بؤس عربي.!

رئيس الوزراء الليبي الذي يعوّل عليه في بناء ليبيا الحديثة بعد الثورة يختطف.! وعندما يصبح رئيس الوزراء لا يستطيع حماية نفسه من المليشيات فلا تسألوا عن حكاية خطف أمريكا لمواطن ليبي من قلب ليبيا.! تونس هي الأخرى لم تستطع أن تتجاوز حالة الشجار على السلطة بين العصب التي ورثت حكم بن علي.! وعندما تبقى قوى الثورة ثلاث سنوات وهي تكتب دستورا ولا تنجزه.. فلا تسألوا عن حالة تونس في التنمية والأمن والسياسة والقانون في ظل هكذا سلطة.! نحن في الجزائر أحسن حالا من أشقائنا في تونس وليبيا، نتمتع بحكومة أداؤها أقل من حجم البلاد.. حكومة البلاد أكبر منها.. ولذلك تقوم الحكومة بإعطاء جزء من مالها لصندوق النقد الدولي.. وتعطي الباقي للخزينة الأمريكية. حكومة تكري مجالها الجوي العسكري ببلاش للجيش الفرنسي.! حكومة يختطف رئيسها لشهور باسم المرض في فال دوغراس ويطلق سراحه تماما مثلما يختطف رئيس وزراء ليبيا لأيام؟! أو لساعات؟! حكومة فيها وزير “الزبالة” يصلح لأن يكون وزيرا للصحة أو وزيرا للصناعة.! لأن الزبالة والصحة والصناعة في الجزائر قطاعات قيادتها لا تحتاج إلى كفاءة.. مادامت الحكومة تعالج وزراءها في الخارج وتستورد السيارات والمنتجات التي تستهلكها من الخارج.. وقد سمعت أن الألمان صدّروا لنا مصنعا لمعالجة الزبالة.. وقد نصبح من أكبر الدول في البحر المتوسط التي تنتج المنتجات انطلاقا من الزبالة.! حتى رجل الأعمال ربراب شبه يائس من الاستثمار في البلاد، فذهب إلى السودان للاستثمار هناك في الفلاحة.! أي والله. وزراؤنا لا يتمتعون بالكفاءة التيكنوقراطية المطلوبة، لأنهم وزراء سياسة ولا يتمتعون بصفة “وزير سياسي”، لأن السياسة لا تمارس في الجزائر..! الوزير عندنا يمكن أن يصبح وزيرا فقط عندما ينشق عن حزبه ويصرح في التلفزة بأنه يؤيد الرئيس وبرنامج الرئيس، ليجد نفسه وزيرا..! والوزير يمكن أن يفقد منصبه بنفس الكيفية التي حصل بها على المنصب. يكفي فقط أن يبدي امتعاضه من أداء الرئيس ليجد نفسه خارج الحكومة؟! في الجزائر الحكومة ليست مهمة.. المهم هو قائد الأركان.. فهو الذي يدعم الرئيس في قراراته المهمة والخارقة للعادة، وفي نفس الوقت يقوم الرئيس باستخدام القوة التي يمنحها له قائد الأركان ويفوّض صلاحياته لقائد الأركان على طريقة “شيلني ونشيلك”! هل سمعتم في العالم بوجود حكومة لا يجتمع مجلس وزرائها إلا مرة في السنة؟ ومع ذلك فالأمور تسير؟! هل سمعتم برئيس دولة غيّر الدستور بطريقة غير دستورية لأجل تجميع كل الصلاحيات في يده.. ثم راح يفوّضها لمن يشاء؟! لا تقولوا إن هذا من قبيل العبث بالمؤسسات.
يكتبها: سعد بوعقبة
رغم كل هذا ...كتبت هذا في ظل ديمقراطية بو تفليقة...