السيد محمد بن علي السنوسي
الإثنين 10 ديسمبر 2012, 22:10
السيد محمد بن علي السنوسي
مِنْ أَلْمَهْدِ إِلي ألَلَّحْدِ
مخطوط
مِنْ أَلْمَهْدِ إِلي ألَلَّحْدِ
مخطوط
في ذكر أحوال الأستاذ الأكبر رضي الله عنه
في ولادة الأستاذ السيد محمد بن علي السنوسي وقراءته القرآن ببلده وابتدائه في طلب العلم
إعلم انه لما أراد الله إظهار السر المكنون لينتفع به المسلمون ويقوم بشريعة جده صلي الله عليه وسلم كما قال صلي الله عليه وسلم أن الله يبعث في كل قرية من يجدد لها أمر دينها والأستاذ الأكبر ألأعظم مجدد وقد الهم الله السيد علي أن يخطب والدة الأستاذ من كفيلها صديقه القاضي لأنها كانت في كفالته وكان ذلك القاضي حبيبا للسيد علي فخطب منه والدة الأستاذ السيدة عائشة فعقد له عليها وحكي له قال أني سمعت من احد الصالحين أن هذه الصبية يخرج من ساقها وليّ كبير فزادت رغبة السيد علي فيها وصدق الله قول الصالح فكان أول مولود لها السيد محمد بن علي السنوسي ثم انه في أول ولادته نفر من الرضاعة من والدته وغيرها إلي أن بلغ سبعة أيام حتى خافوا عليه من الهلاك فأخبرت عمته السيدة فاطمة بذلك فأتت إليه ووضعت يدها علي رأسه وقالت لا تخافوا عليه فإنه يخرج من هذا الرأس أمر عظيم وكانت عند أسلافه شعرة للنبي صلي الله عليه وسلم ومن عادتهم إذا ولد عندهم مولود يجعلون تلك الشعرة في الزيت ويلحسونها للمولود فلما صبوا الزيت في فمه بلع الشعرة فكانت أول شيء دخل جوفه رضي الله عنه فأتت عمته بسمن وعسل وحركته بإصبعها والعقته له وجعلت له عنزاً يشرب من حليبها وما ذاق حليب النساء قط لا من والدته ولا من غيرها وسئل السيد عمران بن بركه عن الشعرة فقال نعم هي حقيقة وقد ظهر سرها فيه رضي الله عنه وأرضاه ببلوغه لدرجة الولاية الكبرى وتحقيقه ورسوخ قدمه في العلوم الظاهرة والباطنة وظهر أيضا سر الشعرة في نجله ذي السر السرمدي والهدي المحمدي سيدنا ومولانا السيد محمد المهدي رضي الله عنه وإن الله وهبه الخُلق والخَلق الذين ما جمعهما في أحد قبله ولا ولدت امرأة من بعده مثله قال الأستاذ الأكبر ومن نعم الله تعالي علي التي لا أحصيها ومواهب جوده التي لا استقصيها انه أخرجني من العدم الي الوجود مؤمنا بالله ورسوله وبما أرسل به صاحب المقام المحمود وذلك من خالص محض الكرم والجود في تقلبات أطوار جمة وتنقلات أسرا عمة فكان المولد علي ما استيقظ عند الأهل ليلة اثني عشر من ربيع الأول في سنة غرب بالحساب المشرقي وشرق بالحساب المغربي وبسبب ذلك سميت محمداً وكانت ولادته بالواسطة ببلد مستغانم مقر الأسلاف آل خطاب وقال استأذنا السيد محمد المهدي رضي الله عنه توفي السيد علي والأستاذ ابن سنتين فكفلته عمته السيدة فاطمة بوصية من أخيها فأحسنت تربيته وهذبت أخلاقه وأدبته بما أمكنها من أنواع التأديب وكانت من الصالحات عالمة أهل زمانها في جميع الفنون وكان العلماء يرسلون إليها يسألونها في حل بعض المسائل العويصة ويأخذون عنها الإجازة ومن عادتها العزلة ولا يدخل عليها أحد إلا بعد صلاة العصر يدخلون عليها النساء يحضرن عندها الدرس ويأخذن عنها أمر دينهن وقال الأستاذ الأكبر فكنت اسمع من فيها حقائق التوحيد فأحفظها وأتقنها وأحوال البدأ والمعاد وما بينهما من بعثة الرسل وقصصهم وغريب السير المحمدية وبنيه وبناته وأزواجه وأهل بيته من أعمامه وعماته ومالهم من المناقب والفضائل الثواقف مما لم اظفر به بعد قرأتي تلك العلوم إلا في اغرب الكتب وأصحها وأكابر علماء الأمة وأفصحها وممن أخذت عنهم من المشائخ رضي الله عنهم فلا حديث لها غالبا مع بنيها وأهل بيتها وزوارها من اخص أهل مودتها إلا في أمور الآخرة وما يقرب الي الله ويدل عليه وابنها وبناتها مثلها في ذلك فكنت إذ ذاك علي صغر سني كأنني أشاهد القيامة وأحوالها كل ذلك من تذكيرها بأيام الله ترهيبا وترغيبا فيما عند الله حسبما أخذت ذلك عن والدها ووالدتها كذلك عن والدها وزوجها الإمامين الهمامين العارفين بالله الدالين عليه جدنا السيد محمد السنوسي وجد والدي سيدي محمد العربي المعروف بابن قفل رضي الله عنهما وبسبب ذلك سهل علي أخذ تلك العلوم حال تعلمي إياها وربما طالعت الكتاب من أوله الي أخره من غير احتياج لمراجعة شيخ إلا في السند أو لطلب حصول الإذن ووصل السند ولم أزل عندها كذلك الي أن قرأت القرآن عند زوجها السيد محمد بن طاهر المهدي وأستاذ الأسانيد العشرية في عصره عصر ولي الله السيد محمد بن قفمسن الصغيرى نسبة الي السيد الصغيرى الظهراوى الشريف وعن والدها سيدي عبد القادر ا بن السيد محمد المذكور وعن شيخ جماعة قراء وقته في عصره بمصره ولي الله المسن البركة سيدي محمد بن خليفة رضي الله عنه وقد أدرك طبقة وافره من ذوى علوم زاخرة وأسرار فاخره كسيدي العربي قفل وسيدي عثمان بن سعيد وسيدي محمد البشير ابن أبي ترفاس وله رواية عامه عن سيدي محمد البدرى المعروف بابن الميت والشيخ عبد الله بن سالم البصرى والشيخ ابن عبد الغفور السندى وأحزابهم وكانت لهم أسرار مديدة وكرامات عديدة فأخذت عن الثلاثة وغيرهم كسيدي عبد القادر بن حمادوش وما قدر لي أخذه من القرآن ثم توفي الكل وعمتي وبنوها في طاعون سنة ----وسني إذ ذاك في حدود السبع سنين وكفلني بعد موت السيدة فاطمة المذكورة وبنيها الناسك العابد الورع الزاهد الصوام القوام العلامة الهمام السيد محمد السنوسي ابن عم السيد عبد القادر بن السنوسي الخطابي بإذن والده المذكور وأمره إذ الكل تحت كنفه فأتممت عليه حفظ القرآن مع بعض ما أشار به علي من إتقان ما يلزم من علم رسم الخط المصحفي والضبط كمورد الضمآن والمصباح والعقيلة وحرز الاماني والبرق وغيرها مما هو من وظائف قارىء القرآن فما ترعرعت راشدا فيما الزمنية جاهدا حتى تخيل لمربي النجابة بتغرسها من بين أفنان الخلافة فصار يحثني علي تعلم العلوم الشرعية
محمد بن علي السنوسي 1
الإثنين 10 ديسمبر 2012, 22:15
لاستقبال الأعباء التكليفيه لاسيما اللسان العربي بما تيسر مما أشتمل عليه من الفنون ألاثني عشر فكان هو السبب فيما قدر لي أخذه إذ ذاك عن بعض من سيذكر مع ما يدربني من قواعد أصوله وعيون فصوله بغرائب الحكايات وخرايف المجاراة ليكون ذلك ارسخ في ذكرى واتبحث في فكرى فسهل علي بعدما أحاوله مما كنت منه ازادنه مع ما يحثني به خلال ذلك وقبله علي الاشتغال بما هو الواجب علي من الأحكام الشرعية والمسائل الفرعية ويرغبني في معرفة مداركها بعد من الكتاب والسنة والعمل بهما والوقوف عند حريمها ويشوقني الي ذلك بما يحكيه عن بعض أهل الوقت ممن أدركناه من شيوخنا ومشائخهم ممن له عناية بذلك وابتهال به بالانكباب عليه واستغراق الوقت فيه مزج ما فضلهم شاكرا سعيهم بأنهم هم الفائزون بما ورد أن يتأهل فينا أن النهج القويم والصراط المستقيم ما كان عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إذ هم خير امة أخرجت للناس فيسكن جأشي بإزاحة غياهب الالتباس فما رمت الحلم حتى جأني الوارد من قبل الله عز وجل ورغبت في العزلة عن الخلق فأخبرت بذلك السيد السنوسي فقال لي لا تفعل في زمن ذهب فيه العلم وأهله وظهر فيه الجهل ونريدك تحصل العلوم وتعلم امة النبي صلي الله عليه وسلم قال لم يزل معه حتى سكن عند الوارد فرجع لطلب العلم بتلك النية مدة ثم عاودني الوارد ثانيا وثالثا وكلما جاءني الوارد أتي ابن عمي واخبره فلا يزال معي بالمحاكاة فيما يدل علي الترغيب في طلب العلم حتى يسكن الوارد عني ونرجع لطلب العلم حتى حصلت جميع العلوم بتلك النية فلما أتاني الإذن بالدلالة علي الله تعالي صرت لا أنزل إلا في ألاماكن الشاذة عن الدين لتدل أهلها علي الله تعالي وتردهم إليه وأحب أولادي الي من يكون لي عونا علي ذلك وكنت ذات يوم في مجلس السيد السنوسي في طرف المجلس اقرأ وردي فأخذتني سنة فأتاني ملكان ورفعاني الي السماء حتى قربت من الشمس وقالا لي انظر يمينا وشمالا وبحرا وقبلة وأدخلاني في جزائر البحار حتى أطلعت علي جميع مافي السماء والأرض فقمت فزعاً مرعوبا فقال لي سيدي السنوسي لا تنزعج كل ما رأيته فهو حق وستراه بعين اليقين وكنت أيضا ذات يوم أقرأ في وردي فأخذتني سنة فرأيت كأني طرت علوا في الجو ثم رجعت رجعة نحو المشرق تباعدت فيها حتى أخذت غايتي ثم عدت أخرى الي المشرق وأخرى الي المغرب فانتبهت من نومي ورفعت رأسي بعد أن طأطأة النوم فوجدت سيدي السنوسي ينظر الي وقال لي ما رأيت يا محمد قلت ما علمت يا سيدي فقال لي هذه الرؤيا لا تحتاج الي تأويل وسترى كل ذلك بنفسك عياناً فلما جئت الي ناحية المشرق وغربت الي ناحية الجبل الأخضر وطرابلس وتونس وشرقت ثانيا وغربت أخرى كل ذلك في الدلالة علي الله وقلت هذا تأويل رؤياي كما قال سيدي السنوسي ستشاهد ذلك بنفسك وسيدي السنوسي عاش مائة وعشرون سنة ولم يتزوج لاشتغاله بالعبادة والعلم ولما كنت نقرأ علي إبن عمي السيد السنوسي كنت حريصاً أن أكون دائما علي طهارة حتى إذا أصابني إحتلام في ليالي الشتاء نأتي الشراب الجامد ونكسره ونغتسل به ولا نبالي وكان ابن عمي المذكور يقول لي أن هذا الشيء يرجع علي الإنسان في كبر سنه فلما اعترتني الأمراض سرت احذر الأخوان من ذلك بلطف وذلك من شدة رأفتي بهم وكثيرا ما سهر ت مع ابن عمي الليالي العديدة في مطالعة كتب القوم وأحوالهم وآداب السلوك ومراتب العارفين منهم ترغيبا فيما أكرموا به من جزيل الطاعات وترهيبا عما ذرع به المفترون من الابتهال في نيل الكرامات ونجاح الحاجات لينبهني إذ علم تمكن إشاراته ونجاح بشاراته علي تأسيس ما وقعت به الأعمال علي حرف الإخلاص بسنن ذوى الاختصاص من اخص خواص الخواص في مراتبه الثلاث المنيفة سلم الرابعة الشريفة فلله دره ما نصحه لعباد الله وما ابره لمريد القرب من الله ومزيد رضاه فليس له رضي الله عنه كلاما غالبا إلا فيما يقربني الي الله ويحذرني عما يبعدني عن الله من العكوف علي طاعته والتجافي عن معصيته بالترغيب في منوال الخيرات والترهيب عن اقتراف المنهيات لاسيما ما يتعلق بدسائس النفوس وخداعها وكثيرا ما بشرني عند اسمه ويحذرني عند الارتياح والكرامة فيحفظني الله به رضي الله عنه في زفرة غوائل النفوس وغمرة مكائد الشيطان لجذائع البؤس وقت صدفات شقوات الشباب وتراكم غياهب الزيغ والعتاب فضلا من مواهب الجود ومانح الندا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكي منكم من احد أبدا وكان رضي الله عنه يجرئني علي امتطاء ذوى المناقب العوالي ويطمعني في التحلي بما في كرائم المفاخر الغوالي ويشجعني علي اقتحام مجالي حركات الكتاتيب وارتقاء فنن سرى شوامخ المراتب بالانخراط في سلك الأكابر الكرام والتقاعس عن سبيل البطلة اللئام في التزام المتنسكات الصباحية والتعبيدات القياميه واقرأ ما أمر الله به علي من العلوم وإنارة القرعة بما في سجيتها من سبك جيد المنثور والمنظوم بل ذلك دأبه معي من أوان حصول التمييز فربما حثني إذ ذاك علي مالست له بأهل لسخامة نهي الصبي في غياهب الجهل من أنشاء بعض القصائد الطويلة في أنواع التضرع والابتهال والتوسل بأسماء الله وملائكته وأنبيائه وأكابر أوليائه وغيرها مما يجرى في البال علي مقتضي الحال فإذا بدت مطالعها ونسيب حروفها ومصارعها أصلح منها ما يجب إصلاحه بما يقتضيه اصطلاحه معينا علي إتمامها بالأبيات الكثيرة بإبداع المعاني والأساليب الأثيرة فإذا رأى جمود القريحة بالمنة الكلية أمهلني بالكلية لتجم نوابغها وترحب شوارعها حتى إذا أرى توق اني رأيا امرني بالزيادة بمراعاة التأني والإجادة فإذا تم تهذيبها وحسن ترتيبها نسب الكل لي واثني علي ينشطني لتنميق شكلها ويجربني علي ابتكار مثلها ناهيا لي عن التظاهر لها لمن لا يسر بها خشية عيون الحسدة شقاق المردة وكان رضي الله عنه يعارضني فيما أرى فهمه وتحصيله من العلوم كأن الفضل لي فيما أتحف به لديه من غوامض الفهوم فمن ذلك المقدمة النحوية الاجروميه بشرح الازهرى والسيد الشريف وما أمكن من حواشيها وغيرهما من الشروح وأخذت عنه المقنع بشرحيه للعلامة ابن سعيد السوسي ومنهما الفرائض وجملة مصالح من مختصر الشيخ خليل بما تيسر من شروحه وغيره من المؤلفات الذهبية كرسالة ابي زيد ومقدمات ابن رشد ومقدمة الاخضرى بشرحه ومختصر المدونة للبرادعي وغيرها مما طال العمر به ومنها كتب التصوف الحكم العطائيه والرأيتين العريشيه والمرئية والدرة البيضاء وأبيات أهل المعارف للحاتمي بشرح الشيخ إبراهيم التازي وغيره مما يسره الله من كتبه ومنها من كتب التوحيد لامية العارف بالله أبي العباس احمد الجزائري وشرحها للعارف بالله سيدي محمد السنوسي التلمساني واللقاني وغيرهما من مصنفات الشيخ السنوسي المذكور بشروحه الخمسة عليها وهي الصغرى وصغرى الصغرى والكبرى وكبرى الكبرى والمقدمات والنظم والرسوم بسلم المقاصد وشرحه كلاهما لجده السيد محمد السنوسي الخطابي وغيرهما من كتبه بخطه رضي الله عنه وابتدأت عنه من كتب المدينة تنبيه الغافلين لأبي الليث السمرقندى وكتاب الشهاب للقضاعي والحصن الحصين للجزرى والأربعين النووية وما شاء الله من صحيح البخاري والموطأ ومختصر ابن أبي حمزة بشرحه وغيرها ما يطول سرده وأخذت عنه من كتب التفسير الجواهر المسان للعارف بالله أبي زيد سيدي عبد الرحمن الثعالبي ومختصر تفسير ابن عطية وتفسير العارف بالله الشاطيبي وغيرها من طرائف الكتب النفيسة وكان رضي الله عنه يشوقني للأوراد بذكر قضايا وما ينبغي من الاستفراد ويدربني علي ما يمكن من التزام بها ما هو الأليف لي بمنها ومن ذلك ما تيسر من الأوراد القادرية والوظيفة الزر وقيه وحزب الفلاح ودلائل الخيرات وغيرها كالمريد مني الآتيان في مواظبة وانكباب عليه متقنا حفظه عن ظهر قلب ولذلك سهل عليه سرده في اليوم الواحد نحو سبع مرات والأسماء الحسني ومما لها من الخواص مما شوهد سره لديه والورد الدوري القرآني وغيرها من نفائس الأوراد حسب ما اخذ ذلك عن والده وعمه عن والدهما ويشاركهما في أمهما جدته لأبيه الشريفة الزكيه العابدة التقية السيدة الزهراء بنت العارف بالله السيد محمد العربي بن قفل الخطابي إذ ربي في كفالتها وتحت ايالتها وكفالة أبيها والد السيد علي عفا الله عنهما فما ناهز الحلم أو جاوزه إلا وأتقن حفظ القرآن وتهذيب أخلاقه وحسنت شيمته وتعطرت شمائله وذكت شيمته محفوظا بينهما مما يقع غالبا لأمثاله من الاضطراب وما يهجم من شغب عنفوان الشباب فقد أخذ عنها إذ ذاك من علوم التوحيد والديانات وأحوال المبدأ والمعاد وغيرها حظا وافرا حسبما أخذته عن كل من زوجها جدة السيد محمد السنوسي مسية وأبيها السيد العربي المذكور إذ كان يلقي عليها خصوصا ولأهل بيته عموما من العلوم والمعارف والأسرار ما لايمكن وصفه إذ كان يخصهم بوقت بل أوقات يقرأ معهن كتبا جمة من أنواع ثمة ولا يحضرهن سواهن سيما ما كان من طريق الكتاب والسنة والسير والسلوك مما لا يوجد عند غيره من أهل وقته بقطره ومهما كان يرجع الي بعض بناته بعروفاته في مفصلات المسائل ومشكلاتهما أكابر العلماء بقطرهن لاسيما الجدة المذكورة حيث كانت وراثة سره ووصيته من بعده في عموم وخصوص أمره علي ماشهد به أكابر أصحابه وماهو مشهور عنها من البركات وإجابة الدعوات والكرامات الباهرة والتصرفات الظاهرة مما يطول سرده فهو وغيره يوثر عنها من ذلك خصوصيات مزايه ومواهب جليلة فنال منها لذلك بركات عظيمة وأسرار جسيمه فاق فيها غالب أبناء عصره بقطره وقد حظي بالأخذ عنها دون سائر بني بنيها عن أبيها وزوجها المذكورين بسندهما المعروف وأخذه عن والد أبيه السيد عبدالقادر المذكور وعمه السيد محمد العربي المذكور وشاركه فيه ابن عمه السيد محمد العربي وأجازه قرب وفاته مبشر لي ببشائر جمة وهما أخذا عن ابن السيد عبدالقادر والسيد محمد العربي ابن قفل المذكور المتوفى سنة 1240 هجري
السيد محمد بن علي السنوسي ملحق
الإثنين 10 ديسمبر 2012, 22:55
استكمالا للموضوع فهذا مرفق الكتاب للاطلاع عليه
- المرفقات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى