- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
جلسات الشيشة والنساء..آخر صيحة في الصالونات الجزائرية
الجمعة 28 أكتوبر 2011, 05:46
تعميرة واحدة من "الرنڤيلة" تعادل علبتي سجائر
.. يقولون إنها تضمن لمدمنيها متعة طويلة، وهو مالا تستطيع السجارة تلبيته، تختلف نكهاتها باختلاف أذواق فواكه الدنيا، وعند ارتشافها مع "المُعسل الخليجي" يرتفع عبق نشوتها .. إنها "الشيشة" أو كما يطلق عليها الجزائريون "الرنڤيلة".. لكن هل يعلم مدمنوها أنها قد تنسف حياتهم وأن جرعة واحدة منها تعادل علبتي سجائر.
لم يعد وجودها يقتصر على بعض المقاهي والخيمات الفاخرة في "الأبيار" أو "سيدي يحيى" أو كما يحلوا لأصحابها أن يلقبوها "سيدي يايا"، بعض المدمنين عليها ممن اقتربت منهم الشروق، قالوا إن أول من كانوا يرتشفون عندهم "الرنڤيلة" لدى بعض الصالونات اللبنانية والسورية كان منهم لبناني يملك مطعما فخما بسيدي يحيى قام بتزويده
"بالشيشة" المصرية الذوق والسعودية أيضا، هذه الأخيرة التي تقدم مع ما يطلق عليه خليجيا بـ"المعسل"، وذلك خدمة لزبائنه من الجنسيات الخليجية واللبنانية والمصرية، فجذبت متعتها بعض الجزائريين المتوافدين على المطعم، وأصبح محله الأكثر شهرة، ومنه انتشرت بعض المحلات التي يشرف عليها جزائريون، حيث لم يتوانوا في تجهيز مطاعمهم ومقاهيهم بالشيشة التي أصبح يطلق عليها "الرنڤيلة".
لا تختلف "الرنڤيلة" عن السجائر سوى لكونها عبارة عن "التدخين بواسطة الماء" إذ تؤكد أرقام وزارة الصحة العالمية أن استخدام الشيشة لتدخين التبغ لا يعتبر بديلا آمنا لتدخين السجائر.
وتختلف أسعار "الرنڤيلة" أو "الشيشة" في الأماكن العادية، حيث يقدر سعرها بـ 800 دينار، ويصل سعرها في الخيمات الفخمة إلى 1500 دينار.
الخيمات الراقية .. الشيشة مع النساء
طاولات من الزجاج والرخام الفاخر، أضواء خافتة، إكسسوارات صحراوية، البعض منها عبارة عن خيمات مجهزة بديكورات من عبق الشرق وسحر الصحراء، زرنا واحدا منها لجزائري من ولاية الجلفة، قدم واستقر بالعاصمة رفقة شقيقيه بمنطقة سيدي يحيى، في البداية جهزوا خيمتهم وخصصوها لتناول الوجبات التقليدية الجزائرية مثل الشخشوخة والكسكسي، حيث يقدر ثمن الطبق الواحد بـ 1000 دينار.
لكن ليس كل الجزائريين يوميا يشتهون تناول الكسكسي، وهو ما كان وراء تجهيزه "بالرنڤيلة" أو "الشيشة"، والتي وجد فيها أرباحا تغطي تكلفة كراء محل فاخر بمنطقة "سيدي يحيى"، فهي التي لا يتوقف مدمنوها ولو ليوم واحد عليها، يؤكد صاحب المحل أن ما يجنيه من
"الرنڤيلة" يفوق بكثير ما يجنيه من تقديم الأطباق التقليدية لزبائنه، حيث يقدر ثمن ارتشاف "الرنڤيلة" مع المعسل بـ 1500 دينار، أي أن قدوم أربعة أشخاص على طاولة واحدة يجني من ورائها 6000 دينار.
ولم يخجل صاحب المحل بأن عدد من الشباب يستقدمون معهم صديقاتهم للمشاركة في رشف "الرنڤيلة"، عكس بعض الصالونات الأخرى التي يعمل أصحابها على استئجار فتيات خصيصا لتقديم الرنڤيلة لمدمنيها ومشاركتهم في ارتشافها.
إذ أصبحت "الرنڤيلة" نوعا من الموضة التي فرضت نفسها على المقاهي والصالونات الفخمة في سيدي يحيى والأبيار ومناطق الثراء الجديدة بالعاصمة، كونها تقدم لمدمنيها أطول فترة من الاستمتاع، وهو ما تعجز السجائر على توفيره وتقدم بعض هذه الصالونات خدمة "المعسل" فما هو هذا الأخير؟.
المُُعسل الخليجي .. سم بنكهة الفواكه
وهو عبارة عن مزيج من أذواق الفواكه، هذا المعسل يحاول أصحابه الترويج له على أنه صحي، ويقلل من أضرار دخان "الرنڤيلة" باعتباره يحتوي على أنواع مختلفة من مزيج الفواكه والأذواق على غرار ذوق النعناع والفرولة، يقول أحد أصحاب هذه الصالونات، إن دخان "الرنڤيلة" مع "المُعسل" يتبخر بعد مروره بالماء الموجود في الشيشة، وهو ما يجعلها أقل ضررا من السجائر أو "الشمة".
إلا أن ما لا يعرفه عدد كبير من مدمني الشيشة، أن المعسل الفاخر يتم جلبه عن طريق التهريب أو في "الكابة" من دول الخليج العربي، أما الباقي فهو عادة ما يكون مغشوشا وغير أصلي، إذ يحرص الكثير من رجال الأعمال الخليجيين على اصطحاب "المعسل" معهم من دولهم على غرار السعودية ودبي، ومصر ولبنان.
الشيشة ليست حكرا على الرجال
لا أزال أذكر تلك الصور غداة زيارتنا لتركيا، عندما كنا نشاهد في مطاعمهم مئات العائلات التركية وهي ترتشف "الرنڤيلة" مع بعضها، حيث الزوج لا يمانع في أن تدخن معه زوجته المحجبة أو ابنته التي لا يتجاوز عمرها 15 ربيعا.
في العاصمة ما كنت أعتقد أو أظن أن النساء سيزاحمن يوما الرجال في "الرنڤيلة"، فالمرأة التي تمسك الرنڤيلة في يديها في إحدى الصالونات الفخمة في العاصمة تعتقد أنها جزء من الموضة ولا ينظر إليها على أنها مدمنة سجائر، في القبة، يوجد مقهى وقاعة شاي مقسمة إلى شطرين أحدهما علوي، حيث يعمد صاحبه إلى إضاءات خافتة، وديكورات تجذب إليها زبائن الرنڤيلة، حيث بمجرد صعودنا لم نلمح أي رجل، فكل الجالسين في القاعة العلوية كن نساء، من بينهن من كانت ترتشف "الرنڤيلة" وأخريات تدخن السجارة، طبعا كان من الصعب أن نقترب من إحداهن ونسألها...
وليس هذا المحل وحده في العاصمة الذي أصبح يخصص محلات خاصة بالنساء لتدخين السجائر أو "الرنڤيلة"، حيث لم تعد النساء أو الفتيات تمانعن في تذوق هذا النوع الوافد إلينا من الشرق، وأصبحت الشيشة أو الرنڤيلة وسيلة للتباهي حتى ينتهي بهن المطاف إلى إدمان الشيشة فالكثيرات تستهويهن نكهاتها المختلفة وأخريات يدخنها من باب التقليد الأعمى، في حين أن أضرارها مضاعفة على النساء بصفة خاصة.
"تعميرة" واحدة من "الرنڤيلة" تعادل علبتي سجائر
يؤكد الطبيب صخري رئيس اتحاد كليات الطب أن الشيشة كغيرها من مواد الإدمان مثل السجائر والشمة تحتوي على مواد خطيرة، كما أن مكونات الشيشة لا تختلف عن مكونات تبغ السجائر ودخانها، حيث أن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة، تأتي في مقدمتها مادة "النيكوتين" وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية التي تستعمل في مبيدات الحشرات.
كما أنه يضاف إلى "تبغ الشيشة" أو "الرنڤيلة" العديد من المواد المنكهة مجهولة التركيب.
ويؤكد ذات الطبيب أن دراسات عديدة أثبتت أن "تعميرة" واحدة من الشيشة تعادل علبتي سجائر، ولكم أن تتخيلوا أن هناك من المدمنين من يصل به الأمر إلى استهلاك الشيشة 06 مرات في اليوم.
وقالت المنظمة في وثيقة نشرت مؤخرا أن استخدام الشيشة لتدخين التبغ لا يعتبر بديلا آمنا لتدخين السجائر، بعكس التصورات القديمة والاعتقادات الشعبية، فإن الدخان المنبعث من مبسم الشيشة يحتوي على عدد من المواد السامة التي يعرف عنها تسببها في حدوث سرطان الرئة وأمراض أخرى، من شأنها أن يعرض الشخص المدخن إلى كمية أكبر من الدخان على مدى أطول، مقارنة بالزمن الذي يقضى في تدخين السجائر.
وأظهرت الأبحاث الأولية أن تدخين الشيشة له أخطار مماثلة لتدخين السجائر، بل أنه يمكن أن يشكل مخاطر صحية.
ولعل أكبر خطر تتسبب فيه الشيشة هو استعمالها المتكرر وتنقلها من شخص إلى آخر في تفشي عدوى الأمراض التنفسية، ولا تخضع هذه الأدوات لأية مراقبة ولا يتم تنظيفها إلا في مرات نادرة، وهو ما يتسبب حتما في كوارث صحية نحن في غنى عنها.
وحذرت مذكرة المنظمة العالمية للصحة من أن استخدام الشيشة لتدخين التبغ المطعم بأنواع "المعسلات" وبطعم الفواكه، يعرض الشخص المدخن إلى كمية أكبر من الدخان على مدى أطول، مقارنة بالزمن الذي يقضى في تدخين السجائر.
وأظهرت الأبحاث الأولية أن تدخين الشيشة له أخطار مماثلة لتدخين السجائر، بل إنه يمكن أن يشكل مخاطر أكبر، حيث أن الشخص المدخن لها يمكنه في جلسة واحدة استنشاق كمية من الدخان تزيد 100 مرة عن دخان السيجارة.
قالوا عن "الرنڤيلة"
محمد بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الجزائريين
مؤسف أن تغزو"الرنڤيلة" مقاهينا ونبقى نتفرج
من المؤسف أنه في الوقت الذي تشن فيه دول العالم حملة شرسة لتقليص دائرة مدمني السجائر، تنتشر في بلادنا آفات مختلفة، فـ"الرنڤيلة" سم قاتل، وأُحذر كل التحذير ليس لأني طبيب مختص في الأمراض الصدرية، وإنما لعلمي أن مختلف المواد التي تدخل في تركيبة
"الشيشة" أو"الرنڤيلة" قد تنتهي بصاحبها إلى السرطان، فيكفي أنها تحتوي على مواد "مسرطنة" وأخرى مجهولة المصدر وهو دافع قوي للإقلاع عنها.
زكي آحريز رئيس جمعية حماية المستهلكين
لماذا لا نراقب قاعات الشاي التي تبيع مثل هذه السموم؟
للأسف أن دور مكافحة الغش نادرا ما تراقب قاعات الشاي والخيمات التي انتشرت في بلادنا، بل أن المقاهي لم تعد تراقب، وأصبح الكثير من الجزائريين لا همّ لهم فيما يأكلون أو ماذا يأكلون، فلا أحد يسأل عن مكونات "الرنڤيلة"، المهم أن يحقق نشوته، لكن ماذا بعد الإحساس بهذه النشوة"؟!، يجد أن صحته تآكلت، بل يجب أن يعلم مدمن الشيشة أنه قبل أن يضع فمه على أنبوب استنشاقها فإن شخصا قبله لا يعرف من يكون وبأي مرض قد هو مصاب ليأتي من ورائه وهو يستنشق بكل سهولة.
هشام مدمن "شيشة"
حاليا لا أستطيع التخلص من الإدمان عليها
أعلم أنها تشكل خطرا على صحتي، وأدري أنها تضم تركيبات أجهل مصدرها، لكني تعودت عليها، وأصبحت أكثر تعلقا بها من السيجارة، بل إني اشتريت واحدة في منزلي، لكن ماذا أفعل .. تخلصت من السيجارة لأجد نفسي أدمنت على "الرنڤيلة".
روبورتاج: فضيلة مختاري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى