- العين السحريةعضو خبير
- عدد الرسائل : 810
العمر : 49
الموقع : في المكان الذي أسكن فيه
البلد :
نقاط : 993
السٌّمعَة : 18
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
من هوالشيخ الشهيد...عز الدين القسام ...
السبت 27 أكتوبر 2012, 21:02
«عز الدين يا مرحوم.. موتك درس للعموم.. آه لو كنت بْدوم.. يا رئيس المجاهدين.. عز الدين يا خسارتك.. متت فِدا أمتك.. مين ينكر شهامتك.. يا رئيس المجاهدين..».
هذا مقطع من قصيدة كتبها الشاعر الفلسطيني "نوح إبراهيم" عن الشهيد القائد "عز الدين القسام" الذي ترك مدينته الأم "جبلة" بعد أن ضيق الفرنسيون الخناق عليه واتجه إلى الأراضي الفلسطينية وتحديداً إلى مدينة "حيفا" التي شغل فيها إمامة مسجد "الاستقلال" قبل أن يبدأ المقاومة وينال الشهادة على أرض فلسطين.
المجاهد "عز الدين القسام" هو "عز الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام" من مواليد مدينة "جبلة" الساحلية السورية في العام /1882/، بدأ حياته في أحياء "جبلة" القديمة وتنقل في أزقتها طفلاً صغيراً مجهول المستقبل فلم يكن يتوقع له أحد أن يصبح مفجر الثورة الفلسطينية.
موقع "eSyria" بحث عن تاريخ الشهيد القسام في مدينته "جبلة" وفي موطن جهاده "فلسطين"، والتقى بتاريخ "19/12/2010" الباحث "عبد الوهاب زيتون" الذي عاصر الكثيرين من أصدقاء القسام وأبناء جيله فجمع معلوماته منهم ولم يبخل علينا بها وخصوصاً فيما يخص مرحلة البدايات التي حدثنا عنها قائلاً: «في طفولة القسام لم يكن هناك مدارس ولا جامعات وكان التعليم حكراً على الكتاتيب التي وجد فيها "القسام" ضالته فتعلم من خلالها القراءة والكتابة وأتم ما يعادل في أيامنا هذه المرحلة الابتدائية.
كان الجامع الأزهر في "مصر" الملجأ الوحيد للشهيد "القسام" لكي يتم تعاليمه الدينية فيه فسافر إلى "مصر" وتتلمذ على يد الشيخ "محمد عبده" والعالم "محمد أحمد الطوخي".
في العام /1903/ عاد ابن مدينة "جبلة" إلى أهله وجيرانه الذين انتظروا عودته شيخاً متعلماً يتولى مهمة تعليم أبناء المدينة فعمل "القسام" مدرساً في جامع السلطان "إبراهيم بن الأدهم" وما لبث أن أنشأ مدرسة لتعليم القرآن واللغة العربية في مدينة "جبلة" هذه المدينة التي قاد منها أول مظاهرة لتأييد الأشقاء في "ليبيا" ضد الاحتلال "الإيطالي" وشكل سرية دعم قوامها حوالي /1000/ متطوع، عدداً منهم من أبناء مدينة "جبلة" وأرسلهم إلى "اسكندرون" لكي يسافروا بحرا إلى "ليبيا"».
ويضيف "زيتون": «لم يقف "القسام" مكتوف الأيدي بعد احتلال الفرنسيين لسورية بل قرر الثورة عليهم لكن واقع مدينته التضريسي لم يساعده في ذلك ما اضطره إلى الاتجاه نحو منطقة "الحفة" التي تتمتع بمقومات تساعد على المقاومة وحرب العصابات فأقام هناك في منزل الشيخ "عمر البيطار"، وشارك "القسام" هناك في عملية نوعية أبيد خلالها عناصر سكنة "بابنا" الفرنسية عن بكرة أبيهم.
وعلى أثر هذه العملية حكم عليه بالإعدام غيابيا وبدأ
الفرنسيون حملة واسعة لإلقاء القبض عليه فقتلوا الكثيرين ممن رفضوا دلّهم على مكانه ما اضطره إلى مغادرة المنطقة لكي يكفي الناس الأذى فاتجه إلى منطقة "جسر الشغور" وأقام فيها لمدة أسبوع قبل أن ينتقل إلى "دمشق" ويقيم في ضيافة الشيخ "كامل قصاب" صديق الدراسة في الجامع "الأزهر"، خلال إقامته في "دمشق" دارت معركة "ميسلون" وكان أحد الذين شهدوا هذه المعركة قبل أن يغادر إلى "فلسطين".
سلك "القسام" مع رفيقي دربه "محمد الحنفي وعلي الحاج عبيد" طريق "صيدا" اللبنانية وانتقل منها إلى مدينة "حيفا" الفلسطينية التي وصلها في شهر "تشرين الثاني" من العام /1920/ واستقر فيها وكان أول أعماله هناك في جامع "البحارة" على شاطئ "فلسطين" ومن ثم عمل مدرسا للتربية الدينية في ثانوية "حيفا" للبنات، نجاح القسام في مجال التدريس ومعلوماته الدينية الواسعة أوصله إلى ارتداء ثوب القضاء فعين قاضيا شرعياً في "حيفا" هذا المنصب كان وسيلة "للقسام" لكي يتقرب من الناس ويبث روح الكفاح فيهم.
أسس المجاهد الراحل بعد بضع سنوات من إقامته في "حيفا" جمعية للشبان المسلمين وكان رئيسا لها، كما قام بعرض بعض المسرحيات ذات الطابع الوطني أهمها "سليمان الحلبي" و"سقوط غرناطة"».
في العام /1925/ كان القسام مع بداية العمل العسكري المسلح بشكل سري متخذا من أحراش "جبل الكرمل" معسكرا ليليا لتدريب المقاتلين، وقسم كوادره إلى خلايا لا يعرف بعضها بعضاً لكيلا تكون نهاية التنظيم في حال كشف أمر أحد هذه الخلايا، كما وضع نظام عمل عسكرياً أشبه بالأنظمة المتبعة في حركات الجهادية الموجودة الآن في "فلسطين".
الدكتور "محمد نزال" عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" التي أطلقت اسم "القسام" على كتائبها العسكرية تحدث عن مرحلة ما قبل استشهاد القسام معتمداً على ما قامت به الحركة من بحث في سيرة الشهيد، حيث قال: «كان الشهيد واعظا وأبا لكل فلسطيني ومعلما تصلح تعاليمه حتى في يومنا هذا، في العام /1929/ أراد الصهاينة حرق مسجد "الاستقلال" الذي يشرف عليه الشهيد "القسام" فاقترح بعض الوجهاء أن يطلبوا المساعدة من "الانكليز" لكن "القسام" رفض وقال "إن دمنا هو الذي يحمي المسلمين ويحمي مساجد المسلمين وليست دماء المحتلين"، فرفض أي حوار أو معاهدة مع "الانكليز" مستشهدا بذكريات العرب معهم.
لقد كان "القسام" يتصل مع جميع الناس من خلال عمله كخطيب في جامع الاستقلال، وكان يختلف مع
المستعجلين من أبناء تنظيمه الذين يريدون الثورة في حين كان "القسام" يعد ويتريث للضرب في الوقت المناسب فلبث سنين وهو يعد للثورة».
مساعي القسام في التريث وتأجيل الثورة والمعارك العلنية إلى وقت لاحق باءت بالفشل والسبب في ذلك شرحه لنا الباحث "عبد الوهاب زيتون" عندما قال: «لقد نشبت معركة القسام العلنية في وقت لم يكن يريده "القسام" لكن أحد أتباعه قام بقتل حارس بريطاني في "حيفا" مما جعل "الانكليز" يستعجلون في بدء المعركة فوجهوا جيوشهم باتجاه مكان اعتصام "القسام"».
كيف ومتى بدأت المعركة سؤال يجيب عنه "عز الدين القسام" حفيد الشهيد الذي حمل نفس اسمه عندما قال: «كشف أمر جدي في نفس الشهر الذي أتى فيه إلى فلسطين "تشرين الثاني" لكن بعد /15/ عاما وتحديداً في العام /1935/، وعلى اثر ذلك تحصن جدي مع /20/ مقاتلا من أتباعه في قرية الشيخ زايد فتبعته القوات البريطانية إلى هناك في "19/11/1935" وطوقته وقطعت الاتصال بينه وبين القرى المجاورة وطالبته بالاستسلام لكنه رفض واشتبك معهم ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين استخدم فيها البريطانيون الطائرات، وما إن أتى يوم "20/11/2010" حتى أضحى جدي علما من أعلام المجاهدين يتردد اسمه على كل لسان في "فلسطين"».
السيد "محمد يحيى عبد العال" رئيس اتحاد عمال فلسطين والذي كان له دور بارز في إحياء الذكرى /75/ لرحيل "القسام" في مدينته "جبلة" تحدث لنا عن قيم "القسام" ومآثره في آخر معاركه قبل الاستشهاد قائلا: «قبل بدء المعركة التي دارت بين المجاهدين والاحتلال في أحراش "يعبد" قضاء "جنين" نادى أفراد الشرطة الفلسطينية التابعين لقوات الاحتلال على الشهيد وطالبوه بالاستسلام فرد عليهم "إننا لن نستسلم" وظل يقاوم مع أصدقاءه لبضع ساعات قبل أن يسقط شهيداً مع أصدقائه "يوسف الزيباري (فلسطيني)، سعيد عطية (مصري)، محمد أبو قاسم خلف (فلسطيني)".
بعد استشهاده فتش الانكليز ملابسه فوجدوا فيها "مصحفا، وأربعة عشر جنيها، ومسدسا كبيراً يدافع به عن الأرض".
لقد أسس "القسام" لكل الثورات الفلسطينية التي لحقت وفاته وقد اعتبر مفجر الثورة الفلسطينية وهو إلى اليوم النهج الذي يتبعه أبناء الحركات المقاومة داخل الأراضي المحتلة».
بعد وفاته في شهر "شعبان" دفن المجاهد "عز الدين القسام" في قرية "الياجور" التابعة "لجنين" وقد كتبت الأبيات التالية على ضريحه:
"هذا الشهيد العالم المفضال.. من كان في الإرشاد خير معينِ...
هو
شيخنا القسام أول رافع... علم الجهاد بنا لنصر الدين...
كانت شهادته بوقفة يعبد.... في شهر شعبان بحسن يقيني
ولئن تصف مثواه في التاريخ قل.... في أشرف الفردوس عز الدين".
الجدير بالذكر أن المعلومات المذكورة عن الشهيد وتواريخ السفر والاستشهاد مقتبسة من الباحث الأستاذ "عبد الوهاب زيتون"، الذي جالس عن قرب أصدقاء القسام في رحلته الجهادية وتحدث معهم فجمع المعلومات من (السيد "عبد المالك فران" من "جبلة"- وهو أحد الذين كانوا مع القسام في فلسطين-، "روبين فران"- وهو بحار من "جبلة" كان يعمل في حيفا وترك العمل في البحر ووضع نفسه تحت إمرة الشهيد وبعد انتهاء الثورة عاد إلى "جبلة" مع "عبد المالك فران"-، محمد عز الدين القسام "وهو نجل المجاهد الراحل"، كما جمع بعض المعلومات من عائلات جبلاوية كانت في فلسطين وشهدت ثورة "القسام" قبل أن تعود هذه العائلات إلى "جبلة" وهم "آل حنفي، آل التبريزي".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى