- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
"البلطجية" يغزون الأحياء الجزائرية!
الجمعة 19 أغسطس 2011, 05:09
* ظاهرة الشجار بالسيوف والخناجر تعيد الجزائر إلى "الجاهلية"
أخذت ظاهرة الشجارات باستعمال السيوف والخناجر وكل ما أتيح للمجرمين من أسلحة بيضاء بمناطق مختلفة بالوطن، منحنى خطيرا خلال السنوات الأخيرة لتتضاعف مشاهد (البلطجة) ـ مثلما يقال في المشرق ـ في شهر رمضان المعظم الذي انتهكت حرمته من طرف مجموعات من الشباب المتهور الذين لا يعرفون معنى الصوم ولا يحترمونه، ولا يترددون في السب والشتم والعنف وهي (عادات) يبدو أنها ترسخت في نفسياتهم المريضة، ليشكلوا عصابات تفرض قانونها الخاص، بعيدا عن قبضة القانون، وتزرع الرعب في نفوس المواطنين وتعيد الجزائر إلى (الجاهلية)·
العنف بمختلف أشكاله أضحى اليوم أحد أبرز الظواهر التي تعيشها مختلف الأحياء الجزائرية التي أصبحت في الآونة الأخيرة غير آمنة، بسبب استغلال بعض المجرمين بُعد المراكز الأمنية عنها خاصة منها الجديدة ليطلقوا العنان لعنفهم الذي زاد عن حده في الفترات الأخيرة نظرا لتراكم العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، غير أن الكل يتفق على ظهور عصابات بقيادة أقوى فرد منهم لإحداث الفزع في نفوس المواطنين حتى يتسنى لهم السرقة والسطو والحيازة على ما طاب لهم من مال، سيارات، أفضل الأماكن للبيع وغيرها من الحوافز الأخرى التي لا يمكن الحصول عليها إلا بتخويف المواطن عن طريق استعمال تلك الأسلحة المذكورة
أكثر من 56 ألف قضية إجرام في 6 أشهر
تشير إحصائيات الأمن الوطني من خلال نشاطاتها خلال الـ6 أشهر الأولى من السنة الجارية إلى ارتفاع نسبة الجريمة إلى معدل وصل إلى تسجيل 56778 قضية تتعلق بمختلف أشكال الإجرام تورط فيها 35894 شخصا، وبحسب نوع المخالفات، تم تسجيل أن قضايا المساس بالأشخاص هي السائدة على هذه القضايا الإجرامية بـ30376 مخالفة تورط فيها 20725 شخصا متبوعة بالمخالفات ضد الممتلكات بـ22965 قضية تورط فيها 8252 شخصا تم مساءلتهم أمام وكيل الجمهورية، هذا وبلغت القضايا المتعلقة بالحيازة على المهلوسات والمخدرات أو ترويجها
1057 قضية تورط فيها العديد من الأشخاص بالإضافة إلى حجز ما قيمته 95·442 كيلوغرام من القنب الهندي و40258 قرصا ومادة مهلوسة متنوعة· أما بخصوص القضايا الاقتصادية والمالية تم تسجيل 1594 قضية تورط فيها 3008 شخصا· 56 ألف قضية إجرام خلال 6 أشهر فقط تعد جد مرتفعة خاصة وأن أغلبها متعلق بالمساس بالأشخاص منها الشجارات والضرب العمدي وغيرها من عمليات الإجرام الأخرى·
معارك مافياوية تهدد أحياء المدن الكبرى والعاصمة في المقدمة
لعل الرأي السائد حول ظاهرة اكتساح العنف باستعمال السيوف والخناجر، تمركزها بأغلب الأحياء الشعبية الضيقة بأكبر مدن الوطن بعدما كنا نشاهد العديد من اللقطات المشابهة في الأفلام البوليسية الأوروبية أهمها المافيا الإيطالية وأفلام هولييود، لتتحقق اليوم أمام مرأى أعيننا بعدما باتت الأسلحة البيضاء أهم ما يرافق الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ30 سنة احتياطا لأي ظرف طارئ قد يمكنه من الدفاع عن نفسه في شجارات قد تتحول إلى معارك ما بين مجموعات من شباب الأحياء الذين حولوا العديد منها إلى معارك حقيقية من أجل تصفية حسابات أو فرض النفس بالقوة أو حتى السطو والسرقة إلى جانب الشجارات التي تحدث من بين العروش والأقارب بسبب الميراث وأشكال أخرى مثل التعرض إلى السب، وتشير بعض المعطيات أن ظاهرة تملك عصابة على حي من الأحياء خاصة التي تنعدم بها مراكز أمنية جعلت من حياة هؤلاء السكان جحيما حقيقيا مثلما حلّ بالسكان الجدد ببئر توتة في العاصمة مع جيرانهم القدماء بسبب شجار بين اثنين على فتاة تحول الحي إلى ساحة من المعارك دامت لأيام شأن في ذلك ما حدث مؤخرا بباب الوادي وحي الكاريار، ناهيك عن حي ببراقي واسطاوالي وباب الزوار وتسالة المرجى والكاليتوس من شجارات جماعية استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وخلفت في العديد من المرات الكثير من القتلى والجرحى والتوقيفات في صفوف هؤلاء·
مناوشات·· نزاعات عروشية·· سرقات واعتداءات
تشير كافة الإحصائيات حول حوادث المعارك التي تستعمل فيها السيوف وكافة الأسلحة البيضاء إلى المناوشات الكلامية التي تتحول إلى حروب ومعارك، معاكسة الفتيات أمام أعين المقربين، النزاعات العروشية على الإرث وما شابه ذلك إلى جانب أعمال السرقات والسطو التي تطال الأملاك الخاصة بما فيها الهواتف النقالة والسيارات ضف إلى ذلك التشاجر على أماكن البيع في الأسواق وحظائر السيارات وقضايا أخرى تمس المخدرات ومن بين الحوادث نذكر منها:
تسبب شجار وقع شهر أفريل داخل أسوار ثانوية حمزة بن عبد المطلب، بخميس مليانة في ولاية عين الدفلى، استعملت فيه السيوف في إصابة تلميذة تبلغ من العمر 18 سنة بجروح على مستوى اليد اليسرى، نقلت إلى مستشفى المدينة·وتعود أسباب الشجار الذي تسبب فيه ثلاثة تلاميذ حاولوا الاعتداء بالسلاح الأبيض على أستاذين للرياضة البدنية استعملا يوما قبل الحادثة العنف اللفظي ضد أحد زملائهم· وفي شهر جوان المنصرم لفظ شاب البالغ من العمر 31 سنة أنفاسه متأثرا بجروحه العميقة بحي 500 مسكن بالمسيلة، حيث تعود تفاصيل الحادثة التي خلفت استياء كبيرا لدى سكان المنطقة إلى شجار وقع بين مجموعة من الشباب وسط الحي استعملت فيه السيوف والخناجر والعصي أدى إلى إصابة الضحية لتبقى أسباب الشجار مجهولة، كما شهد الشهر ذاته تسجيل حي بني محافر الشعبي بعنابة مشادات عنيفة بين خمسة شبان استعملت فيها أسلحة بيضاء محظورة بعدما اعتدى مجموعة من الشبان على صاحبي أحد المحلات المتواجدة بحي بني محافر عقب نشوب ملاسنات كلامية كانت وليدة سوء تفاهم بين الطرفين المتخاصمين سرعان ما تطورت وتحولت إلى شجار عنيف استعمل فيه سيفان وشاقور حيث أدى هذا الشجار إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح مختلفة فيما أودع 5 شبان الحبس المؤقت، وبالكاليتوس في العاصمة أدى شجار بين شابين في حيين مختلفين إلى حدوث معركة حقيقية بالسيوف والخناجر بسبب شجار حول فتاة تم معاكستها من طرف شاب أمام أعين صديقها، وبوهران تقوم عصابة بالسطو على السيارات باستعمال الأسلحة البيضاء من أجل الإيقاع بضحاياهم بعد إيخافهم وتهديدهم بالقتل، كما حدثت العديد من الشجارات والمعارك بكل من أحياء مختلف بالعاصمة سيق وذكرها إلى جانب الشجار العروشي الذي وقع مؤخرا بخنشلة والشجار الأخير الذي سجل ولاية برج بوعريريج بين شابين ينحدرون من عائلتين متصاهرتين وذلك بسبب وقوع ملاسنات بينهما أدى في الأخير إلى إيقاف 15 شخصا نتيجة لاستعمالهم السلاح الأبيض في التعارك· وغيرها من الأحداث الأخرى التي طغت على الشهر الكريم·
المطلوب تعزيز الحضور الأمني والتصدي للإجرام
لا أحد ينكر التعزيزات الأمنية التي شهدتها مختلف مناطق الوطن خاصة المنتشرة عبر النقاط السوداء منها الطرقات والأسواق والمساجد من أجل تأمين المواطنين من كافة أشكال الإجرام، غير أنه وبالمقابل يصطدم أعوان الأمن بالعنفوية التي تميز أغلب الشباب والمراهقين الجزائريين الذين يبدو أنهم وحسب آراء النفسانيين يعانون من مشاكل نفسية ثقيلة خلفتها العديد من الأسباب منها الاجتماعية من ضيق المساكن والعيش غير السوي بسبب الانفصال الأسري الذي هو في تزايد، إلى جانب بالبعد الروحي عن تقاليد ديننا الحنيف الذي من شأنه تهذيب النفوس وجردها من العنفوية، كما يذكر الكل أن الاضطرابات التي حلت بالجزائر طيلة عشرية كاملة جعلت من شباب اليوم الذي كان طفل الماضي يحول مكبوتاته إلى عنف، أما المشاكل الاقتصادية فلها دور كبير في بروز المظاهرة فلانعدام فرص الشغل في ظل الفراغ الكبير الذي يعيشه الشاب وتردي المعيشة أثر كبير في انتشار مثل هذه الآفات التي تعيدنا إلى عصر الجاهلية، في حين يرى البعض الآخر أن أكثر الأسباب تعود إلى تناول المخدرات التي أضحت المحرك الكلي للشاب الذي يمكنه فعل أي شيء دون إدراك أو شعور منه ولو اقتضى الأمر بسرقة أو قتل أقرب المقربين إليه كالوالدين مثلما حدث في العديد من مناطق الوطن· هي ظواهر جديدة عن مجتمعنا وعن ديننا الحنيف وهو ما يجبر السلطات الأمنية التدخل بكل صرامة من أجل ردع الخارجين عن القانون الذين يريدون فرض قانونهم الغابي·
م· راضية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى