حتمًا .. سيحيا القذافي أو يموت في ليبيا
الأحد 12 يونيو 2011, 06:55
حتمًا.. سيحيا أو سيموت الطاغية معمر القذافي في ليبيا، التي ظلَّ يمارس فيها إجرامه على نطاقٍ واسع، لا يعرف خلاله شعارات الوحدة العربيَّة، التي كان يدعيها، أو الاتحاد الأفريقي، الذي كان يتزعمه، أو ملكيته للأراضين، كما كان يردِّد.
هذه هي رغبته، وسوف تتحقَّق له، ليس بحرية كما حرم هو الليبيين منها، ولكنه سيحيا في ليبيا، إلى أن يأتيه اليقين ذليلا، لا يعرف الحرية.. هاربًا في المخابئ التي صنعتها له الدول الغربيَّة، والتي أصبحت تساومه اليوم، بل تتحفظ عليه إذا جاز التعبير، حتى إشعار آخر.
سيظل هكذا في المخابئ المحصنة، يصدر منها تصريحاته الثوريَّة، والتي افتقد أفعالها، على مدى أربعة عقود، ظلَّ يصدح خلالها بها، ولكن دون جدوى، غير أنه اتخذ منها ذريعة لرشوة قادة عرب وصحافيين ومسئولين كبار، ليظل ملقبًا بأمير المؤمنين تارة، وحامي حمى الوحدة العربيَّة تارة أخرى، وداعم للاتحاد الأفريقي، وملك لملوك إفريقيا، كما كان يزعم، ويحب أن يلقب.
كلها نعوتات، أصبح يُحرم منها اليوم، وهو يستيقظ صباح مساء كالجرذان المذعورة، وليس كما زعم هو بأن الثوار الليبيين هم كذلك، فهو حاليًا كالفأر المذعور، الذي يبحث له عن ملاذٍ آمن، فلا يجده، فيكشر عن أنيابه، بطلعات على الثوار وشعبه، رافضا الاستسلام، ليس نتيجة لضربات "الناتو" المأسوف عليها، ولكن نتيجة لرصاصات الثوار، وعزيمتهم التي لا تلين، فهي كلها التي ساهمت في أن يصدر القذافي تصريحاته بالصوت وليس الصورة بأنه سيحيا وسيموت في ليبيا، وسيظلُّ بالفعل حيًّا على هذه الشاكلة، حتى يلقى ربه، إما ذليلا، أو أسيرًا.
أما إذا كان حتفه قريبًا أو بعد ذلك، فسيكون أيضًا على أيدي أطهر القلوب التي تعرف حقيقة الإيمان، وجزاء الصبر، سيموت القذافي حتمًا في ليبيا كما أراد، ولكن برصاصات الأبطال.
العناد يتخلَّله، كما تخلَّل سلفه حسني مبارك، فآثر مدعيًا أنه سيموت على ثرى مصر، حتى أصبح في غياهب السجون، حتى لو كان محبسه قصرًا رئاسيًّا بمستشفى فائقة الخدمة، إلا أنه في النهاية "مبارك المسجون".
سينال القذافي هذا الجزاء حتمًا، فما فعله بحق الليبيين، سينال الجزاء من خلاله، وسيكون من جنس ما عمله، بعدما أثخن في الليبيين القتل، واستحرَّ فيهم الدماء، ولم يعبأْ بحقوق للإنسان، بل إن هذا الطاغية كثيرًا ما خاطب شعبه باستعلاء وتكبر، لم ينعته يومًا بالعظمة والتضحية، كان يظن أنه هو الأقوى، وأنه هو القائد الملهم.
لذلك لن يكون جزاؤه أو مصير هذا الطاغية، إلا من جنس ما صنعه بشعبه، والعبرة اليوم في علي عبد الله صالح، فبعدما أشعل الفتن والحرائق في اليمن، ها هو اليوم يجني ثمرة ما فعله، فهو يعاني حروقًا في معظم جسده، فهي حقيقة إيمانية، لا ينكرها إلا جاحد أو طاغية من أمثال هؤلاء الطغاة، الذين ابتُلِيت بهم الشعوب العربيَّة ردحًا طويلا من الزمان.
كل ذلك، والعالم يتفرج، طلعات هادئة، وليست بغادرة على مساكن وملاجئ القذافي، يتحسسون لضربه، ويخشون قتله، فـ "الناتو"، ومعه الولايات المتحدة لم تتعززْ لهم الرغبة إلى الآن في اصطياد القذافي حاليًا، فلم يحن وقتُه بعد، من وجهة نظرهم، ليس حبًّا فيه أو دعمًا له، ولكن حرصًا على "سيناريوهات" يجرى تحديدها في المنطقة العربيَّة، بعد تهاوي الرؤساء والزعماء، مقابل حناجر الشعوب، والتي تطالب برحيل أمثال هؤلاء الطغاة.
ووقت أن تفرغ أمريكا ومن لف لفيفها من رسم خريطة المنطقة، وملامح مستقبل ليبيا، على نحو ما تظنُّه وترغب فيه، فسيكون القذافي عندها صيدًا سهلا لها، غير أن الذي لا تدركه أمريكا، أو غيرها، بأن رسم الخطط لم يعد ينفذها الغرب في بلادنا العربيَّة والإسلاميَّة، على نحو ما كان يجري طوال العقود التي استبدَّ فيها الحكام العرب، فخريطتها أصبحت بفضل الله في أيدي الشعوب، فهي التي تعرف مصير بلادها، ومن الذي تختاره، وما يمكن أن يتناسب مع مستقبلها.
وفي دول عربيَّة أصبحت عديدة، صارت الشعوب تعرف خيارها، وأن مستقبلها هو حناجرها، وأن الاستسلام لم يعد كما كان، وأن أمريكا لا يمكنها بحال سوى الاستسلام لثورات العرب، أو ما صار يعرف بـ "الربيع العربي".
سيكون ربيعًا وبعده صيف على كل المستبدين، وربما لو قيلت هذه العبارة قبل نهاية العام الماضي لاعتُبرت نوعًا من الخيال، إلا أنها أصبحت حقيقة واقعة بالفعل، فالشعب في عموم قطره العربي مقبل على تغييرات، يصفها المحللون بأنها ستعمل على تغيير خريطة المنطقة بأكملها، ومن ثم تغيير خطط الغرب في التعامل مع العرب.
ومن بين "الصيف العربي"، والذي حتمًا سيكون، سيتبعه خروج للقذافي من الحكم، ليس خروجًا آمنًا، كما يظن أو أصبح يحلم به ليناله، ولكنه خروج يجعله ذليلا أو أسيرًا بين أيدي الثوار، وكلاهما سواء، أو لعلَّ طلعات الثوار واستبسالهم قد ينال جسده المتكبر، فيموت كما تمنى في قلب ليبيا، ولكن شتان شتان بين ميتة وأخرى، خاصة وأنه أصبح يجد نفسه اليوم وحيدًا، تركه أبناؤه، وهرب منه رفقاؤه، وتنازل عنه أقرب من كانوا إلى جواره.
- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
رد: حتمًا .. سيحيا القذافي أو يموت في ليبيا
الأحد 12 يونيو 2011, 07:58
..........ميت او مصيره كمصير الرئيس الإفواري "لوران باغبو" و ليس وحده بل كثر في المنطقة العربية ..............
- منذ 40 عاما تولى معمر القذافي حكم ليبيا
- وريث عرش ليبيا السابق محمد السنوسي في حوار مع الشروق: القذافي أحرق رفاة جدي السنوسي ونثرها في الصحراء
- ثورة ليبيا .. الكيان الصهيوني وراء مرتزقة القذافي
- حمار هائج يهاجم البشر ويلتهم الكلاب...يا ليته يهاجرإلى ليبيا حتى يأكل لحم القذافي وعائلته
- موسى إبراهيم.. الوجه الرحيم لنظام القذافي صحاف ليبيا الذي وقف ضد العالم أجمع من أجل قائده
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى