- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
جزائر.. بن باديس .....وبلحمر؟
السبت 09 نوفمبر 2013, 07:22
قضى العلامة عبد الحميد بن باديس سنوات يصرف من ماله الخاص، ويفتح المدارس ويواجه كل أنواع الضغوطات من أهله ومن الاستعمار الفرنسي، فقط لأنه هب لإيقاظ الهمم من أجل محاربة ذلك الفكر الشعبوي آنذاك، والمرتبط بالشعوذة والغيبيات، وكل ما شابه ذلك، حيث كان يدرك تمام الإدراك أن خلاص المجتمع الجزائري لن يكون إذا بقي هذا الفكر أو نقل هذا اللافكر واللاوعي عند الإنسان الجزائري، وضرورة أن ينفض عنه غبار الغبن والمسكنة والتضرع إلى الله وهو قابع في المساجد والزوايا (الزْوّيِ) ومقامات أوليائه الصالحين.
حارب ابن باديس فكرة أساسية استغلتها فرنسا ورسختها عن طريق دعاة المكتوب، وقدر الله الذي أصاب بغضبه الشعب الجزائري، فنشروا فكرة أن الاستعمار بلاء من الله وقضاء وقدر علينا أن نقبل به، إلى أن يأتي الفرج من عنده.
وان كان الناس قد أخطئوا في الجزء الأول من الفكرة، فإنهم أصابوا في الجزء الثاني، بأن جَنَّدَ الله رجالا من الأمة وقفوا ضد هذا الفكر وأعدُّوا العُدّة الفكرية والنفسية، وحصّنوا المجتمع وحضّروه من أجل المعركة الكبرى للاستقلال، عن طريق الخروج من الجهل بكل أنواعه...
أولا (الفكري والديني والعقائدي والسياسي والعسكري..)
وثانيا الإيمان بحتمية التغيير من داخل المجتمع،
ثم التّحرّر من سيطرة الاستعمار، وما كان يعانيه المجتمع الجزائري آنذاك..
ماذا لو عاد العلامة عبد الحميد بن باديس قائد الإصلاح في الجزائر إلى هذا الزمن والرجال الذين عرفتهم الجزائر في ثلاثينيات القرن الماضي؟
وما أحوجنا ليعودوا، فيروا ظاهرة توقيع “بلحمر” لكتابه في معرض الكتاب، وتهافت الناس عليه،..
ثم يسمعوا بعض ممثلي الأحزاب المطبلين للعهدة الرابعة والذين ينشرون فكرة أن العهدة الرابعة قضاء وقدر من الله، لضمان الاستقرار الذي يجب أن تنشده الجزائر، وأن الرئيس بوتفليقة هو الأحسن والأفضل، لأن الله أنقذ الجزائر من اللاأمن والحرب الأهلية بفضله، حتى لو كان لا يستطيع الوقوف على هموم الأمة وأمورها وتحدياتها ورهاناتها.
سيكتشف عبد الحميد بن باديس ورفاقه أن الزمن يعيد نفسه، فجزائر 2013 لها أيضا أولياؤها، لكن ليسوا الصالحين، بل المفسدين الذين يروجون لفكرة أن الفساد وهذا النظام بكل أطرافه ومفاسده وصراعاته هو قضاء وقدر على الشعب الجزائري، وعليه الاختيار بين أن يقبل هذا الوضع، ويقبع في المساجد يدعو بسقوط المطر وسقوط النظام وسقوط الفساد ورؤوس الفساد، وبين أن يتحوّل الوطن إلى فوضى عارمة مثل ما عرفته دول الربيع العربي، ويأكل اليابس الأخضر، ولا يدر خيرا إلا شتته.. نعم، في هذا الزمن الأغبر هناك أيضا أولياء يروجون بأن ما نحن فيه حتمية دينية وتاريخية وسياسية لا يمكن الخروج منها.
وكما جاء يوما عبد الحميد بن باديس وجاء من بعده ذلك الجيل الذي خاض معركة الإصلاح في السياسة والتخطيط والتفكير من حزب الشعب إلى المنظمة الخاصة إلى.. ليدعوا إلى التعليم ويواجهوا الجهل والفساد والتخلف والظلم الفرنسي..
الجزائر بحاجة اليوم إلى رجال يقولون إنه حان زمن التغيير الحقيقي إذا أردنا فعلا أن نكون في قطار التاريخ، ونجنب الجزائر إخفاقا آخر سيبقيها ليس في مؤخرة العالم، رغم ما تملكه من مقدرات طبيعة وبشرية، بل سيجعلها دولة مستعمرة تملك فقط علما ونشيدا وطنيا، والباقي عبارة عن وهم..
مسعودة بوطلعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى