- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
تغير المناخ
الثلاثاء 08 يوليو 2008, 18:27
يظل علم الإنسان بمحيطه البيئي يعانى شيئًا من القصور، رغم ذلك الرصيد الهائل من المعرفة والتطور الكمي المتزايد في النتائج والتطبيقات، حيث قد تنهار بعض الأدوات بشكل ملحوظ عند بناء سيناريوهات المستقبل، من ناحية درجة المصداقية أو الاقتراب من الواقع، نتيجة عجزها النسبي عن تحديد الأسباب واستقراء المستقبل .
لذا جاءت نتائج محاكاة ذلك التغير المناخي بين متشائمة وأخرى متفائلة، بينما ظلت حلول المشاكل المتوقعة أقرب ما يكون إلى الخيال العلمي. وقد أكدت بعض الأفلام السينمائية التي أنتجتها هوليوود قبل نهاية القرن العشرين، ومازالت تؤكد أن أهم التحديات التي ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية في الحقبة القادمة، تلك التغيرات المناخية المرتقبة وما يصاحبها من تأثيرات بالغة الخطورة على المجتمع الدولى. ورغم ما تسببه عملية احتراق الوقود الحفرى (الوقود الحفرى هى مواد هيدروكربونية تستخرج من باطن الأرض وتتكون من النفط والغاز الطبيعى والفحم، والذى يتم استخدامه لإنتاج الطاقة حيث تحترق هذه المواد فى الهواء مع الأكسجين) من تفاقم مشكلة الاحترار الكوكبى، إلا أن أمريكا قد تخلت بشفافية الولاية والقوة العظمى عن التزاماتها الدولية في اتفاقيةكيتو فض مستويات انبعاث الكربون (1997)، بل قادت تلك الحملة الحربية الحديثة وتمكنت من تطويق مناطق المخزون الإستراتيجي للبترول في مكامنه، لتأمين احتياجات الدول الصناعية الكبرى من الوقود الحفرى في المستقبل القريب. وبعيداً عن تلك الشكوك التي تحوم حول موضوع تغير المناخ وحاجته إلى المزيد من الحقائق العلمية (من وجهة نظر كثير من ا لعلماء )، نجد أن متلازمة الخوف من فناء البشرية قد انتشرت في الآونة الأخيرة، فعندما ضاقت المسافة الحرجة بين ذلك النيزك القادم من الفضاء باتجاه كوكب الأرض (النيازك قد يعرفها البعض على أنها نجوم ساقطة من الفضاء، لكنها فى واقع الأمر عبارة عن قطع صخرية موجودة فى الفضاء عندما تقترب من سطح الكرة الأرضية تقوم الجاذبية بسحبها وباحتكاكها بالغلاف الجوى ترتفع درجة حرارتها وتفتت أو تتبخر وعند نزولها السريع تبدو لامعة)، بحسابات علمية مؤكدة لاحتمالات نشوء التصادم بينهما، إلا أنه قد انحرف وابتعد عن المجال تاركاً الأرض في فضاء دورتها الأزلية، وهكذا يأتي الخوف من تغير طبيعة مناخ الأرض، التي اهتمت به وكالة الاستخبارات الأمريكية (منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين)، ضمن بعض القضايا العلمية ذات الصلة بالتغيرات في الظروف العالمية ومنها الدراسات المناخية والميتيورولوجية . وتظل المدارس المناخية في العالم، تختلف حول تشخيص حالة ذلك التغير المناخي وتزايد حجم الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحديد اتجاهاته في المستقبل ..
فقد رجحت نتائج الرصد والتنبؤ العكسي للأوضاع المناخية من تتبع المرجعيات الطبيعية كالجليد والأشجار وغيرها (الخازنة لشفرات تغير المناخ عبر العصور الجيولوجي) بدء دخول العالم في مناخ العصور الجليدية، بينما قررت نتائج الرصد والمحاكاة من المتابعة الميتيورولوجية لمختلف عناصر المناخ في طبقات الجو، أن الكرة الأرضية تمر بمرحلة من الدفء والاحترار المؤقت، قد يتبعها العودة مرة أخرى إلى المناخ البارد الجاف ..
ويعزو البعض ذلك التغير المناخي إلى مضخة التلوث الحضاري والصناعي الهائلة، التي تزيد من حجم غازات الاحتباس الحراري، ولا سيما انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ، الذي يتحكم ضمن مجموعة من الغازات الأ خرى في استقرار درجة حرارة الأرض، ويقف وراء زيادة الكتلة الخضراء في مختلف النظم البيئية الأرضية لكونه يفيد النباتات، التي تمتص تلك الغازات المسببة للاحتباس الحرارى. هذا ومما أسعدني تواجد دراسة صادرة من هيئة الأرصاد الجوية المصرية، بنشرة البحوث الخاصة بها في المجلد الثاني والعشرين لسنة 2007، تشير إلى بداية انخفاض درجة حرارة الغلاف الجوى للكرة الأرضية خلال القرن الحادي والعشرين وأن قضية الاحتباس الحراري ما هي إلا قضية تلوث للهواء فقط ولا علاقة لها بالتغيرات المناخية. وكذلك يرى أحد المراكز البحثية الروسية لدراسات الفضاء أن ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض لا يعود إلى تزايد غازات الاحتباس الحراري، بل إلى تصاعد الإشعاع الشمسي طوال القرن الماضي، من واقع علاقة معنوية قوية بين الدورة الزمنية للنشاط الشمسي والتغيرات المناخية واتجاهات هذه التغيرات على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي .
يؤكد السلوك الحراري داخل الصوبة المصنوعة لتدفئة النباتات، حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة العلاقة بين درجات الحرارة المكتسبة وكمية الطاقة المفقودة بالإشعاع، وأنه كلما ارتفعت درجات الحرارة داخل تلك الصوبة ازدا دت طاقة الإشعاع الحراري الخارجة منها، وهكذا تظل نسبة الاكتساب للحرارة أكثر من فقدها، أي تزداد درجة الحرارة في الداخل بصورة تفوق درجة حرارة الهواء الخارجى ولا يستمر ذلك الوضع التصاعدي إلى ما لا نهاية، بل ينتهي إلى حالة من الثبات الحراري، لا تزيد بعدها درجة الحرارة، إلا أنها تظل أعلى من مثيلتها خارج الصوبة. وما حدث من توازن حراري داخل الصوبة يحاكى إلى حد كبير ما يحدث في الغلاف الجوى للأرض، الذي يحصل على رصيده من الإشعاع الشمسي السنوي، منقوصاً منه مقدار الربع (العائد إلى الفضاء منعكساً من الهواء والسحب)، بينما يستهلك بعض المتبقي في تسخين الغلاف الجوى، وينعكس بعضه من سطح الأرض عائداً إلى الفضاء، ثم يمتص المحيط وسطح الأرض ما تبقى من ذلك الإشعاع الشمسى.
وفى سبيل تحقيق التوازن الحراري المطلوب، تحدث تفاعلات معقدة بين سطح الأرض والغلاف الجوى، حتى يتمكن سطح الأرض من إعادة حصيلته المكتسبة من الإشعاع الشمسي، في فيض من الأشعة تحت الحمراء (ذات أطوال موجية أكبر)، يمتص معظمها في الغلاف الجوى (المسئول عن حركة نقل الإشعاع بين الفضاء وسطح الأرض) في سبيل تأهيل درجات الحرارة للحياة فوق كوكب الأرض. وقد أعطت الطبيعة بعض غازات الغلاف الجوى، وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون، حق امتصاص الأشعة تحت الحمراء، في سبيل ضبط ديناميكية السلوك الحراري بين سطح الأرض والغلاف الجوى، لتأمين عملية تخليص الأرض من فائض الطاقة، والمحافظة على درجة حرارتها واستقرارها البيئى. ويشارك غاز ثاني أكسيد الكربون تلك المهمة، كل من الميثان وأكسيد النتروز ومعهما الكلوفلوروكربونات، تلك المجموعة الغازية التي لولاها لبردت الأرض واستحالت المعيشة فيها، وبها تظل الأرض في فيضها الحراري نابضة بالحياة والخضرة. ولكن نتيجة تزايد النشاط الاقتصادي للإنسان وما يصاحبه من تلويث هائل للمحيط البيئي، نجد أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تفاقمت ويكون الإنسان بذلك وراء نشوء مناطق من الفوضى الحرارية في بيئة الغلاف الجوى . نعود لتأكيد أن التغيرات المناخية تأتى متوافقة ومتلازمة مع طبيعة العصر المناخي التي تمر به الأرض، من واقع علاقتها الأزلية بمركزها الكوني من الشمس. وأن ذلك الحجم الهائل من غازات الاحتباس الحراري ( أكثر من ستة مليارات طن متري من الكربون في السنة، ١٩٩٥)، لا يؤثر إلا في المنطقة السفلي من الغلاف الجوى (المحيط الحيوى)، الملامسة لسطح الأرض وحتى ارتفاع ١٦ كم من مستوى سطح البحر، التي تشهد التغيرات الجوية على المستويين المحلى والإقليمي. فماذا كان وراء حدوث تلك الانقلابات الكبرى في مناخ الأرض، من عصر مطير إلى عصر جليدي، وبالعكس، حيث كانت الطبيعة لا تزال بكراً، في بدايات الحياة البشرية الأولى، ولم تكن يد الإنسان قد لمستها بالتغيير، تسخيراً لاحتياجاته الاقتصادية والحضارية التي ليس لها حدود. وإذا تحقق المفترض نتيجة ذلك الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الأرض خلال العقدين الأخيرين، وكتب للجليد أن تتعرض أجزاء منه للذوبان مثلما حدث بعد العصر الجليدي المتأخر (منذ ١٨٠٠٠ سنة)، فإن ذلك سيصاحبه انخفاض معدل انعكاس الإشعاع الشمسي إلى الفضاء ومعه تزداد درجات الحرارة، مما يحفز الطبيعة نحو تحقيق توازن من نوع جديد في مستوى الطاقة، يسمح بتعديل في مقداري الإشعاع الشمسي والأرضي . ولا ننسى أن تزايد معدل البخر المصاحب لدرجات الحرارة المرتفعة، وكذلك ارتفاع معدلالتبخر من مسطحات البحار والمحيطات والنتج من الغابات ، سيهيئ للأرض واقياً طبيعياَ من السحب التراكمية، فيساعد النظام المناخي على استعادة مقننه الطبيعي من الإشعاع الشمسي، ويعدل من درجات الحرارة حتى تستمر الحياة على صورتها الحالية. وقد يحدث لبعض الكائنات تأقلماً مناخياً (طفيفاً) للتغلب المرحلي على تلك التغيرات المناخية (الطارئة بحساب عمر الأرض)، مما يساعدها على المعيشة عند الانتقال التدريجي من بيئة متجمدة أو باردة إلى بيئة معتدلة أو شبه حارة (لاحظ سلوك الدببة في الأسر داخل حديقة الحيوان). ويتوقع سيناريو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ارتفاع منسوب سطح المحيط (حوالي ٤٥ سم بحلول سنة ٢١٠٠) نتيجة ذوبان جليد القطب الشمالي، مما قد يضيف مساحات من الشواطئ والأراضي الواطئة إلى البحار، أي يتغير وضعها من الارتفاع الموجب إلى السالب بالنسبة لمستوى سطح البحر، ذلك المنسوب المرتبط بمستقبل غير مؤكد في علاقة طغيان الماء على اليابس. ومن الحقائق العلمية، أن ارتفاع درجات الحرارة سيصاحبه تزايد معدل الترسب في الهواء، ولا سيما عند القطبين الشمالي والجنوبي، أي يحدث ارتفاع في معدل تساقط الثلوج، مما قد يؤدى إلى عدم ذوبان الجليد وبالتالي عدم تعرض الشواطئ إلى الغرق، التي يقع معظمها بالدول الفقيرة. هذا ومع توقع مزيد من المطر على مدار السنة (تبعا للإقليم المناخى) مما قد يساعد على غسل الهواء الجوى وتطهيره من بعض الكميات الزائدة عن حاجة الكرة الأرضية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري .
ماهو تأثير التغيرات في درجات الحرارة على مايصدره الإنسان من السلوك؟
من العوامل البيئية التي تؤثر علي صحة الإنسان بالسلب أو الإيجاب هي درجة حرارة الجو المحيطة بنا، ويكون ذلك علي الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية .. المزيد
* اتفاق كيوتو:
اتفاق "كيوتو" نسبة إلى المدينة اليابانية تم التوقيع عليها من قبل 195 دولة، وتم الإتفاق علي قواعدها الأساسية بشكل نهائي عام 2001 بشأن الحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة ما بين 2008 – 2012 والتى تؤثر على التغيرات المناخية التى تواجهها الكرة الأرضية، ومن ثَّم تعريض إنتاج الأغذية للخطر.
أ- ومن الالتزامات المشتركة بين الدول الموقعة على بروتوكول هذا الاتفاق بدون التفريق بين الدول المتقدمة والدول النامية، هى التالى:
- قيام (38) دولة بتخفيض انبعاث الغازات الضارة بسبب الصوب والتى تختلف نسبتها من دولة لأخرى، ومن هذه الغازات التى سيتم تخفيض نسبها: ثانى أكسيد الكربون، الميثان، أكسيد النيتروجين، بالإضافة إلى ثلاثة مركبات فلورية.
- الحفاظ على مستودعات غازات الصوب (الدفيئة) التى تمتصها والعمل على زيادة مساحتها مثل الغابات.
- إنشاء نظم لبحث انبعاثات الغازات من الدفيئة ودراسة السلبيات الناجمة عنها.
- التطوير فى مجالات التعليم والتوعية العامة لآثار التغير المناخى.
- استخدام تقنيات صديقة للبيئة مثل استخدام الوقود الأقل احتراقاً وبالتالى عدم انبعاث مزيداً من الغازات الضارة.
- المرونة فى تحقيق التوازن بين تقليل انبعاث الغازات الضارة وفى نفس الوقت دراسة البعد الاقتصادى بحيث لا تحدث خسارة فى صورة الإنفاق الباهظ على عمليات التخفيض.
ب- التزامات تتعهد بها الدول المتقدمة دون النامية:
- دعم الدول المتقدمة للدول النامية بتسهيل نقل التكنولوجيا إليها.
- دعم الدول المتقدمة للدول النامية أو الفقيرة فى مواجهة الآثار السلبية للتغير المناخى.
* التبخر (Evaporation) :
هو تحول المادة من حالتها السائلة إلى الحالة الغازية بفعل الحرارة.
* النتح (Transpiration) :
النتح هو فقد النبات للماء على هيئة بخار ماء من أسطحه المعرضة للجو.
لذا جاءت نتائج محاكاة ذلك التغير المناخي بين متشائمة وأخرى متفائلة، بينما ظلت حلول المشاكل المتوقعة أقرب ما يكون إلى الخيال العلمي. وقد أكدت بعض الأفلام السينمائية التي أنتجتها هوليوود قبل نهاية القرن العشرين، ومازالت تؤكد أن أهم التحديات التي ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية في الحقبة القادمة، تلك التغيرات المناخية المرتقبة وما يصاحبها من تأثيرات بالغة الخطورة على المجتمع الدولى. ورغم ما تسببه عملية احتراق الوقود الحفرى (الوقود الحفرى هى مواد هيدروكربونية تستخرج من باطن الأرض وتتكون من النفط والغاز الطبيعى والفحم، والذى يتم استخدامه لإنتاج الطاقة حيث تحترق هذه المواد فى الهواء مع الأكسجين) من تفاقم مشكلة الاحترار الكوكبى، إلا أن أمريكا قد تخلت بشفافية الولاية والقوة العظمى عن التزاماتها الدولية في اتفاقيةكيتو فض مستويات انبعاث الكربون (1997)، بل قادت تلك الحملة الحربية الحديثة وتمكنت من تطويق مناطق المخزون الإستراتيجي للبترول في مكامنه، لتأمين احتياجات الدول الصناعية الكبرى من الوقود الحفرى في المستقبل القريب. وبعيداً عن تلك الشكوك التي تحوم حول موضوع تغير المناخ وحاجته إلى المزيد من الحقائق العلمية (من وجهة نظر كثير من ا لعلماء )، نجد أن متلازمة الخوف من فناء البشرية قد انتشرت في الآونة الأخيرة، فعندما ضاقت المسافة الحرجة بين ذلك النيزك القادم من الفضاء باتجاه كوكب الأرض (النيازك قد يعرفها البعض على أنها نجوم ساقطة من الفضاء، لكنها فى واقع الأمر عبارة عن قطع صخرية موجودة فى الفضاء عندما تقترب من سطح الكرة الأرضية تقوم الجاذبية بسحبها وباحتكاكها بالغلاف الجوى ترتفع درجة حرارتها وتفتت أو تتبخر وعند نزولها السريع تبدو لامعة)، بحسابات علمية مؤكدة لاحتمالات نشوء التصادم بينهما، إلا أنه قد انحرف وابتعد عن المجال تاركاً الأرض في فضاء دورتها الأزلية، وهكذا يأتي الخوف من تغير طبيعة مناخ الأرض، التي اهتمت به وكالة الاستخبارات الأمريكية (منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين)، ضمن بعض القضايا العلمية ذات الصلة بالتغيرات في الظروف العالمية ومنها الدراسات المناخية والميتيورولوجية . وتظل المدارس المناخية في العالم، تختلف حول تشخيص حالة ذلك التغير المناخي وتزايد حجم الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحديد اتجاهاته في المستقبل ..
فقد رجحت نتائج الرصد والتنبؤ العكسي للأوضاع المناخية من تتبع المرجعيات الطبيعية كالجليد والأشجار وغيرها (الخازنة لشفرات تغير المناخ عبر العصور الجيولوجي) بدء دخول العالم في مناخ العصور الجليدية، بينما قررت نتائج الرصد والمحاكاة من المتابعة الميتيورولوجية لمختلف عناصر المناخ في طبقات الجو، أن الكرة الأرضية تمر بمرحلة من الدفء والاحترار المؤقت، قد يتبعها العودة مرة أخرى إلى المناخ البارد الجاف ..
ويعزو البعض ذلك التغير المناخي إلى مضخة التلوث الحضاري والصناعي الهائلة، التي تزيد من حجم غازات الاحتباس الحراري، ولا سيما انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ، الذي يتحكم ضمن مجموعة من الغازات الأ خرى في استقرار درجة حرارة الأرض، ويقف وراء زيادة الكتلة الخضراء في مختلف النظم البيئية الأرضية لكونه يفيد النباتات، التي تمتص تلك الغازات المسببة للاحتباس الحرارى. هذا ومما أسعدني تواجد دراسة صادرة من هيئة الأرصاد الجوية المصرية، بنشرة البحوث الخاصة بها في المجلد الثاني والعشرين لسنة 2007، تشير إلى بداية انخفاض درجة حرارة الغلاف الجوى للكرة الأرضية خلال القرن الحادي والعشرين وأن قضية الاحتباس الحراري ما هي إلا قضية تلوث للهواء فقط ولا علاقة لها بالتغيرات المناخية. وكذلك يرى أحد المراكز البحثية الروسية لدراسات الفضاء أن ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض لا يعود إلى تزايد غازات الاحتباس الحراري، بل إلى تصاعد الإشعاع الشمسي طوال القرن الماضي، من واقع علاقة معنوية قوية بين الدورة الزمنية للنشاط الشمسي والتغيرات المناخية واتجاهات هذه التغيرات على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي .
يؤكد السلوك الحراري داخل الصوبة المصنوعة لتدفئة النباتات، حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة العلاقة بين درجات الحرارة المكتسبة وكمية الطاقة المفقودة بالإشعاع، وأنه كلما ارتفعت درجات الحرارة داخل تلك الصوبة ازدا دت طاقة الإشعاع الحراري الخارجة منها، وهكذا تظل نسبة الاكتساب للحرارة أكثر من فقدها، أي تزداد درجة الحرارة في الداخل بصورة تفوق درجة حرارة الهواء الخارجى ولا يستمر ذلك الوضع التصاعدي إلى ما لا نهاية، بل ينتهي إلى حالة من الثبات الحراري، لا تزيد بعدها درجة الحرارة، إلا أنها تظل أعلى من مثيلتها خارج الصوبة. وما حدث من توازن حراري داخل الصوبة يحاكى إلى حد كبير ما يحدث في الغلاف الجوى للأرض، الذي يحصل على رصيده من الإشعاع الشمسي السنوي، منقوصاً منه مقدار الربع (العائد إلى الفضاء منعكساً من الهواء والسحب)، بينما يستهلك بعض المتبقي في تسخين الغلاف الجوى، وينعكس بعضه من سطح الأرض عائداً إلى الفضاء، ثم يمتص المحيط وسطح الأرض ما تبقى من ذلك الإشعاع الشمسى.
وفى سبيل تحقيق التوازن الحراري المطلوب، تحدث تفاعلات معقدة بين سطح الأرض والغلاف الجوى، حتى يتمكن سطح الأرض من إعادة حصيلته المكتسبة من الإشعاع الشمسي، في فيض من الأشعة تحت الحمراء (ذات أطوال موجية أكبر)، يمتص معظمها في الغلاف الجوى (المسئول عن حركة نقل الإشعاع بين الفضاء وسطح الأرض) في سبيل تأهيل درجات الحرارة للحياة فوق كوكب الأرض. وقد أعطت الطبيعة بعض غازات الغلاف الجوى، وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون، حق امتصاص الأشعة تحت الحمراء، في سبيل ضبط ديناميكية السلوك الحراري بين سطح الأرض والغلاف الجوى، لتأمين عملية تخليص الأرض من فائض الطاقة، والمحافظة على درجة حرارتها واستقرارها البيئى. ويشارك غاز ثاني أكسيد الكربون تلك المهمة، كل من الميثان وأكسيد النتروز ومعهما الكلوفلوروكربونات، تلك المجموعة الغازية التي لولاها لبردت الأرض واستحالت المعيشة فيها، وبها تظل الأرض في فيضها الحراري نابضة بالحياة والخضرة. ولكن نتيجة تزايد النشاط الاقتصادي للإنسان وما يصاحبه من تلويث هائل للمحيط البيئي، نجد أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تفاقمت ويكون الإنسان بذلك وراء نشوء مناطق من الفوضى الحرارية في بيئة الغلاف الجوى . نعود لتأكيد أن التغيرات المناخية تأتى متوافقة ومتلازمة مع طبيعة العصر المناخي التي تمر به الأرض، من واقع علاقتها الأزلية بمركزها الكوني من الشمس. وأن ذلك الحجم الهائل من غازات الاحتباس الحراري ( أكثر من ستة مليارات طن متري من الكربون في السنة، ١٩٩٥)، لا يؤثر إلا في المنطقة السفلي من الغلاف الجوى (المحيط الحيوى)، الملامسة لسطح الأرض وحتى ارتفاع ١٦ كم من مستوى سطح البحر، التي تشهد التغيرات الجوية على المستويين المحلى والإقليمي. فماذا كان وراء حدوث تلك الانقلابات الكبرى في مناخ الأرض، من عصر مطير إلى عصر جليدي، وبالعكس، حيث كانت الطبيعة لا تزال بكراً، في بدايات الحياة البشرية الأولى، ولم تكن يد الإنسان قد لمستها بالتغيير، تسخيراً لاحتياجاته الاقتصادية والحضارية التي ليس لها حدود. وإذا تحقق المفترض نتيجة ذلك الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الأرض خلال العقدين الأخيرين، وكتب للجليد أن تتعرض أجزاء منه للذوبان مثلما حدث بعد العصر الجليدي المتأخر (منذ ١٨٠٠٠ سنة)، فإن ذلك سيصاحبه انخفاض معدل انعكاس الإشعاع الشمسي إلى الفضاء ومعه تزداد درجات الحرارة، مما يحفز الطبيعة نحو تحقيق توازن من نوع جديد في مستوى الطاقة، يسمح بتعديل في مقداري الإشعاع الشمسي والأرضي . ولا ننسى أن تزايد معدل البخر المصاحب لدرجات الحرارة المرتفعة، وكذلك ارتفاع معدلالتبخر من مسطحات البحار والمحيطات والنتج من الغابات ، سيهيئ للأرض واقياً طبيعياَ من السحب التراكمية، فيساعد النظام المناخي على استعادة مقننه الطبيعي من الإشعاع الشمسي، ويعدل من درجات الحرارة حتى تستمر الحياة على صورتها الحالية. وقد يحدث لبعض الكائنات تأقلماً مناخياً (طفيفاً) للتغلب المرحلي على تلك التغيرات المناخية (الطارئة بحساب عمر الأرض)، مما يساعدها على المعيشة عند الانتقال التدريجي من بيئة متجمدة أو باردة إلى بيئة معتدلة أو شبه حارة (لاحظ سلوك الدببة في الأسر داخل حديقة الحيوان). ويتوقع سيناريو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ارتفاع منسوب سطح المحيط (حوالي ٤٥ سم بحلول سنة ٢١٠٠) نتيجة ذوبان جليد القطب الشمالي، مما قد يضيف مساحات من الشواطئ والأراضي الواطئة إلى البحار، أي يتغير وضعها من الارتفاع الموجب إلى السالب بالنسبة لمستوى سطح البحر، ذلك المنسوب المرتبط بمستقبل غير مؤكد في علاقة طغيان الماء على اليابس. ومن الحقائق العلمية، أن ارتفاع درجات الحرارة سيصاحبه تزايد معدل الترسب في الهواء، ولا سيما عند القطبين الشمالي والجنوبي، أي يحدث ارتفاع في معدل تساقط الثلوج، مما قد يؤدى إلى عدم ذوبان الجليد وبالتالي عدم تعرض الشواطئ إلى الغرق، التي يقع معظمها بالدول الفقيرة. هذا ومع توقع مزيد من المطر على مدار السنة (تبعا للإقليم المناخى) مما قد يساعد على غسل الهواء الجوى وتطهيره من بعض الكميات الزائدة عن حاجة الكرة الأرضية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري .
ماهو تأثير التغيرات في درجات الحرارة على مايصدره الإنسان من السلوك؟
من العوامل البيئية التي تؤثر علي صحة الإنسان بالسلب أو الإيجاب هي درجة حرارة الجو المحيطة بنا، ويكون ذلك علي الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية .. المزيد
* اتفاق كيوتو:
اتفاق "كيوتو" نسبة إلى المدينة اليابانية تم التوقيع عليها من قبل 195 دولة، وتم الإتفاق علي قواعدها الأساسية بشكل نهائي عام 2001 بشأن الحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة ما بين 2008 – 2012 والتى تؤثر على التغيرات المناخية التى تواجهها الكرة الأرضية، ومن ثَّم تعريض إنتاج الأغذية للخطر.
أ- ومن الالتزامات المشتركة بين الدول الموقعة على بروتوكول هذا الاتفاق بدون التفريق بين الدول المتقدمة والدول النامية، هى التالى:
- قيام (38) دولة بتخفيض انبعاث الغازات الضارة بسبب الصوب والتى تختلف نسبتها من دولة لأخرى، ومن هذه الغازات التى سيتم تخفيض نسبها: ثانى أكسيد الكربون، الميثان، أكسيد النيتروجين، بالإضافة إلى ثلاثة مركبات فلورية.
- الحفاظ على مستودعات غازات الصوب (الدفيئة) التى تمتصها والعمل على زيادة مساحتها مثل الغابات.
- إنشاء نظم لبحث انبعاثات الغازات من الدفيئة ودراسة السلبيات الناجمة عنها.
- التطوير فى مجالات التعليم والتوعية العامة لآثار التغير المناخى.
- استخدام تقنيات صديقة للبيئة مثل استخدام الوقود الأقل احتراقاً وبالتالى عدم انبعاث مزيداً من الغازات الضارة.
- المرونة فى تحقيق التوازن بين تقليل انبعاث الغازات الضارة وفى نفس الوقت دراسة البعد الاقتصادى بحيث لا تحدث خسارة فى صورة الإنفاق الباهظ على عمليات التخفيض.
ب- التزامات تتعهد بها الدول المتقدمة دون النامية:
- دعم الدول المتقدمة للدول النامية بتسهيل نقل التكنولوجيا إليها.
- دعم الدول المتقدمة للدول النامية أو الفقيرة فى مواجهة الآثار السلبية للتغير المناخى.
* التبخر (Evaporation) :
هو تحول المادة من حالتها السائلة إلى الحالة الغازية بفعل الحرارة.
* النتح (Transpiration) :
النتح هو فقد النبات للماء على هيئة بخار ماء من أسطحه المعرضة للجو.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى