اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
+3
فاروق
العجيسي
محمد أمين تكوك
7 مشترك
اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 13:32
اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
كثرت سقطاتك يا أيها العجيسي ويبدوا أنك تتلذذ بتوسع دائرة من يطالبونك بالتوقف عن فلسفتك وتعتبرها اهتمام بأفكارك، لكن لتعلم أنه من السهل جدا أن يصبح أي فرد أشهر من علم بتتبعه طريق "خالف تعرف"، فالرسام الكاريكاتوري الدانماركي بعدما كان لا يعرفه إلا نفر محدود أصبح فيما بعد مذكور على لسان ملايير الناس بعد تطاوله على أشرف البشر، بأس الشهرة تلك ومن خلال أفكارك التي تروج لها يبدوا أنك ستكون شر خلف لشر سلف. يقال أنه من يناقش الأحمق عليه أن يتحمل جوابه، ولا تناقش الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما.
تأكد أيها العجيسي أني لا أكن أي ضغينة لشخصك وأكاد أجزم أن جل الأعضاء إن لم أقل كلهم يشاركونني في ذلك، لكن تماديك وإصرارك على التشبث بفسلفتك المنافية لديننا الحنيف هو ما جعلني أستعين ببعض المصطلحات القبيحة التي طالما كُنتُ ضدها من أجل ردعك ودفعك للعودة إلى جادة الصواب، لا أريدك أن تشاطرني أفكاري مرغما لأنني أؤمن بالرأي والرأي الآخر لكني تمنيت أن تستغل ما وهبك الله من علم وثقافة في النقاش الجاد لتفيد وتستفيد، لو راجعت مساهماتك سترى أن ردودك كانت سببا في تغيير الموضوع الأصلي وأرجعته مجالا لتبادل التهم، من السهل أن تكسب ألف عدو في دقيقة واحدة لكن من الصعب أن تكسب صديقا في حياتك كلها، يقول أيزهاناور "لا تضيع لحظة واحدة في التفكير في أولئك الذين تبغضهم" ولأنني لا أبغضك فكرت في كتابة هذه الكلمات، يا "العجيسي" الصديق الحقيقي هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك ويشجعك إذا رأى منك الخير ويعينك على العمل الصالح، حاسب نفسك أخي قبل أن تحاسب هذه نصيحتي لك إن تفضلت بالأخذ بها سأكون جد سعيد ليس لأني استطعت إقناعك بل لأني متأكد أن المنتدى سيستفيد كثيرا من ثقافتك، وإن لم تشأ العمل بها فأرجوا أن تتفادى الرد على مواضيعي مستقبلا ليس لأنك دون مستوى الرد عليها ولا لأني لست قادرا على الرد عليك، ولكن لأنك ستغير مجرى النقاش وستجبرني وغيري من الأعضاء على الرد عليك وربما بمصطلحات لا تليق بهذا المنبر النير..
كثرت سقطاتك يا أيها العجيسي ويبدوا أنك تتلذذ بتوسع دائرة من يطالبونك بالتوقف عن فلسفتك وتعتبرها اهتمام بأفكارك، لكن لتعلم أنه من السهل جدا أن يصبح أي فرد أشهر من علم بتتبعه طريق "خالف تعرف"، فالرسام الكاريكاتوري الدانماركي بعدما كان لا يعرفه إلا نفر محدود أصبح فيما بعد مذكور على لسان ملايير الناس بعد تطاوله على أشرف البشر، بأس الشهرة تلك ومن خلال أفكارك التي تروج لها يبدوا أنك ستكون شر خلف لشر سلف. يقال أنه من يناقش الأحمق عليه أن يتحمل جوابه، ولا تناقش الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما.
تأكد أيها العجيسي أني لا أكن أي ضغينة لشخصك وأكاد أجزم أن جل الأعضاء إن لم أقل كلهم يشاركونني في ذلك، لكن تماديك وإصرارك على التشبث بفسلفتك المنافية لديننا الحنيف هو ما جعلني أستعين ببعض المصطلحات القبيحة التي طالما كُنتُ ضدها من أجل ردعك ودفعك للعودة إلى جادة الصواب، لا أريدك أن تشاطرني أفكاري مرغما لأنني أؤمن بالرأي والرأي الآخر لكني تمنيت أن تستغل ما وهبك الله من علم وثقافة في النقاش الجاد لتفيد وتستفيد، لو راجعت مساهماتك سترى أن ردودك كانت سببا في تغيير الموضوع الأصلي وأرجعته مجالا لتبادل التهم، من السهل أن تكسب ألف عدو في دقيقة واحدة لكن من الصعب أن تكسب صديقا في حياتك كلها، يقول أيزهاناور "لا تضيع لحظة واحدة في التفكير في أولئك الذين تبغضهم" ولأنني لا أبغضك فكرت في كتابة هذه الكلمات، يا "العجيسي" الصديق الحقيقي هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك ويشجعك إذا رأى منك الخير ويعينك على العمل الصالح، حاسب نفسك أخي قبل أن تحاسب هذه نصيحتي لك إن تفضلت بالأخذ بها سأكون جد سعيد ليس لأني استطعت إقناعك بل لأني متأكد أن المنتدى سيستفيد كثيرا من ثقافتك، وإن لم تشأ العمل بها فأرجوا أن تتفادى الرد على مواضيعي مستقبلا ليس لأنك دون مستوى الرد عليها ولا لأني لست قادرا على الرد عليك، ولكن لأنك ستغير مجرى النقاش وستجبرني وغيري من الأعضاء على الرد عليك وربما بمصطلحات لا تليق بهذا المنبر النير..
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 15:50
فاختري ما بين الموت على قبري أو فوق دفاتر أسرتي...على وزن نزار القباني.
اٍحذر...قف...اٍختر اٍحدى الطريقين,وكأن الاٍنسان اٍثنين فقط يا اٍما بني هاشم أو بني أمية.فالانسان كالاٍسلام هو العالم بأسره..هو الواحد والتعدد في الأن نفسه,وأنه أكبر من ثقافة أهلنا وشهوتهم.ولا يمكن عزل سيدنا محمد في بيته الى الأبد...من حق كل مسلم أن يراه أمامه يمشي في الأسواق كما يقول القرأن العظيم ,رجل بسيط يمشي في الأسواق ..ياالله ..كم خدعونا هؤلاء المستثمرين في ذاته الكريمة ..
أنا رجل حر..وللحديث باقية.
اٍحذر...قف...اٍختر اٍحدى الطريقين,وكأن الاٍنسان اٍثنين فقط يا اٍما بني هاشم أو بني أمية.فالانسان كالاٍسلام هو العالم بأسره..هو الواحد والتعدد في الأن نفسه,وأنه أكبر من ثقافة أهلنا وشهوتهم.ولا يمكن عزل سيدنا محمد في بيته الى الأبد...من حق كل مسلم أن يراه أمامه يمشي في الأسواق كما يقول القرأن العظيم ,رجل بسيط يمشي في الأسواق ..ياالله ..كم خدعونا هؤلاء المستثمرين في ذاته الكريمة ..
أنا رجل حر..وللحديث باقية.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 18:36
قال الشافعي في النصحية :
تعمدني بنصحك في انفرادي * وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع * من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي * فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
تعمدني بنصحك في انفرادي * وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع * من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي * فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
- yasmine27عضو خبير
- عدد الرسائل : 785
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 19:09
قال علي بن ابي طالب (رضي الله عنه):
"في المشورة سبع خصال: استنباط الصواب و اكتساب الرأي و التحصن من السقطة و حرز من الملامة و نجاة من الندامة و ألفة القلوب و اتباع الامر"
..................................
يا العجيسي لقد اشارت عليك ان تحلل افكارك و تعطيها توجها و كما قال الاخ تكوك ان تستغل ما وهبك الله من علم وثقافة في النقاش الجاد لتفيد وتستفيد و قد نستفيد لان اصبحت النقاشات و الاختلافات و التساؤلات دون الوصول لاي تحليل ولاي نتيجة و كاننا اصبحنا لا ننتج شيئا و نفور الاعضاء منك لانهم اصبحوا غير قادرين على الرد و الكل يعلم ان مستواك عال جدا و قد اصبحنا نجري ورائك وقد لا نلحق بك و كما يقال " جاء يسعى ودر تسعة"
يا بني...................العجيسي
وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك .. دافع عن نفسك .. وضح .. برر !
لا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر .. تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر !!
بني ..
ترفع عن هذا .. إنه يسوءني هذا المنظر !!
يا بني..............تكوك
لا تجادل .. في الجدل .. كلا الطرفين يخسر !
فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن !
وإذا فزنا فلقد خسرنا .. الشخص الآخر ..
لقد انهزمنا كلنا .. الذي انتصر .. والذي ظن أنه لم يُنصر !
يا بني..............فاروق
ما أكثر ما يكتم الناس أفكارهم القيمة
خشية أن يسخر منها الآخرين
ويابني من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس عنه
...................
و الانتباه اغلى من الذهب
"في المشورة سبع خصال: استنباط الصواب و اكتساب الرأي و التحصن من السقطة و حرز من الملامة و نجاة من الندامة و ألفة القلوب و اتباع الامر"
..................................
يا العجيسي لقد اشارت عليك ان تحلل افكارك و تعطيها توجها و كما قال الاخ تكوك ان تستغل ما وهبك الله من علم وثقافة في النقاش الجاد لتفيد وتستفيد و قد نستفيد لان اصبحت النقاشات و الاختلافات و التساؤلات دون الوصول لاي تحليل ولاي نتيجة و كاننا اصبحنا لا ننتج شيئا و نفور الاعضاء منك لانهم اصبحوا غير قادرين على الرد و الكل يعلم ان مستواك عال جدا و قد اصبحنا نجري ورائك وقد لا نلحق بك و كما يقال " جاء يسعى ودر تسعة"
يا بني...................العجيسي
وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك .. دافع عن نفسك .. وضح .. برر !
لا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر .. تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر !!
بني ..
ترفع عن هذا .. إنه يسوءني هذا المنظر !!
يا بني..............تكوك
لا تجادل .. في الجدل .. كلا الطرفين يخسر !
فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن !
وإذا فزنا فلقد خسرنا .. الشخص الآخر ..
لقد انهزمنا كلنا .. الذي انتصر .. والذي ظن أنه لم يُنصر !
يا بني..............فاروق
ما أكثر ما يكتم الناس أفكارهم القيمة
خشية أن يسخر منها الآخرين
ويابني من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس عنه
...................
و الانتباه اغلى من الذهب
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 19:56
حكم محمد امين التكوك غير موضوعي يتصور الأسلام من داخل أسرته الكبيرة وهذا أقرب الى الذاتي"تصور برجوازي للواقع" ,ويشهد على نفسه بالرداءة ,وأنه يستعين بالقبح في الرد على أفكاري.
أما عن الرسام الدنماركي ,أعتقده كان يدافع عن محمد "ص"عكس ما يروج له,يعري الاٍديولوجيا,ويجسد خيالاتنا في لوحاته...هل القرأن حرم تصويرشخصية سيدنا محمد"ص"؟ أم هي اٍيحاء عقيدة الامام الغائب السرية..لأن الغائب موجود في كل مكان..وتصويره يعني تحديده أي مجرد اٍنسان يمشي في الاسواق..لماذا حطمت السعودية بيت النبي...لأن بيته تأكيد على بشريته....وهذا ما أرده الدنماركي ,أى أراد أن يقول أن سيدنا أنسان يأكل ويشرب....وهذا الكلام يعني نعم للحياة لا للموت والعبودية....
أما عن ياسمين فصرنا أبنائها...وأنا لا أعرف لماذا صرنا أبنائها.....
أما عن الرسام الدنماركي ,أعتقده كان يدافع عن محمد "ص"عكس ما يروج له,يعري الاٍديولوجيا,ويجسد خيالاتنا في لوحاته...هل القرأن حرم تصويرشخصية سيدنا محمد"ص"؟ أم هي اٍيحاء عقيدة الامام الغائب السرية..لأن الغائب موجود في كل مكان..وتصويره يعني تحديده أي مجرد اٍنسان يمشي في الاسواق..لماذا حطمت السعودية بيت النبي...لأن بيته تأكيد على بشريته....وهذا ما أرده الدنماركي ,أى أراد أن يقول أن سيدنا أنسان يأكل ويشرب....وهذا الكلام يعني نعم للحياة لا للموت والعبودية....
أما عن ياسمين فصرنا أبنائها...وأنا لا أعرف لماذا صرنا أبنائها.....
- yasmine27عضو خبير
- عدد الرسائل : 785
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 20:38
يا بني .............اياك ان تخالفني و تعصي امري
يابني ..........لا أحد يستطيع إهانتك إلا بمساعدتك.
يابني ..........لا أحد يستطيع إهانتك إلا بمساعدتك.
- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 21:11
الخشية من ردود العجيسي أصبحت تكبل أغلب من يكتب بالمنتدى.
يا إخوة عبروا و إعتبروا ومن المحال أن تتلاقى الأراء فليس كلنا العجيسي و لا العجيسيي هو محمد تكوك .
يا إخوة عبروا و إعتبروا ومن المحال أن تتلاقى الأراء فليس كلنا العجيسي و لا العجيسيي هو محمد تكوك .
- وفاء البريئةعضو خبير
- عدد الرسائل : 591
العمر : 38
نقاط : 893
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 31/01/2009
حكم الإصرار على اقتراف المعاصي دون الشرك الأكبر؟؟
الخميس 17 مارس 2011, 21:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخـواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً رائعاً يتعلق بتفصيل القول في حكم الإصرار على المعاصي التي هي دون الشرك الأكبر هل يعد كفر أم لا ؟ ، يقول الشيخ طارق عبد الحليم في كتابه ( حقيقة الإيمـان ) مـا يلي :
( الإصرار لغـة : هـو الإقـامة على الشئ والمداومة عليه بحيث يعزم وهـو العـزم بالقلب على الأمر ، وترك الإقلاع عه.
وشرعاً: هـو: الإقـامة على فعل الذنب أو المعصية مع العلم بأنها معصية دون الإستغفار أو التوبة.
قال قتادة رحمه الله: الإصرار الثبوت على المعاصي.
فالإصرار إذن – كما يتضح من التعريفين اللغويين : لـه جانب ظاهري وجانب باطني ثم إن لـه وجهان قد يدل عليهما من الناحية الظاهرية التي هي التكرار للعمل بالذنب والمـداومة عليه.
1- فـإما أن يكون تكرار الفعل والمداومة عليه دلالة على استحلال القلب لهذه المعصية ، ورد الشرع فيها وعزم القلب على عـدم تركها أبداً ، فيكون المصر في هذه الحالة – وهو الذي ظاهره التكرار- كافراً وهـو قـول الخوارج. يقول ابن حزم: " .. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك في الكبائر".
وفي هـذه الحالة لا يكون تكرار الفعل مجرداً من العمل الباطن للقلب ، وإنما يكون مصحوباً بعقد القلب على استحلاله وإن لم يظهر من المعاصي إلا تكرار فعل المعصية الذي اتخذه الخوارج دلالة على الإستحلال.
2- أن يكون تكرار الفعل والإقامة عليه دلالة على قوة الشهوة الدافعة للذنب مما يجعله مستمراً في فعله مقيماً عليه ، بمعنى تكراره وإضافة ذنوب بعضها فوق بعض دون المساس بعقد القلب ، ويخشى على صاحبه سوء العاقبة لاحتمال انتكاس القلب بـرد الشرع في أيـة لحظة.
وهـذا مـا ذهب إليه جمهور السلف من عـدم تكفير المصر – بمعنى المداوم على العمل دون توبة أو استغفار- لعـدم اعتبارهم تكرار الذنب دلالة على استحلال القلب . هـذا في الظاهر ، وأما في الباطن فإن ثبوت عقد القلب على عدم ترك المعصية وانعقاده على ذلك يكون مكفراً لصاحبه على الحقيقة ، وإن لـم يُستدل بمجرد التكرار للذنب على ذلك المعني .
والحق في هـذه المسألة هو ما ذهب إليه جمهور السلف والأئمة ، فإنه من المعلوم أن الشهوة الدافعة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر قـد تستمر في القلب فتبعده عن طاعة الله أو استغفاره رغـم انقياده وإذعانه للأمر وحبه للعدول عن المعصية ، فيظل مقيماً على الذنب مكرراً له دون توبة منه أو استغفار ، وإن لم يعقد قلبه على عدم العدول عنه أبداً.
يقول ابن تيمية: " وبهـذا يظهر الفرق بين العاصي فإنه يعتقد وجوب ذلك الفعل عليه ويجب أن يفعله لكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة " .
فـلا دلالة للتكرار في حـد ذاته – ظاهراً – على تغير عقـد القلب الذي هو مناط الكفر في أعمال المعاصي … وأنه لابـد مـن دلالة قطعية على سقوط عقد القلب أو فساد الإعتقاد لمرتكب المعصية ليثبت كفره ، ومجرد التكرار لا يعتبر دلالة في ذاته على ذلك . من ناحية الظاهر.
فلهـذه المسألة جانبان من النظر:
أولاً: في ظاهر الأمـر: فإن الإصرار – الذي هو بمعنى تكرار الفعل وصورته الظاهرة الإقامة عليه – لا تعتبر دلالـة بذاتها على تغير عقـد القلب أو على استحلال المعصية الذي هو مناط الكفر في هـذه الأعمال وإن خشي عليه ذلك في أية لحظة ، وإنما تعتبر صغيرته – بتكرارهـا- كبيرة ينبه عليها ليقلع عنها.
ولا يصح الإحتجاج هنا بقاعدة تلازم الظاهر والباطن ، بأن يقال : إنه طالما أن ظاهر الحال هو تكرار المعصية فهذا يدل على فساد الباطن وسقوط عقد القلب ، فإننا نقول إنه إن كان الظاهر منحرفاً كان الباطن بحسبه ، فإن كان ظاهر العمل معصية كان فاعلها فاسقاً باطناً ، وإن كان الفعل كفراً كان الفاعل كافراً . ولا نقول إنه يستدل به على كفر دون أن يكون أصل الفعل مكفراً – إما بنص الشارع أو بما يقوم مقام النص من القواعد الثابتة القطعية – بمعنى أن الله سبحانه أطلق القول على مرتكب المعصية بأنه فاسق فيكون فاعلها فاسقاً ، لأننا نجعل الظاهر دليلاً على الباطن ، فلا يقول قائل إنه مؤمن كامل الإيمان بل يجب إثبات فسقه لما ظهر من حاله.
وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننـا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن ، أما أن تؤخذ قاعدة التلازم لإثبات قـدر زائد عن مجرد الوصف الثابت شرعاً لمرتكب الفعل ، ويستنتج منها شئ بدون دليل قطعي فهذا ما لا محل له ، وهـنا وقعت الخوارج في التكفير بالمعصية أو الإصرار.
ثانياً: على الحقيقة : فإن المقيم على الذنب المداوم عليه دون توبة لـه حالتان:
1- إمـا أن يكون مصراً – بدافع الشهوة الجامحة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر مع التزامه وانقياده قلبياً له ، فهذا هو العاصي الذي تعتبر صغيرته كبيرة باعتبار إصراره عليها .
2- أن يكون مصراً بمعنى أن ينعقد قلبه على عدم الترك للمعصية أبداً ، فيكون معانداً لله سبحانه في أمره وهذا في حقيقته هو من سقط عقد قلبه ، وذهب انقياده والتزامه وفسد اعتقاده ، فهو كافر في الحقيقة عند الله عزوجل ، وإن كنا لا نحكم بكفره ظاهراً حتى يأتي أمراً لا خلاف عليه في دلالته على الإستحلال كأن يعلن ذلك بنفسه ، أو بما يدل عليه كأن يعلن أنه اتخذ هذا العمل أو هذا السبيل المغاير للشرع منهجاً ثابتاً لا يتغير وقاعدة لحياته ، ودعا الناس إليه وأعلن محاسنه – حتى ولو لم يعلن استقباح الشرع في المقاب – فإن هذا دليل كاف على فساد اعتقاده واستحبابه لشرع غير شرع الله تعالى ، فإن سبيله في فعل المعصية هكذا يكون كمن شرعها لتكون منهجاً وسنة لا طارئ عارض يلم بالنفس فيدفعها للمخالفة ثم يذهب وإن تكرر مرات ومرات كما هو حال من أصر ولم يكفر.
فهـذا الشأن دال على الكفر بالإستحلال ، ولا سبيل إلى التأكيد على كفر مرتكب المعصية المقيم عليها بغير هذا السبيل.
وقـد قـرر شارح الفقه الأكبر دلالـة الإستحلال بما قلناه :
يقول: " إن استحلال المعصية صغيرة أو كبيرة كفـر ، إذا ثبت كونها معصية بدلالـة قطعية وكـذا الإستهانة بها كفر بأن يعدهـا هينة سهلة ويرتكبها من غير مبالاة بها ويجريها مجرى المباحات في ارتكابها "
ويقرر الإمام ابن القيم كفر من عزم بقلبه على المداومة وعدم الترك أبداً على الحقيقة لما سينشأ في قلبه من هذا من أحوال فيقول:
" .. واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله ، ورجائه لغير الله ، وحبه لغير الله ، وذلـه لغير الله ، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمساً في بحار الشرك ، والحاكم في هـذا مـا يعلمه الإنسان من نفسه إن كان لـه عقـل ، فـإن ذل المعصية لابـد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله ، وذلك شرك ويورثه محبة لغير الله واستغاثة بغيره في الأسباب التي توصله إلى فرضه . فيكون عمله لا بالله ولا لله . وهـذا حقيقة الشرك .
نعـم قـد يكون معه توحيد أبي جهل ، وعباد الأصنام . وهـو توحيد الربوبية وهو الإعتراف بأنه لا خالق إلا الله ولـو أنجى هـذا التوحيد وحـده لأنجى عباد الأصنام ، والشأن في توحيد الألـوهية ، الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين ".
ويقول ابن رجب في دلالـة الإستحلال الظاهرة : ( قال تعالى: " إنما النشئ زيادة في الكفر... " والمراد أنهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاماً فيحلونه بذلك ويمتنعون من القتال فيه عاماً فيحرمونه بذلك .
وقال الله عزوجل : " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .. " وهذه الآية نزلت بسبب قوم امتنعوا من تناول بعض الطيبات زهداً في الدنيا وتقشفاً ، وبعضهم حرم ذلك على نفسه إما بيمين حلف بها أو بتحريمها على نفسه ، وذلك كله لا يوجب تحريمه في نفس الأمر . وبعضهم امتنع منها من غير يمين أو تحريم على نفسه ، فسمى الجميع تحريماً حيث قصر الإمتناع منه إضراراً بالنفس وكفاً لها عن شهواتها.
ويقال في الأمثال: فـلان لا يحلل ولا يحرم إذا كان لا يمتنع من فعل حرام ولا يقف عندما أبيح له ، وإن كان يعتقد تحريم الحرام فيجعلون من فعل الحرام ولا يتحشى منه محللاً وإن كان لا يعتقد حلـه) إهـ.
وأما عن قول الخوارج إن الإصرار على الذنب غير مكفر لصاحبه بشرط التوبة والإستغفار غهو كتحصيل حاصل ، فإن من تاب واستغفر عاد كمن لا ذنب له ، كما صح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وصار تكرار المعصية ذنب جديد ومعصية عادية لا معنى للإصرار فيها ، أي المداومة فيكون ترك الإستغفار أو التوبة لازم لمعنى الإصرار...
وقد قال القرطبي : ( قال علماؤنا الإستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ، ويثبت معناه في الجنان ، لا التلفظ باللسان ، فأما من قال بلسانه أستغفر الله وقلبه مصر على معصية فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار وصغيرته لاحقة بالكبائر) إهـ .
هـذا وجه وهناك وجـه آخـر هـو حب الله ورسوله على غلبة الشهوة . والمتأمل في قوله تعالى :( ولـم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) .
يـرى أن الله قـد جعل من لم يصر على ذنبه بعد علمه به ، واستغفر منه ، في أعلى درجات الإيمان وأحسن أوصاف المؤمنين ، فالقرآن يأتي بالغايات تنصيصاً عليها ، فيصف المؤمنين المؤمنين دائماً بأحسن صفاتهم المطلوبة فيرغب فيها أهل الحق ليسعون إليها ، ويصف الكافرين بأبشع أوصافهم لينفر منها المؤمنين ويبتعدوا عنها.
فهـذه الصفة التي وردت في الآية الكريمة ليست صفة المسلم العادي ، وإنما هي صفة كمال الإيمان أي أن من أصر على الذنب – أي أقام عليه – ليس بالضرورة مشركاً بل يحتمل أن يكون كذلك إن انعقد قلبه على عدم الترك كما قلنا ، أو أن يكون عاصياً لا يجعل له صفة الكمال في الإيمان لإقامته على الذنب فقط – دون عقد القلب – وترك التوبة منه ، ولا يصح أن يفهم من الآية مفهوم مخالفتها بمعنى أن من لم يصر فهو المؤمن فيكون المصر كافراً! هكـذا دون تفصيل ، فهذا هو الفهم الناقص الذي لا يجمع بين أطراف الأدلة ولا يسير على منهج النظر الصائب ، ولا يستلهم القواعد والأصول ومقتضياتها.) إنتهى ( كتاب حقيقة الإيمان ) لصاحبه طارق عبد الحليم.
أخـواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً رائعاً يتعلق بتفصيل القول في حكم الإصرار على المعاصي التي هي دون الشرك الأكبر هل يعد كفر أم لا ؟ ، يقول الشيخ طارق عبد الحليم في كتابه ( حقيقة الإيمـان ) مـا يلي :
( الإصرار لغـة : هـو الإقـامة على الشئ والمداومة عليه بحيث يعزم وهـو العـزم بالقلب على الأمر ، وترك الإقلاع عه.
وشرعاً: هـو: الإقـامة على فعل الذنب أو المعصية مع العلم بأنها معصية دون الإستغفار أو التوبة.
قال قتادة رحمه الله: الإصرار الثبوت على المعاصي.
فالإصرار إذن – كما يتضح من التعريفين اللغويين : لـه جانب ظاهري وجانب باطني ثم إن لـه وجهان قد يدل عليهما من الناحية الظاهرية التي هي التكرار للعمل بالذنب والمـداومة عليه.
1- فـإما أن يكون تكرار الفعل والمداومة عليه دلالة على استحلال القلب لهذه المعصية ، ورد الشرع فيها وعزم القلب على عـدم تركها أبداً ، فيكون المصر في هذه الحالة – وهو الذي ظاهره التكرار- كافراً وهـو قـول الخوارج. يقول ابن حزم: " .. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك في الكبائر".
وفي هـذه الحالة لا يكون تكرار الفعل مجرداً من العمل الباطن للقلب ، وإنما يكون مصحوباً بعقد القلب على استحلاله وإن لم يظهر من المعاصي إلا تكرار فعل المعصية الذي اتخذه الخوارج دلالة على الإستحلال.
2- أن يكون تكرار الفعل والإقامة عليه دلالة على قوة الشهوة الدافعة للذنب مما يجعله مستمراً في فعله مقيماً عليه ، بمعنى تكراره وإضافة ذنوب بعضها فوق بعض دون المساس بعقد القلب ، ويخشى على صاحبه سوء العاقبة لاحتمال انتكاس القلب بـرد الشرع في أيـة لحظة.
وهـذا مـا ذهب إليه جمهور السلف من عـدم تكفير المصر – بمعنى المداوم على العمل دون توبة أو استغفار- لعـدم اعتبارهم تكرار الذنب دلالة على استحلال القلب . هـذا في الظاهر ، وأما في الباطن فإن ثبوت عقد القلب على عدم ترك المعصية وانعقاده على ذلك يكون مكفراً لصاحبه على الحقيقة ، وإن لـم يُستدل بمجرد التكرار للذنب على ذلك المعني .
والحق في هـذه المسألة هو ما ذهب إليه جمهور السلف والأئمة ، فإنه من المعلوم أن الشهوة الدافعة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر قـد تستمر في القلب فتبعده عن طاعة الله أو استغفاره رغـم انقياده وإذعانه للأمر وحبه للعدول عن المعصية ، فيظل مقيماً على الذنب مكرراً له دون توبة منه أو استغفار ، وإن لم يعقد قلبه على عدم العدول عنه أبداً.
يقول ابن تيمية: " وبهـذا يظهر الفرق بين العاصي فإنه يعتقد وجوب ذلك الفعل عليه ويجب أن يفعله لكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة " .
فـلا دلالة للتكرار في حـد ذاته – ظاهراً – على تغير عقـد القلب الذي هو مناط الكفر في أعمال المعاصي … وأنه لابـد مـن دلالة قطعية على سقوط عقد القلب أو فساد الإعتقاد لمرتكب المعصية ليثبت كفره ، ومجرد التكرار لا يعتبر دلالة في ذاته على ذلك . من ناحية الظاهر.
فلهـذه المسألة جانبان من النظر:
أولاً: في ظاهر الأمـر: فإن الإصرار – الذي هو بمعنى تكرار الفعل وصورته الظاهرة الإقامة عليه – لا تعتبر دلالـة بذاتها على تغير عقـد القلب أو على استحلال المعصية الذي هو مناط الكفر في هـذه الأعمال وإن خشي عليه ذلك في أية لحظة ، وإنما تعتبر صغيرته – بتكرارهـا- كبيرة ينبه عليها ليقلع عنها.
ولا يصح الإحتجاج هنا بقاعدة تلازم الظاهر والباطن ، بأن يقال : إنه طالما أن ظاهر الحال هو تكرار المعصية فهذا يدل على فساد الباطن وسقوط عقد القلب ، فإننا نقول إنه إن كان الظاهر منحرفاً كان الباطن بحسبه ، فإن كان ظاهر العمل معصية كان فاعلها فاسقاً باطناً ، وإن كان الفعل كفراً كان الفاعل كافراً . ولا نقول إنه يستدل به على كفر دون أن يكون أصل الفعل مكفراً – إما بنص الشارع أو بما يقوم مقام النص من القواعد الثابتة القطعية – بمعنى أن الله سبحانه أطلق القول على مرتكب المعصية بأنه فاسق فيكون فاعلها فاسقاً ، لأننا نجعل الظاهر دليلاً على الباطن ، فلا يقول قائل إنه مؤمن كامل الإيمان بل يجب إثبات فسقه لما ظهر من حاله.
وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننـا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن ، أما أن تؤخذ قاعدة التلازم لإثبات قـدر زائد عن مجرد الوصف الثابت شرعاً لمرتكب الفعل ، ويستنتج منها شئ بدون دليل قطعي فهذا ما لا محل له ، وهـنا وقعت الخوارج في التكفير بالمعصية أو الإصرار.
ثانياً: على الحقيقة : فإن المقيم على الذنب المداوم عليه دون توبة لـه حالتان:
1- إمـا أن يكون مصراً – بدافع الشهوة الجامحة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر مع التزامه وانقياده قلبياً له ، فهذا هو العاصي الذي تعتبر صغيرته كبيرة باعتبار إصراره عليها .
2- أن يكون مصراً بمعنى أن ينعقد قلبه على عدم الترك للمعصية أبداً ، فيكون معانداً لله سبحانه في أمره وهذا في حقيقته هو من سقط عقد قلبه ، وذهب انقياده والتزامه وفسد اعتقاده ، فهو كافر في الحقيقة عند الله عزوجل ، وإن كنا لا نحكم بكفره ظاهراً حتى يأتي أمراً لا خلاف عليه في دلالته على الإستحلال كأن يعلن ذلك بنفسه ، أو بما يدل عليه كأن يعلن أنه اتخذ هذا العمل أو هذا السبيل المغاير للشرع منهجاً ثابتاً لا يتغير وقاعدة لحياته ، ودعا الناس إليه وأعلن محاسنه – حتى ولو لم يعلن استقباح الشرع في المقاب – فإن هذا دليل كاف على فساد اعتقاده واستحبابه لشرع غير شرع الله تعالى ، فإن سبيله في فعل المعصية هكذا يكون كمن شرعها لتكون منهجاً وسنة لا طارئ عارض يلم بالنفس فيدفعها للمخالفة ثم يذهب وإن تكرر مرات ومرات كما هو حال من أصر ولم يكفر.
فهـذا الشأن دال على الكفر بالإستحلال ، ولا سبيل إلى التأكيد على كفر مرتكب المعصية المقيم عليها بغير هذا السبيل.
وقـد قـرر شارح الفقه الأكبر دلالـة الإستحلال بما قلناه :
يقول: " إن استحلال المعصية صغيرة أو كبيرة كفـر ، إذا ثبت كونها معصية بدلالـة قطعية وكـذا الإستهانة بها كفر بأن يعدهـا هينة سهلة ويرتكبها من غير مبالاة بها ويجريها مجرى المباحات في ارتكابها "
ويقرر الإمام ابن القيم كفر من عزم بقلبه على المداومة وعدم الترك أبداً على الحقيقة لما سينشأ في قلبه من هذا من أحوال فيقول:
" .. واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله ، ورجائه لغير الله ، وحبه لغير الله ، وذلـه لغير الله ، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمساً في بحار الشرك ، والحاكم في هـذا مـا يعلمه الإنسان من نفسه إن كان لـه عقـل ، فـإن ذل المعصية لابـد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله ، وذلك شرك ويورثه محبة لغير الله واستغاثة بغيره في الأسباب التي توصله إلى فرضه . فيكون عمله لا بالله ولا لله . وهـذا حقيقة الشرك .
نعـم قـد يكون معه توحيد أبي جهل ، وعباد الأصنام . وهـو توحيد الربوبية وهو الإعتراف بأنه لا خالق إلا الله ولـو أنجى هـذا التوحيد وحـده لأنجى عباد الأصنام ، والشأن في توحيد الألـوهية ، الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين ".
ويقول ابن رجب في دلالـة الإستحلال الظاهرة : ( قال تعالى: " إنما النشئ زيادة في الكفر... " والمراد أنهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاماً فيحلونه بذلك ويمتنعون من القتال فيه عاماً فيحرمونه بذلك .
وقال الله عزوجل : " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .. " وهذه الآية نزلت بسبب قوم امتنعوا من تناول بعض الطيبات زهداً في الدنيا وتقشفاً ، وبعضهم حرم ذلك على نفسه إما بيمين حلف بها أو بتحريمها على نفسه ، وذلك كله لا يوجب تحريمه في نفس الأمر . وبعضهم امتنع منها من غير يمين أو تحريم على نفسه ، فسمى الجميع تحريماً حيث قصر الإمتناع منه إضراراً بالنفس وكفاً لها عن شهواتها.
ويقال في الأمثال: فـلان لا يحلل ولا يحرم إذا كان لا يمتنع من فعل حرام ولا يقف عندما أبيح له ، وإن كان يعتقد تحريم الحرام فيجعلون من فعل الحرام ولا يتحشى منه محللاً وإن كان لا يعتقد حلـه) إهـ.
وأما عن قول الخوارج إن الإصرار على الذنب غير مكفر لصاحبه بشرط التوبة والإستغفار غهو كتحصيل حاصل ، فإن من تاب واستغفر عاد كمن لا ذنب له ، كما صح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وصار تكرار المعصية ذنب جديد ومعصية عادية لا معنى للإصرار فيها ، أي المداومة فيكون ترك الإستغفار أو التوبة لازم لمعنى الإصرار...
وقد قال القرطبي : ( قال علماؤنا الإستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ، ويثبت معناه في الجنان ، لا التلفظ باللسان ، فأما من قال بلسانه أستغفر الله وقلبه مصر على معصية فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار وصغيرته لاحقة بالكبائر) إهـ .
هـذا وجه وهناك وجـه آخـر هـو حب الله ورسوله على غلبة الشهوة . والمتأمل في قوله تعالى :( ولـم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) .
يـرى أن الله قـد جعل من لم يصر على ذنبه بعد علمه به ، واستغفر منه ، في أعلى درجات الإيمان وأحسن أوصاف المؤمنين ، فالقرآن يأتي بالغايات تنصيصاً عليها ، فيصف المؤمنين المؤمنين دائماً بأحسن صفاتهم المطلوبة فيرغب فيها أهل الحق ليسعون إليها ، ويصف الكافرين بأبشع أوصافهم لينفر منها المؤمنين ويبتعدوا عنها.
فهـذه الصفة التي وردت في الآية الكريمة ليست صفة المسلم العادي ، وإنما هي صفة كمال الإيمان أي أن من أصر على الذنب – أي أقام عليه – ليس بالضرورة مشركاً بل يحتمل أن يكون كذلك إن انعقد قلبه على عدم الترك كما قلنا ، أو أن يكون عاصياً لا يجعل له صفة الكمال في الإيمان لإقامته على الذنب فقط – دون عقد القلب – وترك التوبة منه ، ولا يصح أن يفهم من الآية مفهوم مخالفتها بمعنى أن من لم يصر فهو المؤمن فيكون المصر كافراً! هكـذا دون تفصيل ، فهذا هو الفهم الناقص الذي لا يجمع بين أطراف الأدلة ولا يسير على منهج النظر الصائب ، ولا يستلهم القواعد والأصول ومقتضياتها.) إنتهى ( كتاب حقيقة الإيمان ) لصاحبه طارق عبد الحليم.
- العين السحريةعضو خبير
- عدد الرسائل : 810
العمر : 49
الموقع : في المكان الذي أسكن فيه
البلد :
نقاط : 993
السٌّمعَة : 18
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الخميس 17 مارس 2011, 21:13
السلام عليكم إخوتي و أخواتي........
سألني صديقي : لما أنت متجهم الوجه شاخص العينين ...و كأنك تنتظر شيئا ...أو هناك ما يسوءك....؟؟
فلت : ...بلى..هناك ما يسوءني....لقد عثرت بغلة في بغداد ....!!
قال : عجبا....و ما بالك أنت بما حدث ؟؟
قلت : ....لا تظن أنني أكترث للبغلة....لكني أعشق بغداد...فأرصفتها من الرخام و المرمر..
.و قد أفزعني أن تخدش بحوافرها ...!!
سألني صديقي : لما أنت متجهم الوجه شاخص العينين ...و كأنك تنتظر شيئا ...أو هناك ما يسوءك....؟؟
فلت : ...بلى..هناك ما يسوءني....لقد عثرت بغلة في بغداد ....!!
قال : عجبا....و ما بالك أنت بما حدث ؟؟
قلت : ....لا تظن أنني أكترث للبغلة....لكني أعشق بغداد...فأرصفتها من الرخام و المرمر..
.و قد أفزعني أن تخدش بحوافرها ...!!
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الجمعة 18 مارس 2011, 18:30
........وفاء البريئة كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخـواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً رائعاً يتعلق بتفصيل القول في حكم الإصرار على المعاصي التي هي دون الشرك الأكبر هل يعد كفر أم لا ؟ ، يقول الشيخ طارق عبد الحليم في كتابه ( حقيقة الإيمـان ) مـا يلي :
( الإصرار لغـة : هـو الإقـامة على الشئ والمداومة عليه بحيث يعزم وهـو العـزم بالقلب على الأمر ، وترك الإقلاع عه.
وشرعاً: هـو: الإقـامة على فعل الذنب أو المعصية مع العلم بأنها معصية دون الإستغفار أو التوبة.
قال قتادة رحمه الله: الإصرار الثبوت على المعاصي.
فالإصرار إذن – كما يتضح من التعريفين اللغويين : لـه جانب ظاهري وجانب باطني ثم إن لـه وجهان قد يدل عليهما من الناحية الظاهرية التي هي التكرار للعمل بالذنب والمـداومة عليه.
1- فـإما أن يكون تكرار الفعل والمداومة عليه دلالة على استحلال القلب لهذه المعصية ، ورد الشرع فيها وعزم القلب على عـدم تركها أبداً ، فيكون المصر في هذه الحالة – وهو الذي ظاهره التكرار- كافراً وهـو قـول الخوارج. يقول ابن حزم: " .. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك في الكبائر".
وفي هـذه الحالة لا يكون تكرار الفعل مجرداً من العمل الباطن للقلب ، وإنما يكون مصحوباً بعقد القلب على استحلاله وإن لم يظهر من المعاصي إلا تكرار فعل المعصية الذي اتخذه الخوارج دلالة على الإستحلال.
2- أن يكون تكرار الفعل والإقامة عليه دلالة على قوة الشهوة الدافعة للذنب مما يجعله مستمراً في فعله مقيماً عليه ، بمعنى تكراره وإضافة ذنوب بعضها فوق بعض دون المساس بعقد القلب ، ويخشى على صاحبه سوء العاقبة لاحتمال انتكاس القلب بـرد الشرع في أيـة لحظة.
وهـذا مـا ذهب إليه جمهور السلف من عـدم تكفير المصر – بمعنى المداوم على العمل دون توبة أو استغفار- لعـدم اعتبارهم تكرار الذنب دلالة على استحلال القلب . هـذا في الظاهر ، وأما في الباطن فإن ثبوت عقد القلب على عدم ترك المعصية وانعقاده على ذلك يكون مكفراً لصاحبه على الحقيقة ، وإن لـم يُستدل بمجرد التكرار للذنب على ذلك المعني .
والحق في هـذه المسألة هو ما ذهب إليه جمهور السلف والأئمة ، فإنه من المعلوم أن الشهوة الدافعة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر قـد تستمر في القلب فتبعده عن طاعة الله أو استغفاره رغـم انقياده وإذعانه للأمر وحبه للعدول عن المعصية ، فيظل مقيماً على الذنب مكرراً له دون توبة منه أو استغفار ، وإن لم يعقد قلبه على عدم العدول عنه أبداً.
يقول ابن تيمية: " وبهـذا يظهر الفرق بين العاصي فإنه يعتقد وجوب ذلك الفعل عليه ويجب أن يفعله لكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة " .
فـلا دلالة للتكرار في حـد ذاته – ظاهراً – على تغير عقـد القلب الذي هو مناط الكفر في أعمال المعاصي … وأنه لابـد مـن دلالة قطعية على سقوط عقد القلب أو فساد الإعتقاد لمرتكب المعصية ليثبت كفره ، ومجرد التكرار لا يعتبر دلالة في ذاته على ذلك . من ناحية الظاهر.
فلهـذه المسألة جانبان من النظر:
أولاً: في ظاهر الأمـر: فإن الإصرار – الذي هو بمعنى تكرار الفعل وصورته الظاهرة الإقامة عليه – لا تعتبر دلالـة بذاتها على تغير عقـد القلب أو على استحلال المعصية الذي هو مناط الكفر في هـذه الأعمال وإن خشي عليه ذلك في أية لحظة ، وإنما تعتبر صغيرته – بتكرارهـا- كبيرة ينبه عليها ليقلع عنها.
ولا يصح الإحتجاج هنا بقاعدة تلازم الظاهر والباطن ، بأن يقال : إنه طالما أن ظاهر الحال هو تكرار المعصية فهذا يدل على فساد الباطن وسقوط عقد القلب ، فإننا نقول إنه إن كان الظاهر منحرفاً كان الباطن بحسبه ، فإن كان ظاهر العمل معصية كان فاعلها فاسقاً باطناً ، وإن كان الفعل كفراً كان الفاعل كافراً . ولا نقول إنه يستدل به على كفر دون أن يكون أصل الفعل مكفراً – إما بنص الشارع أو بما يقوم مقام النص من القواعد الثابتة القطعية – بمعنى أن الله سبحانه أطلق القول على مرتكب المعصية بأنه فاسق فيكون فاعلها فاسقاً ، لأننا نجعل الظاهر دليلاً على الباطن ، فلا يقول قائل إنه مؤمن كامل الإيمان بل يجب إثبات فسقه لما ظهر من حاله.
وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننـا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن ، أما أن تؤخذ قاعدة التلازم لإثبات قـدر زائد عن مجرد الوصف الثابت شرعاً لمرتكب الفعل ، ويستنتج منها شئ بدون دليل قطعي فهذا ما لا محل له ، وهـنا وقعت الخوارج في التكفير بالمعصية أو الإصرار.
ثانياً: على الحقيقة : فإن المقيم على الذنب المداوم عليه دون توبة لـه حالتان:
1- إمـا أن يكون مصراً – بدافع الشهوة الجامحة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر مع التزامه وانقياده قلبياً له ، فهذا هو العاصي الذي تعتبر صغيرته كبيرة باعتبار إصراره عليها .
2- أن يكون مصراً بمعنى أن ينعقد قلبه على عدم الترك للمعصية أبداً ، فيكون معانداً لله سبحانه في أمره وهذا في حقيقته هو من سقط عقد قلبه ، وذهب انقياده والتزامه وفسد اعتقاده ، فهو كافر في الحقيقة عند الله عزوجل ، وإن كنا لا نحكم بكفره ظاهراً حتى يأتي أمراً لا خلاف عليه في دلالته على الإستحلال كأن يعلن ذلك بنفسه ، أو بما يدل عليه كأن يعلن أنه اتخذ هذا العمل أو هذا السبيل المغاير للشرع منهجاً ثابتاً لا يتغير وقاعدة لحياته ، ودعا الناس إليه وأعلن محاسنه – حتى ولو لم يعلن استقباح الشرع في المقاب – فإن هذا دليل كاف على فساد اعتقاده واستحبابه لشرع غير شرع الله تعالى ، فإن سبيله في فعل المعصية هكذا يكون كمن شرعها لتكون منهجاً وسنة لا طارئ عارض يلم بالنفس فيدفعها للمخالفة ثم يذهب وإن تكرر مرات ومرات كما هو حال من أصر ولم يكفر.
فهـذا الشأن دال على الكفر بالإستحلال ، ولا سبيل إلى التأكيد على كفر مرتكب المعصية المقيم عليها بغير هذا السبيل.
وقـد قـرر شارح الفقه الأكبر دلالـة الإستحلال بما قلناه :
يقول: " إن استحلال المعصية صغيرة أو كبيرة كفـر ، إذا ثبت كونها معصية بدلالـة قطعية وكـذا الإستهانة بها كفر بأن يعدهـا هينة سهلة ويرتكبها من غير مبالاة بها ويجريها مجرى المباحات في ارتكابها "
ويقرر الإمام ابن القيم كفر من عزم بقلبه على المداومة وعدم الترك أبداً على الحقيقة لما سينشأ في قلبه من هذا من أحوال فيقول:
" .. واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله ، ورجائه لغير الله ، وحبه لغير الله ، وذلـه لغير الله ، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمساً في بحار الشرك ، والحاكم في هـذا مـا يعلمه الإنسان من نفسه إن كان لـه عقـل ، فـإن ذل المعصية لابـد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله ، وذلك شرك ويورثه محبة لغير الله واستغاثة بغيره في الأسباب التي توصله إلى فرضه . فيكون عمله لا بالله ولا لله . وهـذا حقيقة الشرك .
نعـم قـد يكون معه توحيد أبي جهل ، وعباد الأصنام . وهـو توحيد الربوبية وهو الإعتراف بأنه لا خالق إلا الله ولـو أنجى هـذا التوحيد وحـده لأنجى عباد الأصنام ، والشأن في توحيد الألـوهية ، الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين ".
ويقول ابن رجب في دلالـة الإستحلال الظاهرة : ( قال تعالى: " إنما النشئ زيادة في الكفر... " والمراد أنهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاماً فيحلونه بذلك ويمتنعون من القتال فيه عاماً فيحرمونه بذلك .
وقال الله عزوجل : " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .. " وهذه الآية نزلت بسبب قوم امتنعوا من تناول بعض الطيبات زهداً في الدنيا وتقشفاً ، وبعضهم حرم ذلك على نفسه إما بيمين حلف بها أو بتحريمها على نفسه ، وذلك كله لا يوجب تحريمه في نفس الأمر . وبعضهم امتنع منها من غير يمين أو تحريم على نفسه ، فسمى الجميع تحريماً حيث قصر الإمتناع منه إضراراً بالنفس وكفاً لها عن شهواتها.
ويقال في الأمثال: فـلان لا يحلل ولا يحرم إذا كان لا يمتنع من فعل حرام ولا يقف عندما أبيح له ، وإن كان يعتقد تحريم الحرام فيجعلون من فعل الحرام ولا يتحشى منه محللاً وإن كان لا يعتقد حلـه) إهـ.
وأما عن قول الخوارج إن الإصرار على الذنب غير مكفر لصاحبه بشرط التوبة والإستغفار غهو كتحصيل حاصل ، فإن من تاب واستغفر عاد كمن لا ذنب له ، كما صح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وصار تكرار المعصية ذنب جديد ومعصية عادية لا معنى للإصرار فيها ، أي المداومة فيكون ترك الإستغفار أو التوبة لازم لمعنى الإصرار...
وقد قال القرطبي : ( قال علماؤنا الإستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ، ويثبت معناه في الجنان ، لا التلفظ باللسان ، فأما من قال بلسانه أستغفر الله وقلبه مصر على معصية فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار وصغيرته لاحقة بالكبائر) إهـ .
هـذا وجه وهناك وجـه آخـر هـو حب الله ورسوله على غلبة الشهوة . والمتأمل في قوله تعالى :( ولـم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) .
يـرى أن الله قـد جعل من لم يصر على ذنبه بعد علمه به ، واستغفر منه ، في أعلى درجات الإيمان وأحسن أوصاف المؤمنين ، فالقرآن يأتي بالغايات تنصيصاً عليها ، فيصف المؤمنين المؤمنين دائماً بأحسن صفاتهم المطلوبة فيرغب فيها أهل الحق ليسعون إليها ، ويصف الكافرين بأبشع أوصافهم لينفر منها المؤمنين ويبتعدوا عنها.
فهـذه الصفة التي وردت في الآية الكريمة ليست صفة المسلم العادي ، وإنما هي صفة كمال الإيمان أي أن من أصر على الذنب – أي أقام عليه – ليس بالضرورة مشركاً بل يحتمل أن يكون كذلك إن انعقد قلبه على عدم الترك كما قلنا ، أو أن يكون عاصياً لا يجعل له صفة الكمال في الإيمان لإقامته على الذنب فقط – دون عقد القلب – وترك التوبة منه ، ولا يصح أن يفهم من الآية مفهوم مخالفتها بمعنى أن من لم يصر فهو المؤمن فيكون المصر كافراً! هكـذا دون تفصيل ، فهذا هو الفهم الناقص الذي لا يجمع بين أطراف الأدلة ولا يسير على منهج النظر الصائب ، ولا يستلهم القواعد والأصول ومقتضياتها.) إنتهى ( كتاب حقيقة الإيمان ) لصاحبه طارق عبد الحليم.
كان عليك من الأفضل تلخيص ما تريدين قوله أو اٍيصاله اٍلى المتلقى او العضو وتريحينا .
هذا الطرح أقرب الى المرحلة الاٍستعمارية,فهو عبارة عن تجريد الاٍنسان من عقله و الدفع به خارج التاريخ ,خارج الزمان,الى اللأين حيث الله.لتحقيق التاريخ.
اعتقد أن مرحلة ما بعد الاٍستعمار الأمور تختلف,فمشكلتنا الكبرى هي الكفر بالاٍنسان وليس الكفر بالله.
وكلامك عن اٍختزال الاٍيمان في علاقته المتعالية بين الاٍلهي والاٍناسي, وأن حقيقة الاٍيمان علو فقط وتجاوز.تورث لاحقا تساؤلات عن الشرعي أو السياسي أي فصل الدين "لا تاريخ" عن الدولة"التاريخ"..لأن طرحك يحاكم التاريخ باللاّتاريخ.
أدعوك سيدتي الى تلخيص ما تريدين بالتحديد....لأن لي بعض الأفكار أريد أن أقولها
شكرا.
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
الجمعة 18 مارس 2011, 18:50
.................العين السحرية كتب:السلام عليكم إخوتي و أخواتي........
سألني صديقي : لما أنت متجهم الوجه شاخص العينين ...و كأنك تنتظر شيئا ...أو هناك ما يسوءك....؟؟
فلت : ...بلى..هناك ما يسوءني....لقد عثرت بغلة في بغداد ....!!
قال : عجبا....و ما بالك أنت بما حدث ؟؟
قلت : ....لا تظن أنني أكترث للبغلة....لكني أعشق بغداد...فأرصفتها من الرخام و المرمر..
.و قد أفزعني أن تخدش بحوافرها ...!!
البغلة أهم من بغداد,وبغداد دليل على وجود البغلة,وبغال البابلية والكلدانية والأشورية هي من اٍخترعت بغداد..أي أن بغداد لم تأتي من عدم ,كما يتخيل المثقف الخالق الذي يعتقد أن ما يعرفه لا علاقة له بالمجتمع.او التاريخ....كل ما نعرفه هو من هنا.
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
السبت 19 مارس 2011, 09:01
yasmine27 كتب: يا بني .............اياك ان تخالفني و تعصي امري
يابني ..........لا أحد يستطيع إهانتك إلا بمساعدتك.
............
سيدتي ياسمين.. أنصحك بممارسة اليوغا التأملية أو ما يعرف براغايوقا,اٍنها جيدة للتطهير الذاتي من المخلّفات...لكن أرجوك بدون زعل.
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
السبت 19 مارس 2011, 11:30
لم افهم قصدك جيدا "العين السحرية"..
شكرا لردك الراقي أخي "فاروق"..
حبذا لو كنا كما تأمل أخي "المحترف"..
أختي "وفاء البريئة" عذرا لأني لم أقرأ ردك كاملا..
"العجيسي" أترجاك أن تغفر لي كل كلمة قلتها في حقك واعتبرتها تجريحا..
شكرا لردك الراقي أخي "فاروق"..
حبذا لو كنا كما تأمل أخي "المحترف"..
أختي "وفاء البريئة" عذرا لأني لم أقرأ ردك كاملا..
"العجيسي" أترجاك أن تغفر لي كل كلمة قلتها في حقك واعتبرتها تجريحا..
- وفاء البريئةعضو خبير
- عدد الرسائل : 591
العمر : 38
نقاط : 893
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 31/01/2009
رد: اختر أي الطريقين يا "العجيسي"..
السبت 19 مارس 2011, 12:09
هذه هي صفات المسلم
يا أخي
محمد أمين تكوك
يا أخي
محمد أمين تكوك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى