مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 52
الأوسمة : حكمة المستشار وتهور الملك..... 110
البلد : حكمة المستشار وتهور الملك..... Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

حكمة المستشار وتهور الملك..... Empty حكمة المستشار وتهور الملك.....

السبت 04 أغسطس 2012, 13:22
كانت شهرزاد شاردة في حجرتها ..تنتظر سيدها ومولاها شهريار ..
لقد كانت خائفة، وجلة..ماذا ستحكي له ..؟؟
ففكرها وخيالها لم يسعفاها بحكاية جديدة..وهو قادم لا محالة في أية لحظة..
يا الهي سوف ألاقي حتفي اليوم..؟
كانت تنظر إلى باب حجرتها ..نعم لعله خير لي ...قالت في نفسها..!!
وأتى شهريار .. وألقى عليها تحية المساء...
ـ عمتِ مساء يا شهرزاد..كيف كان نهارك..؟
ـ ومساؤك يا سيدي..الحمد لله كان نهارا طيبا..
ـ حسنا أنا بانتظار حكايتك..هل قلتِ لي أنها عن ديوانية النساء..؟
لا يا سيدي بل عن الملك والمستشار..؟
ـ ما حكايتك مع الملوك ...؟
ـ سيدي ربما لأن لهم هيبة..!!
فلم يعلق شهريار..!!
ـ مولاي هذه حكاية مثل كل الحكايات..وهي من التراث القديم فوددت أن أقصها عليك..؟
ـ فليكن..ولكن ماذا عن ديوانية النساء ..لدي شغف لسماعها..
ـ مولاي..وما حكايتك أنت مع النساء ..؟
((بابتسامة ماكرة. ))
~~ ضحك شهريار بصوت عال .. لقد غلبتني يا امرأة هات ما عندك..فصمتت برهة ..
فسألها : ما سبب صمتك...؟
فقالت: ــ لازلت حائرة.. يا سيدي بتلك الحمامة القابعة في كل أرجاء قصصي وهي تبحث..؟
ـ عن ماذا تبحث ..؟
ـ لا أعلم !!
{أضاع منها سيدها أم هي التي ضاعت منه..أم كل منهما يبحث عن الآخر}..
في داخلي أمل لذاك اليوم الذي يلتقيان فيه..وآن ذاك سيكتبان السطر الأخير ..
((هذه الأحرف خاصة إلى صاحب الحمامة ..أين أنت..؟))
فقال شهريار:
ـ وحتى يلتقيان دعيني أبحر مع صوتك العذب إلى حكاية الملك والمستشار..
ـ فتنهدت شهرزاد وأخذت تنظر إلى شرفتها ...
ثم قالت:
ـ بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد والحكم الرشيد، أنه كان هناك ملك ذو سلطان ونفوذ ..
وكان هذا الملك قاسيا قسوة لا مثيل لها، ولا ينظر في الأمور في ترو حتى يحيط بجميع تفاصيلها ..كان كثير الشكوى والتشاؤم ..
وكان لدى هذا الملك مستشار متفائل كثير التفاؤل هذه الخصلة مستديمة فيه ، ودائما يبحث عن الأمور الإيجابية ويدعمها ...!!
فقال شهريار:
ـ إذن هو نقيض الملك..؟
ـ نعم يا مولاي ..
وفي يوم من الأيام ذهب هذا الملك ومستشاره وحاشيتهما إلى الصيد ..
وأخذ الملك يطارد غزالا شاردا..وفي أثناء المطاردة وقع حادث للملك ..لقد أصيب في يده ..
عاد الملك إلى قصره ..واستدعى الأطباء ..ولأنه نزف كثيرا قرر الأطباء بتر إصبعه..!
غضب الملك وثارت ثائرته ..ولكن كان عليه أن يذعن للأمر الواقع..
عولج الملك وتحسنت حالته الصحية ..وفي يوم ما دخل عليه مستشاره ..
فأخذ الملك يشكو حاله للمستشار ..وهو متأثر مما حصل لإصبعه المبتور..!
فقال المستشار:
مولاي لعله خير إن شاء الله ..لا تعلم حكمة الله
عز وجل من هذا..!
فصب الملك جم غضبه على الرجل المسكين..وقال:
أي خير هذا الذي تتحدث عنه..؟
ألا ترى أنا الملك وإصبعي قد بترت ..لقد أصبحت ناقصا..
لقد سئمت من تفاؤلك ..
واستدعى حرسه الخاص وأمرهم بإلقاء المستشار في السجن..
وبعد ثلاثة أشهر قرر الملك أن يقوم برحلة إلى أدغال أفريقيا ..
هنا سأل شهريار :
ـ ومستشاره ..؟
ـ لازال في السجن يا سيدي..
وهكذا سافر الملك إلى إفريقيا، حيث الأدغال توجد عدة قبائل ومن بينها قبيلة كثيرة العدد والعدة
وزعيمها رجل ذو هيبة ومحبوب عند قبيلته ولكنه رجل عقيم ..
وقال له الكهنة أنك لن تنجب حتى تجد رجلا فاحش الثراء بهي الطلعة وسيم الشكل..
تظهر النبالة والوسامة في سحنته..؟؟؟؟
فإذا وجدت هذا الرجل اقتله وأجمع دمه وأشرب منه كل ليلة..عندها سوف تنجب !!
نعود إلى ملكنا المغوار الذي أخذ يطارد الغزلان ..فوجد غزالة رشيقة فأعجب بها وقرر صيدها..
ولكن الغزال كان محب للحياة أكثر من حب الملك للصيد فأخذ يعدو مسرعا..
والملك خلفه حتى اختفى عن أنظار الملك ،ولكنه لم يجد أحدا من رجاله..بل وجد رجال تلك القبيلة..!
فأخذوه واعتقلوه وذهبوا به إلى زعيمهم ..ووضع في الساحة الكبرى..حيث تجمع كل رجال القبيلة..
فرح الزعيم برؤية الملك ووجد فيه كل الصفات .. تنطبق عليه ولكي يتأكد جيدا استدعى كبير الكهنة ..
فأخذ الكاهن يتمعن في الملك ..وينظر إليه من فوق لتحت..وقبل أن يجيب بنعم..
أكفهر وجه الكاهن وقال:
أيها الزعيم هذا الرجل نذير شؤم على القبيلة ..القوا به بعيدا ..
فقال الزعيم : ولماذا لديه كل الصفات التي أخبرتموني عنها..؟
فقال الكاهن:انظر إلى أصبعه انه مبتور ..
فطلب الزعيم أن يخرجوه من أرضه ..
وهكذا عاد الملك إلى حاشيته وهو يتذكر كلمة المستشار ((لعله خير..))
فطلب من رجاله العودة إلى دياره وقصره ..وعندما وصل ..استدعى مستشاره ..
ووصل المستشار ودخل على الملك وهو مبتسما ..
فأخذ الملك يعتذر منه على سوء معاملته له وسجنه ..وأخبره بالقصة كاملة..
ـ وماذا قال المستشار..
ـ لا شئ يا مولاي فقط ابتسم وحمدا لله على سلامة الملك..
وقال الملك : لديك الحق عندما قلت :
كل أمر يحصل لابد أن تكون له حكمة من الله عز و وجل..
فقال المستشار: حتى وجودي في السجن كان خيرا لي يا سيدي الملك..
فتعجب الملك وقال: وكيف..؟
فقال المستشار الحكيم: لو لم تسجنني لكنت ذهبت معك وما كنت لأتركك تطارد تلك الغزالة وحدك ..
وكان رجال تلك القبيلة سيقبضون على معك وعند استدعاء الكاهن ..سيقول كلمته..
فقال الملك: وماذا ستكون كلمته ؟؟
فقال: كان سيلقي بك يا مولاي خارج القبيلة و أنا سألاقي حتفي بدلا عنك..!!
ألم أقل لك يا سيدي ((أن الخير في كل الأمور باطنها وظاهرها))
ومن يجعل التفاؤل رداءه فلا خوف عليه بإذن الله من سواد الأيام
وأنا متفائلة بغدٍ يحمل إلي أنباء عن صاحب الحمامة..
ولا علم لي إن أدرك الصباح شهرزاد ..لكي تسكت عن الكلام المباح.
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 52
الأوسمة : حكمة المستشار وتهور الملك..... 110
البلد : حكمة المستشار وتهور الملك..... Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

حكمة المستشار وتهور الملك..... Empty رد: حكمة المستشار وتهور الملك.....

السبت 04 أغسطس 2012, 14:15
حكاية أخرى :
ـ بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد والحكم الرشيد، أنه كان هناك ملك ذو سلطان ونفوذ ..
وكان هذا الملك قاسيا قسوة لا مثيل لها، ولا ينظر في الأمور بترو، حتى يحيط بجميع تفاصيلها فيكون حكمه سديدا .. كثير الشكوى والتشاؤم ... شديد التأثر بما يسمع ،سماع متقلب المزاج...
وكان لدى هذا مستشار متفائل كثير التفاؤل ،خصلة مستديمة فيه ، ودائما يبحث عن الأمور الإيجابية فيدعمها ...حكيم التصرف ،نافذ البصيرة ،ذكي لبيب الصدر ،غير هياب عند المصائب، خدم المملكة ثلاثين سنة بتفان منقطع النظير !!
ذاع صيته في المملكة وبان،بين عامة الناس وخاصتها كان، يحظى بمكانة مرموقة لدى الملك واهله ،،فهو يده اليمنى التي بطش بها،والمشورة مشورته،وقول قوله ،ولايقرر الملك أمرا إلا بعيد أن يستشير ذا الوزير ...فالملك يملك ولا يحكم ...والممستشار صاحب السطوة والأحكام كلها...
ذي المنزلة اشعلت الغيرة في قلوب بعض حاشية الملك من الوزراء ،فاحرقت رحمتهم ونمت أحقادهم ،فسعوا سعيا حثيثا ،يدسون المكائد له لدى الملك دسا،ويوغرون صدره على أفضل مقربيه بالدسيسة الخسيسة وغرا...حتى نالوا مأربهم ،وغيروا رأي الملك في أفضل مستشاريه...فبلغ الوسواس الخناس من الملك مبلغا خطيرا ،فوسوسة حاشية مهلكة مفسدة للحكم .
فأضحى فريسة لوساوسه الدنيئة حتى نفخت في روحه المطواعة أن المستشاره ،يبيت له أمرا منكرا ،يبغي العرش بكل الوسائل ،وهو يلهث من أجل تحقيقها...فتمكن الخوف والفزع من نفس الملك فبات مهموما وجلا على ملكه...
وفي صباح يوم ،وبعيد صياح الديك بلحظات أمر الملك القبض على المستشار ،والزج به في غياهيب السجن...فتم أمر سجن المستشار في سرية تامة ...وبعدئذ امتثل المستشار أمام عدالة الملك ،فأدانته المحكمة ،وقضت باختيار أحد هذه الأحكام :إما الموت شنقا أو الموت بحد السيف ،أو يرمى طعاما لكلاب جائعة محبوسة في جهة من جهات القصر.
بعد تفكير ،اختار أن يكون طعام الكلاب...وهو يعلم أن الملك سوف يسأله عن امنيته الأخيرة ــ وهو عرف لدى الملوك ــ يريد تحقيقها...فاختار أن يحبس بجوارالكلاب مدة شهرفقط....فوافق الملك على ذلك ولبّ...
فاقتيد فورا إلى مربضه بجوار المكلبة ،حيث المهانة والروائح النتنة ...ولكن كل هذا لم ينل من عزيمته،ولم يستسلم لليأس ،بل راح يراقب حركات وسكنات الحراس ،والكلاب معا...فعلم أنهم يدقمون لها لحما نيئا كل اسبوع ،بعدما تهلك من شدة الجوع...فرشا أحد الحراس الطماعين بملكية له خاصة ، على أن يسلم له لحم الكلاب ،وهو الذي يقوم بتقديمه عند الضرورة ...فتم الاتفاق على ذلك ثم وراح يخدم الكلاب مدة الشهر،فأحبته الكلاب على حسن تصرفه،ولم تعد تبغي عليه بديلا...وانتهى الشهر ،وحان موعد رميه فريسة للكلاب الجائعة ...
في صبيحة يوم مشمس ، جاء الملك وحاشيته صفاصفا ، ليشهدوا مصير المستشار ،وظهر الجلادون بزيهم المخيف ،واخرجوه من زنزنته وجروه جرا الكلاب إلى مكلبة الكلاب ، وزجوا به داخل المكلبة...وانتظر الوزراء نهاية المستشار بفارغ صبر ،ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان ،اقتربت الكلاب الجائعة من المستشارحانية راضية ،وراحت تشمه شما لطيفا،وتلحس وجنتيه لحس الرأفة والحب ...فاغتم الوزراء واستغرب الملك الأمر ،رافعا عقيرته اتجاه المستشار مبهورا قائلا:كيف تفسر أيها المستشار هذا ؟؟
قال المستشار بتهكم :خدمتكم والمملكة ثلاثين سنة بقوة وعزم ،وخدمتكم أيها الملك
بكل قواي ولم يكن مصيري إلا الموت شر موتة.وهذا جزاء سنيمار..وخدمت الكلاب ثلاثين يوما ،فلاقيت منها إحسانا على إحساني ...
شتان بين موقف المملكة والكلاب أيها الملك...
ثم أطلق سراحه..وعادت هيبته وسطوته من جديد ...
وسكتت شهر زاد عن كلام المباح ، وبان الصباح ...

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى