي ( ارتيائيين ) ، وهذا الرأي ، لا يصيب دائماً ؛ لأنه متقلب ومتذبذب ، بل نعود إلى الكتاب والسنة .

ولذلك أمرنا الله عند التنازع ، أن نعود للكتاب والسنة ، لا إلى رأي أحد من الناس .

ومنها : قولهم ( اللهم اغفر لي إن شئت ) وهذه أفتانا فيها محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال فيما صح عـنه : ( لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، بل ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له )(1) . لأن الله يحب الملحاح في الدعاء ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء: من الآية90) .

ومنها : تقديم بعض الألفاظ قبل السلام ، فإن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال في مسند أحمد عن أبي أمامة : ( أولى المؤمنين بالإيمان بالله من بدأهم بالسلام ) ، والسنة عند المسلمين ، وعند أهل السنة : أن تبدأ بالسلام ، ولا تقدم كلاماً عليه ، كما يفعل بعض الناس ، ولكن لك بعد السلام أن تضيف ما شئت من العبارات التحية .

وقد عقد البخاري في الأدب المفرد (باب ) قول المضيف مرحباً . وقال : هل يقال : ( أهلاً ) فأورد حديث أم هانئ الذي في الصحيحين ) و( السنن ) و( المسانيد ) أنها دخلت على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فسلمت فقال : ( من هذه ؟ )

قالوا : أم هانئ .

قال : ( مرحباً بأم هانئ )(2) .

وقال عمر لعدي بن حاتم : حياك الله .



ومنها : قولهم ( العصمة لله تعالى ) ، تسأله في مسألة فيقول : أخطأت ، والعصمة لله ، وهذا خطأ ، قد نبه عليه كثير من العلماء ؛ لأن الله تعالى لا عاصم له ، والمعصوم يحتاج إلى عاصم ، والعصمة أمر نسبي ، يدخل فيها الاشتقاق ، والله لا يعصمه أحد من الناس ، فلا نقول : العصمة لله ، لكن نقول الكمال لله ـ سبحانه وتعالى ـ والجلال والعظمة لله ، والكبرياء لله ، أما العصمة لله ، فليس بصحيح هذا اللفظ .

يصح لك أن تقول : المعصوم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، أما الله ، فلا تقل العصمة لله ؛ لأن المعصوم يحتاج إلى عاصم ، والله لا يعصمه أحد .

ومنها : قولهم بعد التلاوة ، والانتهاء منها : ( صدق الله العظيم ) وهي بدعة ، لم يقلها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولا أصحابه ، ولم تأت في السنة ، ومعناها : صحيح واستخدامها خطأ وبدعة ، وإلا فالله يقول في آل عمران : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) (آل عمران: من الآية95) والله صادق ، وهو أصدق الصادقين ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) (النساء: من الآية87) ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء: من الآية122) لا أحد ، لكن استخدامها بعد التلاوة ليس بصحيح ، وهي بدعة ، فليعلم ذلك .

ومنها : قول الداخل للمسجد ، والإمام راكع : 0 إن الله مع الصابرين ) لينتظره الإمام ولا يرفع ! بل يفعل كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا )(1) أو كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) . فتدخل بسكينة ووقار ، فإن أدركته في الركوع فبها ونعمت ، وإن لم تدركه فصلي ما فاتك ، ولا تقل : إن الله مع الصابرين ، أو تتنحنح ليسمعك ، وينبغي على الإمام : أن ينتظر الداخل ، إذا أحس بصوته ، بشرط أن لا يشق على المأمومين .

ومنها : رد التحية بغير السلام ، تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيقول : أهلاً مرحباً ، وهذا مخالف لسنة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ومن أفعال الجاهلية ، بل إذا سلم عليك تقول : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) (النساء: من الآية86) ، ( قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ ) (هود: من الآية69) فالتحية ترد بمثلها ، وبأحسن منها ، وهو السلام ، والأشنع من هذا أن يستبدل السلام كلية بغيره من التحايا كصباح الخير ، ومساء الخير ، ونحوهما .

ومنها : قولهم إذا قال الإمام : استووا ، قالوا : استوينا لله ، وهذا من الألفاظ غير الشرعية ، فلم يقل الصحابة وراء الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) استوينا لله .

وهاهنا : طرفة بهذه المناسبة ، وهي أن أحد الأئمة كان يصلي بأناس في الصحراء ، وكان من عادته أن يطيل أثناء تسوية الصفوف ، ليتأكد من استوائها ، وكانت الشمس حارة ذلك اليوم ، فقال لهم : استووا استَووا ، فرد عليه أحدهم وقال : قد استوينا ، أي من الشمس .

ومنها : قولهم : نويت أن أصلي كذا وكذا ، والجهر بهذا الكلام بدعة ، كقول أحدهم : نويت أن أصلي الظهر أربعاً ، والعصر أربعاً ، وقد نبه عليه ابن القيم في ( زاد المعاد ) في هديه ( صلى الله عليه وسلم ) في الصلاة ، فلا يصح هذا .

ومنها : قول بعضهم في التحيات في الصلاة : اللهم صل على سيدنا محمد ، كلمة سيدنا لم تأت في النصوص ، وهي دخيلة ، ولا يجوز استخدامها هنا ، ولم يصح بها حديث يعني في التشهد .

أما كلمة ( سيد ) فاستخدمها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كما في البخاري في قوله في الحسن : ( إن ابني هذا سيد )(2)، ومثله قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( قوموا إلى سيدكم )(3) ، وفي قوله ـ سبحانه وتعالى ـ ( وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران: من الآية39) .

والسيد هو كامل السؤدد وهي حرية برسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) أما استخدامها في التحيات فلا حيث لم يثبت .

ومنها : التأمين برفع الأيادي بعد الخطبة يوم الجمعة ، فيخطب الخطيب يوم الجمعة ، اللهم أصلح ولاة المسلمين ، فيقولون : آمين مع رفع الأيدي ، وهذا لم يرد فيه حديث ، ومن عنده دليل فليأت به لنستفيد ، وه من البدع التي انتشرت ، ولم يرد إلا في مسألة واحدة وهي أثناء الاستسقاء من الخطيب ، لحديث قال : ( رفع ـ أي صلى الله عليه وسلم ـ فرفعوا أياديهم )(4) .

ومنها : قولهم بعد قول الخطيب ( فاذكروا الله يذكركم ) : لا إله إلا الله ! ويرتج بها المسجد ، وهكذا بعد قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب: من الآية56) فيصلون على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بصوت مرتفع .

فالواجب . الإنصات للخطيب ، والذكر ، والصلاة ، والتأمين ، تكون بالإسرار والخفية .

ومنها : قولهم ( والله ومحمد ) ، و( لولا الله وأنت ) وهذا شرك لفظي ، بل لولا الله وحده ، وما شاء الله وحده ، أو أن تستخدم حرف ( ثم ) ؛ لأنها للتراخي ( لولا الله ثم أنت ) أما الواو فلا لأنها للتشريك .



ومنها : سب الدهر ، وذم الأيام ، كقول شاعر الجاهلية :

لـحـا الله هـذا الـدهـر إنـي رأيـتــه بـصـيـراً بـمـا سـاء ابـن آدم مـولــع

وكقول أحدهم : ( قبحاً لهذا الزمان ) ، أو ( خيب الله هذا العهد ) أو ( هذا الدهر ) ، و( هذا الليل ) أو ( زماننا زمان قبيح ) ، أو ( هذا الزمان جر علينا النكائب ) هذا لا يصح فقد صح عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم ويسبني ابن آدم ويشتمني ابن آدم ، أما سبه إياي فإنه يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار كيف أشاء ، وأما شتمه إياي فإنه يزعم أن لي صاحبة وولداً وما كان لي صاحبة ولا ولداً )(1) أو كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) .

فسب الدهر من أفعال الشرك ، ونسبة الأفعال إلى الدهر ، لا يصح فليعلم هذا .

ومنها : قولهم ( رجال الدين ) أو توزيع الناس إلى ناس للدين وناس للدنيا .

لا ، نحن للدين والدنيا ، ليس عندنا رجال دين ، بل رجال الدين في الكنيسة ، وهذه الكلمة مترجمة من الكنيسة ؛ لأنه في الكنيسة كان هناك رجال دين ، وكان هناك رجال دنيا ، أما نحن فعندنا قوله ـ سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162) فالحياة والموت ، والليل والنهار ، وأعمالنا وتجارتنا ، ووظيفتنا ، وصلاتنا لله الواحد الأحد ، فليس عندنا رجال دين ، ورجال دنيا ، والذي لا يكون للدين فهو للدنيا ، والذي لا يكون لله فهو لإبليس ، فنسبة رجال دين ، وتخصيصها لنفر من الناس ليس صحيح .

ومنها : قولهم : ( مطوع ) و( مطاوعة ) وهي كلمة في اللغة العربية ليست مستقيمة ، ومبتذلة والطاعة لله ـ عز وجل ـ : ( قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) (النساء: من الآية46) فلا يصح استخدامها لنفر مخصوصين ، فليس هناك إلا طائع ، أو عاصي فاختر لنفسك .

ومنها : الدعاء برفع الأيدي جماعياً بعد أن يسلم الإمام ، وقد نص ابن تيمه ، وابن القيم بأنها من البدع المنتشرة عند المسلمين .

والدعاء بعد الفريضة وارد لكن لم يرد عنهم رفع الأيدي جماعياً .

ومنها : اتخاذ المصافحة بعد السلام عادة وسنة ، أو يقول معها : تقبل الله ، ولم يرد هذا عن السلف ، لكن لك أن تصافح أحداً من الناس قدم من سفر ، فرأيته في المسجد ، أما أن يتخذ عادة وسنة ، فلا .

ومنها : بعض الألفاظ الشركية ، التي انتشرت ، وقد نبه عليها كثير من الأئمة والخطباء ، مثل قولهم : (خذوه وشلوه ) ن وهي نسبة الأفعال والتصرف في الكون للجن ، وهذا شرك ، ولا يصرف إلا الله ـ سبحانه وتعالى ـ : ( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً) (الفرقان:3) فنسبة هذه الأفعال لغير الله ـ عز وجل ـ شرك .

ومنها : مسألة الإرجاء ، وهي منتشرة بين الناس ، وهي مذهب بدعي ، فالمرجئة يقولون : الإيمان قول واعتقاد ، أما العمل فلا يدخل فيه الناس متساوون في الإيمان ، ولا يلزم على الإنسان أن يفعل صالحاً إذا آمن بل يكفيه إيمانه . قال ابن تيميه : ( لقد ترك المرجئة الإسلام كالثوب السافر ) أي : مزقوه .

فكثير من الناس خاصة الذين لم يقبلوا على الله ، أو ما عندهم قربة أو عندهم عمل صالح ، تقول له: صل.

فيقول : الله غفور رحيم ،

يفعل الكبائر ويقول : الله غفور رحيم !

وهذا مدخل شيطاني بل الإسلام قول ، واعتقاد ، وعمل ، ولذلك يقرن الله دائماً بين الإيمان والعمل ، فيقول في آيات كثيرة : ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (الانشقاق: من الآية25) وذكر المؤمنين ووصفهم بصفات كثيرة يأتي على رأسها العمل الصالح : الصلاة ، الزكاة ، الحج ، الصدقة .. الخ .

فليحذر من هذا الإرجاء الجديد ، عباد الله ، ولينبه أهله لعلهم أن يفيقوا .

والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى