- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
سعدان: “أعترف أني أخطأت في حق رحو وزاوي وكان لا بد أن آخذهما إلى المونديال
الإثنين 04 أبريل 2011, 17:33
“نعم أنا من طردت لموشية في أنغولا بسبب تصرفاته معي ومع رفاقه”
“نصحته بالكف عن شتم الحكام ولم يكن يستمع إليّ”
“أنا من جلبته إلى المنتخب الوطني وأنا من صنعت منه لاعبا دوليا”
سعدان:
بعد أن نال الحديث عن القائد السابق
للمنتخب الوطني يزيد منصوري حصة الأسد في الجزء الأول من حوار المدرب
الوطني السابق رابح سعدان، ها هو “الشيخ” يعود في الجزء الثاني للحديث عن
بعض المشاكل التي واجهته مع لموشية في أنغولا، وشاوشي وغزال في جنوب
إفريقيا، بالإضافة إلى المشاكل والصعاب التي عاشها سنة 1986 وبالضبط خلال
مونديال المكسيك، كما أجاب عن أسئلة طرحها عليه بعض من لاعبيه السابقين في
المنتخب.
لنعد إلى الحديث عن بعض المشاكل التي
واجهتها مع بعض اللاعبين، هل يمكن تشبيه حالة لموشية في أنغولا بحالة
منصوري في جنوب إفريقيا؟ وهل اطلعت على تصريحه بعد لقاء المغرب عندما قال
إنه رد الاعتبار لنفسه بعد تهميشه في فترة سابقة؟
فوز الجزائر على المغرب فوز لكل الجزائريين وليس فوز لموشية فقط، عليه أن
ينساني ولا يتحدث عني لأني لا أتحدث عنه مثلما يفعل، هذا اللاعب ما عليه
إلا أن يلوم نفسه هو الآخر، الخطأ خطأه إن لم يشارك في المونديال وليس
خطئي، بالعكس أنا ساعدته كثيرا وما قمت به تجاهه كان بمثابة درس استفاد منه
خلال مسيرته الكروية والدليل على ذلك أنه تطوّر كثيرا في الفترة الأخيرة.
كيف ساعدته؟
أنا من جلبه إلى المنتخب الوطني، أنا من ساعدته في سطيف على تطوير إمكاناته
وعلى اللعب أساسيا وعلى الالتحاق بـ “الخضر” بعدها، يعني أنا من له الفضل
على لموشية وليس هو، كان مصابا مع الوفاق وكنت أصدر أمرا بجلبه للعاصمة كي
يعالج تحت إشراف طبيب المنتخب وتحت الرعاية التامة للإتحادية، أنت ترى معي
ما قمت به تجاهه.
لكنه من الناحية الفنية كان يستحق كل هذا أليس كذلك لأن الكل يشهد بأنه لاعب جيد.
لا أنكر أنه فنيا لاعب جيد وإلا ما كان ليلعب في المنتخب.
ما الذي حدث بالضبط في أنغولا حتى حرمته من المشاركة في “الكان”؟
“سي خونا” اعتقدّ أن طيبتي تسمح لي بغض النظر عن كل الأمور الخطيرة التي
تحدث أمامي أو معي، هم كانوا يعرفون الوجه الطيب لـ سعدان فقط ولم يكونوا
يعرفون أني جاد وصارم في أوقات الجدّ، وفي أنغولا لموشية تجاوز الخطوط
الحمراء معي في بادئ الأمر ومع رفاقه في نهاية المطاف، وبما أني لست منافقا
تحاشيت إبلاغ رفاقه في الاجتماع بما قاله عنهم بالحرف الواحد.
(نقاطعه) علمنا بأنه انتقد منصوري أيضا لكنك حميت منصوري يومها، أليس كذلك؟
لست منافقا حتى أكشف الأسماء التي انتقدها وقال عنها كلاما كثيرا، دوري
كمربّي ومدرب للمنتخب كان يجبرني على الدفاع عن أشبالي ولموشية عندما قررت
ألا يلعب كنت مقتنعا بذلك، وحتى لو كان أفضل لاعب في العالم بالنسبة لي ما
كان ليلعب بعد القرار الذي اتخذته، فعلتها مع منصوري وشاوشي في المونديال
ومع لموشية في “الكان”، قلت لهم لستم مع أنديتكم المحلية أو الأوروبية أنتم
هنا من أجل تمثيل الجزائر ومن لا يستحق اللعب لا يلعب معي، لا أحد فيهم
يفرض عليّ رأيه ومن يرفض الانصياع لقراراتي أقوم بانتداب من هو أفضل منه،
اللاعبون متوفرون بكثرة وكلهم يحلمون بتقمص ألوان الوطن، كم من لاعب منحناه
الفرصة وأبعدناه بسبب أفعاله، لا صوت يعلو على صوت المنتخب، مصلحة منتخبنا
أولى من مصلحة اللاعبين الشخصية مهما كانت قيمتهم الفنية.
لنعد للحديث عن لموشية حتى توضح لنا الصورة إن كان هو من رغب في العودة إلى أرض الوطن أم أنت من طردته.
بعدما تجاوز الخطوط الحمراء كما سبق أن قلت في ندوة صحفية، هو لاعب جيد
أعترف بذلك لكن تصرفاته لم تكن لائقة سواء معنا أو مع فريقه، كنت في كل مرة
أتصل به هاتفيا وأطالبه بالتحلي بالهدوء في تصرفاته مع الحكام، لكن وصل به
الأمر إلى حدّ شتم الحكام في العديد من المرات، وسأكشف لك أمرا جديدا.
ما هو؟
اتصلت به أنا وجلول قبل نهائيات كأس إفريقيا بعدما توصلت إلى قناعة وهي عدم اصطحابه معنا إلى “الكان”.
لماذا؟
لأنه ارتكب خطأ لا يغتفر.
تجاه الحكم بيشاري؟
نعم، ألم يعاقب وأنقذناه فيما بعد أم لا؟ ولعلمك أنّ العقوبة الحقيقية التي
كانت ستصدر في حقه هي سنة كاملة لكننا توسطنا له عند الحاج روراوة ومشرارة
كي يرفعا عنه العقوبة لمصلحته ومصلحة المنتخب الوطني بما أنه لاعب ممتاز
واتصلنا به ووعدنا بألا يكرر أفعاله وتصرفاته، لكنه في كل مرة كان يعيد
الكرّة ويتصرف بتهوّر ويخلف وعوده ويعيد شتم الحكم، الحكام كلهم اشتكوا من
تصرفاته ولما أعلمته بأني قررت الاستغناء عن خدماته تفاجأ وتأثر قبل أن
أتراجع وأقرر اصطحابه معنا، أغمضت عيناي وقلت عليّ ألا أحرمه من المشاركة
في نهائيات كأس إفريقيا.
وما الذي حدث حتى أبعدته أو حتى غادر أنغولا؟
لدى وصولنا وبما أن ٣ لاعبين كانوا ينشطون في الوسط الدفاعي قلت لهم في كل
مباراة سأدرج اثنين منكم، وفعلا في المباراة الأولى أمام مالاوي أدرجت
يبدة رفقة اللاعب الآخر، وقبل لقاء مالي كنت قد قررت إقحامه أساسيا في مكان
يبدة أو منصوري ويومها تعدى الخطوط الحمراء.
ما الذي حدث بالتفصيل؟
في البداية جاء إلى غرفتي وتجاوز حدوده معي بصورة فاجأتي فلم أغفر له هذه
المرة، حيث اتصلت على جناح السرعة بالحاج (يقصد روراوة) وطلبت منه أن نعقد
اجتماعا عاجلا فقمنا باستدعائه على الفور وأمام روراوة وجهيد زفزاف قلت له
بصريح العبارة “كرّر ما قلته لي في الغرفة بالحرف الواحد” تلعثم في بادئ
الأمر وحاول أن ينفذ بجلده، لكني كررت “قلت لك أعد ما الذي قلته لي أمامهما
الآن”، وبعدما تهرّب بعض الشيء اعترف بكل ما قاله وقلت له أيضا “ما الذي
قلته عن رفاقك واحدا بواحد” فاعترف أيضا وبرر ذلك بأنه لم يكن على دراية
بأني سأقحمه أساسيا، وبعد الاجتماع مباشرة وبعدما سمعنا أقواله قال لي
“الحاج” ما هو القرار الذي لابد من اتخاذه؟ قلت له فليحمل حقيبته ويغادر
على الفور أنا لا أحتاجه ومباشرة توجه المسؤولون إلى المطار واشتروا له
تذكرة سفر وحجزوا له في أول طائرة إلى فرنسا، وبعدها وأنا في التدريبات
اتصل بي الحاج وزفزاف وطلبا مني أن أتحدث معه هاتفيا قبل عودته إلى فرنسا
لأنه كان يرغب في الاعتذار لي قبل رحيله، لكني رفضت اعتذاره لأنه مسني
بكلامه ومسّ رفاقه اللاعبين، رفضت الحديث معه في أي أمر وعندما وصل إلى
“ليون” عاود الإتصال كي أسمح له لكني رفضت، الهاتف لم يتوقف عن الرنين لكني
لم أردّ عليه لأني كنت أرغب في أن يعاقَب بطريقتي حتى يستخلص الدروس
مستقبلا ويتفادى تكرار أخطائه، وأعيد وأكرر من الناحية الفنية هو لاعب جيد
لكن عقليته صعبة للغاية وإذا كان لم يلعب المونديال فعليه ألا يلوم سوى
نفسه.
وها هو اليوم يعود إلى المنتخب الوطني؟
المهم أنه معي لم يعد، قلت له عندما أغادر المنتخب فلتعد أو لا تعود لا
يهمني الأمر، واليوم عاد ويسعدني أنه يتطوّر من يوم لآخر من الناحية الفنية
أو من حيث الانضباط، حسب علمي لموشية صار منضبطا ويعرف حدوده تجاه رفاقه
وتجاه الحكام وصار لا يشتمهم ولا يحتج على قراراتهم مثلما كان عليه الحال
من قبل وهذا دليل على أنه “تربى” وتعلّم كثيرا من أخطائه السابقة.
وبخصوص الحارس شاوشي الذي كان ضحية من ضحاياكــ في المونديال هو الآخر.
حالة شاوشي أصعب بكثير من حالة لموشية وأكثر تعقيدا، شاوشي حالة خاصة
و”الله غالب عليه”، ها هو يأخذ فرصته من جديد مع بن شيخة وآمل من أعماق
قلبي أن يكون قد استخلص الدروس، لكن لموشية مستواه ليس من مستوى شاوشي ومع
مرور الوقت فهمت لماذا كان عصبيا ولماذا كان يتصرف بتلك الطريقة.
لماذا في رأيك؟
دون الخوض في التفاصيل بسبب ماضيه الصعب الذي عاشه ولديه ازدواجية في
الشخصية، وأذكر مرة من المرات أنّ الحاج قال لي “بحوزتك بعض اللاعبين
مزاجهم صعب للغاية”، فقلت له “ليس بعض بل الكل مزاجهم صعب للغاية”.
لاعب مثل عبدون هل ترى أنه أخذ فرصته معك بالشكل الذي ينبغي؟
عبدون هو الآخر إمكاناته معتبرة وحتى في نهائيات كأس العالم كان في لياقة
جيدة لكنه ذهب ضحية المنافسة الشرسة في منصبه، وكان عليه أن يتقبّل
المنافسة أيضا، كنت أملك زياني، قادير، مطمور وبودبوز كلهم جيدون وعبدون
معهم دون أن أنسى صايفي صاحب الإمكانات المعتبرة، لكن لم يكن بوسعي أن أقحم
الجميع، وهنا أتوقف عند صايفي فرغم إمكاناته الكبيرة إلا أنه لم يخلق لنا
أي مشاكل.
رغم أنه كان أقدم عنصر في التشكيلة ...
نعم، كان أقدم عنصر في التعداد، لم أقحمه في التشكيلة الأساسية لكنه لم
يحتج على قراراتي ولو مرة واحدة، تصرفاته كانت كلها لائقة وتقبّل الأمر
بصدر رحب.
هل صحيح أنك واجهت مشاكل معه في المونديال مثلما روّج له البعض؟
لا لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، أشهد أن صايفي لم يخلق يوما مشكلة في
المنتخب لا معي ولا مع رفاقه، كنا نتبادل أطراف الحديث فيما بيننا في كل
مرة لكنه لم يتسبّب في زعزعة استقرار المنتخب ولو لمرة، صايفي منذ احترافه
في فرنسا لأكثر من عشرية تطوّر كثيرا وصار محترفا بأتم معنى الكلمة، ومن
هذا المنبر أؤكد أنه لاعب يستحق كل التقدير والإحترام وأنا شخصيا أحترمه
كثيرا كشخص وكلاعب كبير أعطى لنا الكثير وما الأهداف التي سجلناها حتى نصل
إلى المونديال لخير دليل على ذلك.
البعض قال إنه في لقاء الولايات المتحدة
الأمريكية دخل عنوة في وقت كنت ستقوم بإدخال بودبوز، كما أن مقطع فيديو ظهر
على الأنترنت لم يكن واضحا لكن من روجّوه قالوا إنّ اللقطة تؤكد ذلك، ما
صحة ذلك؟
دعك من هذا الكلام الفارغ، لا أحد في المنتخب يفرض عليّ نفسه ولا أحد يتدخل
في قراراتي وخياراتي، الحاج روراوة أول من يعلم بخياراتي طبعا، أعطيه
قائمة المدعوين قبل التربصات مثلا لكن أن يفرض عليّ لاعب اللعب أو مسؤول
لاعب ما فهذا ما لم يحدث معي، وفي لقاء الولايات المتحدة الأمريكية الوضعية
كانت معقدة وبعدما عجزنا عن الوصول إلى مرمى المنافس كان لابد من الدفع
بمهاجم صريح إضافي كي نتمكن من التسجيل فكان أمامي خياران إما أن أدفع بـ
صايفي أو بودبوز الذي كنت أعتبره “جوكير”، فاخترت صايفي لأنه مهاجم صريح
ودخل وكاد يسجل لولا سوء الحظ، وهذا ما قمت به في لقاء سلوفينيا أيضا،
تتذكرون أني أقحمت غزال وبعثر أوراقي فقد أقحمته كي نسجل فارتكب خطأ فادحا
وطُرد وورّطنا، دخل وخرج وخسرنا اللقاء.
نعلم بأنك ترفض الحديث عن الأمور
التكتيكية لكن هناكـ تساؤل يطرحه الجميع لابد من الإجابة عليه يتعلق بسر
اعتمادكـ دوما على خطة (3-5-2)، ولماذا كنت تعتمد على ثلاثة مدافعين في
المحور هل لأننا لا نملك مدافعا أيمن جيدا أم لأن حليش، عنتر يحيى وبوڤرة
كان من المستحيل أن تفرّط في أي واحد منهم؟
لأنها الخطة التي أعطت ثمارها، الكل يتفلسف دون معايير ودون معرفة ما معنى
التكتيك، أنا لما أعدّ التركيبة البشرية والخطة أتعامل بما هو موجود بحوزتي
من لاعبين، وفعلا تعاملت بما هو موجود بين يداي وسعيت إلى خلق التوازن
والانسجام بين كافة الخطوط، بلحاج مثلا أعرف أنه مدافع يجيد اللعب في
الأمام ويصعد باستمرار فكنت أقحمه كوسط ميدان أيسر على أن يتكفل واحد من
ثلاثي المحور بالتغطية خلفه، ألم نتعادل مع إنجلترا بفضل الخطة ذاتها؟ روني
كان ينفلت من مراقبة بوڤرة، فيجد يحيى أو حليش أمامه، ينفلت من مراقبة
حليش فيجد بوڤرة أو يحيى أمامه، كانوا يتداولون على مهاجمي إنجلترا بفضل
تلك الخطة وبمساعدة قادير وبلحاج على الرواقين الأيمن والأيسر، درست طريقة
لعب الإنجليز وأثمرت خطتنا أمامهم، ولعلمك أنّ الخطة كانت تتغير في الميدان
بتغيّر تحركات لاعبي المنافس فأحيانا كنا نلعب بمدافعين اثنين في المحور
وأحيانا بخمسة، كل شيء كان مرتبطا بتحركات مهاجمي المنافس، لم نكن نلعب
بخطة ثابتة طيلة التسعين دقيقة، لا أريد الخوض أكثر في الجانب التكتيكي
لأني أدرك أنّ البعض قد لا يفهم قصدي.
ما هو الأمر الذي ندمت عليه في السنوات الثلاث الأخيرة على رأس المنتخب وهل ترى أنك ارتكبت أخطاء؟
أقول إنني عملت حتى يستفيد المنتخب كثيرا من اللاعبين الذين وظفناهم، سعيت
جاهدا كي آخذ كل شيء من كل لاعب منحناه الفرصة حتى حققنا كل ما حققناه من
مسيرة جيدة وحافلة.
هل تعتقد أنّ قرار إبعاد ما لا يقل عن سبعة لاعبين بعد نهائيات أنغولا كان صائبا؟
ربما القرار لم يكن صائبا أعترف بذلك، لكن الخطأ ليس خطئي، كان هناك ضغط
شديد فُرض عليّ وعلى المنتخب في تلك الفترة وفي نهاية المطاف كنت مضطرا
لإحداث تغييرات، ولو أني أعترف بأنّ البعض منهم كانوا قادرين على التنقل
معنا إلى المونديال ولو كاحتياطيين، واسمح لي كي أتحدث عن لاعبين اثنين لم
أكن أرغب في إبعادهما.
من هما؟
زاوي ورحو فدورهما كان هاما وكبيرا داخل المجموعة رغم أنهما لم يكونا
أساسيين، أعترف بأنّ قرار إبعادهما لم يكن صائبا، للأسف الشديد أن الضغط
الذي فُرض عليّ قبل وبعد نهائيات كأس إفريقيا جعلني أرتبك دون أن تنفلت
الأمور مني طبعا، لكني ارتبكت فقمت بإبعادهما وأنا غير مقتنع بعض الشيء،
ماعدا رحو وزاوي أرى أنّ قرار إبعاد عدد من اللاعبين وتعويضهم بلاعبين
آخرين أتى بثماره في المونديال الذي اكتشفنا فيه لاعبين جيدين آخرين مثل
قادير، ڤديورة، بودبوز، مبولحي، لحسن، هؤلاء اليوم صاروا مستقبل المنتخب
الوطني لأن سن أغلبيتهم لا يتعدى 23 سنة.
وماذا عن بزاز؟
بزاز كان مصابا والوقت لم يكن في مصلحته كي يكون جاهزا للمونديال، حالته
كانت شبيهة بحالة مغني وإصابته المعقدة كانت ستحرمه لا محالة من المشاركة
في كأس العالم.
قلت في مرات سابقة إن المنتخب أدى مشوارا
طيبا في “المونديال”، لكن نسيت أنه لم يسجل أي هدف، كما أن المهاجمين لا
زالوا حتى الآن عاجزين عن تسجيل أهداف، وخلق فرص كثيرة للتهديف، فما تشخيصك
لهذه الحالة؟
أسباب عدة اجتمعت وحالت دون تسجيل مهاجمينا الأهداف، ودون الخوض في
التفاصيل أعود بك إلى أحد المؤتمرات الصحفية التي عقدناها بعد المونديال،
قال فيه المختصون أن نوعية الفرديات هي التي صنعت الفارق في كأس العالم
وليس المهاجمين. أنت تعلم أنهم اختاروا الأوروغوياني “دييڤو فورلان” أحسن
لاعب رغم وجود العديد من النجوم، لا لسبب سوى لأنه وبفضل المهارات التي
يتمتع بها قاد منتخب بلاده إلى تأهل تاريخي إلى الدور نصف النهائي، رغم أنه
منتخب متوسط المستوى. اختاروا العديد من الفرديات التي يمتلكها المنتخب
الإسباني في وسط الميدان، وهي الفرديات التي سمحت له بالتتويج بكأس العالم
في نهاية المطاف. وبالعودة إلى سؤالك، أطلب منك أن تمنحني اسم لاعب من
لاعبينا، أو مهاجم من مهاجمينا يلعب في برشلونة أو ريال مدريد أو بنفيكا،
أو في فريق قوي في إنجلترا، أو في هولندا، لا يوجد.
لكن جبور مثلا يلعب في فريق كبير إسمه “أولمبياكوس” ويسجل معه أهدافا بالجملة، لكنه لا يُسجل مع المنتخب؟
لا تحدثني عن لاعب واحد فقط، مطمور مثلا لو غيّر فريقه لتمكن من إعطاء
الكثير للمنتخب، وما فعله في أنغولا أحسن دليل على ذلك، سجل ومنح رفاقه
كرات حاسمة، في لقاء مصر أيضا، ونحن من حولناه إلى مهاجم وتذكر ما فعله في
لقاء مصر في الهدف الأول، ما فعله في لقاء الولايات المتحدة الأمريكية بفضل
قذفاته الكثيرة التي كادت تثمر أهدافا، لذلك أرى أن المشكل مرتبط بنوعية
اللاعبين، ومشكل الإنسجام بين المهاجمين في الأمام، والسبب راجع إلى ضيق
الوقت. نحن لا نستفيد منهم بالشكل الكافي وقصر التربصات لا يسمح لنا
بتوظيفهم جيدا وتعويدهم على اللعب مع بعضهم البعض، حتى بن شيخة الآن صار
ينتقد تواريخ “الفيفا“، وأبدى مؤخرا امتعاضه من قصر المدة التي يستفيد فيها
من لاعبيه قبيل المباريات، وفي الفترة المقبلة سيعاني من المشكل نفسه،
وخلاصة القول أقول إننا حققنا أمور رائعة ودخلنا التاريخ رغم الصعاب ورغم
قلة الأهداف.
ألا ترى أن بن شيخة اتبع سياستك بتجديده الثقة في أغلبية اللاعبين الذين وظفتهم من قبل؟
لأني وبكل بساطة أجيد اختيار اللاعبين، أدرس طريقة لعب كل واحد منهم،
وأختارهم للمباريات، وها هو بن شيخة يختار تقريبا نفس العناصر، ليس من
عادتي أن أتحدث عن أمور مثل هذه، لكن اليوم سأفرغ ما في جعبتي. أنا “نعرف
نخيّر اللاعبين” وأذهب بعيدا في كلامي، هل يوجد مدرب لديه مسيرة أو تاريخ
مثل تاريخي في مجال التدريب، العديد من المدربين انتقدوني وقالوا كلاما عني
ورفضت الرد عليهم، فهل فيهم واحد لديه ما لديه سعدان من رصيد؟ ينتقدون
ويقولون سعدان فاشل تكتيكيا، فما الذي فعلوه هم في مجال التدريب، أنا مدرب،
مكوّن، مرب، أستاذ في المعهد، وما أمتلكه من رصيد علمي في هذا المجال لا
أحد يمتلكه فيهم مع كل احتراماتي لمهنتهم التدريبية، وبعدها يتساءلون
ويقولون إن سرّ نجاحه يكمن في الحظ، لأنه “شيخ” والشيخ تقف في صفه
“البركة”.
لكن ليس عيبا أن تلقي بركة سعدان بظلالها إيجابا على نتائج ومشوار المنتخب؟
لكن هناك عملا قاعديا مدروسا قمت به شخصيا على مدار السنوات الثلاث
الأخيرة، و”البركة” التي تحدثوا عنها ليست بركة سعدان وحده، بركة الجزائر
العزيزة، بركة الخالق سبحانه وتعالى، بركة العجائز، الشيوخ الذين كانوا
يدعوا لنا بالخير في كل مباراة، وحتى نحن عملنا ونلنا وجنينا في نهاية
المطاف ثمار ذلك العمل. ها أنا اليوم غادرت المنتخب وصرت بعيدا عن محيطه،
صرت مهتما بعائلتي ومع ذلك لم يتركوني وشأني، وصلوا إلى حد القول بشأني أني
زودت المغاربة بمعلومات عن المنتخب، هل يعقل هذا أن أقف ضدّ بلدي في
مباراة هامة من هذا النوع؟ لو وقفت في صفهم حقا لسافرت إلى المغرب وزوّدتهم
بنقاط الضعف الحقيقية التي تشل منتخبنا.
ضمنيا قلت لنا إنك رفضت عرض روراوة للإشراف على المديرية الفنية للمنتخب، لكن متى نراكـ مجددا على الميادين؟
في الوقت الحالي أنا مرتاح ولا أفكر في العودة، اليوم فقط (الحوار أجري أول
أمس السبت) تلقيت عرضا من الإمارات لكني رفضته، فريق إماراتي اتصل بي
ورفضت. من قبل كنت مرشحا لتولي العارضة الفنية لبعض المنتخبات في الخليج،
وحتى ليبيا كنت مرشحا لتدريب إحدى فرقها القوية، لكن الصفقات لم تتم...
حتى اليمن كنت مرشحا لتدريبها؟
لا في الحقيقة لم أكن مرشحا لتدريبها.
كيف ذلك وأنت الذي تنقلت إلى هناكـ رفقة مساعدكـ السابق جلول زهير، وتفاوضتما مع المسؤولين هناكـ؟
المسؤولون هناك أصدقائي، بحكم أني دربت اليمن من قبل، اتصلوا بي بعد فشلهم
في كأس الخليج فلبيت رغبتهم وتنقلت وقلت لهم لا يمكنني أن أكون مدربا
لمنتخبكم، ويمكنني فقط أن أساعدكم بتولي منصب مستشار فني أتنقل إلى اليمن
مرة كل شهر فقط، وبعدما رفضوا ذلك اعتذرت وقلت لهم الوضعية الصعبة التي
تتواجدون فيها تتطلب أن تجلبوا “سحّار” ليخرجكم منها وليس سعدان.
في نهاية المطاف لحسن الحظ أنك لم تتفق معهم بما أن الأوضاع المتردية في البلاد كانت ستشكل خطرا عليك أنت وجلول؟
من قال لكم إني كنت سأقبل، دربت اليمن سنة 2005 كنت أرغب يومها في تحقيق
أمور إيجابية، ومؤخرا تنقلت وفي قرارة نفسي أني لن أدرب اليمن، لم نتطرق لا
إلى الجانب المالي ولا إلى أي أهداف مثلما تداولته الصحافة هنا.
الصحافة اليمنية هي التي تحدثت عن الشق المالي وليس المحلية...
لا أدري، المهم أن هناك من قال إن سعدان اشترط المبلغ الفلاني، ومساعديه وكلام آخر لا أساس له من الصحة.
---------------------
لاعبو سعدان يطرحون أسئلتهم عن طريق “الهدّاف”...
فضّلنا قبل نهاية الحوار أن نفتح المجال
أمام بعض لاعبي المنتخب الوطني، الذين أشرف عليهم سعدان، لطرح أسئلتهم عليه
حتى نأخذ آرائهم هم كذلك. هذه الفكرة تقبّلها سعدان بصدر رحب، وبابتسامته
المعهودة رد علينا: “نعم، تفضّلوا بطرحها وسأجيبهم جميعا بكل صراحة”.
بلومي : “ ألومك يا شيخ على وصفك
اللاعبين القدامى في إحدى تصريحاتك السابقة بالغيورين، فلماذا تصفنا بذلك
ونحن الذين ساهمنا في رفع أسهمك يوم كنا لاعبين فوق الميدان؟
حسب علمي لم أنتقد يوما اللاعبين القدامى، ولم أصفهم بتاتا بالغيورين،
تحدثت فقط عن المدربين الذين انتقدوني دون وجه حق، لكن بلومي أو ماجر أو أي
لاعب آخر من اللاعبين القدامى لم يسبق لي وأن قلت عنهم هذا الكلام، زملائي
في المهنة لم يحترموا مهنتهم وراحوا ينتقدوني، مثلا محمود ڤندوز هو مدرب
الآن... “لا إله إلا الله محمدا رسول الله”... كل يوم ينتقد سعدان.. في
الجرائد في التلفزيون... في الإذاعة... لم يتركني وشأني رغم أني لم أفعل له
شيئا، أما بلومي أو أي لاعب من القدامى لم يسبق لي وأن قلت عنهم كلاما
سيئا.
“الهدّاف”: كيف كانت العلاقة بينك وبين ڤندوز يوم كان يلعب تحت إشرافك؟
والله علاقة رائعة وجيدة على طول الخط، ولم يسبق ولو لمرة واحدة أن اختلفنا
عندما كان لاعبا عندي، حتى بعد مونديال 1986 دافع عني بشدة ولا زلت إلى
حدّ الآن أحتفظ بأرشيف الجرائد التي دافع من خلالها عني، والآن انقلب ضدي
ولا أعلم لماذا... وللعودة إلى سؤال بلومي، أقول قصدت المدربين الذين
انتقدوني والذين يتواجدون اليوم في الوضعية نفسها، حيث ستوجه لهم
الإنتقادات مثلما انتقدوني بالأمس... أطفال صغار صاروا ينتقدون عملي في
الطريق... هل يمكنك أن تنتقد عمل الطبيب؟ لا لأنه يعرف أين يكمن الداء في
جسدك.. لذلك أنا أعرف مهمتي أكثر من أي شخص آخر.
مصباح: “كيف اكتشفتني ولماذا لـم تشعرني يوم عاينتني في إيطاليا بأنك موجود في الملعب؟
مصباح بحثت وسألت عنه كثيرا قبل ضمه، سألت الأصدقاء في سويسرا لأنه لعب
كثيرا هناك، قالوا لي عنه كلاما جيدا، لكني فضّلت أن أعاينه في البطولة
الإيطالية. تنقلت وعاينته دون أن أشعره بذلك حتى لا أمنحه أي أمل وغادرت
قبل نهاية اللقاء لأنه غادر الميدان. تعاملت بالطريقة نفسها مع قادير الذي
تحدثت معه في لقاء موناكو، لكني لم أمنحه أي أمل... في ذهني حينها لم
أخترهم بعد للعب في المنتخب، عاينتهم فقط وبعدها قرّرت ضمهم.
قاسي السعيد : “ما ذا حدث في مونديال 1986 وما جرى بالضبط في لقاء إسبانيا؟
حكاية طويلة، للأسف الشديد أن المشاكل بدأت قبل السفر إلى المكسيك، يومها
كنت طيلة التصفيات للمونديال مثل الملك أو مثل الأسد، كان رحمه اللهّ السيد
منتوري وزير الرياضة إلى جانبي، منتخبنا حينها تأهل دون خسارة في 13
مباراة على ما أذكر، بعدها حدث إنقلاب حول الطاقم الفني قبل التنقل إلى مصر
لخوض نهائيات كأس إفريقيا. بقيت أنا ومقدادي وعبد الوهاب، رحمه اللّه،
وقاموا بتدعيم العارضة الفنية بـ جداوي ودحلب، وحين سألت المسؤولين عن دور
دحلب في العارضة الفنية قالوا لي: “محضّر نفسي للاعبين المحترفين”، قسّموا
المنتخب دون أن يشعروا إلى منتخبين، واحد محلي والآخر محترف يضم المغتربين،
وكنت قد استقلت قبل ذلك مرارا وتكرارا، لكنهم أجبروني على البقاء، وبطاقم
فني يضم 5 أفراد، أقول طاقم متشتت، منقسم، تنقلنا بعدها إلى المكسيك، وفي
البداية تعادلنا مع إيرلندا، ثم إنهزمنا أمام البرازيل رغم أننا لعبنا
جيّدا، وقلت يومها لـ مقدادي: النية صارت منعدمة داخل المجموعة، نلعب جيدا
ولا نفوز لأننا منقسمون.
“الهدّاف”: ولهذا السبب رفضت تدعيم العارضة الفنية في المونديال الأخير؟
نعم لهذا السبب، وصدقني لو فرضوا الأمر عليّ لغادرت المنتخب يومها، عرضوا
الفكرة لكنهم لم يفرضوها عليّ، قررت أن أكون أنا المسؤول الأول على العارضة
الفنية للمنتخب، أستشير مساعدي، لكني المسؤول الأول عن كل شيء. لنعد إلى
موضوعنا بخصوص مونديال 1986، أذكر أن المسؤولين أقالوا منتوري وأقالوا رئيس
الاتحادية وجلبوا مكانه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة السلة “ميكيراش”
وأنشأوا لجنة مؤقتة من 10 أفراد لتسيير شؤون المنتخب في تلك الفترة، غيّروا
مكان التربص في المكسيك. أتذكر أني وبعد عملية القرعة اخترت “ڤوادالاخارا”
مكانا لتربص المنتخب بالنظر إلى قربها من الملعب، لكنهم غيروا كل شيء
ونقلونا إلى مكان معزول يبعد عن الملعب بساعة ونصف، أجبرونا على التربص في
حفرة لم نتمكن فيها حتى من مشاهدة مباريات المونديال عبر الشاشة الصغيرة،
حتى بلومي يومها كاد يضرب أحد المسؤولين وقال له: “لماذا أتيتم بنا إلى هذا
المكان المعزول”، وأذكر أننا قبل السفر اجتمع اللاعبون مع المسؤولين
وتفاوضوا حول منحة المونديال، فتقرر منحهم قيمة “9 ملايين” بعدما حصلوا على
“3 ملايين” نظير مشاركتهم في المونديال الأول بإسبانيا، وبعد مبارتي
إيرلندا وإسبانيا طلبت من ميكيراش أن يمنحهم يوما للراحة وأموالهم.
“الهدّاف”: وما الذي حدث بعدها؟
تلقى مقدادي اتصالا هاتفيا طلبوا منه أن يتدخل ليفض الاشتباك الذي نشب بين
ميكيراش واللاعبين... “خنقوه” بسبب الأموال، طلبوا على ما أدري مليون سنتيم
إضافي، تحاشيت التدخل في الأمر لأنهم تفاوضوا مسبقا حوله، وفي اليوم
الموالي وخلال الاجتماع التقني قبيل مباراة إسبانيا رحت أعرض عليهم الخطة
والتشكيلة، ففاجأوني برفضهم خوض اللقاء، قالوا لي “يا شيخ لن نلعب اللقاء
مهما حصل”، نصحتهم لكن دون جدوى، اتصلت بالوزير في الجزائر وأعلمته بالأمر،
حلّت المشكلة، وبعدها كان الاحتجاج من طرف المحترفين الذين رفضوا اللعب هم
أيضا، فكيف لي في ظل تلك الوضعية أن أعدّ التشكيلة، ثم أنتم تعلمون كم
خسرنا أمام إسبانيا والمستوى الذي ظهرنا به.
عماني: “هل صحيح أنهم فرضوا عليك
إصطحاب 11 لاعبا مـحليا و11 لاعبا مـحترفا إلى المونديال، ولماذا لـم توجه
لي الدعوة رغم الفترة الزاهية التي كنت أمر بها؟
عليّ أن أعترف أني ومنذ رحيل منتوري رحمه اللّه صرت لا شيء في المنتخب
الوطني آنذاك، فقدت السيطرة على كل شيء وبقيت مجرد فرد يُسمى مدرب المنتخب
الوطني، لكنه في الحقيقة لا يتحكم في أي شيء. كنت موظفا في الوزارة ولم يكن
بوسعي أن أنسحب، كنت أتلقى أجرا بـ 5000 دج وأنا مدرب للمنتخب الوطني. كنت
كبش فداء في المكسيك، الشعب كله انقلب ضدي عقب نهاية المونديال وكل
الإتهامات وجهت لي، رغم أني لا ناقة لي ولا جمل فيما حدث بين اللاعبين
والمسؤولين، عائلتي دفعت الثمن وقالت لي: “لطخت إسمنا العائلي”. عانيت
وقاسيت كثيرا، مررت بفترات عصيبة، والحمد للّه أني وبعد سنوات قليلة عدت
إلى الساحة عبر الرجاء البيضاوي ونلت معه اللقب الإفريقي.
مطمور: “أشكركـ كثيرا على ما قلته عني مؤخرا وأطلب منك أن تعطيني نصيحة للمستقبل؟
أتمنّى له حظّا موفقا، وأتمنّى أن يلعب في فريق منظم يسمح له اللعب أساسيا.
أنا أحب مطمور وأعتبره من أفضل المهاجمين الجزائريين، عليه أن يبحث عن
فريق يمنحه فرصة اللعب أساسيا حتى يعود بقوة مع المنتخب.
“الهدّاف”: مثل زياني الذي انضم إلى البطولة التركية لهذا الهدف؟
لا أقول مثل زياني أو لاعب آخر، الإنضمام إلى فريق آخر في فرنسا مثلا حتى
يلعب بانتظام، هو في حاجة لأن يكون مرتاحا من الناحية النفسية.
بزاز: “أفضّل أن أواجهك وجها لوجه حتى أعرف سر إقصائك لي بعد عودتي من الإصابة؟
بزاز لاعب حاسم ساهم في تأهلنا إلى المونديال، للأسف الشديد أصيب في فترة
حساسة جدا وأجبرنا على الإستغناء عنه. أنا موافق على ملاقاته واستضافته في
بيتي حتى نتحدث في الأمر.
زاوي: “بعد صربيا جلبت لاعبين جدد على حسابنا، هل كانوا أفضل منا ليكونوا ضمن قائمة المونديال؟
اعترفت منذ قليل بأني كنت مرتبكا يوم أبعدته هو ورحو، ولم أكن أرغب في
التفريط فيهما والظروف هي التي دفعتني إلى ذلك. صراحة زاوي كان يستحق أن
يكون في “المونديال”
“نصحته بالكف عن شتم الحكام ولم يكن يستمع إليّ”
“أنا من جلبته إلى المنتخب الوطني وأنا من صنعت منه لاعبا دوليا”
سعدان:
بعد أن نال الحديث عن القائد السابق
للمنتخب الوطني يزيد منصوري حصة الأسد في الجزء الأول من حوار المدرب
الوطني السابق رابح سعدان، ها هو “الشيخ” يعود في الجزء الثاني للحديث عن
بعض المشاكل التي واجهته مع لموشية في أنغولا، وشاوشي وغزال في جنوب
إفريقيا، بالإضافة إلى المشاكل والصعاب التي عاشها سنة 1986 وبالضبط خلال
مونديال المكسيك، كما أجاب عن أسئلة طرحها عليه بعض من لاعبيه السابقين في
المنتخب.
لنعد إلى الحديث عن بعض المشاكل التي
واجهتها مع بعض اللاعبين، هل يمكن تشبيه حالة لموشية في أنغولا بحالة
منصوري في جنوب إفريقيا؟ وهل اطلعت على تصريحه بعد لقاء المغرب عندما قال
إنه رد الاعتبار لنفسه بعد تهميشه في فترة سابقة؟
فوز الجزائر على المغرب فوز لكل الجزائريين وليس فوز لموشية فقط، عليه أن
ينساني ولا يتحدث عني لأني لا أتحدث عنه مثلما يفعل، هذا اللاعب ما عليه
إلا أن يلوم نفسه هو الآخر، الخطأ خطأه إن لم يشارك في المونديال وليس
خطئي، بالعكس أنا ساعدته كثيرا وما قمت به تجاهه كان بمثابة درس استفاد منه
خلال مسيرته الكروية والدليل على ذلك أنه تطوّر كثيرا في الفترة الأخيرة.
كيف ساعدته؟
أنا من جلبه إلى المنتخب الوطني، أنا من ساعدته في سطيف على تطوير إمكاناته
وعلى اللعب أساسيا وعلى الالتحاق بـ “الخضر” بعدها، يعني أنا من له الفضل
على لموشية وليس هو، كان مصابا مع الوفاق وكنت أصدر أمرا بجلبه للعاصمة كي
يعالج تحت إشراف طبيب المنتخب وتحت الرعاية التامة للإتحادية، أنت ترى معي
ما قمت به تجاهه.
لكنه من الناحية الفنية كان يستحق كل هذا أليس كذلك لأن الكل يشهد بأنه لاعب جيد.
لا أنكر أنه فنيا لاعب جيد وإلا ما كان ليلعب في المنتخب.
ما الذي حدث بالضبط في أنغولا حتى حرمته من المشاركة في “الكان”؟
“سي خونا” اعتقدّ أن طيبتي تسمح لي بغض النظر عن كل الأمور الخطيرة التي
تحدث أمامي أو معي، هم كانوا يعرفون الوجه الطيب لـ سعدان فقط ولم يكونوا
يعرفون أني جاد وصارم في أوقات الجدّ، وفي أنغولا لموشية تجاوز الخطوط
الحمراء معي في بادئ الأمر ومع رفاقه في نهاية المطاف، وبما أني لست منافقا
تحاشيت إبلاغ رفاقه في الاجتماع بما قاله عنهم بالحرف الواحد.
(نقاطعه) علمنا بأنه انتقد منصوري أيضا لكنك حميت منصوري يومها، أليس كذلك؟
لست منافقا حتى أكشف الأسماء التي انتقدها وقال عنها كلاما كثيرا، دوري
كمربّي ومدرب للمنتخب كان يجبرني على الدفاع عن أشبالي ولموشية عندما قررت
ألا يلعب كنت مقتنعا بذلك، وحتى لو كان أفضل لاعب في العالم بالنسبة لي ما
كان ليلعب بعد القرار الذي اتخذته، فعلتها مع منصوري وشاوشي في المونديال
ومع لموشية في “الكان”، قلت لهم لستم مع أنديتكم المحلية أو الأوروبية أنتم
هنا من أجل تمثيل الجزائر ومن لا يستحق اللعب لا يلعب معي، لا أحد فيهم
يفرض عليّ رأيه ومن يرفض الانصياع لقراراتي أقوم بانتداب من هو أفضل منه،
اللاعبون متوفرون بكثرة وكلهم يحلمون بتقمص ألوان الوطن، كم من لاعب منحناه
الفرصة وأبعدناه بسبب أفعاله، لا صوت يعلو على صوت المنتخب، مصلحة منتخبنا
أولى من مصلحة اللاعبين الشخصية مهما كانت قيمتهم الفنية.
لنعد للحديث عن لموشية حتى توضح لنا الصورة إن كان هو من رغب في العودة إلى أرض الوطن أم أنت من طردته.
بعدما تجاوز الخطوط الحمراء كما سبق أن قلت في ندوة صحفية، هو لاعب جيد
أعترف بذلك لكن تصرفاته لم تكن لائقة سواء معنا أو مع فريقه، كنت في كل مرة
أتصل به هاتفيا وأطالبه بالتحلي بالهدوء في تصرفاته مع الحكام، لكن وصل به
الأمر إلى حدّ شتم الحكام في العديد من المرات، وسأكشف لك أمرا جديدا.
ما هو؟
اتصلت به أنا وجلول قبل نهائيات كأس إفريقيا بعدما توصلت إلى قناعة وهي عدم اصطحابه معنا إلى “الكان”.
لماذا؟
لأنه ارتكب خطأ لا يغتفر.
تجاه الحكم بيشاري؟
نعم، ألم يعاقب وأنقذناه فيما بعد أم لا؟ ولعلمك أنّ العقوبة الحقيقية التي
كانت ستصدر في حقه هي سنة كاملة لكننا توسطنا له عند الحاج روراوة ومشرارة
كي يرفعا عنه العقوبة لمصلحته ومصلحة المنتخب الوطني بما أنه لاعب ممتاز
واتصلنا به ووعدنا بألا يكرر أفعاله وتصرفاته، لكنه في كل مرة كان يعيد
الكرّة ويتصرف بتهوّر ويخلف وعوده ويعيد شتم الحكم، الحكام كلهم اشتكوا من
تصرفاته ولما أعلمته بأني قررت الاستغناء عن خدماته تفاجأ وتأثر قبل أن
أتراجع وأقرر اصطحابه معنا، أغمضت عيناي وقلت عليّ ألا أحرمه من المشاركة
في نهائيات كأس إفريقيا.
وما الذي حدث حتى أبعدته أو حتى غادر أنغولا؟
لدى وصولنا وبما أن ٣ لاعبين كانوا ينشطون في الوسط الدفاعي قلت لهم في كل
مباراة سأدرج اثنين منكم، وفعلا في المباراة الأولى أمام مالاوي أدرجت
يبدة رفقة اللاعب الآخر، وقبل لقاء مالي كنت قد قررت إقحامه أساسيا في مكان
يبدة أو منصوري ويومها تعدى الخطوط الحمراء.
ما الذي حدث بالتفصيل؟
في البداية جاء إلى غرفتي وتجاوز حدوده معي بصورة فاجأتي فلم أغفر له هذه
المرة، حيث اتصلت على جناح السرعة بالحاج (يقصد روراوة) وطلبت منه أن نعقد
اجتماعا عاجلا فقمنا باستدعائه على الفور وأمام روراوة وجهيد زفزاف قلت له
بصريح العبارة “كرّر ما قلته لي في الغرفة بالحرف الواحد” تلعثم في بادئ
الأمر وحاول أن ينفذ بجلده، لكني كررت “قلت لك أعد ما الذي قلته لي أمامهما
الآن”، وبعدما تهرّب بعض الشيء اعترف بكل ما قاله وقلت له أيضا “ما الذي
قلته عن رفاقك واحدا بواحد” فاعترف أيضا وبرر ذلك بأنه لم يكن على دراية
بأني سأقحمه أساسيا، وبعد الاجتماع مباشرة وبعدما سمعنا أقواله قال لي
“الحاج” ما هو القرار الذي لابد من اتخاذه؟ قلت له فليحمل حقيبته ويغادر
على الفور أنا لا أحتاجه ومباشرة توجه المسؤولون إلى المطار واشتروا له
تذكرة سفر وحجزوا له في أول طائرة إلى فرنسا، وبعدها وأنا في التدريبات
اتصل بي الحاج وزفزاف وطلبا مني أن أتحدث معه هاتفيا قبل عودته إلى فرنسا
لأنه كان يرغب في الاعتذار لي قبل رحيله، لكني رفضت اعتذاره لأنه مسني
بكلامه ومسّ رفاقه اللاعبين، رفضت الحديث معه في أي أمر وعندما وصل إلى
“ليون” عاود الإتصال كي أسمح له لكني رفضت، الهاتف لم يتوقف عن الرنين لكني
لم أردّ عليه لأني كنت أرغب في أن يعاقَب بطريقتي حتى يستخلص الدروس
مستقبلا ويتفادى تكرار أخطائه، وأعيد وأكرر من الناحية الفنية هو لاعب جيد
لكن عقليته صعبة للغاية وإذا كان لم يلعب المونديال فعليه ألا يلوم سوى
نفسه.
وها هو اليوم يعود إلى المنتخب الوطني؟
المهم أنه معي لم يعد، قلت له عندما أغادر المنتخب فلتعد أو لا تعود لا
يهمني الأمر، واليوم عاد ويسعدني أنه يتطوّر من يوم لآخر من الناحية الفنية
أو من حيث الانضباط، حسب علمي لموشية صار منضبطا ويعرف حدوده تجاه رفاقه
وتجاه الحكام وصار لا يشتمهم ولا يحتج على قراراتهم مثلما كان عليه الحال
من قبل وهذا دليل على أنه “تربى” وتعلّم كثيرا من أخطائه السابقة.
وبخصوص الحارس شاوشي الذي كان ضحية من ضحاياكــ في المونديال هو الآخر.
حالة شاوشي أصعب بكثير من حالة لموشية وأكثر تعقيدا، شاوشي حالة خاصة
و”الله غالب عليه”، ها هو يأخذ فرصته من جديد مع بن شيخة وآمل من أعماق
قلبي أن يكون قد استخلص الدروس، لكن لموشية مستواه ليس من مستوى شاوشي ومع
مرور الوقت فهمت لماذا كان عصبيا ولماذا كان يتصرف بتلك الطريقة.
لماذا في رأيك؟
دون الخوض في التفاصيل بسبب ماضيه الصعب الذي عاشه ولديه ازدواجية في
الشخصية، وأذكر مرة من المرات أنّ الحاج قال لي “بحوزتك بعض اللاعبين
مزاجهم صعب للغاية”، فقلت له “ليس بعض بل الكل مزاجهم صعب للغاية”.
لاعب مثل عبدون هل ترى أنه أخذ فرصته معك بالشكل الذي ينبغي؟
عبدون هو الآخر إمكاناته معتبرة وحتى في نهائيات كأس العالم كان في لياقة
جيدة لكنه ذهب ضحية المنافسة الشرسة في منصبه، وكان عليه أن يتقبّل
المنافسة أيضا، كنت أملك زياني، قادير، مطمور وبودبوز كلهم جيدون وعبدون
معهم دون أن أنسى صايفي صاحب الإمكانات المعتبرة، لكن لم يكن بوسعي أن أقحم
الجميع، وهنا أتوقف عند صايفي فرغم إمكاناته الكبيرة إلا أنه لم يخلق لنا
أي مشاكل.
رغم أنه كان أقدم عنصر في التشكيلة ...
نعم، كان أقدم عنصر في التعداد، لم أقحمه في التشكيلة الأساسية لكنه لم
يحتج على قراراتي ولو مرة واحدة، تصرفاته كانت كلها لائقة وتقبّل الأمر
بصدر رحب.
هل صحيح أنك واجهت مشاكل معه في المونديال مثلما روّج له البعض؟
لا لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، أشهد أن صايفي لم يخلق يوما مشكلة في
المنتخب لا معي ولا مع رفاقه، كنا نتبادل أطراف الحديث فيما بيننا في كل
مرة لكنه لم يتسبّب في زعزعة استقرار المنتخب ولو لمرة، صايفي منذ احترافه
في فرنسا لأكثر من عشرية تطوّر كثيرا وصار محترفا بأتم معنى الكلمة، ومن
هذا المنبر أؤكد أنه لاعب يستحق كل التقدير والإحترام وأنا شخصيا أحترمه
كثيرا كشخص وكلاعب كبير أعطى لنا الكثير وما الأهداف التي سجلناها حتى نصل
إلى المونديال لخير دليل على ذلك.
البعض قال إنه في لقاء الولايات المتحدة
الأمريكية دخل عنوة في وقت كنت ستقوم بإدخال بودبوز، كما أن مقطع فيديو ظهر
على الأنترنت لم يكن واضحا لكن من روجّوه قالوا إنّ اللقطة تؤكد ذلك، ما
صحة ذلك؟
دعك من هذا الكلام الفارغ، لا أحد في المنتخب يفرض عليّ نفسه ولا أحد يتدخل
في قراراتي وخياراتي، الحاج روراوة أول من يعلم بخياراتي طبعا، أعطيه
قائمة المدعوين قبل التربصات مثلا لكن أن يفرض عليّ لاعب اللعب أو مسؤول
لاعب ما فهذا ما لم يحدث معي، وفي لقاء الولايات المتحدة الأمريكية الوضعية
كانت معقدة وبعدما عجزنا عن الوصول إلى مرمى المنافس كان لابد من الدفع
بمهاجم صريح إضافي كي نتمكن من التسجيل فكان أمامي خياران إما أن أدفع بـ
صايفي أو بودبوز الذي كنت أعتبره “جوكير”، فاخترت صايفي لأنه مهاجم صريح
ودخل وكاد يسجل لولا سوء الحظ، وهذا ما قمت به في لقاء سلوفينيا أيضا،
تتذكرون أني أقحمت غزال وبعثر أوراقي فقد أقحمته كي نسجل فارتكب خطأ فادحا
وطُرد وورّطنا، دخل وخرج وخسرنا اللقاء.
نعلم بأنك ترفض الحديث عن الأمور
التكتيكية لكن هناكـ تساؤل يطرحه الجميع لابد من الإجابة عليه يتعلق بسر
اعتمادكـ دوما على خطة (3-5-2)، ولماذا كنت تعتمد على ثلاثة مدافعين في
المحور هل لأننا لا نملك مدافعا أيمن جيدا أم لأن حليش، عنتر يحيى وبوڤرة
كان من المستحيل أن تفرّط في أي واحد منهم؟
لأنها الخطة التي أعطت ثمارها، الكل يتفلسف دون معايير ودون معرفة ما معنى
التكتيك، أنا لما أعدّ التركيبة البشرية والخطة أتعامل بما هو موجود بحوزتي
من لاعبين، وفعلا تعاملت بما هو موجود بين يداي وسعيت إلى خلق التوازن
والانسجام بين كافة الخطوط، بلحاج مثلا أعرف أنه مدافع يجيد اللعب في
الأمام ويصعد باستمرار فكنت أقحمه كوسط ميدان أيسر على أن يتكفل واحد من
ثلاثي المحور بالتغطية خلفه، ألم نتعادل مع إنجلترا بفضل الخطة ذاتها؟ روني
كان ينفلت من مراقبة بوڤرة، فيجد يحيى أو حليش أمامه، ينفلت من مراقبة
حليش فيجد بوڤرة أو يحيى أمامه، كانوا يتداولون على مهاجمي إنجلترا بفضل
تلك الخطة وبمساعدة قادير وبلحاج على الرواقين الأيمن والأيسر، درست طريقة
لعب الإنجليز وأثمرت خطتنا أمامهم، ولعلمك أنّ الخطة كانت تتغير في الميدان
بتغيّر تحركات لاعبي المنافس فأحيانا كنا نلعب بمدافعين اثنين في المحور
وأحيانا بخمسة، كل شيء كان مرتبطا بتحركات مهاجمي المنافس، لم نكن نلعب
بخطة ثابتة طيلة التسعين دقيقة، لا أريد الخوض أكثر في الجانب التكتيكي
لأني أدرك أنّ البعض قد لا يفهم قصدي.
ما هو الأمر الذي ندمت عليه في السنوات الثلاث الأخيرة على رأس المنتخب وهل ترى أنك ارتكبت أخطاء؟
أقول إنني عملت حتى يستفيد المنتخب كثيرا من اللاعبين الذين وظفناهم، سعيت
جاهدا كي آخذ كل شيء من كل لاعب منحناه الفرصة حتى حققنا كل ما حققناه من
مسيرة جيدة وحافلة.
هل تعتقد أنّ قرار إبعاد ما لا يقل عن سبعة لاعبين بعد نهائيات أنغولا كان صائبا؟
ربما القرار لم يكن صائبا أعترف بذلك، لكن الخطأ ليس خطئي، كان هناك ضغط
شديد فُرض عليّ وعلى المنتخب في تلك الفترة وفي نهاية المطاف كنت مضطرا
لإحداث تغييرات، ولو أني أعترف بأنّ البعض منهم كانوا قادرين على التنقل
معنا إلى المونديال ولو كاحتياطيين، واسمح لي كي أتحدث عن لاعبين اثنين لم
أكن أرغب في إبعادهما.
من هما؟
زاوي ورحو فدورهما كان هاما وكبيرا داخل المجموعة رغم أنهما لم يكونا
أساسيين، أعترف بأنّ قرار إبعادهما لم يكن صائبا، للأسف الشديد أن الضغط
الذي فُرض عليّ قبل وبعد نهائيات كأس إفريقيا جعلني أرتبك دون أن تنفلت
الأمور مني طبعا، لكني ارتبكت فقمت بإبعادهما وأنا غير مقتنع بعض الشيء،
ماعدا رحو وزاوي أرى أنّ قرار إبعاد عدد من اللاعبين وتعويضهم بلاعبين
آخرين أتى بثماره في المونديال الذي اكتشفنا فيه لاعبين جيدين آخرين مثل
قادير، ڤديورة، بودبوز، مبولحي، لحسن، هؤلاء اليوم صاروا مستقبل المنتخب
الوطني لأن سن أغلبيتهم لا يتعدى 23 سنة.
وماذا عن بزاز؟
بزاز كان مصابا والوقت لم يكن في مصلحته كي يكون جاهزا للمونديال، حالته
كانت شبيهة بحالة مغني وإصابته المعقدة كانت ستحرمه لا محالة من المشاركة
في كأس العالم.
قلت في مرات سابقة إن المنتخب أدى مشوارا
طيبا في “المونديال”، لكن نسيت أنه لم يسجل أي هدف، كما أن المهاجمين لا
زالوا حتى الآن عاجزين عن تسجيل أهداف، وخلق فرص كثيرة للتهديف، فما تشخيصك
لهذه الحالة؟
أسباب عدة اجتمعت وحالت دون تسجيل مهاجمينا الأهداف، ودون الخوض في
التفاصيل أعود بك إلى أحد المؤتمرات الصحفية التي عقدناها بعد المونديال،
قال فيه المختصون أن نوعية الفرديات هي التي صنعت الفارق في كأس العالم
وليس المهاجمين. أنت تعلم أنهم اختاروا الأوروغوياني “دييڤو فورلان” أحسن
لاعب رغم وجود العديد من النجوم، لا لسبب سوى لأنه وبفضل المهارات التي
يتمتع بها قاد منتخب بلاده إلى تأهل تاريخي إلى الدور نصف النهائي، رغم أنه
منتخب متوسط المستوى. اختاروا العديد من الفرديات التي يمتلكها المنتخب
الإسباني في وسط الميدان، وهي الفرديات التي سمحت له بالتتويج بكأس العالم
في نهاية المطاف. وبالعودة إلى سؤالك، أطلب منك أن تمنحني اسم لاعب من
لاعبينا، أو مهاجم من مهاجمينا يلعب في برشلونة أو ريال مدريد أو بنفيكا،
أو في فريق قوي في إنجلترا، أو في هولندا، لا يوجد.
لكن جبور مثلا يلعب في فريق كبير إسمه “أولمبياكوس” ويسجل معه أهدافا بالجملة، لكنه لا يُسجل مع المنتخب؟
لا تحدثني عن لاعب واحد فقط، مطمور مثلا لو غيّر فريقه لتمكن من إعطاء
الكثير للمنتخب، وما فعله في أنغولا أحسن دليل على ذلك، سجل ومنح رفاقه
كرات حاسمة، في لقاء مصر أيضا، ونحن من حولناه إلى مهاجم وتذكر ما فعله في
لقاء مصر في الهدف الأول، ما فعله في لقاء الولايات المتحدة الأمريكية بفضل
قذفاته الكثيرة التي كادت تثمر أهدافا، لذلك أرى أن المشكل مرتبط بنوعية
اللاعبين، ومشكل الإنسجام بين المهاجمين في الأمام، والسبب راجع إلى ضيق
الوقت. نحن لا نستفيد منهم بالشكل الكافي وقصر التربصات لا يسمح لنا
بتوظيفهم جيدا وتعويدهم على اللعب مع بعضهم البعض، حتى بن شيخة الآن صار
ينتقد تواريخ “الفيفا“، وأبدى مؤخرا امتعاضه من قصر المدة التي يستفيد فيها
من لاعبيه قبيل المباريات، وفي الفترة المقبلة سيعاني من المشكل نفسه،
وخلاصة القول أقول إننا حققنا أمور رائعة ودخلنا التاريخ رغم الصعاب ورغم
قلة الأهداف.
ألا ترى أن بن شيخة اتبع سياستك بتجديده الثقة في أغلبية اللاعبين الذين وظفتهم من قبل؟
لأني وبكل بساطة أجيد اختيار اللاعبين، أدرس طريقة لعب كل واحد منهم،
وأختارهم للمباريات، وها هو بن شيخة يختار تقريبا نفس العناصر، ليس من
عادتي أن أتحدث عن أمور مثل هذه، لكن اليوم سأفرغ ما في جعبتي. أنا “نعرف
نخيّر اللاعبين” وأذهب بعيدا في كلامي، هل يوجد مدرب لديه مسيرة أو تاريخ
مثل تاريخي في مجال التدريب، العديد من المدربين انتقدوني وقالوا كلاما عني
ورفضت الرد عليهم، فهل فيهم واحد لديه ما لديه سعدان من رصيد؟ ينتقدون
ويقولون سعدان فاشل تكتيكيا، فما الذي فعلوه هم في مجال التدريب، أنا مدرب،
مكوّن، مرب، أستاذ في المعهد، وما أمتلكه من رصيد علمي في هذا المجال لا
أحد يمتلكه فيهم مع كل احتراماتي لمهنتهم التدريبية، وبعدها يتساءلون
ويقولون إن سرّ نجاحه يكمن في الحظ، لأنه “شيخ” والشيخ تقف في صفه
“البركة”.
لكن ليس عيبا أن تلقي بركة سعدان بظلالها إيجابا على نتائج ومشوار المنتخب؟
لكن هناك عملا قاعديا مدروسا قمت به شخصيا على مدار السنوات الثلاث
الأخيرة، و”البركة” التي تحدثوا عنها ليست بركة سعدان وحده، بركة الجزائر
العزيزة، بركة الخالق سبحانه وتعالى، بركة العجائز، الشيوخ الذين كانوا
يدعوا لنا بالخير في كل مباراة، وحتى نحن عملنا ونلنا وجنينا في نهاية
المطاف ثمار ذلك العمل. ها أنا اليوم غادرت المنتخب وصرت بعيدا عن محيطه،
صرت مهتما بعائلتي ومع ذلك لم يتركوني وشأني، وصلوا إلى حد القول بشأني أني
زودت المغاربة بمعلومات عن المنتخب، هل يعقل هذا أن أقف ضدّ بلدي في
مباراة هامة من هذا النوع؟ لو وقفت في صفهم حقا لسافرت إلى المغرب وزوّدتهم
بنقاط الضعف الحقيقية التي تشل منتخبنا.
ضمنيا قلت لنا إنك رفضت عرض روراوة للإشراف على المديرية الفنية للمنتخب، لكن متى نراكـ مجددا على الميادين؟
في الوقت الحالي أنا مرتاح ولا أفكر في العودة، اليوم فقط (الحوار أجري أول
أمس السبت) تلقيت عرضا من الإمارات لكني رفضته، فريق إماراتي اتصل بي
ورفضت. من قبل كنت مرشحا لتولي العارضة الفنية لبعض المنتخبات في الخليج،
وحتى ليبيا كنت مرشحا لتدريب إحدى فرقها القوية، لكن الصفقات لم تتم...
حتى اليمن كنت مرشحا لتدريبها؟
لا في الحقيقة لم أكن مرشحا لتدريبها.
كيف ذلك وأنت الذي تنقلت إلى هناكـ رفقة مساعدكـ السابق جلول زهير، وتفاوضتما مع المسؤولين هناكـ؟
المسؤولون هناك أصدقائي، بحكم أني دربت اليمن من قبل، اتصلوا بي بعد فشلهم
في كأس الخليج فلبيت رغبتهم وتنقلت وقلت لهم لا يمكنني أن أكون مدربا
لمنتخبكم، ويمكنني فقط أن أساعدكم بتولي منصب مستشار فني أتنقل إلى اليمن
مرة كل شهر فقط، وبعدما رفضوا ذلك اعتذرت وقلت لهم الوضعية الصعبة التي
تتواجدون فيها تتطلب أن تجلبوا “سحّار” ليخرجكم منها وليس سعدان.
في نهاية المطاف لحسن الحظ أنك لم تتفق معهم بما أن الأوضاع المتردية في البلاد كانت ستشكل خطرا عليك أنت وجلول؟
من قال لكم إني كنت سأقبل، دربت اليمن سنة 2005 كنت أرغب يومها في تحقيق
أمور إيجابية، ومؤخرا تنقلت وفي قرارة نفسي أني لن أدرب اليمن، لم نتطرق لا
إلى الجانب المالي ولا إلى أي أهداف مثلما تداولته الصحافة هنا.
الصحافة اليمنية هي التي تحدثت عن الشق المالي وليس المحلية...
لا أدري، المهم أن هناك من قال إن سعدان اشترط المبلغ الفلاني، ومساعديه وكلام آخر لا أساس له من الصحة.
---------------------
لاعبو سعدان يطرحون أسئلتهم عن طريق “الهدّاف”...
فضّلنا قبل نهاية الحوار أن نفتح المجال
أمام بعض لاعبي المنتخب الوطني، الذين أشرف عليهم سعدان، لطرح أسئلتهم عليه
حتى نأخذ آرائهم هم كذلك. هذه الفكرة تقبّلها سعدان بصدر رحب، وبابتسامته
المعهودة رد علينا: “نعم، تفضّلوا بطرحها وسأجيبهم جميعا بكل صراحة”.
بلومي : “ ألومك يا شيخ على وصفك
اللاعبين القدامى في إحدى تصريحاتك السابقة بالغيورين، فلماذا تصفنا بذلك
ونحن الذين ساهمنا في رفع أسهمك يوم كنا لاعبين فوق الميدان؟
حسب علمي لم أنتقد يوما اللاعبين القدامى، ولم أصفهم بتاتا بالغيورين،
تحدثت فقط عن المدربين الذين انتقدوني دون وجه حق، لكن بلومي أو ماجر أو أي
لاعب آخر من اللاعبين القدامى لم يسبق لي وأن قلت عنهم هذا الكلام، زملائي
في المهنة لم يحترموا مهنتهم وراحوا ينتقدوني، مثلا محمود ڤندوز هو مدرب
الآن... “لا إله إلا الله محمدا رسول الله”... كل يوم ينتقد سعدان.. في
الجرائد في التلفزيون... في الإذاعة... لم يتركني وشأني رغم أني لم أفعل له
شيئا، أما بلومي أو أي لاعب من القدامى لم يسبق لي وأن قلت عنهم كلاما
سيئا.
“الهدّاف”: كيف كانت العلاقة بينك وبين ڤندوز يوم كان يلعب تحت إشرافك؟
والله علاقة رائعة وجيدة على طول الخط، ولم يسبق ولو لمرة واحدة أن اختلفنا
عندما كان لاعبا عندي، حتى بعد مونديال 1986 دافع عني بشدة ولا زلت إلى
حدّ الآن أحتفظ بأرشيف الجرائد التي دافع من خلالها عني، والآن انقلب ضدي
ولا أعلم لماذا... وللعودة إلى سؤال بلومي، أقول قصدت المدربين الذين
انتقدوني والذين يتواجدون اليوم في الوضعية نفسها، حيث ستوجه لهم
الإنتقادات مثلما انتقدوني بالأمس... أطفال صغار صاروا ينتقدون عملي في
الطريق... هل يمكنك أن تنتقد عمل الطبيب؟ لا لأنه يعرف أين يكمن الداء في
جسدك.. لذلك أنا أعرف مهمتي أكثر من أي شخص آخر.
مصباح: “كيف اكتشفتني ولماذا لـم تشعرني يوم عاينتني في إيطاليا بأنك موجود في الملعب؟
مصباح بحثت وسألت عنه كثيرا قبل ضمه، سألت الأصدقاء في سويسرا لأنه لعب
كثيرا هناك، قالوا لي عنه كلاما جيدا، لكني فضّلت أن أعاينه في البطولة
الإيطالية. تنقلت وعاينته دون أن أشعره بذلك حتى لا أمنحه أي أمل وغادرت
قبل نهاية اللقاء لأنه غادر الميدان. تعاملت بالطريقة نفسها مع قادير الذي
تحدثت معه في لقاء موناكو، لكني لم أمنحه أي أمل... في ذهني حينها لم
أخترهم بعد للعب في المنتخب، عاينتهم فقط وبعدها قرّرت ضمهم.
قاسي السعيد : “ما ذا حدث في مونديال 1986 وما جرى بالضبط في لقاء إسبانيا؟
حكاية طويلة، للأسف الشديد أن المشاكل بدأت قبل السفر إلى المكسيك، يومها
كنت طيلة التصفيات للمونديال مثل الملك أو مثل الأسد، كان رحمه اللهّ السيد
منتوري وزير الرياضة إلى جانبي، منتخبنا حينها تأهل دون خسارة في 13
مباراة على ما أذكر، بعدها حدث إنقلاب حول الطاقم الفني قبل التنقل إلى مصر
لخوض نهائيات كأس إفريقيا. بقيت أنا ومقدادي وعبد الوهاب، رحمه اللّه،
وقاموا بتدعيم العارضة الفنية بـ جداوي ودحلب، وحين سألت المسؤولين عن دور
دحلب في العارضة الفنية قالوا لي: “محضّر نفسي للاعبين المحترفين”، قسّموا
المنتخب دون أن يشعروا إلى منتخبين، واحد محلي والآخر محترف يضم المغتربين،
وكنت قد استقلت قبل ذلك مرارا وتكرارا، لكنهم أجبروني على البقاء، وبطاقم
فني يضم 5 أفراد، أقول طاقم متشتت، منقسم، تنقلنا بعدها إلى المكسيك، وفي
البداية تعادلنا مع إيرلندا، ثم إنهزمنا أمام البرازيل رغم أننا لعبنا
جيّدا، وقلت يومها لـ مقدادي: النية صارت منعدمة داخل المجموعة، نلعب جيدا
ولا نفوز لأننا منقسمون.
“الهدّاف”: ولهذا السبب رفضت تدعيم العارضة الفنية في المونديال الأخير؟
نعم لهذا السبب، وصدقني لو فرضوا الأمر عليّ لغادرت المنتخب يومها، عرضوا
الفكرة لكنهم لم يفرضوها عليّ، قررت أن أكون أنا المسؤول الأول على العارضة
الفنية للمنتخب، أستشير مساعدي، لكني المسؤول الأول عن كل شيء. لنعد إلى
موضوعنا بخصوص مونديال 1986، أذكر أن المسؤولين أقالوا منتوري وأقالوا رئيس
الاتحادية وجلبوا مكانه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة السلة “ميكيراش”
وأنشأوا لجنة مؤقتة من 10 أفراد لتسيير شؤون المنتخب في تلك الفترة، غيّروا
مكان التربص في المكسيك. أتذكر أني وبعد عملية القرعة اخترت “ڤوادالاخارا”
مكانا لتربص المنتخب بالنظر إلى قربها من الملعب، لكنهم غيروا كل شيء
ونقلونا إلى مكان معزول يبعد عن الملعب بساعة ونصف، أجبرونا على التربص في
حفرة لم نتمكن فيها حتى من مشاهدة مباريات المونديال عبر الشاشة الصغيرة،
حتى بلومي يومها كاد يضرب أحد المسؤولين وقال له: “لماذا أتيتم بنا إلى هذا
المكان المعزول”، وأذكر أننا قبل السفر اجتمع اللاعبون مع المسؤولين
وتفاوضوا حول منحة المونديال، فتقرر منحهم قيمة “9 ملايين” بعدما حصلوا على
“3 ملايين” نظير مشاركتهم في المونديال الأول بإسبانيا، وبعد مبارتي
إيرلندا وإسبانيا طلبت من ميكيراش أن يمنحهم يوما للراحة وأموالهم.
“الهدّاف”: وما الذي حدث بعدها؟
تلقى مقدادي اتصالا هاتفيا طلبوا منه أن يتدخل ليفض الاشتباك الذي نشب بين
ميكيراش واللاعبين... “خنقوه” بسبب الأموال، طلبوا على ما أدري مليون سنتيم
إضافي، تحاشيت التدخل في الأمر لأنهم تفاوضوا مسبقا حوله، وفي اليوم
الموالي وخلال الاجتماع التقني قبيل مباراة إسبانيا رحت أعرض عليهم الخطة
والتشكيلة، ففاجأوني برفضهم خوض اللقاء، قالوا لي “يا شيخ لن نلعب اللقاء
مهما حصل”، نصحتهم لكن دون جدوى، اتصلت بالوزير في الجزائر وأعلمته بالأمر،
حلّت المشكلة، وبعدها كان الاحتجاج من طرف المحترفين الذين رفضوا اللعب هم
أيضا، فكيف لي في ظل تلك الوضعية أن أعدّ التشكيلة، ثم أنتم تعلمون كم
خسرنا أمام إسبانيا والمستوى الذي ظهرنا به.
عماني: “هل صحيح أنهم فرضوا عليك
إصطحاب 11 لاعبا مـحليا و11 لاعبا مـحترفا إلى المونديال، ولماذا لـم توجه
لي الدعوة رغم الفترة الزاهية التي كنت أمر بها؟
عليّ أن أعترف أني ومنذ رحيل منتوري رحمه اللّه صرت لا شيء في المنتخب
الوطني آنذاك، فقدت السيطرة على كل شيء وبقيت مجرد فرد يُسمى مدرب المنتخب
الوطني، لكنه في الحقيقة لا يتحكم في أي شيء. كنت موظفا في الوزارة ولم يكن
بوسعي أن أنسحب، كنت أتلقى أجرا بـ 5000 دج وأنا مدرب للمنتخب الوطني. كنت
كبش فداء في المكسيك، الشعب كله انقلب ضدي عقب نهاية المونديال وكل
الإتهامات وجهت لي، رغم أني لا ناقة لي ولا جمل فيما حدث بين اللاعبين
والمسؤولين، عائلتي دفعت الثمن وقالت لي: “لطخت إسمنا العائلي”. عانيت
وقاسيت كثيرا، مررت بفترات عصيبة، والحمد للّه أني وبعد سنوات قليلة عدت
إلى الساحة عبر الرجاء البيضاوي ونلت معه اللقب الإفريقي.
مطمور: “أشكركـ كثيرا على ما قلته عني مؤخرا وأطلب منك أن تعطيني نصيحة للمستقبل؟
أتمنّى له حظّا موفقا، وأتمنّى أن يلعب في فريق منظم يسمح له اللعب أساسيا.
أنا أحب مطمور وأعتبره من أفضل المهاجمين الجزائريين، عليه أن يبحث عن
فريق يمنحه فرصة اللعب أساسيا حتى يعود بقوة مع المنتخب.
“الهدّاف”: مثل زياني الذي انضم إلى البطولة التركية لهذا الهدف؟
لا أقول مثل زياني أو لاعب آخر، الإنضمام إلى فريق آخر في فرنسا مثلا حتى
يلعب بانتظام، هو في حاجة لأن يكون مرتاحا من الناحية النفسية.
بزاز: “أفضّل أن أواجهك وجها لوجه حتى أعرف سر إقصائك لي بعد عودتي من الإصابة؟
بزاز لاعب حاسم ساهم في تأهلنا إلى المونديال، للأسف الشديد أصيب في فترة
حساسة جدا وأجبرنا على الإستغناء عنه. أنا موافق على ملاقاته واستضافته في
بيتي حتى نتحدث في الأمر.
زاوي: “بعد صربيا جلبت لاعبين جدد على حسابنا، هل كانوا أفضل منا ليكونوا ضمن قائمة المونديال؟
اعترفت منذ قليل بأني كنت مرتبكا يوم أبعدته هو ورحو، ولم أكن أرغب في
التفريط فيهما والظروف هي التي دفعتني إلى ذلك. صراحة زاوي كان يستحق أن
يكون في “المونديال”
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى