رسالة سكان دوار أولاد بوراس ولاية مستغانم إلى رئيس الجمهورية بشأن المشروع الفضيحة :طلب تدخل عاجل لغلق مركز الردم التقني(مفرغة- مزبلة )

سكان دوار أولاد بوراس
بلدية السور دائرة عين تادلس ولاية مستغانم .

إلى السيد:رئيس الجمهورية


الموضوع : طلب تدخل عاجل لغلق مركز الردم التقني(مفرغة- مزبلة ) الكائن مقره ب: بلدية السور دائرة عين تادلس ولاية مستغانم .


تشرف العارضون سكان دوار أولاد بوراس أن يتقدموا أمام سيادتكم المحترمة بطلبهم هذا و المدون محتواه أعلاه و ذلك قصد التدخل العاجل و الفوري من أجل غلق مركز الردم التقني ( المفرغة ) التابع إقليميا لبلدية السور مبررين طلبهم هذا وفق ما يلي :

حيث أن أغلب سكان المنطقة يعانون في الآونة الأخيرة جراء الإنتشار الواسع للروائح الكريهة المنتشرة من هذا المركز ( أي مفرغة عمومية ولائية لرمي النفايات ) التي أصبحت تهدد السلامة الصحية لسكان المنطقة و تشكل خطرا محدقا لأصحاب الأمراض المزمنة كأمراض الربو و ضيق التنفس و الأعصاب ما قد يسبب أمراض السرطان و إنتفاخ الرئة و بالإضافة إلى عدم تمكن أغلبية أطفال المنطقة من إستنشاق الهواء النقي و عدم قدرتهم على تحمل هاته الروائح كما يعاني أغلب المسنين من هاته الروائح الكريهة جدا التي تنتشر كل يوم مساءا لتدوم طيلة الأيام ليلا و نهارا .

كما نلفت انتباه سيادتكم المحترمة إلى أن هاته المفرغة تقع في مكان غير ملائم لإقامتها كونها تقع وسط منطقة محمية و بيئية (غابة) و التي تصنف وفقا لقوانين البيئة و التنمية المستدامة ضمن الفضاء الطبيعي و المجال المحمي للنظام البيئي و التي تهدف إلى ترقية تنمية وطنية مستدامة و ذلك بتحسين شروط المعيشة و العمل على ضمان إطار معيشي سليم كما أن هاته الغابة تعتبر بمثابة متنفس للمنطقة بحكم وقوعها داخل تجمعات سكانية تشمل كل من المناطق التالية على حسب التوزيع الجغرافي لها و هي ( أولاد بوراس، غزيلات، أولاد عامر ،الشراقة ، الكساسرة ).

سيدي إن الإفرازات الخطيرة الكريهة التي أصبحت تنتشر في هاته المفرغة تنبغي التدخل السريع و الفوري منكم كونها تضر بالصحة البشرية و كذا تضر بالموارد البيولوجية و الأنظمة البيئية في نفس الوقت و هي تتنافى مع حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة و لاسيما في باب المقتضيات الحماية البيئية و نخص بالذكر مقتضيات حماية الهواءو الجو .

كما نشير إلى سيادتكم المحترمة إلى أن هاته المفرغة تقع على مخابئ تاريخية و بمحاذاة نصب تذكاري لتمجيد شهداء المنطقة لوقوع معركة بين ثوار المنطقة و الإستعمار كللت بسقوط عدد من الشهداء أقيم هذا النصب التذكاري تخليدا لكفاحهم و بسالتهم و السؤال المطروح هو : هل هذا هو جزاء هؤلاء الأبطال ؟؟؟ و هل هذا هو تكريمهم في بلاد العزة و الكرامة ؟؟؟و هل ترضى دماؤهم الزكية أن يكون تكريمها بمفرغة ؟؟؟... كما أن هذا المعلم التذكاري يعتبر اليوم تراث ثقافي لأهل المنطقة محمي بموجب الأعراف و المواثيق لا يسمح بالمساس به مهما كلف الأمر باعتباره مكسب ومفخرة هذا من جهة .

*و من جهة أخرى فإن هاته المفرغة تقع في مكان يتنافى و ما يتعلق بتسيير النفايات و مراقبتها و إزالتها ولاسيما بالتهيئة و الإستغلال كون أن شروط اختيار مواقع منشات معالجة النفايات و تهيئتها و إنجازها و تعديل عملها و توسيعها تخضع إلى التنظيم المتعلق بدراسة التأثير على البيئة ".
سيدي نشير إلى سيادتكم المحترمة مرة ثانية و من موقع إقتناع من أن إختيار هذا الموقع بالذات لم يخضع إلى أي دراسة معمقة ولا إلى لجان تحقيق ميداني و لم يتم الإستعانة بأهل الخبرة في المجال البيئي قصد إبداء رأيهم في مدي تأثيرها على البيئة بل تم اختياره وفقا لطريقة تفكير عشوائية ولا مسؤولة و يتحمل مخلفاتها و يجني أضرارها اليوم سكان المناطق المجاورة .
كما أن تعريض صحة البشرية إلى الخطر يتنافى هو الأخر و ما يتعلق بحماية الصحة و ترقيتها و ما تمليه قواعد المنظمات الدولية للصحة و الاتفاقيات و المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الجزائر في المحافل الدولية و لاسيما معاهدات الأمم المتحدة في المجال البيئي و حماية الصحة الإنسانية في إطار التوازن البيئي و هو أيضا ما سعت إليه منظمات حقوق الإنسان في هذا المجال كما أن أحكام الدستور الجزائري الذي يعتبر الحامي الوحيد للمواطنين تعطي الحق لكل مواطن و فرد العيش في بيئة سليمة و نقية .
و لذلك سيدي بصفتنا أكبر المتضررين من انتشار و إفرازات هاته الروائح الكريهة و أمام نفاذ صبرنا على ذلك وتفاديا لأي إنزلاقات محتملة قد تشهدها المنطقة و في إطار أخذ الأمور بجدية و دراستها بعقلانية و برغبة منا في الاستقرار بمناطقنا الريفية و عدم النزوح إلى مناطق أخرى ضمن المساعي الحثيثة للدولة و التي تسعى جاهدة و بمبالغ مالية ضخمة إلى إعادة الناس للاستقرار بالمناطق الريفية و ذلك بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية .
و نظرا لكل هاته المعطيات و بعد سلسلة من الإعتصامات و الاحتجاجات السلمية التي لم تثمر سوى عن وعود من قبل المسؤولين المحليين اقل ما يقال عنها أنها كاذبة فإن نناشدكم سيدي بصفتكم المسؤول الأول عن مجال حماية البيئة و حياة السكان في إطار التنمية المستدامة و عن المجال الثقافي و عن المعالم الأثرية و الثوابت الوطنية وحقوق الشهداء و عن جميع الوزارات بالتدخل العاجل لوضع حد لهاته الكارثة البيئية الإيكولوجية الضارة بصحة الإنسان التي هي أعز من أي مشروع مادي و أن الصحة البشرية لا تقدر بأي ثمن و ذلك قصد الإنتقال الشخصي لسيادتكم الموقرة الى المنطقة من أجل الوقوف العيني على ذلك و إيفاد لجنة تحقيق ميدانية تحت إشرافكم لإتخاذ إجراءات غلقها و تحويلها لأي مؤسسة ترونها مناسبة للصالح العام .
*سيدي أملنا منكم كبير و رجاؤنا فيكم قريب في حل هذه المعضلة العويصة.
تقبلوا منا سيدي أسمى عبارات التقدير و الاحترام.


سكان منطقة دوار أولاد بوراس .

تعتبر كارثة حقيقية وتسببت في عدت إصابات بأمراض تنفسية.
السكان يطالبون بمراكز تقنية لتعويض المفارغ العمومية بمستغانم.

تفرز المفارغ العمومية العشوائية المنتشرة في مواقع غير مناسبة عبر إقليم ولاية مستغانم، أنواعا مختلفة من السموم تهدد سلامة المواطنين خاصة السكان المجاورين لهذه المفارغ، والملاحظ عنها أنها لا تخضع لأدنى الشروط الوقائية، وتوجد بداخلها حركة نشيطة، حيث يستعملها الخاص والعام كمرعى للأغنام والأبقار، أما البعض الآخر فيداوم عليها يوميا من أجل فرز بعض المواد كالقارورات الزجاجية والبلاستيكية والنحاس والألمنيوم ... الخ وهذا من أجل إما إعادة استعمالها أو بيعها للمصانع أو الورشات التي تعمل على إعادة تصنيعها.

طرق تقليدية للتخلص من النفايات
أما معالجة النفايات الصلبة بهذه المفارغ فيكون بالحرق حيث يلجأ عمال النظافة التابعين للبلدية إلى عملية الحرق من أجل تقليص حجم النفايات ومنع انتشار الروائح الكريهة، مما يؤدي إلى تصاعد دخان كثيف يغطي أجواء المنطقة لعدة ساعات من النهار، وعند تزايد حجم النفايات بشكل كبير واحتلالها لمساحات كبيرة تقوم جرافة بجمعها ورصها ثم طمرها في الحفر، كما أن بعض الحيوانات التي ترعى وسط المكب تعتبر من العوامل الناقلة للأمراض، أضف إلى ذلك الدخان المتصاعد من جراء عملية الحرق المتكررة يوميا خاصة في فصل الصيف أين ترتفع درجة الحرارة مما يسبب الضيق في التنفس خاصة بالنسبة للأطفال، زيادة على أن بقاء النفايات عرضة للرياح أدى إلى انتشارها في مختلف الاتجاهات مما أدى إلى تهديد الغطاء النباتي بالمنطقة.

سبب رئيسي لتلوث البيئة
وتعد هذه المفارغ إحدى أهم الأسباب المساهمة في تلويث البيئة، وذلك من خلال النفايات والروائح الكريهة المنتشرة داخل المجال الحضري وخارجه والدخان الناتج عن عملية الحرق المستمرة للنفايات وحتى مياهها العصارية التي قد تشكل خطرا كبيرا على المياه الجوفية، وتتضاعف كمية إنتاج النفايات في فصل الصيف بحيث تصل إلى قرابة 13 ألف طن في مكب بوقيراط لوحده، وبهذا تعتبر النفايات الصلبة أحد المصادر الأساسية لتلوث وتدهور البيئة الحضرية. إضافة إلى إصابة العديد من الأطفال بأمراض جلدية وأمراض أخرى مثل الربو كمخلفات لهذه المفارغ، وفضلا عن ذلك فإن الغازات السامة المنبعثة من دخان حرق القمامة تتسبب في هلاك الغطاء النباتي والشجيرات الغابية التي تقع بجانب هذه المزابل العمومية.

سكان دوار "أولاد بوراس" يطالبون رئيس الجمهورية غلق مركز الردم
ناشد سكان "أولاد بوراس" ببلدية السور، رئيس الجمهورية لأجل التدخل العاجل لإنقاذهم من الإنتشار الواسع للروائح الكريهة المنبعثة من المفرغة العمومية، واصفينها بأنها أصبحت تهدد سلامتهم الصحية وتشكل خطرا لأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى عدم تمكن أغلبية أطفال المنطقة من إستنشاق الهواء النقي وعدم قدرتهم على تحمل هاته الروائح، وهذا بسبب الموقع غير المناسب لهاتهه المفرغة، كونها تقع وسط منطقة تصنف ضمن المجال المحمي، مشيرين إلى أن هاته المفرغة تقع على مخابئ تاريخية وبمحاذاة نصب تذكاري لتمجيد شهداء المنطقة، متسائلين إن كان هذا هو جزاء هؤلاء الأبطال، وتأتي رسالة السكان إلى رئيس الجمهورية، بعد ما وصفوه بالوعود الكاذبة للمسؤولين المحليين إثر الإعتصامات والاحتجاجات السلمية التي شنوها.

جهود حثيثة لاحتواء المشكل
ولأجل وضع حد لمخاطر هذه المفارغ، علمنا من مديرية البيئة بالولاية، عن استفادت دائرة بوقيراط في إطار برنامج المخطط الخماسي الجاري من مركز تقني لردم ومعالجة النفايات الصلبة، حيث استكملت الدراسات وتم اختيار أرضية بقرية سيدي الشارف وتم رصد 30 مليار سنتيم على أن تستغرق الأشغال سنتين، ليتمكن من استقبال أزيد من 25 طنا من النفايات الصلبة كل ثلاثي، إضافة إلى مراكز أخرى بفرناكة ،سيدي لخضر، عين سيدي شريف وعشعاشة إلى جانب المركز الكائن ببلدية السور بدائرة عين تادلس، كما تم رصد 25 مليار من أجل إزالة المفرغة العمومية الفوضوية بالولاية.