- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
قاتل الجزائريين نصف قرن من أجل فرنسا الباشاغا بوعلام.. المسلم الذي صاهر اليهود
السبت 14 ديسمبر 2013, 06:23
يوصف الباشاغا بوعلام بالرجل المسلم أحد ركائز الجيش الفرنسي ،الذي لم يتورع عن قتل أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، كما يصفه الباحثون على أنه الخائن رقم واحد على قائمة الحركى، حيث تقلد عدة مسؤوليات لدى الإدارة الفرنسية إلى أن أصبح نائبا لرئيس المجلس الوطني الفرنسي، ولم يكتف بذلك ووقف إلى جنب كلٍّ من كوبيس وبلونيس بالمال من أجل إجهاض الثورة في المهد، وختم مساره بتزويج ابنه المسمى علي من "إي منوال" ابنة الجنرال السفاح اليهودي الأصل "جون كلود بيراز" أحد مؤسسي منظمة "اليد الحمراء"، وسوف نسرد في هذه الحلقة العلاقة بين كوبيس والباشاغا بوعلام في محاربة الجزائريين.
يرى عددٌ من الباحثين في التاريخ الجزائري من بينهم جمال قادة، أن قادة الثورة لمّا رفضوا انضمام كوبيس إليهم، كان ذلك من باب الحيطة والحذر وعدم المغامرة بوضع شخص في الصفوف الأمامية في بداية الثورة، وهم يعلمون يقينا أنه باع المناضلين أيام الحركة الوطنية وبينهم بن بلة وأكثر من 30 مناضلا أغلبهم وجدوا أنفسهم وراء القضبان مع تعذيبهم، وقد تسربت معلومات من السجن أن هذا الرجل عميل لفرنسا وما وجوده بينهم في السجن قبل إطلاق سراحه سوى لجمع مزيد من المعلومات عن قادة الثورة ومن يدعمها بالمال والعدة.
لما شعر كوبيس أن قادة الثورة رفضوه انتقم منهم بتشكيل جيش لمحاربتهم، وقال "قادة" نقلا عن شهادات تاريخية في الأوراس وعين الدفلى استنادا إلى والده المجاهد الكبير أحمد قادة، أن قادة الثورة رفضوا انضمام كوبيس مخافة طعنهم في الظهر، وفضلوا إرجاء انضمامه وليس إقصاءه، كون أن عددا كبيرا من المتعاونين مع الإدارة الفرنسية عملوا مع الثورة بوجهين حتى لا يتم اكتشافهم ومنهم من ساهم بقدر كبير في حماية المجاهدين والتستُّر عليهم خوفا من وقوعهم بين يدي العسكر الفرنسي، باستثناء كوبيس الذي أعلن ولاءَه جهارا لفرنسا وقال بالحرف الواحد "يجب محاربة الثورة لأنها لن تنجح مع قدرة الجيش الفرنسي".
وأطلقت فرنسا بداية من 1957 على جيش كوبيس الذي أرتقي من 500 إلى 800 جندي لقب القوة "ك" أي الذراع الأيمن للجيش الفرنسي في مناطق زيدين، إلى أولاد براهمة، فضلا عن روابح، زعارطة، مقازي، بينما سيطر جيش التحرير على معظم جبال عمرونة، وأصبحت محرّمة على جنود العدو ومن حالفه بسبب بسط المجاهدين نفوذهم عليها.
قصة كنية "ولد لوفيسي"
تؤكِّد وثائق فرنسية تاريخية أن كوبيس يُلقب بـ"ابن لوفيسي" لأن والده كان ضابطا لدى الجيش الفرنسي، وتعدُّ هذه من بين مبررات رفض قادة الثورة له حتى أنهم قاطعوه ولم يُشعِروه بإطلاق أول رصاصة في الأوراس لأن فرنسا لو علمت بذلك لأفسدت مخطط المجاهدين، وتقول وثائق أخرى إن كوبيس وبلونيس كانا يحملان نفس الأفكار وهي تكوين جيش قوي لمحاربة جيش التحرير عقب الحصول على الدعم المادي والمعنوي من الفرنسيين. وبعد القضاء على الثورة، ينقلبون على فرنسا ومنه الظفر بالاستقلال حسب اعتقادهما، وهي الخطة التي استقطبت عددا من المجندين من مناطق بالبليدة والرويبة، عين بنيان، بابا حسن، والشراڤة بالعاصمة، لكن هذه الفرضية استبعدها المؤرخ جمال قادة، مشيرا إلى أن نية كوبيس كانت ظاهرة من الأول وواضحة بخصوص حبه لفرنسا وهدفه بقاء فرنسا وليس إخراجها من الجزائر، حيث كان يرفع الراية الفرنسية وتوعّد بمحاربة المجاهدين، تحت ظل "الحركة الوطنية الجزائرية" بجناحها المسلح الذي سماه "جيش التحرير الوطني" لمغالطة الناس وهو ما تحقق فعلا واتبعه عدد كبير من المواطنين الذين كان همهم هو الخروج من دائرة الإستدمار، وكان السيرجان يردد عبارة "جبهة التحرير وجيشها خونة وشيوعيون وأعداء للدين والوطن".
الباشاغا بوعلام أول مسؤول عن الحركى
يتفق غالبية المؤرخين على أن الثلاثي كوبيس وبلونيس وباشاغا بوعلام وجوه متعددة لعملة فرنسا، ولم يكن لهم أي رغبة في الالتحاق بجيش التحرير وأن كوبيس كان مدفوعا من طرف الإدارة الفرنسية لاختراق الثورة بعد أن نجح في خرق المنظمة الخاصة، ولم يجد مخرجا للضائقة التي وقع فيها سوى أنه لجأ إلى باشاغا بوعلام واسمه الحقيقي السعيد بن عيسي بوعلام من مواليد 02 أكتوبر 1906 بولاية سوق هراس وهو نقيب في الجيش فرنسي منذ الحرب العالمية الثانية، وتولى عدة مسؤوليات منها نائب رئيس المجلس الوطني الفرنسي لأربع عهدات، لذلك احتمى به كوبيس من أجل تقوية جيشه ماديا ومعنويا، لأن فرنسا لم تكن تثق فيه بصورة كبيرة ولم تسلمه سلاحا ثقيلا، وتقول بعض الروايات التاريخية أن البشاغا بوعلام سلم كوبيس أموالا كبيرة من أجل شراء السلاح والعدة وإطعام الخونة من أتباعه.
إعدام 17 فردا من عائلة الباشاغا
عين الباشاغا في سنة 1955 في رتبة آغا ثم ارتقى إلى بشاغا وأصبح يتحكم في 14 عرشاً، وفي 1956 عين مسؤولاً لـ"الحركى" في منطقة الونشريس، وكان قبلها وبالتحديد في سنة 1945 برتبة قائد وفي 1958 بعد استقالة الرئيس الفرنسي كوتي واستخلافه بدوغول، انضم إلى حزبه وانتخب في المجلس الوطني الفرنسي، ثم أضحى نائبا لرئيس المجلس المذكور. وفي 1959 انتخب رئيسا لبلدية بني بودوانة ومستشارا عاما لمقاطعة الشلف، وما لبث أن ترك حزب ديغول، وانضم إلى مجموعة الوحدة الجمهورية التي أسسها "سوستال" فيما بعد، وفي جوان 1960 ترأس "جبهة الجزائر الفرنسية"، التي استقطبت حوالي 45 ألف منخرط منهم 21 ألف "مسلم"؛ أي جزائري، استنادا إلى الوثائق تاريخية، وتدريجيا ابتعد عن مسار حزب دوغول، وفي أكتوبر 1959 امتنع عن التصويت على تصريح السياسة العامة بسبب التغيير في الدستور الفرنسي، وتحوّل إلى شبه معارض لمشروع الرئيس دوغول الذي أعطى صلاحيات خاصة للحكومة الفرنسية.
تأسيس "اليد الحمراء"
في مارس 1962 أسس باشاغا صحبة 04 جنرالات متقاعدين قدموا للجزائر من حرب الفيتنام وهم "سالوا " و"إدموند" و"شال موريس" و"إندري زيلار" المنظمة العسكرية السرية الفرنسية OASوتمكنوا من تكوين قوة في نفس المنطقة منها سريا نشطة تعمل بالزى المدني رفقة بمساعدة البشاغا بغية الوقف ضد سياسة دوغول، وارتكبوا جرائم بشعة منها قتل العزل وذبح النساء والأطفال وهتك أعراض الفتيات، ومعلوم أن جيش التحرير قام بإعدام 17 فردا من عائلة الباشاغا بوعلام وابنه وأخيه بين سنتي 1956 و1962، لكنه واصل محاربة المجاهدين ودعّم فرنسا إلى غاية الاستقلال، ولما أحس بالخطر فرّ إلى فرنسا حيث حطت طائرة فرنسية خاصة بالجزائر ونقلته رفقة "بقايا" عائلته، وظل يعيش في منطقة "كم .أ. رق" الساحلية إلى أن توفي في شهر فيفري 1982 بفرنسا، ويقول عنه الجنرال "إدموند" أثناء مراسيم دفنه في مقبرة للمسلمين بفرنسا وبالتحديد بمنطقة "سانت رفائل": "لقد تمسك الباشاغا بمقولته "أمِّي فرنسا" ولم يتنازل عنها قدر أنملة فهو يستحق التقدير بالنسبة لكل الفرنسيين لأنه وطني؟" حسب رأيه.
ويذكر أن الباشاغا قبل وفاته زوَّج ابنه علي بـ"إي منوال بيراز" ابنة السفاح "جون كلود بيراز" المعروف بعداوته وكرهه للشعب الجزائري وهو أحد مؤسسي منظمة "اليد الحمراء"، كما تمت مكافأة الباشاغا على "حبه لفرنسا" وأطلقت الحكومات المتعاقبة على مدار السنوات السابقة اسمه على 22 مرفقا ومكانا ومنها مقرات رسمية وشوارع وحدائق عامة على غرار حديقة في منطقة "إكسون بروفونس" وأخرى في "نيس" وساحة في "ليون" وشارع في "أر. لا. ا. س" وملتقى طرق في "بيزي" وشارع في كان، وموقع في "دراق. إنيو" و"تولوز" ووو... غيرها، ما يوضح حجم الحب المتبادل بين فرنسا والخائن لمدة 62 سنة كاملة قضاها النذل في محاربة شعبه والتفاني في خدمة عدوّه دون حدود من أجل متاع الحياة الدنيا.
زعم أنه "متعطشٌ للحرية" مثلهم
بلُّونيس يدعو مجاهدي جبهة التحرير إلى الانضمام إلى جيشه
في هذه الرسالة في نهاية جانفي 1958 دعوة من محمد بلونيس لمجاهدي جيش التحرير الوطني كي ينضموا إلى جيشه الذي سماه "الجيش الوطني للشعب الجزائري"، وتعهُّده لهم بأنهم لن يُتابعوا من طرف الهيئات القضائية الفرنسية.
الجيش الوطني للشعب الجزائري
إخواني الأعزاء المواطنين
رغبتي وتعطشي للحرية الوطنية الجزائرية وليس لمتابعة المقاتلين الذين يناضلون من أجل حرية وطنهم الغالي، بل بالعكس، للدفاع عنهم ومنحهم شرف الرجال والفخر الذي يستحقونه ورفع علمهم الذي سيرفرف فوق رؤوسهم كرجال أحرار أمام العالم أجمع.
أتحمل المسؤولية أمام العالم أجمع لحماية أرواحكم وأملاككم وحريتكم التي ناضلتم من أجلها بالغالي والنفيس.
مواطنيّ الأعزاء، أتعهد بشرفي بأن كل ما قلته أعلاه سيُطبق بحذافيره تجاه الحكومة الفرنسية وتجاهكم، وأن لا تخشوا شيئا سواء من الحكومة الفرنسية أو من "الجيش الوطني للشعب الجزائري".
كلمة الشرف وإيماني الوطني والإسلامي، أمنحهم باسم كل من سقطوا في ميدان الشرف، وباسم كل الذين يعانون في السجون، هي كلمة شرف يجب أن أقولها أمام 12 مليون جزائري يجب أن يعيشوا في وطنهم الغالي الجزائر.
هذا النداء هو واجبٌ مقدس للقضية الوطنية، يُوجه إلى كل المقاتلين الصادقين والذين يجب أن يلتحقوا بـ"الجيش الوطني للشعب الجزائري"، الذي عقد اتفاقية مع أعلى السلطات الفرنسية من أجل السلم و"الاستقلال التام للجزائر من كل أنواع الاستبداد؟".
إن كل الذين سيلتحقون بـ"الجيش الوطني للشعب الجزائري" لن يُتابعوا من طرف السلطات الفرنسية مهما كانت مهامهم في الثورة.
إن "الجيش الوطني للشعب الجزائري" هو هيئة مستقلة، والسلطات العليا ليس لها الحق أن تعلم ما يجري في صفوف هذا التنظيم الثوري.
الثقة والأخوة والسلم والحرية هي واجباتٌ مقدسة.
الجنرال قائد "الجيش الوطني للشعب الجزائري" سي محمد بلونيس
رياض شتوح / نقلاً عن كتاب "التحالف" لمؤلفه فيليب جايارد
حكيم عزي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى