- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الأحد 24 يونيو 2012, 06:21
" أخالفك الرأي ولكني مستعد للموت من أجل حقك في التعبير عنه"
"الاختلاف لايفسد للود قضية"
وبتم هذا كله في ظل الاحترام المتبادل...بعيدا عن مغالاة المغالين ...وبعيدا عن التهكم والسخرية من عقائد الناس وأفكارهم مهما كانت ...ولكن ردوا على خصومكم بالحجة المقنعة ...واجتهدوا في فهم الآخر...وإن أبوا فلكم عقيدتكم ولهم عقيدتهم ...واعرضوا عن الجاهلين ، ولا تسمع لقولهم وسبابهم وشماتتهم ...واحتسب أمرك لله ،فإنه الواحد الفرد الصمد المنصف والمقتص، ولاترد عليهم بالمثل ،فتكن منهم ومثلهم ...والله لايحب المجارين الناس في السوء والمنكر ...فتكن أظلم الناس حينها ...
"الاختلاف لايفسد للود قضية"
وبتم هذا كله في ظل الاحترام المتبادل...بعيدا عن مغالاة المغالين ...وبعيدا عن التهكم والسخرية من عقائد الناس وأفكارهم مهما كانت ...ولكن ردوا على خصومكم بالحجة المقنعة ...واجتهدوا في فهم الآخر...وإن أبوا فلكم عقيدتكم ولهم عقيدتهم ...واعرضوا عن الجاهلين ، ولا تسمع لقولهم وسبابهم وشماتتهم ...واحتسب أمرك لله ،فإنه الواحد الفرد الصمد المنصف والمقتص، ولاترد عليهم بالمثل ،فتكن منهم ومثلهم ...والله لايحب المجارين الناس في السوء والمنكر ...فتكن أظلم الناس حينها ...
- العين السحريةعضو خبير
- عدد الرسائل : 810
العمر : 49
الموقع : في المكان الذي أسكن فيه
البلد :
نقاط : 993
السٌّمعَة : 18
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الأحد 24 يونيو 2012, 14:42
هل نحن في حاجة الى الخلافات أم الى الاختلافات ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وبعد:
فمن العلماء من لا يرى فرقاً بين الخلاف والاختلاف، بل هما مترادفان، ومن العلماء من يفرق بينهما من خلال الوجوه التالية:
1- إن الاختلاف يستند إلى دليل، وأما الخلاف فلا يستند إلى دليل، بمعنى أن الاختلاف ناشئ عن الاجتهاد، وأما الخلاف فناشئ عن الهوى. فهم بهذا يعتبرون الاختلاف في المسائل الاجتهادية اختلافاً وليست خلافاً.
2- إن الاختلاف هو ما كان المقصود فيه واحداً وإن كان الطريق فيه مختلفاً. وأما الخلاف فيكون المقصود فيه والطريق مختلفين.
3- إن الاختلاف غالباً ما يكون ناتجاً عن تغايرٍ في الألفاظ، أو تفاوت في وجهات النظر. أما الخلاف فهو تباين حقيقي، ويؤدي إلى النزاع، والشقاق، والتباين في الرأي دون دليل.
يقول التهانوي: "القول المرجوح في مقابلة الراجح يقال له خلاف لا اختلاف، والحاصل منه ثبوت الضعف في جانب المخالف في الخلاف كمخالفته الإجماع، وعدم ضعف جانبه في جانب الاختلاف".
فمن يفرق بينهما يعتمد على الفرق الأول، ويعتبره الفارق الجوهري. وبهذا التفريق يكون الاختلاف محموداً والخلاف مذموماً، ومستندهم في التفريق بينهما ما جاء في التفريق بينهما في القرآن الكريم فورد في الاختلاف قوله تعالى: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه" [النحل:64]. ولم يقل خالفوا فيه، وقوله تعالى: "فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه" [البقرة:213]. وورد في الخلاف قوله تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة" [النور:63]. ولم يقل يختلفون في أمره.
وهذا المستند ضعيف لورود ذم الاختلاف، كما في قوله تعالى "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" [البقرة:176].
وخلاصة القول أن التفريق بين الاختلاف والخلاف وعدم التفريق بينهما مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح. والذي عليه عمل جمهور العلماء من الأصوليين والفقهاء في مصنفاتهم: عدم التفريق بينهما، فإنهم يستعملون أحدهما مكان الآخر.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
منقول
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وبعد:
فمن العلماء من لا يرى فرقاً بين الخلاف والاختلاف، بل هما مترادفان، ومن العلماء من يفرق بينهما من خلال الوجوه التالية:
1- إن الاختلاف يستند إلى دليل، وأما الخلاف فلا يستند إلى دليل، بمعنى أن الاختلاف ناشئ عن الاجتهاد، وأما الخلاف فناشئ عن الهوى. فهم بهذا يعتبرون الاختلاف في المسائل الاجتهادية اختلافاً وليست خلافاً.
2- إن الاختلاف هو ما كان المقصود فيه واحداً وإن كان الطريق فيه مختلفاً. وأما الخلاف فيكون المقصود فيه والطريق مختلفين.
3- إن الاختلاف غالباً ما يكون ناتجاً عن تغايرٍ في الألفاظ، أو تفاوت في وجهات النظر. أما الخلاف فهو تباين حقيقي، ويؤدي إلى النزاع، والشقاق، والتباين في الرأي دون دليل.
يقول التهانوي: "القول المرجوح في مقابلة الراجح يقال له خلاف لا اختلاف، والحاصل منه ثبوت الضعف في جانب المخالف في الخلاف كمخالفته الإجماع، وعدم ضعف جانبه في جانب الاختلاف".
فمن يفرق بينهما يعتمد على الفرق الأول، ويعتبره الفارق الجوهري. وبهذا التفريق يكون الاختلاف محموداً والخلاف مذموماً، ومستندهم في التفريق بينهما ما جاء في التفريق بينهما في القرآن الكريم فورد في الاختلاف قوله تعالى: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه" [النحل:64]. ولم يقل خالفوا فيه، وقوله تعالى: "فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه" [البقرة:213]. وورد في الخلاف قوله تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة" [النور:63]. ولم يقل يختلفون في أمره.
وهذا المستند ضعيف لورود ذم الاختلاف، كما في قوله تعالى "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" [البقرة:176].
وخلاصة القول أن التفريق بين الاختلاف والخلاف وعدم التفريق بينهما مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح. والذي عليه عمل جمهور العلماء من الأصوليين والفقهاء في مصنفاتهم: عدم التفريق بينهما، فإنهم يستعملون أحدهما مكان الآخر.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
منقول
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الجمعة 29 يونيو 2012, 20:36
لكن في الحقيقة السيد المدير أشار الى خلاف في الأدب وليس اٍختلاف في الدين,أعتقد ان شكسبير كان يعني بها اٍنكار ثبات المعنى في النص الأدبي "المعنى المفتوح" وليس في اٍختلاف هيمنة المعنى في النص المقدس"الديني".
شكسبير أديب وليس رجل دين .
شكسبير أديب وليس رجل دين .
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الجمعة 29 يونيو 2012, 22:12
العجيسي كتب:لكن في الحقيقة السيد المدير أشار الى خلاف في الأدب وليس اٍختلاف في الدين,أعتقد ان شكسبير كان يعني بها اٍنكار ثبات المعنى في النص الأدبي "المعنى المفتوح" وليس في اٍختلاف هيمنة المعنى في النص المقدس"الديني".
شكسبير أديب وليس رجل دين .
خاصة الخلاف في أمور حياتنا مع أصدقائنا أو زملائنا في العمل أو حتى أفراد عائلاتنا , لأن الخلافات تكشف مالم يكن ظاهرا و بعبارة أخرى فإن الخلافات تنبهك قبل أن تقع في مشاكل أكبر في المستقبل..
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
السبت 30 يونيو 2012, 09:47
صحيح..
بسبب الخلط بين الأدبي والديني ضاعت منا الكثير من النصوص الأدبية العالمية الراقية,والأدب في الحقيقة أكثر تحررا وقربا من العالمية الانسانية في وقت تجد الدين يميل الى القومي والمحلي .
مثل قراءتنا الدينية لموصوع المسألة الاسرائلية ,فنحن لا نرى مشكلة اٍسرائيل مشكلة توازنات بل نراها لعنة الله حلت بالمنطقة.ودائما بهذا التصور البدائي للأشياء نرد على الأعداء ,كما وقع في السابق مع سلمان رشدي في كتابه الأيات الشيطانية وفناني رسوم الكريكاتور,هم يكتبون بالبشري الخالص ونحن نرد بالدينى أبدا.....
بسبب الخلط بين الأدبي والديني ضاعت منا الكثير من النصوص الأدبية العالمية الراقية,والأدب في الحقيقة أكثر تحررا وقربا من العالمية الانسانية في وقت تجد الدين يميل الى القومي والمحلي .
مثل قراءتنا الدينية لموصوع المسألة الاسرائلية ,فنحن لا نرى مشكلة اٍسرائيل مشكلة توازنات بل نراها لعنة الله حلت بالمنطقة.ودائما بهذا التصور البدائي للأشياء نرد على الأعداء ,كما وقع في السابق مع سلمان رشدي في كتابه الأيات الشيطانية وفناني رسوم الكريكاتور,هم يكتبون بالبشري الخالص ونحن نرد بالدينى أبدا.....
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الأربعاء 18 يوليو 2012, 07:53
العجيسي كتب:صحيح..
بسبب الخلط بين الأدبي والديني ضاعت منا الكثير من النصوص الأدبية العالمية الراقية,والأدب في الحقيقة أكثر تحررا وقربا من العالمية الانسانية في وقت تجد الدين يميل الى القومي والمحلي .
مثل قراءتنا الدينية لموصوع المسألة الاسرائلية ,فنحن لا نرى مشكلة اٍسرائيل مشكلة توازنات بل نراها لعنة الله حلت بالمنطقة.ودائما بهذا التصور البدائي للأشياء نرد على الأعداء ,كما وقع في السابق مع سلمان رشدي في كتابه الأيات الشيطانية وفناني رسوم الكريكاتور,هم يكتبون بالبشري الخالص ونحن نرد بالدينى أبدا.....
بهذا القول فإنك ترفع راية الفن للفن
هي نظرية للفن عموماً، وهي نظرية تجرد الفن من أي ملابسات فكرية أو فلسفية أو دينية (أيدلوجية)، وتنشد من الفنِّ الفنَّ فقط والجمال، ويطلق أصحاب النظرية على ذلك بأنه تخليص الأدب من النفعية والغائية.
ثم إن هذه النظرية شاعت في الأدب، إذ ترى أن الأدب يجب أن يتحرر من أي قيمة يمكن أن يحتويه الكلام إلا قيمة الجمال، وألا يُنظر فيه إلى معايير خلقية أو دينية أو قيم نفعية، "فمهمة الأدب نحت الجمال، ورسم الصور والأخيلة الباهرة، من أجل بعث المتعة والسرور في النفس، فليست مهمة الأدب أن يخدم الأخلاق، ولا أن يُسخَّر لقيم الخير أو المجتمع، إنه هدف في حد ذاته، ولا يُبحث له بالتالي عن أي هدف خُلقي أو غير خلقي، فحسبه بناء الجمال ليكون بمثابة واحة خضراء يُستظلُّ بها من عناء الحياة".
إن الفن للفن ضربٌ من الفلسفة اللادينية القائمة على نبذ القديم – بما في ذلك الدين والأخلاق – وعدم التقيد به في الأدب، وهو مذهب ثائر على (الرومانسية) التي تذهب إلى أن الأدب والشعر خاصة فن ذاتي يعرض للعواطف والانفعالات الإنسانية والتعبير عنها من خلال الأدب، فالرومانسية تعتبر الأدب وسيلة للتعبير عن الذات، والفن للفن مذهب الجمال، الذي يرى الفن والأدب غاية في حد ذاته ومطلوباً لذاته.
وقد سقطت نظرية الفنّ للفنّ ليس لأنها ذات نزعة انعزالية فحسب؛ بل لأن انفصال الفنّ عن الحياة هو، في ذاته، عبثٌ لا يؤدّي إلى شيء. صحيح أن بعض الواقعيين أسرفوا في الارتماء في الواقع ليكونوا معبّرين عنه على نحو هزيل فنياً، ولكن الفنانين من أجل الفنّ انغمسوا كثيراً في الملذات الفنية إلى حدّ غيابهم عن الحياة ذاتها. وما بين الواقعيين الهُزاليين ومحترفي الفن للفن صفة واحدة، هي سقوط الفنّ ذاته بمجرد مرور زمانه. أي أن الفنّ المنتج لأهداف آنية بروح واقعية لا يختلف عن الفنّ المجرد المنتج لأهداف فنية صرفة بروح مغلقة عن محيطها.
للحديث بقية..
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الخميس 19 يوليو 2012, 16:04
حكاية تعلم ومناهج وليس مسألة فنون.
أعتقد بأنك قد أخطأت في فهم ما أعنيه,لانك تقرأ بأحكام مسبقة ,وتريده فنا من أجل الدين لا فنا لذاته.
في قولي أعلاه كنت اقصد بالخلط ,تفسير الأدب بالدين وأعطيت مثالا برواية بسلمان رشدي الأدبية التي كانت تدعوا المسلمون أدبا الى التخلى عن اٍحتكار المطلق واٍدعاء الحقيقة الكاملة فكان الرد.. تفسير الأدب بالدين.
"وهم يكتبون بالبشري الخالص ونحن نرد بالدين دائما"
لم أكون أعني بهذا الكلام , الحقيقة لذاتها"الفن للفن" قدر ما كنت أعني به منظور اٍنساني رحب,مقابل منظور ديني مغلق.
أعتقد بأنك قد أخطأت في فهم ما أعنيه,لانك تقرأ بأحكام مسبقة ,وتريده فنا من أجل الدين لا فنا لذاته.
في قولي أعلاه كنت اقصد بالخلط ,تفسير الأدب بالدين وأعطيت مثالا برواية بسلمان رشدي الأدبية التي كانت تدعوا المسلمون أدبا الى التخلى عن اٍحتكار المطلق واٍدعاء الحقيقة الكاملة فكان الرد.. تفسير الأدب بالدين.
"وهم يكتبون بالبشري الخالص ونحن نرد بالدين دائما"
لم أكون أعني بهذا الكلام , الحقيقة لذاتها"الفن للفن" قدر ما كنت أعني به منظور اٍنساني رحب,مقابل منظور ديني مغلق.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
بين المقدس والمدنس...
الخميس 19 يوليو 2012, 20:38
كتب محمد عويس عرضًا ونقدًا لكتاب "المقدس والمدنس في فكر الحركات الإسلامية" لد.محمد حلمي عبد الوهاب والصادر عن دار العين للنشر.وذلك في جريدة الحياة اللننية وإليكم نص المقال
....
يتميز كتاب «المُقدس والمُدنس: الديني والسياسي في فكر الحركات الإسلامية» (محمد حلمي عبد الوهاب - دار العين للنشر - القاهرة) بقدرة مؤلفه على طرح التساؤلات، ومناقشة كثير من المسلمات السياسية لدى الحركات الإسلامية ومن على شاكلتها، وفي الوقت نفسه لا يدعي القدرة على تقديم حلول شافية بقدر ما يدعونا إلى مشاركته التفكير في ما آل إليه النقاش حول الظاهرة الإسلامية.
أيضاً يُحسب انتسابه إلى تيار يفرق تفريقاً ظاهراً بين الإسلام (الصراطي) المتمثل في (النص) بجلاله وقدسيته وثباته وتجاوزه للأزمنة والأمكنة، وبين أداء وسلوكيات (الإسلاميين) ممن ينظرون إلى الإسلام باعتباره ديناً ودولة ويأتون لهذا أفعالاً بشرية متعددة يريدون أن يقدموها بصفتها الحقيقة الخالصة، أو الفريضة الواجبة. و(المقدس والمدنس) يحوي قضايا مهمة مثارة في اللحظة الراهنة، نذكر منها: جدلية الديني والسياسي في الإسلام، الإحيائية الإسلامية، الأطر المرجعية للحركات الإسلامية، دعاة اليوم وموقفهم من الحداثة, الإخوان المسلمون والحرب على جبهات ثلاث، استراتيجيات الجهاد، الإسلام الطرقي وهل يصبح بديلاً من حركات الإسلام السياسي؟ والقضية الأخيرة هذه يستحق أن يُفرد لها كتاب مستقل لأنه يمكن القول إن التصوف الإسلامي وطرقه أصبحا محل اهتمام كثير من المختصين في أوروبا وأميركا، حتى أن إريك جيوفري (من أهم المختصين بالتصوف الإسلامي في جامعة لوكسمبورغ) يؤكد أن مستقبل العالم الإسلامي سيكون حتماً لتيار التصوف الإسلامي.
إشكالية الديني والسياسي في الإسلام تمثل قضية لم تحسم قط، كما يرى المؤلف الذي يشير إلى بروز حقيقتين رئيسيتين: الأولى أن استقراء التاريخ الإسلامي يُنبئ بأن تحالف الديني والسياسي كان أمراً ظاهرياً فحسب لأن إشكالية العلاقة بينهما ظلت مجمدة على أساس التكامل الظاهري وتبعية الديني للسياسي حقيقة، وتحليلنا للمحن التي تعرض لها ممثلو السلطة الدينية مثل أحمد بن حنبل، والحلاج، وغيرهما والتي كانت من مقتضيات السياسة في المحل الأول والأخير، إذ اتسمت الإجراءات التي أتُخذت في هذا الشأن بأنها كانت سياسية بحتة وإن بدت في الزي الديني متخفية تحت قناعه. ولا تتوقف أولوية السياسي على الديني على جانب دون آخر، وإنما تشمل الحقول كافة التي تمارس فيها السلطة فعلها فنجد: المأمون يقتل الأمين، ومن قبله يتفق هارون الرشيد مع أمه على قتل أخيه الهادي، ومن بعدهما تواطأ المستنصر على قتل أبيه المتوكل، هذه الحلقات المستمرة من مسلسل سفك الدماء والتصارع على السلطة حتى يحظى أحدهم في النهاية بلقب (أمير المؤمنين)، و(خليفة المسلمين)، والدين لم يكن مصدر الداء بل واقعاً مارسته السلطة التي كانت تستغله تارة وتجابهه تارة أخرى حسبما تقتضي المصلحة السياسية.
الحقيقة الثانية أن الحركات الاجتماعية التي قامت في الإسلام ضد السلطة القائمة كانت سريعاً ما تتراجع عن أهدافها ما أن تصل إلى السلطة مع استثناءات بسيطة جداً .
هنا يمكن القول إن السلطة تمثل في الأساس عامل فساد, والناظر إلى مسيرة عبد الملك بن مروان قبل الخلافة وبعدها يعجب كل العجب من هذا التحول الذي لحق به، فقد كان قبلها عابداً زاهداً ناسكاً في المدينة وحين صار خليفة قتل عبد الله بن الزبير وصلبه عام 73هـ.
قضية أخرى يطرحها الكتاب: لماذا تهاوى مشروع الإصلاح في العالم العربي؟ وقبل الاجابة نجد أن هذه الإشكالية ستظل مطروحة - مالم يتم تجاوزها في ظل اشتباك قضايا التجديد الديني والإصلاح السياسي.
والأسباب التي أدت إلى تراجع حركة الإصلاح عديدة منها: أن الحركة الإصلاحية ظلت متمسكة بموقفها التوفيقي من الناحية الفكرية في تصورها لحل المشكلات والمعضلات السياسية والاجتماعية والثقافية التي كانت تواجه المجتمع العربي آنذاك. كما كانت على قناعة تامة بأن الوسيلة الوحيدة لتجاوز حال التأخر التاريخي، والمشكلات الناتجة منه، إنما تتمثل فقط في العودة إلى الأصول ونبذ البدع والتقليد والجمود، مع مناداتها بضرورة الاقتباس في الوقت نفسه من الأفكار الغربية.
أي أن العقلانية الإصلاحية كانت في مجملها عقلانية توفيقية، ومن ثم ارتكزت استراتيجيتها الى منحيين مختلفين، وإن أديا في النهاية إلى النتيجة ذاتها، وهما: إما توظيف الدين من أجل السياسة في وضع تاريخي كما فعل جمال الدين الأفغاني، أو توظيف السياسة من أجل الدين كما فعل محمد عبده.
لكن، وفي الوقت ذاته، كانت الحركات الإصلاحية تؤمن بأن مشروع الإصلاح لا يتحقق إلا على قاعدة الإسلام، ومن ثم راح الإصلاحيون يجتهدون ويجددون ليجعلوا من الإسلام ديناً عقلانياً يؤسس للنهضة المنشودة. ومن ثم اكتفى الإصلاحيون بالبحث عن حلول من خلال اللجوء إلى طريقة (التوفيق) و(الاقتباس) ليس إلا!. كما لم تتمكن الحركة الإصلاحية من التجذر في البنى الاجتماعية التي تريد إصلاحها وتنفذ المشروع الإصلاحي داخلها، ولم تتمكن أيضاً من إشاعة مناخ إصلاحي يتقبل أو يتبنى دعواته، ومن ثم المساهمة في تشكيل الأطر الاجتماعية والسياسية الحاملة له والتي تنهض بمهماته. وإنما على العكس تماماً، لعبت السلفية التقليدية دوراً كبيراً في إفشال الحركة الإصلاحية من جهة، وأسهمت في تنامي المد الأصولي من جهة ثانية.
وبرأي البعض، تعود مواقف السلفية التقليدية هنا إلى مجموعة من العوامل، منها ما يتعلق بالسياق التماثلي للفكر التقليدي ذاته بصفته يُعبر عن بنية وتركيبة عقلية دوغمائية. ومنها ما يعود إلى عوامل تخص السياق اللامتماثل الذي يتصل بالأوضاع السياسية والاجتماعية.
ومن بين الأسباب التي منعت الحركة الإصلاحية من الانتصار على التقليدية، وجعلتها تتراجع أمام هيمنتها، أنها، ومن الناحية المعرفية، كثيراً ما كانت تقف على الأرضية نفسها. فلم يتمكن الخطاب الإصلاحي من تجاوز منطق التقليد تماماً، وبخاصة عندما استمرت عملية توظيف منهجية أو أدوات التفكير التقليدي ذاتها في الاشتغال داخل بنى الخطاب الإصلاحي.
ومن بين الظواهر الدالة على هذا الأمر، أن خطاب الإصلاحية كان قائماً على منطق ثنائيات من مثل: الرفض والنفي، القبول والتعاطي، الأصالة والمعاصرة، ولم يكن خطاباً إثباتياً، وهكذا هي حال أي خطاب لا يفتح أفقاً للتقدم، ولا ينبجس عنه فكر جديد.
وأخيراً، يرجع إخفاق الحركة الإصلاحية، إلى غياب الرؤية المستقبلية، البنائية، الإثباتية، لما يمكن أن يقوم ويشرع به بعد تحقق الشروط الأولية للإصلاح، أي بعد التخلص من الاستعمار، وقوى التقليد، والأوضاع التاريخية المسببة للجمود والانحطاط، أي أن هناك غياباً تاماً للمرجعية الفكرية الشاملة والمتماسكة والمعبرة عن بنية المشروع الإصلاحي ذاته ولمكونات الرؤية الإصلاحية للنهوض بالذات العربية الإسلامية.
ويتطرق االكتاب إلى الدعاة الجدد حاملي لواء الدعوة الإسلامية، إذ يركز على اكتشاف موقع الداعية من العصر من جهة، وأهم المعوقات التي تحول دون التعاطي والآخر نتاجاً ومكانة من جهة ثانية، ويلفت النظر إلى أن المعنى بمفهوم «الآخر» في هذا السياق ليس فقط من لا يدين بالإسلام وإنما «الآخر المذهبي/الطائفي» كذلك وأن ذهب تركيزه إلى الأول «المسلم» بصورة أولية.
أيضا اعتمد المؤلف المقاربة التاريخية من خلال تتبع مسيرة الحضارة الإسلامية بين أقرانها في تاريخ الحضارات الإنسانية لجهة التركيز على استكشاف أهم الأخطاء الواقعة بحق هذا التتبع في ذهنية الداعية والتي وفقاً لما تتضمنه من مغالطات في شأنها عادة ما يتم اتخاذ مواقف عدائية من الآخر وارثه الثقافي.
ويشير إلى أن اتخاذ داعية العصر مثل هذا الموقف يضيع عليه فرصة الإفادة من النتاج الحضاري للغرب من ناحية, كما يساهم في تأبيد علاقة الكره والحقد وإرث التعصب والجهل المتبادل بين كلا الطرفين من جهة ثانية. فضلاً عن استحالة حدوث أي تجديد متوقع في بنية هذا الخطاب الديني من جهة ثالثة.
ومن بين هذه الأخطاء التي يقع فيها دعاة اليوم في سياق الحكم على الآخر استناداً لاستقراء مسيرة الحضارة الاسلامية يذكر المؤلف الآتي:
أولاً: فضلاً عن التبرير المفتعل لتوقيت ظهور رسالة الإسلام، يصر الدعاة على القول بأبدبة الحضارة الإسلامية. بمعنى أنهم يرفضون ما آلت إليه من نتيجة طبيعية تبعاً للفتن الكونية وذلك بسبب الخلط الكائن بين الإسلام كرسالة خالدة وخاتمة وبين إرثها الحضاري من جهة ثانية.
فعلى رغم أن هذا المصير يجسد بحد ذاته حتمية تاريخية أو سنة إلهية، بحسب التعبير القرآني، يميل الدعاة عادة إلى استخدام المعايير المزدوجة في الحكم على الحضارات فمن ناحية لا يسلمون مطلقاً بمبدأ الحتمية التاريخية والذي أدى إلى انهيار الحضارة الإسلامية، ومن ناحية ثانية، وفي إطار حكمهم على الحضارة الغربية، يؤكدون عامل الحتمية التاريخية والقول باندثارها مهما طال أمدها بهذا العمر!!
وفي سياق التذكير بسنن الأولين هذه، تؤكد الآيات القرآنية استحالة تغيير أو تبديل أو تحويل تلك السنن عن مسارها الحتمي، والأمر ذاته ينطبق على أمة الإسلام وحضارته، بمعنى أنه كان من غير المنطقي، إن لم نقل المستحيل، أن تسود الحضارة الإسلامية منذ نشأتها حتى اليوم أو حتى أبد الآبدين كما يقول الدعاة من دون انقطاع لأن في ذلك تحويلاً وتبديلاً وتغييراً لسنن الله في الكون.
ثانياً: وفي السياق ذاته يعول الدعاة على استخدام المعايير المزدوجة في سياق الحكم على المعجبين بكلا الحضارتين الإسلامية والغربية على حد سواء. ففي مجال الاستشهاد بحضارة الإسلام يستحضر الدعاة عادة عشرات الأقوال لمن يدعونهم بالمنصفين من الغربيين الذين تغنوا بالحضارة الإسلامية، لكن إذا انتقلنا إلى الحكم على المعجبين بالحضارة الغربية من أهل الإسلام لَلَمحنا اتهامات لا تحصى من قبل الدعاة أنفسهم بالزندقة والعلمنة والعمالة والتبعية لمجرد أنهم أعلنوا عن مدى إعجابهم بحضارة الغرب.
ثالثاً: أيضاً، فضلاً عن التعويل على مبدأ (وشهد شاهـد من أهلهـا) في سياق التأكيـد على الجوانب المضيئـة من حضارة الإسلام، يعول الدعـاة على العمل أيضـا بقاعــدة (هذه بضاعتنا ردت إلينا) في سياق الحكم على إرث الآخر الحضاري والتأكيد أنه ليس سوى امتداد طبيعي للإسلام وحضارته. وهنا يتجلى مدى الخلط الشائع والاضطراب الكائن في الخطاب الدعوي بصورة بينة، فمن جهة يشيد مثل هذا الخطاب ببعض جوانب الحضارة الغربية ويرى فيها امتداداً طبيعياً لحضارة الإسلام ، ومن جهة أخرى يرجع ليصفها أوصافاً من قبيل حضارة الشذوذ الجنسي وتقنين الدعارة وزواج المثليين.
ولكن ما هي المعوقات التي يرى المؤلف أنها تحول دون الاعتراف بالآخر ونتاجه الثقافي وفقاً للقناعات السابقة وبما يؤثر سلباً في اتخاذ موقف معادٍ من قبل الدعاة تجاه الحداثة وما بعدها؟
أولاً: نقـد الاستشراق من منظور ديني، فقد ظل التراث الإسلامي مغموراً وضائعـاً ما بين المكتبات المتهالكة إبان الخلافة العثمانية تارة وبحوزة أشخاص قلائل يعرفون قيمته تارة أخرى وما إن وطأ الاستعمار الأجنبي بلاد العرب حتى بدأت حركة دؤوبة في البحث عنه واستكشافه.
ولاحقاً نشأ جيل كامل من المستشرقين تشربوا التراث الإسلامي، منهم على سبيل المثال: لويس ماسينيون، المستشرق الفرنسي الكبير الذي خلف قرابة 800 مجلد في التصوف الإسلامي، وهنري كوربان الذي أعلن إسلامه في ما بعد وقضى عمره كله في البحث والتنقيب عن الشيعة والمتصوفة، وواصل هؤلاء جهودهم العلمية حتى بعد استقلال الدول العربية والإسلامية. ولا أحد ينكر أن بعض المستشرقين كان على صلة مباشرة بالسياسات الاستعمارية وكانوا يعملون ضمن توجهاتها ، لكن، وفي المقابل، كان هناك العديد من المستشرقين يعمل بوازع العلم والمعرفة والبحث والاكتشاف والدراسة.
وبعد أن اطلع المسلمون على أعمال هؤلاء، المترجمة بطبيعة الحال، حتى ظهرت موجة من نقد الاستشراق من منظورين: أحدهما ديني، كما الشأن بالنسبة الى غالبية الدعاة الدينيين وأنور الجندي خصوصاً، والآخر حضاري ينقد الاستشراق من منظور سياسي، وعلى رأس هذا التوجه المثقف الفلسطيني البارز إدوارد سعيد.
في نقد الاستشراق من منظور ديني ثمة أخطاء عدة يرتكبها الدعاة في هذا الإطار ومن بينها: أن الداعية إنما يحاكم المستشرق دينياً وليس ثقافياً، بمعنى أنه يظل ينظر إليه باعتباره دخيلا على الإسلام وحضارته وإنه متآمر يبحث عن نقاط بعينها يسود بها حضارة الإسلام، وحتى إذا صادف الداعية قولاً لهذا المستشرق أو ذاك يحس فيه بنوع من الانصاف فإنه سريعاً ما يكون الحكم الثاني جاهزاً وهو أننا يجب ألا نغتر بكلامهم لأنهم إنما «يدسون السم في العسل»!
أيضا يحكم الداعية على أعمال المستشرق انطلاقاً من دينه ومن ثم يتم الافتخار بآراء أحد المستشرقين ووصفه بالعظمة والاقتدار لمجرد أنه أعلن الإسلام! ويتم تجاهل أعمال مستشرقين آخرين، وربما من هم أكثر اقتداراً من الأول لمجرد أنهم احتفظوا بدينهم!
ثانياً: الإيمان بالمؤامرة على الإسلام، وفي السياق ذاتـه، يتم التضخيم من وهم المؤامرة إلى أبعد مدى ولكن لا مناص من أن يسود انسجام بين كل من المثال والواقع، وأن تتغير رؤية العالم لدى دعاتنا المعاصرين وذلك من خلال إقبالهم على أمرين:
الأول: الدعوة الى بناء الدين، وفي موازاة اسقاط سوء الظن بالعالم الآخر، ما يتطلب بالضرورة إعداد دعاة يعرفون الموروث الإسلامي جيداً كما يعرفون أيضاً العالم المعاصر إلى حد مقبول.
الثاني: الدعوة إلى بناء الدنيا أو عمارتها، بحسب التعبير الإسلامي، ومن ثم يجب أن تتغير نظرة الداعية للحياة الدنيا كلية وأن يتم الاستغناء عن المنظور الكئيب والذي يصور الإسلام باعتباره ديناً يدعو إلى الحزن والكآبة والانشغال بأمر الآخرة.
..............
محمد عويس
الحياة اللندنية.
وإليك كتاب آخر يناقش الفكر نفسها...
مع تحياتي
http://www.arabswata.org/up/view.php?file=6d18e58139
ومن هذا الكتاب اقرأ من صفحة 146....154...ففكرك منثور بين صفحاته...فانت وكينونتك هناك
فقد وجدتك فكرا هلاميا لا جسدا ولاروح...وبالمناسبة أفضل في هذا المقام فكر جدتك على ما تذهب إليه دائما ...
....
يتميز كتاب «المُقدس والمُدنس: الديني والسياسي في فكر الحركات الإسلامية» (محمد حلمي عبد الوهاب - دار العين للنشر - القاهرة) بقدرة مؤلفه على طرح التساؤلات، ومناقشة كثير من المسلمات السياسية لدى الحركات الإسلامية ومن على شاكلتها، وفي الوقت نفسه لا يدعي القدرة على تقديم حلول شافية بقدر ما يدعونا إلى مشاركته التفكير في ما آل إليه النقاش حول الظاهرة الإسلامية.
أيضاً يُحسب انتسابه إلى تيار يفرق تفريقاً ظاهراً بين الإسلام (الصراطي) المتمثل في (النص) بجلاله وقدسيته وثباته وتجاوزه للأزمنة والأمكنة، وبين أداء وسلوكيات (الإسلاميين) ممن ينظرون إلى الإسلام باعتباره ديناً ودولة ويأتون لهذا أفعالاً بشرية متعددة يريدون أن يقدموها بصفتها الحقيقة الخالصة، أو الفريضة الواجبة. و(المقدس والمدنس) يحوي قضايا مهمة مثارة في اللحظة الراهنة، نذكر منها: جدلية الديني والسياسي في الإسلام، الإحيائية الإسلامية، الأطر المرجعية للحركات الإسلامية، دعاة اليوم وموقفهم من الحداثة, الإخوان المسلمون والحرب على جبهات ثلاث، استراتيجيات الجهاد، الإسلام الطرقي وهل يصبح بديلاً من حركات الإسلام السياسي؟ والقضية الأخيرة هذه يستحق أن يُفرد لها كتاب مستقل لأنه يمكن القول إن التصوف الإسلامي وطرقه أصبحا محل اهتمام كثير من المختصين في أوروبا وأميركا، حتى أن إريك جيوفري (من أهم المختصين بالتصوف الإسلامي في جامعة لوكسمبورغ) يؤكد أن مستقبل العالم الإسلامي سيكون حتماً لتيار التصوف الإسلامي.
إشكالية الديني والسياسي في الإسلام تمثل قضية لم تحسم قط، كما يرى المؤلف الذي يشير إلى بروز حقيقتين رئيسيتين: الأولى أن استقراء التاريخ الإسلامي يُنبئ بأن تحالف الديني والسياسي كان أمراً ظاهرياً فحسب لأن إشكالية العلاقة بينهما ظلت مجمدة على أساس التكامل الظاهري وتبعية الديني للسياسي حقيقة، وتحليلنا للمحن التي تعرض لها ممثلو السلطة الدينية مثل أحمد بن حنبل، والحلاج، وغيرهما والتي كانت من مقتضيات السياسة في المحل الأول والأخير، إذ اتسمت الإجراءات التي أتُخذت في هذا الشأن بأنها كانت سياسية بحتة وإن بدت في الزي الديني متخفية تحت قناعه. ولا تتوقف أولوية السياسي على الديني على جانب دون آخر، وإنما تشمل الحقول كافة التي تمارس فيها السلطة فعلها فنجد: المأمون يقتل الأمين، ومن قبله يتفق هارون الرشيد مع أمه على قتل أخيه الهادي، ومن بعدهما تواطأ المستنصر على قتل أبيه المتوكل، هذه الحلقات المستمرة من مسلسل سفك الدماء والتصارع على السلطة حتى يحظى أحدهم في النهاية بلقب (أمير المؤمنين)، و(خليفة المسلمين)، والدين لم يكن مصدر الداء بل واقعاً مارسته السلطة التي كانت تستغله تارة وتجابهه تارة أخرى حسبما تقتضي المصلحة السياسية.
الحقيقة الثانية أن الحركات الاجتماعية التي قامت في الإسلام ضد السلطة القائمة كانت سريعاً ما تتراجع عن أهدافها ما أن تصل إلى السلطة مع استثناءات بسيطة جداً .
هنا يمكن القول إن السلطة تمثل في الأساس عامل فساد, والناظر إلى مسيرة عبد الملك بن مروان قبل الخلافة وبعدها يعجب كل العجب من هذا التحول الذي لحق به، فقد كان قبلها عابداً زاهداً ناسكاً في المدينة وحين صار خليفة قتل عبد الله بن الزبير وصلبه عام 73هـ.
قضية أخرى يطرحها الكتاب: لماذا تهاوى مشروع الإصلاح في العالم العربي؟ وقبل الاجابة نجد أن هذه الإشكالية ستظل مطروحة - مالم يتم تجاوزها في ظل اشتباك قضايا التجديد الديني والإصلاح السياسي.
والأسباب التي أدت إلى تراجع حركة الإصلاح عديدة منها: أن الحركة الإصلاحية ظلت متمسكة بموقفها التوفيقي من الناحية الفكرية في تصورها لحل المشكلات والمعضلات السياسية والاجتماعية والثقافية التي كانت تواجه المجتمع العربي آنذاك. كما كانت على قناعة تامة بأن الوسيلة الوحيدة لتجاوز حال التأخر التاريخي، والمشكلات الناتجة منه، إنما تتمثل فقط في العودة إلى الأصول ونبذ البدع والتقليد والجمود، مع مناداتها بضرورة الاقتباس في الوقت نفسه من الأفكار الغربية.
أي أن العقلانية الإصلاحية كانت في مجملها عقلانية توفيقية، ومن ثم ارتكزت استراتيجيتها الى منحيين مختلفين، وإن أديا في النهاية إلى النتيجة ذاتها، وهما: إما توظيف الدين من أجل السياسة في وضع تاريخي كما فعل جمال الدين الأفغاني، أو توظيف السياسة من أجل الدين كما فعل محمد عبده.
لكن، وفي الوقت ذاته، كانت الحركات الإصلاحية تؤمن بأن مشروع الإصلاح لا يتحقق إلا على قاعدة الإسلام، ومن ثم راح الإصلاحيون يجتهدون ويجددون ليجعلوا من الإسلام ديناً عقلانياً يؤسس للنهضة المنشودة. ومن ثم اكتفى الإصلاحيون بالبحث عن حلول من خلال اللجوء إلى طريقة (التوفيق) و(الاقتباس) ليس إلا!. كما لم تتمكن الحركة الإصلاحية من التجذر في البنى الاجتماعية التي تريد إصلاحها وتنفذ المشروع الإصلاحي داخلها، ولم تتمكن أيضاً من إشاعة مناخ إصلاحي يتقبل أو يتبنى دعواته، ومن ثم المساهمة في تشكيل الأطر الاجتماعية والسياسية الحاملة له والتي تنهض بمهماته. وإنما على العكس تماماً، لعبت السلفية التقليدية دوراً كبيراً في إفشال الحركة الإصلاحية من جهة، وأسهمت في تنامي المد الأصولي من جهة ثانية.
وبرأي البعض، تعود مواقف السلفية التقليدية هنا إلى مجموعة من العوامل، منها ما يتعلق بالسياق التماثلي للفكر التقليدي ذاته بصفته يُعبر عن بنية وتركيبة عقلية دوغمائية. ومنها ما يعود إلى عوامل تخص السياق اللامتماثل الذي يتصل بالأوضاع السياسية والاجتماعية.
ومن بين الأسباب التي منعت الحركة الإصلاحية من الانتصار على التقليدية، وجعلتها تتراجع أمام هيمنتها، أنها، ومن الناحية المعرفية، كثيراً ما كانت تقف على الأرضية نفسها. فلم يتمكن الخطاب الإصلاحي من تجاوز منطق التقليد تماماً، وبخاصة عندما استمرت عملية توظيف منهجية أو أدوات التفكير التقليدي ذاتها في الاشتغال داخل بنى الخطاب الإصلاحي.
ومن بين الظواهر الدالة على هذا الأمر، أن خطاب الإصلاحية كان قائماً على منطق ثنائيات من مثل: الرفض والنفي، القبول والتعاطي، الأصالة والمعاصرة، ولم يكن خطاباً إثباتياً، وهكذا هي حال أي خطاب لا يفتح أفقاً للتقدم، ولا ينبجس عنه فكر جديد.
وأخيراً، يرجع إخفاق الحركة الإصلاحية، إلى غياب الرؤية المستقبلية، البنائية، الإثباتية، لما يمكن أن يقوم ويشرع به بعد تحقق الشروط الأولية للإصلاح، أي بعد التخلص من الاستعمار، وقوى التقليد، والأوضاع التاريخية المسببة للجمود والانحطاط، أي أن هناك غياباً تاماً للمرجعية الفكرية الشاملة والمتماسكة والمعبرة عن بنية المشروع الإصلاحي ذاته ولمكونات الرؤية الإصلاحية للنهوض بالذات العربية الإسلامية.
ويتطرق االكتاب إلى الدعاة الجدد حاملي لواء الدعوة الإسلامية، إذ يركز على اكتشاف موقع الداعية من العصر من جهة، وأهم المعوقات التي تحول دون التعاطي والآخر نتاجاً ومكانة من جهة ثانية، ويلفت النظر إلى أن المعنى بمفهوم «الآخر» في هذا السياق ليس فقط من لا يدين بالإسلام وإنما «الآخر المذهبي/الطائفي» كذلك وأن ذهب تركيزه إلى الأول «المسلم» بصورة أولية.
أيضا اعتمد المؤلف المقاربة التاريخية من خلال تتبع مسيرة الحضارة الإسلامية بين أقرانها في تاريخ الحضارات الإنسانية لجهة التركيز على استكشاف أهم الأخطاء الواقعة بحق هذا التتبع في ذهنية الداعية والتي وفقاً لما تتضمنه من مغالطات في شأنها عادة ما يتم اتخاذ مواقف عدائية من الآخر وارثه الثقافي.
ويشير إلى أن اتخاذ داعية العصر مثل هذا الموقف يضيع عليه فرصة الإفادة من النتاج الحضاري للغرب من ناحية, كما يساهم في تأبيد علاقة الكره والحقد وإرث التعصب والجهل المتبادل بين كلا الطرفين من جهة ثانية. فضلاً عن استحالة حدوث أي تجديد متوقع في بنية هذا الخطاب الديني من جهة ثالثة.
ومن بين هذه الأخطاء التي يقع فيها دعاة اليوم في سياق الحكم على الآخر استناداً لاستقراء مسيرة الحضارة الاسلامية يذكر المؤلف الآتي:
أولاً: فضلاً عن التبرير المفتعل لتوقيت ظهور رسالة الإسلام، يصر الدعاة على القول بأبدبة الحضارة الإسلامية. بمعنى أنهم يرفضون ما آلت إليه من نتيجة طبيعية تبعاً للفتن الكونية وذلك بسبب الخلط الكائن بين الإسلام كرسالة خالدة وخاتمة وبين إرثها الحضاري من جهة ثانية.
فعلى رغم أن هذا المصير يجسد بحد ذاته حتمية تاريخية أو سنة إلهية، بحسب التعبير القرآني، يميل الدعاة عادة إلى استخدام المعايير المزدوجة في الحكم على الحضارات فمن ناحية لا يسلمون مطلقاً بمبدأ الحتمية التاريخية والذي أدى إلى انهيار الحضارة الإسلامية، ومن ناحية ثانية، وفي إطار حكمهم على الحضارة الغربية، يؤكدون عامل الحتمية التاريخية والقول باندثارها مهما طال أمدها بهذا العمر!!
وفي سياق التذكير بسنن الأولين هذه، تؤكد الآيات القرآنية استحالة تغيير أو تبديل أو تحويل تلك السنن عن مسارها الحتمي، والأمر ذاته ينطبق على أمة الإسلام وحضارته، بمعنى أنه كان من غير المنطقي، إن لم نقل المستحيل، أن تسود الحضارة الإسلامية منذ نشأتها حتى اليوم أو حتى أبد الآبدين كما يقول الدعاة من دون انقطاع لأن في ذلك تحويلاً وتبديلاً وتغييراً لسنن الله في الكون.
ثانياً: وفي السياق ذاته يعول الدعاة على استخدام المعايير المزدوجة في سياق الحكم على المعجبين بكلا الحضارتين الإسلامية والغربية على حد سواء. ففي مجال الاستشهاد بحضارة الإسلام يستحضر الدعاة عادة عشرات الأقوال لمن يدعونهم بالمنصفين من الغربيين الذين تغنوا بالحضارة الإسلامية، لكن إذا انتقلنا إلى الحكم على المعجبين بالحضارة الغربية من أهل الإسلام لَلَمحنا اتهامات لا تحصى من قبل الدعاة أنفسهم بالزندقة والعلمنة والعمالة والتبعية لمجرد أنهم أعلنوا عن مدى إعجابهم بحضارة الغرب.
ثالثاً: أيضاً، فضلاً عن التعويل على مبدأ (وشهد شاهـد من أهلهـا) في سياق التأكيـد على الجوانب المضيئـة من حضارة الإسلام، يعول الدعـاة على العمل أيضـا بقاعــدة (هذه بضاعتنا ردت إلينا) في سياق الحكم على إرث الآخر الحضاري والتأكيد أنه ليس سوى امتداد طبيعي للإسلام وحضارته. وهنا يتجلى مدى الخلط الشائع والاضطراب الكائن في الخطاب الدعوي بصورة بينة، فمن جهة يشيد مثل هذا الخطاب ببعض جوانب الحضارة الغربية ويرى فيها امتداداً طبيعياً لحضارة الإسلام ، ومن جهة أخرى يرجع ليصفها أوصافاً من قبيل حضارة الشذوذ الجنسي وتقنين الدعارة وزواج المثليين.
ولكن ما هي المعوقات التي يرى المؤلف أنها تحول دون الاعتراف بالآخر ونتاجه الثقافي وفقاً للقناعات السابقة وبما يؤثر سلباً في اتخاذ موقف معادٍ من قبل الدعاة تجاه الحداثة وما بعدها؟
أولاً: نقـد الاستشراق من منظور ديني، فقد ظل التراث الإسلامي مغموراً وضائعـاً ما بين المكتبات المتهالكة إبان الخلافة العثمانية تارة وبحوزة أشخاص قلائل يعرفون قيمته تارة أخرى وما إن وطأ الاستعمار الأجنبي بلاد العرب حتى بدأت حركة دؤوبة في البحث عنه واستكشافه.
ولاحقاً نشأ جيل كامل من المستشرقين تشربوا التراث الإسلامي، منهم على سبيل المثال: لويس ماسينيون، المستشرق الفرنسي الكبير الذي خلف قرابة 800 مجلد في التصوف الإسلامي، وهنري كوربان الذي أعلن إسلامه في ما بعد وقضى عمره كله في البحث والتنقيب عن الشيعة والمتصوفة، وواصل هؤلاء جهودهم العلمية حتى بعد استقلال الدول العربية والإسلامية. ولا أحد ينكر أن بعض المستشرقين كان على صلة مباشرة بالسياسات الاستعمارية وكانوا يعملون ضمن توجهاتها ، لكن، وفي المقابل، كان هناك العديد من المستشرقين يعمل بوازع العلم والمعرفة والبحث والاكتشاف والدراسة.
وبعد أن اطلع المسلمون على أعمال هؤلاء، المترجمة بطبيعة الحال، حتى ظهرت موجة من نقد الاستشراق من منظورين: أحدهما ديني، كما الشأن بالنسبة الى غالبية الدعاة الدينيين وأنور الجندي خصوصاً، والآخر حضاري ينقد الاستشراق من منظور سياسي، وعلى رأس هذا التوجه المثقف الفلسطيني البارز إدوارد سعيد.
في نقد الاستشراق من منظور ديني ثمة أخطاء عدة يرتكبها الدعاة في هذا الإطار ومن بينها: أن الداعية إنما يحاكم المستشرق دينياً وليس ثقافياً، بمعنى أنه يظل ينظر إليه باعتباره دخيلا على الإسلام وحضارته وإنه متآمر يبحث عن نقاط بعينها يسود بها حضارة الإسلام، وحتى إذا صادف الداعية قولاً لهذا المستشرق أو ذاك يحس فيه بنوع من الانصاف فإنه سريعاً ما يكون الحكم الثاني جاهزاً وهو أننا يجب ألا نغتر بكلامهم لأنهم إنما «يدسون السم في العسل»!
أيضا يحكم الداعية على أعمال المستشرق انطلاقاً من دينه ومن ثم يتم الافتخار بآراء أحد المستشرقين ووصفه بالعظمة والاقتدار لمجرد أنه أعلن الإسلام! ويتم تجاهل أعمال مستشرقين آخرين، وربما من هم أكثر اقتداراً من الأول لمجرد أنهم احتفظوا بدينهم!
ثانياً: الإيمان بالمؤامرة على الإسلام، وفي السياق ذاتـه، يتم التضخيم من وهم المؤامرة إلى أبعد مدى ولكن لا مناص من أن يسود انسجام بين كل من المثال والواقع، وأن تتغير رؤية العالم لدى دعاتنا المعاصرين وذلك من خلال إقبالهم على أمرين:
الأول: الدعوة الى بناء الدين، وفي موازاة اسقاط سوء الظن بالعالم الآخر، ما يتطلب بالضرورة إعداد دعاة يعرفون الموروث الإسلامي جيداً كما يعرفون أيضاً العالم المعاصر إلى حد مقبول.
الثاني: الدعوة إلى بناء الدنيا أو عمارتها، بحسب التعبير الإسلامي، ومن ثم يجب أن تتغير نظرة الداعية للحياة الدنيا كلية وأن يتم الاستغناء عن المنظور الكئيب والذي يصور الإسلام باعتباره ديناً يدعو إلى الحزن والكآبة والانشغال بأمر الآخرة.
..............
محمد عويس
الحياة اللندنية.
وإليك كتاب آخر يناقش الفكر نفسها...
مع تحياتي
http://www.arabswata.org/up/view.php?file=6d18e58139
ومن هذا الكتاب اقرأ من صفحة 146....154...ففكرك منثور بين صفحاته...فانت وكينونتك هناك
فقد وجدتك فكرا هلاميا لا جسدا ولاروح...وبالمناسبة أفضل في هذا المقام فكر جدتك على ما تذهب إليه دائما ...
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
الجمعة 20 يوليو 2012, 12:34
[quote="فاروق"فقد وجدتك فكرا هلاميا لا جسدا ولاروح...وبالمناسبة أفضل في هذا المقام فكر جدتك على ما تذهب إليه دائما ...
[/quote]
ولأن فكر جدتي هلامي غيبي يفضلها,وأنني هلامي في نظرك لأنك تحتكرالحق,فلا معيار خارج مرجعيتك المتاهلكة.لأنك غير قادر على الخروج الى الأخر .
[/quote]
ولأن فكر جدتي هلامي غيبي يفضلها,وأنني هلامي في نظرك لأنك تحتكرالحق,فلا معيار خارج مرجعيتك المتاهلكة.لأنك غير قادر على الخروج الى الأخر .
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: إننا بحاجة للخلافات أحيانا...
السبت 21 يوليو 2012, 05:14
لاحاشا أن يكون فكر جدتك هلامي ....بل هو فكرعلى بساطته واضح المعالم والحدود...في تعبدها وفي امتثالها لأوامر الله كما تلقتها من بوتقتها وممن عاصروها ...
وددت أن تقرأ وتتمعن ما جاء في مقال أو كتاب محمد عويس ،ولا تكترث لما ورد في الملاحظة حتى نستفيد من حوارنا الذي أريد ه أن يطول ،ويأخذأبعادا ومساحات أخرى من النظر العميق والنظرة الدقيقة وهو خطاب يخطب ودك لا أكثر ولا أقل بعيداعن التطرف بشتى أنواعه ...
في بداية الأمر حاولت أن اناقش معك قضية الفن للفن دون سواه ...وهذا في فكري المتهاللك غير مستساغ وغير مقبول ،لأننا نحن معشر المتاهلكين نرى أن الفن والابداع يجب أن يخدم المجتمع ،ولا يتجاوز حدوده ولا تعاليم الدين وولا الموروث الثقافي للمجتمع الجزائري ...
وإن لم يقف الفن عند هذه الحدود واضحة المعالم في فكري المتهالك ...هلك ودمر الذاكرة الجماعية ،وأنتج جيلا غير مبال نفعي لا هم له إلا إشباع رغباته الحيوانية بلا حياء وأمام الملأ،لافرق بينه وبين أغبى حيوان ...يؤدي غرائزه بلا حياء في الملأ ...ولا غرابة في ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه ...أي لا عقل له ....وفاقد العقل لا يعقل أن نلومه على أفعاله وتصرفاته....أما العاقل من وافق فعله وتصرفه وقوله الشرع أو الشرائع... وحتى يتم التفريق على الأقل بين الانسان والحيوان ..
ثم حاولت استدراجك مرة أخرى إلى دائرة أخرى من دوائرالتفكير الجمعي والجماعي ،حيث الصراع بين المقدس والمدنس ،وهنا يكمن صراع آخرمحتدم شديد بين أصحابه ومعتنقيه،وكل يورد أدلة وحججا معنوية عقلية ردا على خصمه...
ولتعلم أن الصراع قديم جديد ،أما كونه قديم لأنه يرجع إلى التدافع الذي كان بين الأصالة والحداثة ،بين المتمسكين بأصول الدين المدافعين عن العفة والحياء الداعيين إلى الحرية المقيدة بالشرع والموروث الثقافي النافع والاعراف التي توافق تعاليم الدين، والحداثيين المنافحين عن الحرية المطلقة؛ أي أن الانسان حر في فعله وفكره وتصرفاته فلا وازع قانون ولا ضمير ولا تعاليم تردعه ، وتحجرعنه أفعاله وأقواله ، بمعنى آخرأنا حر أفعل في نفسي وجسدي ما يحلو لي بلا حياء ...و المجتمع طوع أمري ،فالعري والخلاعة والجنس والمثلية مسموحة في فكري ومشاعة بين بني جنسي ...فلامقدس عندي وعندي أمثالي من البشر ...أما الجديد هذا الصراع في كل مرة يلبس ثوبا جديدا ،مرة يقولون مبررين أعمالهم وإبداعهم المخالف للمجتمع،الفن للفن فيكتبون رويات أشعارا يفضحون فيها المستور أي يصورون العلاقة الجنسية بين الذكر والانثي تصويرا دقيقا ،رافعين شعار الأدب للأدب والأدب الواقعي ، وأخرى ينادون بحرية الابداع فيتهكمون على المقدس ويوردون الداعيين له والحاملونه في وضعيات مخلة بأدب الحوار والنقاش مثل ما وقع في الدانمرك وصاحب الكاريكاتور العابث بمقدسات المسلمين ...والصراع ما زال وما يزال محتدما إلى يوم الناس هذا...وواقع العرب اليوم يجسد هذا الصراع حق التجسيد بعيد الثورات التي أوصلت التيارالاسلامي إلى سدة الحكم ...هذا أفزع وأخاف الفكر الحداثي ،فاجتمع الغرب والحداثيون والشيوعيون والبوذيون والصوفية الخرقاء على كلمة سواء للإطاحة بالتيار الاسلامي المتنامي ...والبقاء لللأصلح.
فالصوفية والكهنوت البوذي واليوقا الصينية هذا حالها يغلب فكرها الروحي على الجسدي ...
أما فكري المتهالك يسعى جاهدا إيجاد توازن و تناغم بين ما هوروحي وما هومادي دائما...حتى أجد الراحة النفسية والطمانينة في هذه الحياة الدنياوية ثم تحقيق مشروعي ومشروع كل مسلم مسالم لنصل إلى الراحة الأبدية في الآخرة ...
وأرى أن الانسان ذو ثلاثة أبعاد :1ـ الروح2 ــ والجسد 3ـ والعقل ....
أي ثلاثي الأبعاد ...إذا طغى أحد الثلاثة على البقية ،أمسى الانسان متطرفا،فإذا طغت الروح مثل ما هو عند الصوفية والفكري الصيني تحقق الميل والزيغ و التطرف، وإذا طغى الجسد مثل ما هو معهودعند الغرب عموما ،فقد طغواوانغمسوا في مطالب الجسد الهالكة والمهلكة ....وإذا طغى العقل على البعدين الآخرين، فأصحاب هذا منهج طغوا، وتطرفواوزاغوا .وهلكوا وأهلكوا ...
فالأمثل إيجاد التناغم بين الأبعاد الثلاثة ...ففكري المتهالك يحاول قدر المستطاع أن يجد التناغم بين الابعاد الثلاثة ...وصلاح الأمم لا يكون إلا بصلاح الأفراد فكرا وخلقا وتصرفا ..
وددت أن تقرأ وتتمعن ما جاء في مقال أو كتاب محمد عويس ،ولا تكترث لما ورد في الملاحظة حتى نستفيد من حوارنا الذي أريد ه أن يطول ،ويأخذأبعادا ومساحات أخرى من النظر العميق والنظرة الدقيقة وهو خطاب يخطب ودك لا أكثر ولا أقل بعيداعن التطرف بشتى أنواعه ...
في بداية الأمر حاولت أن اناقش معك قضية الفن للفن دون سواه ...وهذا في فكري المتهاللك غير مستساغ وغير مقبول ،لأننا نحن معشر المتاهلكين نرى أن الفن والابداع يجب أن يخدم المجتمع ،ولا يتجاوز حدوده ولا تعاليم الدين وولا الموروث الثقافي للمجتمع الجزائري ...
وإن لم يقف الفن عند هذه الحدود واضحة المعالم في فكري المتهالك ...هلك ودمر الذاكرة الجماعية ،وأنتج جيلا غير مبال نفعي لا هم له إلا إشباع رغباته الحيوانية بلا حياء وأمام الملأ،لافرق بينه وبين أغبى حيوان ...يؤدي غرائزه بلا حياء في الملأ ...ولا غرابة في ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه ...أي لا عقل له ....وفاقد العقل لا يعقل أن نلومه على أفعاله وتصرفاته....أما العاقل من وافق فعله وتصرفه وقوله الشرع أو الشرائع... وحتى يتم التفريق على الأقل بين الانسان والحيوان ..
ثم حاولت استدراجك مرة أخرى إلى دائرة أخرى من دوائرالتفكير الجمعي والجماعي ،حيث الصراع بين المقدس والمدنس ،وهنا يكمن صراع آخرمحتدم شديد بين أصحابه ومعتنقيه،وكل يورد أدلة وحججا معنوية عقلية ردا على خصمه...
ولتعلم أن الصراع قديم جديد ،أما كونه قديم لأنه يرجع إلى التدافع الذي كان بين الأصالة والحداثة ،بين المتمسكين بأصول الدين المدافعين عن العفة والحياء الداعيين إلى الحرية المقيدة بالشرع والموروث الثقافي النافع والاعراف التي توافق تعاليم الدين، والحداثيين المنافحين عن الحرية المطلقة؛ أي أن الانسان حر في فعله وفكره وتصرفاته فلا وازع قانون ولا ضمير ولا تعاليم تردعه ، وتحجرعنه أفعاله وأقواله ، بمعنى آخرأنا حر أفعل في نفسي وجسدي ما يحلو لي بلا حياء ...و المجتمع طوع أمري ،فالعري والخلاعة والجنس والمثلية مسموحة في فكري ومشاعة بين بني جنسي ...فلامقدس عندي وعندي أمثالي من البشر ...أما الجديد هذا الصراع في كل مرة يلبس ثوبا جديدا ،مرة يقولون مبررين أعمالهم وإبداعهم المخالف للمجتمع،الفن للفن فيكتبون رويات أشعارا يفضحون فيها المستور أي يصورون العلاقة الجنسية بين الذكر والانثي تصويرا دقيقا ،رافعين شعار الأدب للأدب والأدب الواقعي ، وأخرى ينادون بحرية الابداع فيتهكمون على المقدس ويوردون الداعيين له والحاملونه في وضعيات مخلة بأدب الحوار والنقاش مثل ما وقع في الدانمرك وصاحب الكاريكاتور العابث بمقدسات المسلمين ...والصراع ما زال وما يزال محتدما إلى يوم الناس هذا...وواقع العرب اليوم يجسد هذا الصراع حق التجسيد بعيد الثورات التي أوصلت التيارالاسلامي إلى سدة الحكم ...هذا أفزع وأخاف الفكر الحداثي ،فاجتمع الغرب والحداثيون والشيوعيون والبوذيون والصوفية الخرقاء على كلمة سواء للإطاحة بالتيار الاسلامي المتنامي ...والبقاء لللأصلح.
فالصوفية والكهنوت البوذي واليوقا الصينية هذا حالها يغلب فكرها الروحي على الجسدي ...
أما فكري المتهالك يسعى جاهدا إيجاد توازن و تناغم بين ما هوروحي وما هومادي دائما...حتى أجد الراحة النفسية والطمانينة في هذه الحياة الدنياوية ثم تحقيق مشروعي ومشروع كل مسلم مسالم لنصل إلى الراحة الأبدية في الآخرة ...
وأرى أن الانسان ذو ثلاثة أبعاد :1ـ الروح2 ــ والجسد 3ـ والعقل ....
أي ثلاثي الأبعاد ...إذا طغى أحد الثلاثة على البقية ،أمسى الانسان متطرفا،فإذا طغت الروح مثل ما هو عند الصوفية والفكري الصيني تحقق الميل والزيغ و التطرف، وإذا طغى الجسد مثل ما هو معهودعند الغرب عموما ،فقد طغواوانغمسوا في مطالب الجسد الهالكة والمهلكة ....وإذا طغى العقل على البعدين الآخرين، فأصحاب هذا منهج طغوا، وتطرفواوزاغوا .وهلكوا وأهلكوا ...
فالأمثل إيجاد التناغم بين الأبعاد الثلاثة ...ففكري المتهالك يحاول قدر المستطاع أن يجد التناغم بين الابعاد الثلاثة ...وصلاح الأمم لا يكون إلا بصلاح الأفراد فكرا وخلقا وتصرفا ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى