- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
من غشنا..
السبت 21 يوليو 2012, 04:31
الغش أصبح في حياتنا اليومية ظاهرةعتيادية، وأصبح الشخص الذي لا يغش شخصا استثنائيا غير طبيعي .. الغش في التجارة، في الرياضة، في الدراسة،حتى علاقاتنا الإنسانية كثيرا ما تكون مغشوشة بالضحك الأصفر والمجاملات الزائدة والمديح الزائف، وامتد الغش حتى إلى عواطفنا وأدق مشاعرنا وأحاسيسنا، بل ذهب الغش بنا بعيدا حين أصبحنا نغش حتى في علاقتنا مع الله سبخانه وتعالى بالادعاء والرياء و التظاهر بالتدين..
الموالون يغشون حين يبيعون أغنامهم بالجملة أوبالتقسيط، ويبدعون في تسمينها وتضخيمها بالوسائل التقليدية أوبالهرمونات العصرية والمستحدثة فيمتدحون مواشيهم بغير وجه حق، والفلاحون يفعلون الأمرنفسه بمنتوجاتهم، أما التجار فحدث ولا حرج.
يروي لي أحد الأصدقاء أنه بينما كان في ريف أحد البلدان الأوروبية حاول شراء لتر من العسل من مزارع يربي النحل في مزرعته.. قال صديقي بعفوية خالصة وكأنه يتحدث إلى مزارع جزائري: هل هذا العسل حر أم مغشوش؟.. استغرب المزارع سؤاله وطلب التوضيح.. فقال صديقي بالعفوية نفسها: أقصد ألم تمزجوا بالعسل شيئا آخر ونحلكم ألا تطعموه السكر؟. بهت المزارع لكلام صاحبي وطرده بلطف قائلا: اسمح لي نحن لا نبيع لمن يشكك في بضاعتنا..
الهدف من رواية هذه الحادثة التدليل على أن الغش سكننا وتمكن منا حتى أصبحنا نعتقد أن كل الأمم تقاسمنا هذه الظاهرة السيئة الخبيثة والعياذ بالله منها.. من العيب أن تكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم، المتبرئ من الغش والغشاشين، على هذا الحال من التدني الأخلاقي والفساد الروحي، ومن العيب أيضا على من ينتمون إلى آخر الديانات وأكثرها سماحة وأكثرها حثا على الأخلاق الحميدة، أن يلجؤوا إلى الغش في حياتهم و تعاملهم وعلاقلتهم مع الآخرين.. ليقف كل واحد منا وقفة تأمل وصفاء مع الذات ويحاول أن ينبذ من حياته كل ما هو سيء ومؤذ له وللآخرين.. لنكن مسلمين بأتم معنى الكلمة ولنجعل من رمضاننا هذا بداية علاقة جديدة لنا مع الغش بإعادته إلى خانته الأصلية، وهي أنه فعل محرم دينيا وأخلاقيا. وكل رمضان و أمتنا بألف خير.
سليمان جوادي
الموالون يغشون حين يبيعون أغنامهم بالجملة أوبالتقسيط، ويبدعون في تسمينها وتضخيمها بالوسائل التقليدية أوبالهرمونات العصرية والمستحدثة فيمتدحون مواشيهم بغير وجه حق، والفلاحون يفعلون الأمرنفسه بمنتوجاتهم، أما التجار فحدث ولا حرج.
يروي لي أحد الأصدقاء أنه بينما كان في ريف أحد البلدان الأوروبية حاول شراء لتر من العسل من مزارع يربي النحل في مزرعته.. قال صديقي بعفوية خالصة وكأنه يتحدث إلى مزارع جزائري: هل هذا العسل حر أم مغشوش؟.. استغرب المزارع سؤاله وطلب التوضيح.. فقال صديقي بالعفوية نفسها: أقصد ألم تمزجوا بالعسل شيئا آخر ونحلكم ألا تطعموه السكر؟. بهت المزارع لكلام صاحبي وطرده بلطف قائلا: اسمح لي نحن لا نبيع لمن يشكك في بضاعتنا..
الهدف من رواية هذه الحادثة التدليل على أن الغش سكننا وتمكن منا حتى أصبحنا نعتقد أن كل الأمم تقاسمنا هذه الظاهرة السيئة الخبيثة والعياذ بالله منها.. من العيب أن تكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم، المتبرئ من الغش والغشاشين، على هذا الحال من التدني الأخلاقي والفساد الروحي، ومن العيب أيضا على من ينتمون إلى آخر الديانات وأكثرها سماحة وأكثرها حثا على الأخلاق الحميدة، أن يلجؤوا إلى الغش في حياتهم و تعاملهم وعلاقلتهم مع الآخرين.. ليقف كل واحد منا وقفة تأمل وصفاء مع الذات ويحاول أن ينبذ من حياته كل ما هو سيء ومؤذ له وللآخرين.. لنكن مسلمين بأتم معنى الكلمة ولنجعل من رمضاننا هذا بداية علاقة جديدة لنا مع الغش بإعادته إلى خانته الأصلية، وهي أنه فعل محرم دينيا وأخلاقيا. وكل رمضان و أمتنا بألف خير.
سليمان جوادي
- الجمانةعضو خبير
- عدد الرسائل : 748
العمر : 30
الموقع : فلسطين
البلد :
نقاط : 1012
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
رد: من غشنا..
السبت 21 يوليو 2012, 09:02
وكل عام وانت بالف خير اخي فاروق رمضان كريم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى