لاثون بالمئة من الأطفال يعانون من نقص التغذية في الجزائر

كشفت البروفيسور مليكة بوشناق، رئيسة منتدى الدولي للتغذيّة بجامعة وهران، أنّ دراسة ميدانيّة أجريت على تلاميذ11 قسما بمؤسسة تربويّة بالولاية، أوضحت أنّه ما يفوق نسبة 40 بالمائة من هؤلاء التلاميذ يعانون نقصا في الوزن والقامة، بسبب عدم الانتظام الغذائي أو قلّة التوازن الغذائي لديهم، فيما تعاني نسبة 8 بالمائة من السمنة والوزن الزائد ومن ارتفاع في نسب "الكولستيرول"، كما أشارت إليه ذات المختصّة في أبحاث التغذيّة وأثرها على الصحّة.

البروفيسور بوشناق حذرت في الوقت ذاته من مخاطر سوء التغذيّة لدى الأطفال والتي غالبا ما تكون سببا في ظهور أمراض مزمنة كالسكّري والضغط الدموي، والسرطان، وغيرها من الأمراض الأخرى التي باتت تهدّد سلامة 30 بالمائة من الأطفال ببلادنا.

نظام غذائي متوازن للوقاية من تصلب الشرايين

الجزائر- أكد أطباء مختصون في داء تصلب الشرايين على ضرورة اعتماد نظام غذائي متوازن للوقاية من مختلف أمراض القلب والأوعية الدموية لا سيما ما يتعلق بتصلب الشرايين.

وترى مليكة بوشناق أنّ الحمية الغذائية تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من تصلب الشرايين، حيث تشير إلى أنّ هذا المرض يتطلب تغذية متوازنة والابتعاد عن النظام الأنغلوساكسوني الذي يعرف باسم "ريجيم واسترن"، مع الحفاظ على ممارسة الرياضة بصفة منتظمة باعتبارها رفقة الغذاء المتوازن وعنصرا مكملا للعلاج الطبي.

وتضيف بوشناق الباحثة في التغذية: إنّ تصلب الشرايين أصبح يعرف انتشارًا بالجزائر في السنوات الأخيرة نتيجة تغير النمط الغذائي ولجوء قطاع واسع من السكان المحليين لاسيما الموظفين إلى المأكولات السريعة.

وتوضح المتحدثة أنّ النظام الغذائي المعتمد في منطقة البحر الأبيض المتوسط يرتكز على الوجبات الغذائية المحتوية، وهو قائم أساسًا على الخضروات وله عدة مزايا، إذ يساهم في التخفيف من أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، مهيبة بالمجتمع الجزائري للمحافظة على هذا النظام، ملاحظة أنّ وجبة الفطور تبقى مهمة لجسم الإنسان لا سيما للمصابين بمرض تصلب الشرايين.

ويؤيد صلاح الدين بورزاق المختص في جراحة القلب والشرايين، ما ذهبت إليه الأستاذة بوشناق، ويركّز بدوره على الإجراءات الغذائية للوقاية من مرض تصلب الشرايين، متصورًا أنّ الإرشادات المقدمة من قبل الطبيب المختص حول بعض المواد الغذائية المسببة لهذا النوع من الأمراض يجب أن تكون بصفة تدريجية، ما يعطي للمصاب فرصة الابتعاد عنها بصفة نهائية وتغيير نظامه الغذائي، من خلال تناول وجبات معتدلة وقليلة الدسم وتحتوي على الخضر والفواكه.

ويدعو مختصون من الجزائر وألمانيا وفرنسا إلى الوقاية من داء تصلب الشرايين من خلال القيام بنشاطات رياضية تساعد على تجنب الإصابة بهذا المرض المفضي في الكثير من الحالات إلى الوفاة، كما يلّح هؤلاء على تنسيق العمل بين المختصين بداء القلب والأوعية الدموية، ونظرائهم في مجال التغذية للتكفل الجيد بالمرضى مع الاهتمام في الوقت ذاته بالجانب النفسي، حيث اعتبروا أنّ القلق من بين أسباب انتشار هذا النوع من الأمراض المؤدية إلى الوفاة.