مآزرنا من صنع إسرائيل .....

يبدو أن الحملة الترويجية لكل ما له علاقة بإسرائيل والصهاينة قد بلغت ذروتها مع هذا الدخول الاجتماعي، لتتحول انشغالات المواطن الجزائري بهذا الدخول، الذي يرتبط أصلا بالدخول المدرسي من بين الأهداف التي تسعى بعض الشبكات المنظمة للوصول إليها، كما أن التنافس المحموم بين مروجي النصرانية ونظرائهم اليهود من أجل التغلغل في الأوساط الاجتماعية الجزائرية لم يعد خفيا في ظل غياب تام لمصالح المراقبة للمتاجر ومحلات الألبسة خاصة تلك المخصصة للأطفال دون غيرهم من الفئات العمرية الأخرى.

بعد أيام فقط من اكتشاف ألبسة أطفال مطرزة برموز نصرانية بأحد المحلات التجارية بتلمسان، جاء الدور هذه المرة على "إسرائيل" ليس للترويج لليهودية وفقط وإنما تدعو أيضا من خلال ما تضمنته ألبسة أطفال إلى الترويج للسياحة تحت عنوان كبير مكتوب باللغة الإنجليزية وبلون ذهبي "مرحبا إسرائيل "، ومتضمّنا أيضا الحروف العبرية الـ22 وهي الحروف المشتقة من الديانة اليهودية التي ترمز لمعتقدات اليهود بداية بحرف الألف والذي يعني في الديانة اليهودية "بداية كل شيء في الكون "، إلى حرف "تاف " الذي يعني الإشارة والصليب، كما احتوى القميص الذي تمكنّا من الحصول عليه على أسماء بأماكن المدن الإسرائيلية مرتبة وفق ترتيب الحروف العبرية.
هذا اللباس الموجه للأطفال اقتناء أحد المواطنين من أحد المتاجر بمدينة بلعباس، أين كان متواجدا من أجل التسوق قبل أن يلمح بصره هذا القميص الذي كان معروضا في واجهات المحلات، معروضا بطريقة عادية، وفي متناول الجميع، وبعد عملية تدقيق ومعاينة لذات اللباس لم نعثر على عنوان المصدر، كما أن الرّسم الذي يتضمن العبارة الترحيبية والعبارة الأخرى التي تضمنت قواعد الديانة اليهودية عبر 22 حرفا عبريا وعبارة ثالثة خصصت للمدن الإسرائيلية تحت عنوان "أماكن الزيارة والحب" عبارات كتبت باللغة العبرية، بالإضافة إلى الحروف العبرية حيث تم وضع تحت كل حرف اسم مدينة من تلك المدن.
والملفت للانتباه أن جميع ما كتب أو رسم هو عبارة عن عملية نسخ فوق قماش، دون الإشارة إلى مصدر البضاعة، مما يعني أنّ هذه المنتوجات التي لم تستطع لحد الساعة مصالح المراقبة وضع يدها عليها هي ذات صنع محلي، حيث تبقى هذه الفرضية الأكثر احتمالا، وهو ما يعني من جانب آخر وجود شبكات داخل الوطن تعمل على إنتاج هذه الألبسة ونسخ عليها عبارة ترويجية للديانة اليهودية، ثم العمل على ترويجها في أوقات يتم انتقاؤها بدقة وغالبا ما تكون المناسبات الدينية أو الاجتماعية كما هو الحال مع الدخول المدرسي.
الترويج للديانة اليهودية والنصرانية في الجزائر بمثل هذه الأساليب الاستفزازية لمشاعر المواطنين الجزائريين، دفع بالعديد من الأئمة بتلمسان، ممّن علموا بما يدس للجزائريين إلى الدعوة إلى جمعة موحدة تخصّص لتنبيه وتحسيس الشعب الجزائري، بخطورة ما يحاك ضد الإسلام والمسلمين.