نقابات التربية تقرر إضرابا مفتوحا في المدارس

قررت نقابات التربية في رد قوي على الوزارة الدخول في إضراب مفتوح قالت عنه إنه رد للاعتبار وأن مطالبهم ليست مادية، وأنهم ليسوا طماعين يلهثون وراء المال، بل هم مربو أجيال رفعوا هذه المرة مطالب الكرامة، ولن يتوقف إضرابهم إلا بتحديد أجندة الاستجابة للمطالب .. فكيف سيكون رد الوزارة؟

انتهى أول أمس، في ساعات متأخرة استمرت إلى غاية الواحدة صباحا اجتماع نقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية الوطنية (لونباف) باتخاذ قرار بالإضراب المفتوح وتمسكهم بكل المطالب، أهمها مطلب الكرامة، فاتحين النار على وزارة بن بوزيد، مجددين رفضهم لاستعمال التلفزيون للتشهير بأجورهم.
ونفس الموقف تسير إليه نقابة الكناباست، التي عقدت مجلسها الوطني في ساعات متأخرة، لكن أولى الترقبات تشير إلى التوجه نحو الخيار الإضراب المفتوح.
من جهة أخرى، تعقد غدا النقابة الوطنية لعمال التربية اجتماعها الوطني لأجل النظر في خيار الإضراب المفتوح، وتؤكد النقابة أن الوزارة تمارس سياسة الوعود دون تطبيقها.
وقد التحق أمس، المفتشون ومديرو المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار بالإضراب الذي دعت إليه نقابات التربية منذ ثلاثة أيام، تعبيرا منهم عن رفضهم تجريدهم من رتبهم الأصلية وإعادتهم لإطارهم الأصلي كأساتذة مكلفين بالإدارة والتفتيش، وهذا ماجاء في المرسوم 08 / 315 والذي اعتبروه إهانة لهم، خاصة وأن كل المسؤوليات والتبعات الجزائية تكون على عاتقهم.
كما اتسعت رقعة الإضراب في يومه الثالث لتشمل جميع موظفي القطاع، مندددين أيضا بعملية التشهير في وسائل الإعلام الثقيلة بالمبالغ التي تحصلوا عليها نتيجة استدراك نظامهم التعويضي، ورفعت في اليوم الثالث من الإضراب مطالب جديدة، لعل أبرزها رفض أساتذة التعليم الابتدائي لتقديم النشاطات اللاصفية، مستغربين بقاء التلاميذ في الأقسام وتكليف المعلمين بحراستهم، وما جدوى نشاطات لا صفية في ظل نقص فادح في قاعات الرياضة والموسيقى.
ورفع المعلمون تساؤلا للوزارة كيف يمكن لأستاذ لا يفقه شيئا في الموسيقى أن يدرس التلاميذ؟ مطالبين يتعيين أهل الاختصاص لتدريس هذه النشاطات.
كما عادت النقابات الى مطلب سن التقاعد محددة إياه بـ25 سنة خدمة بالنسبة للنساء و30 سنة بالنسبة لرجال بغض النظر عن السن. إلى جانب مطلب توحيد العطل، فمن غير المعقول أن تحدد عطلة المعلمين بسبعة أيام في الجنوب و15 يوما في الشمال. إلى جانب رفع المغالطات عن الحجم الساعي، إذ قدروا ساعات التدريس التي يقومون بها 42 ساعة عمل في الأسبوع.
إلى جانب تمسكهم بمطالبهم القديمة، أبرزها ملف الخدمات الاجتماعية، وطب العمل، وتدعو نقابات التربية الوزارة إلى الجلوس معها إلى طاولة الحوار والتفاوض على المطالب دون لف ولا دوارن وتحديد أجندة توقيت لتحقيق المطالب وعدم التشهير بهم في وسائل الإعلام الثقيلة، مؤكدين أن مطالبهم مطالب كرامة وليست مطالب مادية مثلما تسعى الوزارة للترويج له.
وقدم أمس (لوبناف) حصيلة الإضراب في بعض الولايات وصلت إلى80 بالمائة في بعض ولايات الجنوب على غرار أدرار، التي بلغت النسبة بها 88 بالمائة، كما بلغت نسبة الاستجابة بولاية الأغواط نسبة 94 بالمائة، وفي أم البواقي تم تسجيل نسبة91 بالمائة، وفي ولاية تيزي وزو سجلت نسبة 95 بالمائة، ونفس الشيء بالنسبة لولاية بجاية، وكذلك في ولاية وهران.
أما في الجزائر العاصمة فقد قدرت نسبة الإضراب بـ94 بالمائة، وفي ولاية قسنطينة قدرت النسبة دائما حسب أرقام (لونباف) بـ90 بالمائة.
رئيس إتحادية جمعيات أولياء التلاميذ للشروق:
"لسنا مع ولا ضد إضراب الأساتذة"
قال أحمد خالد، رئيس اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ أنهم ليسوا ضد مصلحة الأستاذ وضد حقه في المطالبة برفع أجوره، وتحسين معيشته، لكنهم أيضا ليسوا ضد مصلحة التلميذ، حيث لوح أحمد خالد بانعكاس الإضراب سلبا على مصلحة التلميذ، حيث سيتكرر نفس السيناريو بممارسة الضغط على التلميذ من خلال تعويض الدروس، وإلغاء العطل وهو ما ترفضه جمعيات أولياء التلميذ.
وأكد المتحدث أنهم كانوا ولا يزالون مع تحسين معيشة الأستاذ حتى نتفادى الفوضى في المؤسسات التعليمية. وحذر أحمد خالد من استمرار إضراب الأساتذة لأربعة أيام، أو الدخول في إضراب مفتوح، مؤكدا أنهم كأولياء تعبوا أيضا من هذا الإضراب ومن رفض الوزارة التفاوض مع الأساتذة والمعلمين.