- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رسالةُ غاضبةٍ إلى زميل غاضب
الثلاثاء 16 أكتوبر 2012, 07:03
لم أتعوّد نشر رسائل القراء، ولكن هذه الرسالة مثيرة للانتباه بلغتها، وبما حملته من معان وأفكار، فضلا عن أنها مقال مكتمل الأركان، صاحبته زميلة، ووقعت رسالتها هبة نرجس.
تحمل كلمات المقال وجمله عاطفة جياشة للوطن. إنه حرام وألف حرام أن تهدر عواطف الجزائريين، كثيرهم على الأقل، تجاه وطنهم بهذه اللامبالاة. لماذا لا نجعل هذه العواطف حالة نفسية فاعلة؟ قد تكون المصالح أعمت البعض ممن هم في السلطة، أو هي قلة الكفاءة والرداءة، أو هي مخططات سياسية كما تقول الرسالة؟مصطفى هميسي
شكرا لك هبة، وها أنا أشرك القراء محتوى رسالتك، ومعذرة على اختصار المقال قليلا.
''.. أستسمحك، عذرا، إذا قلت لك بأني بعد كل هذه الخيبات والإحباطات التي توالت خلال مرحلة الاستقلال، وبعد كل ما عاناه المثقف الجزائري من إقصاء وإهمال، بتّ أرى أننا نحن الرافضون والمعترضون على خطايا السياسة المتبعة في الجزائر وأوزارها، قد أصبحنا، للأسف، مثل هؤلاء الوكلاء المطوفين الذين يقومون أثناء مناسك الحج برمي الجمرات على الشيطان، نيابة عن هؤلاء المقعدين والعاجزين. ذلك أن جماهير شعبنا قد اعتادت مآسيها وألفت مشاكلها، فهي بعد كل تلك الإحباطات وخيبات الأمل التي عانتها، لم تعد تفكر في إيجاد حلّ لمشاكلها، بقدر ما كانت تحاول الاعتياد عليها والتعايش معها.
هذا يمثل، برأيي، أعلى وأخطر درجات اليأس والإذلال التي قد يصل إليها شعب من الشعوب، بل هي الحالة التي تعكس أبشع أنواع النماذج الاستلابية التي تسعى الأنظمة الاستبدادية إلى إحلالها وغرسها في حياة المواطن الجزائري. وهي من جهة أخرى، إذا شئت، تمثل أبشع أشكال الخنوع النفسي والاجتماعي التي تسمح للسلطة الاستبدادية بممارسة تجاوزاتها من دون اعتبار لأي صوت معارض، حيث يبدو أي جهدا توعويا وتحريضيا ضرب من الحرث في البحر..
هم لا يبدون اهتماما بما نكتب من نقد لسياساتهم، ذلك أنهم واثقون بأن الجماهير التي نتوجه إليها قد استنزف عرقها وجهدها ووعيها، من خلال الظروف المعيشية القاسية، وحيث لا يجد المواطن في هذه الظروف مجالا لاكتساب معرفة أو ثقافة.
مثل هذا الوضع الاجتماعي والسياسي المتردي، هو ما جعل الجزائر البلد العربي الوحيد الذي يوصف ''بالبلد الغني ذي الشعب الفقير''.
مثل هذا التوصيف المعيب للدولة الجزائرية المستقلة، لم يأت بشكل عفوي، ولا هو نتيجة معضلة اقتصادية اجتماعية، وإنما هو نتاج السياسة التي تعمّدت فرض سياسة تقشفية تعسفية على دخله، مقابل إسراف المقرّبين من السلطة في هدر المال العام واستنزافه.
إنه تخطيط مدروس لإفقار الشعب وإضفاء حالة من اللاأمن المفتعل، يدفع الجزائري للانكفاء، فلا يشغل نفسه إلاّ بما هو متعلق به شخصيا.
في هذه الأجواء القلقة، اقتصاديا واجتماعيا، يجري بنجاح تفتيت المجتمع وتشتيت فئاته، في محيط جزر لا رابط بينها. وفي محيط هذا التصحر والتخلف، لا يجد المواطن مكانا يوفر له الراحة مع أهل بيته أو مع أقرانه.
هم يريدوننا جزرا معزولة لا رابط بينها، حتى ينفردوا بالحكم ويعززوا مواقعهم وسلطتهم بالشرعية الثورية، وقد أرادوها مبرّرا للاستحواذ على الثورة وحجة لامتلاك البلاد.
يا زميلي، يريدون منا، نحن المشوشون على سياستهم، أن نطوي أوراقنا ونكسر أقلامنا ونكمم أفواهنا. يرفضون التغيير وينفرون منه، وهو الذي جاء بهم إلى الحكم. فثورة التحرير ثورة تغيير، ثورة انتقال من الاستعمار إلى الاستقلال، ولنا أن نسألهم: ماذا أضاف الاستقلال للثورة؟ ما الذي فعلنا بالاستقلال لضمان الانتقال من طور الثورة إلى طور الدولة؟ وهل انتقلت الجزائر المستقلة من مرحلة الجهاد إلى مرحلة البناء؟ هل انتقل المجتمع الجزائري من مجتمع الجهل والفقر إلى مجتمع العلم والثقافة والتقدم؟ هل حقا انتقلت الجزائر، بعد خمسين عاما من الاستقلال، من طور الجهاد الأصغر إلى طور الجهاد الأكبر؟ أم أن ذلك كله كان أملا وتبدّد وأصبح كذبة يجري اليوم تسويقها وتلميعها''.
هبة نرجس.
تحمل كلمات المقال وجمله عاطفة جياشة للوطن. إنه حرام وألف حرام أن تهدر عواطف الجزائريين، كثيرهم على الأقل، تجاه وطنهم بهذه اللامبالاة. لماذا لا نجعل هذه العواطف حالة نفسية فاعلة؟ قد تكون المصالح أعمت البعض ممن هم في السلطة، أو هي قلة الكفاءة والرداءة، أو هي مخططات سياسية كما تقول الرسالة؟مصطفى هميسي
شكرا لك هبة، وها أنا أشرك القراء محتوى رسالتك، ومعذرة على اختصار المقال قليلا.
''.. أستسمحك، عذرا، إذا قلت لك بأني بعد كل هذه الخيبات والإحباطات التي توالت خلال مرحلة الاستقلال، وبعد كل ما عاناه المثقف الجزائري من إقصاء وإهمال، بتّ أرى أننا نحن الرافضون والمعترضون على خطايا السياسة المتبعة في الجزائر وأوزارها، قد أصبحنا، للأسف، مثل هؤلاء الوكلاء المطوفين الذين يقومون أثناء مناسك الحج برمي الجمرات على الشيطان، نيابة عن هؤلاء المقعدين والعاجزين. ذلك أن جماهير شعبنا قد اعتادت مآسيها وألفت مشاكلها، فهي بعد كل تلك الإحباطات وخيبات الأمل التي عانتها، لم تعد تفكر في إيجاد حلّ لمشاكلها، بقدر ما كانت تحاول الاعتياد عليها والتعايش معها.
هذا يمثل، برأيي، أعلى وأخطر درجات اليأس والإذلال التي قد يصل إليها شعب من الشعوب، بل هي الحالة التي تعكس أبشع أنواع النماذج الاستلابية التي تسعى الأنظمة الاستبدادية إلى إحلالها وغرسها في حياة المواطن الجزائري. وهي من جهة أخرى، إذا شئت، تمثل أبشع أشكال الخنوع النفسي والاجتماعي التي تسمح للسلطة الاستبدادية بممارسة تجاوزاتها من دون اعتبار لأي صوت معارض، حيث يبدو أي جهدا توعويا وتحريضيا ضرب من الحرث في البحر..
هم لا يبدون اهتماما بما نكتب من نقد لسياساتهم، ذلك أنهم واثقون بأن الجماهير التي نتوجه إليها قد استنزف عرقها وجهدها ووعيها، من خلال الظروف المعيشية القاسية، وحيث لا يجد المواطن في هذه الظروف مجالا لاكتساب معرفة أو ثقافة.
مثل هذا الوضع الاجتماعي والسياسي المتردي، هو ما جعل الجزائر البلد العربي الوحيد الذي يوصف ''بالبلد الغني ذي الشعب الفقير''.
مثل هذا التوصيف المعيب للدولة الجزائرية المستقلة، لم يأت بشكل عفوي، ولا هو نتيجة معضلة اقتصادية اجتماعية، وإنما هو نتاج السياسة التي تعمّدت فرض سياسة تقشفية تعسفية على دخله، مقابل إسراف المقرّبين من السلطة في هدر المال العام واستنزافه.
إنه تخطيط مدروس لإفقار الشعب وإضفاء حالة من اللاأمن المفتعل، يدفع الجزائري للانكفاء، فلا يشغل نفسه إلاّ بما هو متعلق به شخصيا.
في هذه الأجواء القلقة، اقتصاديا واجتماعيا، يجري بنجاح تفتيت المجتمع وتشتيت فئاته، في محيط جزر لا رابط بينها. وفي محيط هذا التصحر والتخلف، لا يجد المواطن مكانا يوفر له الراحة مع أهل بيته أو مع أقرانه.
هم يريدوننا جزرا معزولة لا رابط بينها، حتى ينفردوا بالحكم ويعززوا مواقعهم وسلطتهم بالشرعية الثورية، وقد أرادوها مبرّرا للاستحواذ على الثورة وحجة لامتلاك البلاد.
يا زميلي، يريدون منا، نحن المشوشون على سياستهم، أن نطوي أوراقنا ونكسر أقلامنا ونكمم أفواهنا. يرفضون التغيير وينفرون منه، وهو الذي جاء بهم إلى الحكم. فثورة التحرير ثورة تغيير، ثورة انتقال من الاستعمار إلى الاستقلال، ولنا أن نسألهم: ماذا أضاف الاستقلال للثورة؟ ما الذي فعلنا بالاستقلال لضمان الانتقال من طور الثورة إلى طور الدولة؟ وهل انتقلت الجزائر المستقلة من مرحلة الجهاد إلى مرحلة البناء؟ هل انتقل المجتمع الجزائري من مجتمع الجهل والفقر إلى مجتمع العلم والثقافة والتقدم؟ هل حقا انتقلت الجزائر، بعد خمسين عاما من الاستقلال، من طور الجهاد الأصغر إلى طور الجهاد الأكبر؟ أم أن ذلك كله كان أملا وتبدّد وأصبح كذبة يجري اليوم تسويقها وتلميعها''.
هبة نرجس.
- العين السحريةعضو خبير
- عدد الرسائل : 810
العمر : 49
الموقع : في المكان الذي أسكن فيه
البلد :
نقاط : 993
السٌّمعَة : 18
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
رد: رسالةُ غاضبةٍ إلى زميل غاضب
الخميس 18 أكتوبر 2012, 19:57
ذلك أن جماهير شعبنا قد اعتادت مآسيها وألفت مشاكلها، فهي بعد كل تلك الإحباطات وخيبات الأمل التي عانتها، لم تعد تفكر في إيجاد حلّ لمشاكلها، بقدر ما كانت تحاول الاعتياد عليها والتعايش معها....
هذه بالضبط هي الفكرة التي سادت قبيل اندلاع ثورة التحرير و اطمأنت لها فرنسا و ارتاحت ...
حتى....
هبت العاصفة التي اقتلعتها بعد أن ظنت أنها شجرة مدت جذورها في الأرض و راهنت على
طول عمرها الطويل الذي دام 132 سنة...
فليحذر الجميع ...من هذا الشعب...و لا يطمأن لسكونه ....فيوم الحساب آت لا محالة...
هذه بالضبط هي الفكرة التي سادت قبيل اندلاع ثورة التحرير و اطمأنت لها فرنسا و ارتاحت ...
حتى....
هبت العاصفة التي اقتلعتها بعد أن ظنت أنها شجرة مدت جذورها في الأرض و راهنت على
طول عمرها الطويل الذي دام 132 سنة...
فليحذر الجميع ...من هذا الشعب...و لا يطمأن لسكونه ....فيوم الحساب آت لا محالة...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى