''فوضى عارمة يسيّرها المشعوذون وممتهنو الحجامة''

قال الدكتور أولمان إن وضعية تسويق الأعشاب الطبية بالجزائر تسودها ''فوضى عارمة''، حيث تسوّق هذه الأعشاب من أشخاص من غير أخصائيي القطاع، من مشعوذين وكذا الذين يستعملونها في الحجامة وغيرهم، في الوقت الذي تبقى فيه الكفاءات من أخصائيين في مجال التداوي بالأعشاب الطبية محدودة.
وأوضح الدكتور أولمان لـ''الخبر'' أن هذه الممارسات المتمثّلة في استعمال الأعشاب لأغراض أخرى من طرف مشعوذين وسحرة، قد تفشّت في المدن الكبرى، حيث يقوم هؤلاء السحرة بتقديم مستخلصات أعشاب خطيرة على صحة المواطنين. وينشط هؤلاء، حسب نفس الطبيب، دون مراقبة وعلى أعين السلطات المعنية، حيث يتعامل هؤلاء مع زبائنهم بتقديم عناوينهم المتضمّنة في بطاقات الزيارة الخاصة بهم.
وعن بعض الأعشاب الطبية المستعملة كثيرا من طرف العائلات الجزائرية، قال أولمان إنه يتذكّر تلك النبتة التي تذكّره بطفولته، وهي نبات الزهر ''فيرفين''، المستعملة لتعزيز عملية التصفية على مستوى الكلى، كما تداوي أيضا مشاكل اختلال الجهاز الهضمي والكبد والجهاز العصبي، من خلال خصائصها المهدّئة. إلى جانب هذه العشبة ذكر نبتة الخشخاش ''لوبافو''، التي تحتوي على مادة ''الكودايين'' المستعملة ضد الآلام والسعال.

الجزائر استوردت أكثـر من 500 ألف دولار من الأعشاب الطبية

أصبح الجزائريون، من مختلف الفئات، يولون اهتماما للعودة إلى التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية بدلا من المواد الكيمياوية، ما تؤكّده إحصائيات مصالح الجمارك، التي تشير إلى ارتفاع فاتورة استيراد الأعشاب الطبية، من 63 , 456 ألف دولار خلال سنة 2011 إلى أكثـر من 635 ألف دولار، خلال التسعة الأشهر الأولى فقط للسنة الجارية. وحسب معلومات الجمارك، التي تحصّلت عليها ''الخبر''، فإن أغلب الأعشاب الطبية يتمّ استيرادها من الصين ولبنان، حيث يتصدر هذان البلدان قائمة مموّني الجزائر بالأعشاب الطبية، إلى جانب بلدان أخرى، مثل كوريا والهند وأندونيسيا وباكستان وسوريا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا، وحتى فيدرالية روسيا.