- yasmine27عضو خبير
- عدد الرسائل : 785
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010
الأندلسيات كاملات التحجب..... حتى بعد سقوط الأندلس
الخميس 17 مارس 2011, 20:28
التاريح ....يحكي
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م زال حكم المسلمين للأندلس نهائيا. فرأى بعض المسلمين الأندلسيين أنه لا مقام لهم بين ظهراني الكفر فهاجروا إلى بلاد المغرب و انتشروا في البلاد الإسلامية. و منهم من ضعف و تنصر حقيقة لا تقية. ومنهم من بقي مسلما محافظا على إسلامه و رفض التنصر و لو تقية بل و رفض حتى الهجرة إلى أرض المسلمين وهذا قد لاقى الإضطهاد و القتل حتى. ومنهم من رأى الإنحناء أمام العاصفة و التنصر تقية في انتظار منقد قد يعبر مرة أخرى جبل طارق, فقد كانوا رحمهم الله لا يتصورون أنهم سيُنسون و أن بلاد الأندلس ستعيش طويلا تحت حكم الكفر.
هذه الطائفة الأخيرة من المسلمين الأندلسيين هي التي طبقت فيها الأحكام الظالمة لمحاكم التفتيش و هي التي عاشت المحن من أجل تمسكها بالإسلام فنسأل الله أن يرحمهم و يسكنهم جنات النعيم.
هناك دليلا تاريخيا يعود لسنة 1567م. أي حوالي 75 سنة على سقوط غرناطة بالاندلس و زوال حكم الإسلام نهائيا. يتعلق الأمر بوثيقة تاريخية أرسلها أحد أعيان غرناطة الموريسكيون(المسلمون المتنصرون) اسمه فرانثيسكو نونيث مولاي إلى محكمة غرناطة يشرح لها فيها أن عادات الموريسكيين لا تخالف تقاليد ولا تهدد أمن إسبانيا.
أهمية الوثيقة تكمن في أن هؤلاء الأندلسيون بقوا محافظين حتى على التفاصيل الدقيقة التي تربطهم بالإسلام رغم المدة الطويلة من محاولات التنصير و من هذه الأمور المهمة مسألة حجاب المرأة الأندلسية.
فالنساء الأندلسيات كن لا يكشفن عن وجوههن و يرون كشف الوجه مخالفة كبيرة بل رفضن تطبيق قرار ملكي يأمرهن بكشف وجوههن.
80 سنة من محاولات التنصيرو حضر كل ما يمث للإسلام بصلة كاللغة العربية بل كل من اشتبه في إسلامه . رغم هذا بقيت النساء يغطين وجوههن.
هذا المدخل للوثيقة المقتطف من كتاب "الموريسكيون الأندلسيون" للكاتبة الإسبانية مرثيدس غارثيا أرينال. وقد قام بترجمنه الدكتور جمال عبد الرحمان جزاه الله خيرا. الصفحة 53-60. طبعة المجلس الاعلى للثقافة.
تقول المؤلفة الإسبانية :
"في عام 1567 أذيعت في غرناطة سلسلة بنود و أوامر أهمها ما يلي :
-حظر اللباس المورسكي على الرجال و النساء و إلزام النساء-بالإضافة إلى ذلك- بكشف الوجه.
- في الزفاف و في كل أنواع الإحتفالات تمنع رقصة السمرة و إقامة الليالي بمصاحبة الألات الغنائية المورسكية حتى لو كانت لا تتضمن شيئا مريبا أو مخالفا للديانة المسيحية.
- يجب أن تظل أبواب البيوت مفتوحة و تمنع النساء من التخضيب بالحناء و يحظر استعمال الأسماء و الألقاب الإسلامية.
-حظر استعمال الحمامات.
- يحظر على المورسكيين أن يكون لهم عبيد من المقاتلين الغرباء, وعلى الأحرار من هؤلاء المقاتلين مغادرة غرناطة في غضون ستة أشهر.
- يحظر على المورسكيين كذلك أن يكون لهم عبيد من السود.
كما نرى, لم تكن تلك الإجراءات مجرد وسائل قمع ديني أو سياسي, بل كانت تهدف إلى إلغاء وجود المورسكيين كجماعة مختلفة ثقافيا, و كان المطروح هو ما يسميه برادويل "صراع الحضارات".
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحظر فيها على المورسكيين لغتهم و ملابسهم…إلخ, لكن المورسكيين كانوا يتمكنون-من خلال ثرواتهم- من تأجيل اللحظة التي توضع فيها هذه الإجراءات موضع التنفيذ.
و في عام 1567, حين لم يكن هناك مجال للتأجيل, أرسل أحد أعيان المورسكيين- و هو فرانثيسكو نونيث مولاي – إلى محكمة غرناطة مذكرة ننقل نصها (المذكرة مودعة في مكتبة مدريد الوطنية-المخطوطة رقم 6176). يضع نونيث في اعتباره أهمية القضية فيحاول تصوير هذه الخصائص على أنها مجرد عادات محلية و يسعى إلى أن يٌقبل اللباس المورسكي كما يقبل الزي الخاص بقشتالة أو أراغون, و أن تقبل اللغة العربية كما تُقبل اللغة الغاليثية أو القطالونية.
لم تحقق المذكرة أدنى درجة من النجاح, و سيكون تنفيذ هذه القرارات هو السبب الرئيسي في ثورة البشرات:"
تقول مقدمة المذكرة التي كتبها المورسكي نونيث-دائما نقلا من الكتاب السالف الذكر-:
" عندما تحول أبناء هذا الإقليم إلى المسيحية لم يكن هناك أي بند يجبرهم على ترك زيهم أو لغتهم أو العادات الأخرى التي يمارسونها في حفلاتهم, و إحقاقا للحق فإن التنصير كان إجباريا و مناقضا للمعاهدة التي وقعها الملكان الكاثوليكيان عندما سلم لهما الملك أبو عبد الله هذه المدينة, و حينما كانا على قيد الحياة لم أجد – رغم صغر سني- ثمة محاولة لنقض المعاهدة. بعد ذلك , خلال حكم ابنتهما خوانا , بدا من المناسب (لا أدري لمن) أن يصدر الأمر بأن نتخلى عن الزي المورسكي, و قد تعطل تنفيذ هذا الأمر لبعض الأسباب, و هذا ما حدث أيضا تحت حكم الأمبراطوركارلوس…"
إلى أن قال:
"الأمر بأن تكشف النساء وجوههن, ما فائدته سوى دعوة الرجل لارتكاب المعصية إذا رأوا الجمال الذي يشتهونه؟ و لن تجد الدميمات من يتزوج بهن. إن النساء يغطين وجوههن لكي لا يعرفن, وهذا ما تفعله المسيحيات. إن هذا الفعل شرف يتجنبن به المشاكل؛ و لهذا أمر الملك الكاثوليكي بألا يكشف مسيحي وجه مورسكية تمشي في الشارع و إلا عوقب. إذا كان الأمر كذلك و لا يتعارض مع الدين فلماذا نُغضب أهل غرناطة بسبب كشف وجوه زوجاتهم؟"
ثم استمر في محاولته لتبرير العادات الإسلامية المورسكية إلى أخر المذكرة.
و هذا دليل قوي أن نساء الأندلس كن عفيفات, طاهرات , كاملات التحجب,حتى بعد سقوط دولة الإسلام بتلك البقاع ب 75 سنة. و فيه رد على من اتهمهُن بالتبرج وبإغراء رجال النصارى و كلام من هذا القبيل.
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م زال حكم المسلمين للأندلس نهائيا. فرأى بعض المسلمين الأندلسيين أنه لا مقام لهم بين ظهراني الكفر فهاجروا إلى بلاد المغرب و انتشروا في البلاد الإسلامية. و منهم من ضعف و تنصر حقيقة لا تقية. ومنهم من بقي مسلما محافظا على إسلامه و رفض التنصر و لو تقية بل و رفض حتى الهجرة إلى أرض المسلمين وهذا قد لاقى الإضطهاد و القتل حتى. ومنهم من رأى الإنحناء أمام العاصفة و التنصر تقية في انتظار منقد قد يعبر مرة أخرى جبل طارق, فقد كانوا رحمهم الله لا يتصورون أنهم سيُنسون و أن بلاد الأندلس ستعيش طويلا تحت حكم الكفر.
هذه الطائفة الأخيرة من المسلمين الأندلسيين هي التي طبقت فيها الأحكام الظالمة لمحاكم التفتيش و هي التي عاشت المحن من أجل تمسكها بالإسلام فنسأل الله أن يرحمهم و يسكنهم جنات النعيم.
هناك دليلا تاريخيا يعود لسنة 1567م. أي حوالي 75 سنة على سقوط غرناطة بالاندلس و زوال حكم الإسلام نهائيا. يتعلق الأمر بوثيقة تاريخية أرسلها أحد أعيان غرناطة الموريسكيون(المسلمون المتنصرون) اسمه فرانثيسكو نونيث مولاي إلى محكمة غرناطة يشرح لها فيها أن عادات الموريسكيين لا تخالف تقاليد ولا تهدد أمن إسبانيا.
أهمية الوثيقة تكمن في أن هؤلاء الأندلسيون بقوا محافظين حتى على التفاصيل الدقيقة التي تربطهم بالإسلام رغم المدة الطويلة من محاولات التنصير و من هذه الأمور المهمة مسألة حجاب المرأة الأندلسية.
فالنساء الأندلسيات كن لا يكشفن عن وجوههن و يرون كشف الوجه مخالفة كبيرة بل رفضن تطبيق قرار ملكي يأمرهن بكشف وجوههن.
80 سنة من محاولات التنصيرو حضر كل ما يمث للإسلام بصلة كاللغة العربية بل كل من اشتبه في إسلامه . رغم هذا بقيت النساء يغطين وجوههن.
هذا المدخل للوثيقة المقتطف من كتاب "الموريسكيون الأندلسيون" للكاتبة الإسبانية مرثيدس غارثيا أرينال. وقد قام بترجمنه الدكتور جمال عبد الرحمان جزاه الله خيرا. الصفحة 53-60. طبعة المجلس الاعلى للثقافة.
تقول المؤلفة الإسبانية :
"في عام 1567 أذيعت في غرناطة سلسلة بنود و أوامر أهمها ما يلي :
-حظر اللباس المورسكي على الرجال و النساء و إلزام النساء-بالإضافة إلى ذلك- بكشف الوجه.
- في الزفاف و في كل أنواع الإحتفالات تمنع رقصة السمرة و إقامة الليالي بمصاحبة الألات الغنائية المورسكية حتى لو كانت لا تتضمن شيئا مريبا أو مخالفا للديانة المسيحية.
- يجب أن تظل أبواب البيوت مفتوحة و تمنع النساء من التخضيب بالحناء و يحظر استعمال الأسماء و الألقاب الإسلامية.
-حظر استعمال الحمامات.
- يحظر على المورسكيين أن يكون لهم عبيد من المقاتلين الغرباء, وعلى الأحرار من هؤلاء المقاتلين مغادرة غرناطة في غضون ستة أشهر.
- يحظر على المورسكيين كذلك أن يكون لهم عبيد من السود.
كما نرى, لم تكن تلك الإجراءات مجرد وسائل قمع ديني أو سياسي, بل كانت تهدف إلى إلغاء وجود المورسكيين كجماعة مختلفة ثقافيا, و كان المطروح هو ما يسميه برادويل "صراع الحضارات".
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحظر فيها على المورسكيين لغتهم و ملابسهم…إلخ, لكن المورسكيين كانوا يتمكنون-من خلال ثرواتهم- من تأجيل اللحظة التي توضع فيها هذه الإجراءات موضع التنفيذ.
و في عام 1567, حين لم يكن هناك مجال للتأجيل, أرسل أحد أعيان المورسكيين- و هو فرانثيسكو نونيث مولاي – إلى محكمة غرناطة مذكرة ننقل نصها (المذكرة مودعة في مكتبة مدريد الوطنية-المخطوطة رقم 6176). يضع نونيث في اعتباره أهمية القضية فيحاول تصوير هذه الخصائص على أنها مجرد عادات محلية و يسعى إلى أن يٌقبل اللباس المورسكي كما يقبل الزي الخاص بقشتالة أو أراغون, و أن تقبل اللغة العربية كما تُقبل اللغة الغاليثية أو القطالونية.
لم تحقق المذكرة أدنى درجة من النجاح, و سيكون تنفيذ هذه القرارات هو السبب الرئيسي في ثورة البشرات:"
تقول مقدمة المذكرة التي كتبها المورسكي نونيث-دائما نقلا من الكتاب السالف الذكر-:
" عندما تحول أبناء هذا الإقليم إلى المسيحية لم يكن هناك أي بند يجبرهم على ترك زيهم أو لغتهم أو العادات الأخرى التي يمارسونها في حفلاتهم, و إحقاقا للحق فإن التنصير كان إجباريا و مناقضا للمعاهدة التي وقعها الملكان الكاثوليكيان عندما سلم لهما الملك أبو عبد الله هذه المدينة, و حينما كانا على قيد الحياة لم أجد – رغم صغر سني- ثمة محاولة لنقض المعاهدة. بعد ذلك , خلال حكم ابنتهما خوانا , بدا من المناسب (لا أدري لمن) أن يصدر الأمر بأن نتخلى عن الزي المورسكي, و قد تعطل تنفيذ هذا الأمر لبعض الأسباب, و هذا ما حدث أيضا تحت حكم الأمبراطوركارلوس…"
إلى أن قال:
"الأمر بأن تكشف النساء وجوههن, ما فائدته سوى دعوة الرجل لارتكاب المعصية إذا رأوا الجمال الذي يشتهونه؟ و لن تجد الدميمات من يتزوج بهن. إن النساء يغطين وجوههن لكي لا يعرفن, وهذا ما تفعله المسيحيات. إن هذا الفعل شرف يتجنبن به المشاكل؛ و لهذا أمر الملك الكاثوليكي بألا يكشف مسيحي وجه مورسكية تمشي في الشارع و إلا عوقب. إذا كان الأمر كذلك و لا يتعارض مع الدين فلماذا نُغضب أهل غرناطة بسبب كشف وجوه زوجاتهم؟"
ثم استمر في محاولته لتبرير العادات الإسلامية المورسكية إلى أخر المذكرة.
و هذا دليل قوي أن نساء الأندلس كن عفيفات, طاهرات , كاملات التحجب,حتى بعد سقوط دولة الإسلام بتلك البقاع ب 75 سنة. و فيه رد على من اتهمهُن بالتبرج وبإغراء رجال النصارى و كلام من هذا القبيل.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى