نداء الى فاروق ....

في كثير من المرات ....كنت أعود الى البيت منهك القوى تماما...كئيبا و مصدوما من كل شيئ...
مهموما من العمل...محروقا من السوق...مغموما من الشارع...و كنت أدعو الله في كل مرة أن تدعني زوجتي في شأني لساعة واحدة على الأقل حتى استرجع انفاسي ...و لا تقل لي المطبخ يعوي أو ابنك يبكي ....فللكعبة رب يحميها...أو هكذا كنت أواسي نفسي في تلك اللحظات...
كنت كالطفل الصغير الذي يجد في البحث عن الأمن و الأمان فيبحث عن وسادة طرية و فراش متواضع منزوي و بعيد عن الضوضاء ليسكن و ينام نومة المستسلمين الخانعين ..
بالله عليكم.. ألست مسكينا ؟؟
فجأة...سمعت نداء..نعم إنه نداء قوي صم آذاني مصدره التلفزيون حيث كان ابناءي يشاهدون سلسلة ( ابطال الديجيتال )..نداء الى قاعدة الديجيتال..نطلب تحويل الكلبة صفراء الى الأسد صخر لمحاربة الفيروس القط ...
( أعرف أن أغلب الأعضاء يتابعون برامج سبايستون ...فلا تنكروا هذا أو تضحكوا كثيرا )..
حينها لم يخطر ببالي أي شيئ....سوى أخي فاروق ....فصرخت قائلا ( نداء إلى قاعدة بيانات اخي فاروق...أرجو تحويل بغلي من المدرسة البغلية المتخصصة في علوم الشعير الى المعهد العالي لتقنيات تطويع البعير و ركوب الحمير ....و السبب...تحسن مستوى بغلي بعد متابعته بنجاح لفترة تربص حمارية في اسطبلات القذافي الدولية....و حصوله على شهادة الاهلية الدولية في تنظيم المسيرات الفوقية و التحتية ....من الوادي الى مغنية و من تبسة الى قصر المرادية....

ءور ءيعبير ءيدونيت ءامر يان كيس ءيتزالان
ءيبد غ لحدود ءيسن كولو تلي ءيضرّان
ءيحكم ف ءوكايّونس س لحكام ءيزري شّرع
ءاور ءينّا ءي يان ءوفغك ءولا نكا زود كيين
ءاور إنّا كابرغ سيغ ءيحرك غ نّار

كان فاهم صبيّـًا طائشـًا أبله ، لا يصلح للقيام بأي عمل ، وكان أبوه الشيخ مجاهد مزارعـًا يملك مزرعة صغيرة في القرية ، لا يجد من يساعده فيها ، ولا يستطيع الاعتماد على ولده لغبائه وغفلته ، وكثيرًا ما كان الشيخ مجاهد يتحسّر على ان ابنه لم يكن ذكيـًا نشيطـًا ليساعده في إدارة المزرعة والعناية بشؤونها .

ولم يكن فاهم يهتم بالمزرعة او يفكر فيها ، إذ كان كل ما يعنيه هو أن يراقب فقس البيض وخروج الكتاكيت الصغيرة منه.

وذات يوم كان جالسـًا في حظيرة الدواجن ، ينتظر خروج الكتاكيت من البيض ، ودخل عليه أبوه ، يقود بغله الأشهب الصغير ، فإندفع فاهم يقول : ابي . . لا بد أن تكون البيضة التي خرج منها هذا البغل كبيرة جدًا ! اليس كذلك؟ ..

فتنفس الأب مكروبـًا وقال : ربما.

ولكي يبعده عن الحظيرة ، أعطاه بطيخة كبيرة ، فسُرّ فاهم كثيرًا وأسرع بها فدفنها في التبن ، ثم أخذ يتردد عليها كل يوم ينتظر فقسها ، لأنه ظنها بيضة كبيرة !

وانقضت أيام ولم تفقس البطيخة كما كان ينتظر ، فغضب وأخذها فألقى بها بعيدًا فتهشمت قطعـًا صغيرة ، وحين رأى قلبها الأحمر ، صاح قائلا : يا للخسارة ! لقد بدأ البغل الصغير يتكون في داخل البيضة .. لقد تسرعت برميها!

ورجع الى ابيه وقال له : لقد انكسرت البيضة فأعطني غيرها ..

فأعطاه الأب بطيخة ثانية ، وهو لا يعلم شيئـًا عما حدث ، فوضعها فاهم في التبن ، وانتظر عليها حتى تفقس ، فلما طال انتظاره ولم تفقس البطيخة ، اغتاظ وضاق صدره ، كما حدث اول مرة فحمل البطيخة وألقى بها في حفرة ، وفي هذه اللحظة قفز من الحفرة أرنب صغير ، وأخذ يعدو بكل قواه ، فلما رآه فاهم صاح وهو يعدو خلفه : الحمد لله .. لقد فقست البيضة ، قف أيها البغل الصغير ، لقد تعبت كثيرًا في سبيل الحصول عليك!

لكن الأرنب أستمر يعدو حتى دخل مقابر البلدة ، وهناك اختفى في جُحر ، وتبعه فاهم ، فوضع منديله على الجحر وجلس ينتظر خروجه ولم يمض وقت طويل حتى قفز الأرنب فجأة من الجُحر والمنديل على رأسه ، فتبعه فاهم الى خارج المقابر.

في تلك اللحظة كان بعض أهل القرية يحملون الى المقابر ميتـًا في نعش ، فاندفع نحوهم يسألهم : ألم تروا حيوانـًا يضع على رأسه منديلا أبيض ؟ ..

فظن أهل الميت أنه يسحر منهم ، فقبضوا عليه وأوسعوه ضربـًا.

عاد فاهم الى البيت وهو يئن من الألم ، وقصّ على أبيه ما فعلوا به ، فقال له الأب : اذا التقيت بجماعة مثل هؤلاء يا بني ، فيجب ان تقول كلمة عزاء طيبة ، قبل ان تطلب ما تريد ...

وخرج فاهم الى الحقول مرة ثانية ، يبحث عن بغله المزعوم ، فرأى جماعة من اهل القرية يحتفلون بعرس ، وقد سار العروسان في المقدمة ، فاقترب فاهم من العروس وقال لها : عزاءً طيبـًا يا سيدتي !

فما كاد يتم كلمته حتى انهال عليه اهلها ضربـًا ... وعاد فاهم الى ابيه متوجعـًا باكيـًا ، فقال له الأب : كان يجب ان تقول : تهانيّ الطيبه . ثم تطلب ما تريد ..

وفي اليوم التالي ، خرج فاهم يبحث عن بغله الهارب ، فرأى دارًا تحترق ، والناس يبذلون جهدهم لاطفائها ، فتقدّم منهم في ثبات وقال : تهانيًّ الطيبة ! فثاروا به ، وأمسكوه فأوجعوه ضربـًا.

فرجع الى ابيه باكيـًا يقول : لقد ضربني الناس بسبب نصائحك ، ثم قص عليه ما كان ، فقال الأب : كان يجب يا بني أن تصيح : النجدة النجدة ! ثم تُلقي ماءً على النار.

حفظ فاهم هذه العبارة ، وسار في الطريق ، فرأى حدادًا ينفخ في الكير ليشعل ناره ، فما أشعلها بعد جهد ، وقف ناصح أمامه يصيح : النجدة .. النجدة .. ثم حمل دلو ماء وصبه على النار فأطفأها !

امتلأ الرجل غضبـًا ، فانهال على الصبي ضربـًا موجعـًا ، فجرى مسرعـًا الى ابيه ، وهو يقسم ألا يستمع الى نصائحه مرة أخرى ...

فلما قصَّ على أبيه ما حدث ، ازداد ابوه ألمًا لغباوته ، وصاح فيه : كان يجب أيها الأبله أن تقول : هل تريد مني مساعدة يا سيدي ؟

حفظ فاهم هذه العبارة ، وظل يرددها طول الطريق حتى لقي والدًا يضرب ولده ، فوقف بين يديه قائلا : هل تريد مساعدة يا سيدي ؟ ...

فدهش الرجل ، وظن أن الغلام يسخر منه ، فأمسك به يضربه ، ولكنه فرّ من بين يديه ..

منذ ذلك اليوم ، لم يخرج فاهم ليبحث عن بغله المزعوم ، وظل حتى اليوم ، لا يهتم إلا بفقس البيض واللعب بالكتاكيت الصغيرة !يا ناصح..

ما أجمل و أعذب حكايتك يا فاروق...
فيها كل شيئ..الكتاكيت..البيض...البطيخ..الأرانب...المقابر..الحدادين..
العرائس..المزارع ...الضرب المبرح .....
و لم تخلو حتى من بغل أشهب صغير و جميل القوام..
.و هذا بالضبط ما لفت انتباهي...لأني سأحكيها الى بغلي الذي يدعي المستوى العالي و الفكر الراجح حتى يعرف قدره و لا يراهن كثيرا على نفسه أو يغتر بها...
و ليشكر الله على كوني صاحبه و ليس ( فاهم ) عاشق فقس البيض و اللعب بالكتاكيت الذي أشبعه الناس ضربا و ركلا و زجرا بسببك أنت يا فاروق و ليس بسبب غباءه....يا ناصح ...

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

42 علامة استفهام لـ 42 سؤال بالتمام و الكمال من طرف مجاهرية....
لا يمكنني اطلاقا أن أجيب عليها وحدي....
لذلك أوجه نداء الى قاعدة.........!!!
و تبدأ القصة من جديد ..

رووووووووووووووووووووووقة
وحشتنا يا فاروق اخبارك ايه .. اتمنى تكون بخير

أهلا بك بيننا ،
نورت المنتدى
كر فأنت الحر دوما
،واغز ميدان التحرير
ثر على الرتابة
ثر على الحزب الواحد
ثر على النظرة الواحدة
غير مفاهيمنا القديمة
جدد عزمنا
حرر عقولنا
بدد صمتنا الذي طال
واصبح وبال
علينا وعلى العيال
حررنا من الطابور الخامس
حررنا من فكر المومس
لم نعد نحب الحمص ولا ترمس
نريد إعمار الديار
والقضاء على التتار
والتقرب من الجار
الجنب
و بالجنب
وخوض غمار الحب
لنصرة القدس
ودحر الفرس
واقتلاع النجس

رائع شكرا فاروق.

ماشاء الله عليك يا صديقى وأخى فاروق ... وبارك الله فيك على هذه الكلمات الجميلة ... وأتمنى أن يرحم الله الجميع ويغفر لنا جميعا

وأراك قريبا ...... سلام يا صاحبى