الداعية الماسونية مريم نور الروتارية 3
الجمعة 11 يوليو 2008, 15:52
فالأهداف الحقيقية للروتارية وداعيتها "مريم نور" هي :
1 ـ التغلغل في المجتمعات ، والمؤسسات ، والأنظمة السياسية ، والوسائل الإعلامية ، واختراقها في الأعماق ، وخاصة القوية منها ؛ من أجل بسط نفوذها ، والتحكم في قراراتها .
2 ـ العمل على تدمير العقائد والأخلاق ، والحكومات الوطنية ، والروابط القومية ، والأديان السماوية إلا اليهودية .
3 ـ دعم الوجود الصهيوني بفلسطين المحتلة ، وحشد التعاطف معها بالطريقة المناسبة.
4 ـ دعم الماسونية العالمية في مخططها وبرامجها الهدامة .
5 ـ مزج اليهود بشعوب العالم باسم الإخاء والسلام والإنسانية من أجل جمع المعلومات الهامة التي تعينهم على تحقيق أهدافهم السابقة .
خامسا ـ الشعارات الظاهرية لمنظمة "الروتارية" ومقارنته بدعوة "مريم نور"
كما قلنا سابقا تسلك جميع المنظمات الماسونية في دعوتها مسلك التدليس والتضليل ، فتخفي أهدافها الحقيقية ، وتستبدلها بأخرى تلقى القبول والترحيب بين عامة الناس ، فهي كمن يدس السم في العسل .
أما "السم" ، فقد أشرت إليه آنفا في الحديث عن "الأهداف الحقيقية لمنظمة الروتارية" .
وأما "العسل" ، فهي الشعارات الظاهرة والمعلنة لمنظمة "الروتارية" .
ولكن تجدر الإشارة ـ قبل بيان الشعارات المعلنة للروتارية ـ إلى أن الإنسان يتكون من جزأين أساسيين : الروح والبدن . وعليهما تركز "الروتارية" شعاراتها الظاهرة كما يلي :
1 ـ التركيز على القيم الروحية .
وذلك من خلال الدعوة إلى الإخاء والمساواة بين أفراد البشرية كلها !! .
وهم بذلك يهدفون إلى إذابة الفوارق بين الأمم ، وتفتيت جميع أنواع الولاءات ؛ حتى يصبح الناس أفرادا ضائعين تائهين بلا هوية ، هائمين على وجوههم بلا انتماء ، فهوية الإنسان جسده وروحه ، وحينئذ لا تبقى قوة متماسكة صلبة إلا اليهود الذين يسيطرون على العالم ومقدراته .
قال محتسب : ومن يتتبع أقوال "مريم نور" يلمس ذلك بوضوح وجلاء ، فهذا ديدنها في جميع برامجها وندواتها ، فتخلط الحق بالباطل بأسلوب فلسفي بسيط ، وأقيسة عقلية ماكرة مبنية على مقدمات ، ثم نتائج بهلوانية تنطلي على البسطاء !!
فهي تتحدث عن الهوية فتقول : "الهوية هاوية خاوية من كل عافية ..أنت أبعد من حدود الاسم والجسم والهوية ...أنت تحمل شيئا من الاسم ..ولكن لا تنسى بأنك فكر وعقل وروح وأبعد من حدود أية هوية أو أي لقب أو أي عمل أو أية سلطة.." .
فتأمل كيف تدعو إلى نبذ أي هوية ، وبلا ريب في مقدمة ذلك الهوية العقائدية أبعد من حدود أية هوية !! .
كما تدعو إلى نبذ الهوية الوطنية والقومية بقولها : "حامل الجنسية والفصيلة المفصولة عن الحقيقة...أنا أميركية وأنت عربية...هذا ليس صحيحا...الحقيقة أن كل إنسان هو فرد مميز".
أيضا تجدها تصف الروح البشرية بأنها من الله ، وهي شيء عظيم مقدس ، ولا يصح التفريق بين أفرادها ، وتحتج على ذلك بقول الله تعالى : وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (وتعني بذلك أن أرواح الهندوس عبدة القرود والبقر تتساوى تماما مع روح المؤمن بالواحد الأحد الفرد الصمد) !!.
وتقول : "فلنشبك أيادينا ولنوحد قلوبنا ولنشف حياتنا وأمنا الأرض… وليحل السلام على الأرض… كلنا عائلة واحدة في أرض يعم فيها السلام". فتأمل كيف جعلت من الملل والنحل أسرة واحدة" .
وتتغافل عن قول الله تعالى : أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (القلم:35 ، 36) .
2 ـ وحدة الأديان .
تزعم "الروتارية" أن الدين يعد من أكثر العوائق التي تعيق السلام الإنساني ، وحقيقة الأمر أن التميز العقائدي يعيق اليهود عن تنفيذ مخططهم الرهيب في السيطرة على العالم .
من أجل ذلك يعتبر التمايز الديني والعقائدي في "الروتارية" لا قيمة له ، ولا يلتفت إليه ، ولا اعتبار له مطلقا في علاقة الأعضاء ببعضهم ، وهذه سمة أساسية عند "الروتارية" ، ومنها تسللت إلى أغلب دساتير .
فتلقن نوادي "الروتاري" أفرادها قائمة بالأديان المعترف بها لديها على قدم المساواة :
1 ـ (اليهودية) ويقدر أتباعها بعشرين مليون تقريبا .
2 ـ (النصرانية) ويقدر أتباعها بجميع طوائفها بمليار ونصف تقريبا .
3 ـ المحمدية (الإسلام) ، ويقدر أتباعها بجميع طوائفها بمليار ونصف تقريبا .
4 ـ (البوذية) ، ويقدر أتباعها بنصف مليار تقريبا .
5 ـ (الكونفشيوسية) ، ويقدر أتباعها بمليار تقريبا .
6 ـ (الهندوسية) ، ويقدر أتباعها بمليار تقريبا .
7 ـ (الطاوية) ، ويقدر أتباعها بنصف مليار تقريبا .
وهذه الأديان هي السائدة على الأرض منذ قرون عديدة .
وبتأمل الإحصائيات التقريبية لأتباع هذه الديانات نجد أن اليهودية في ذيل القائمة ، فهم أقل الأعداد ، وأضعف الديانات ، وبلا ريب من مصلحتهم الكبرى إسقاط اعتبار الدين في التعاملات بين البشر ؛ لأن ذلك يوفر لهم الحماية ، ويسهل عليهم تغلغلهم في الأنشطة الحياتية كافة .
قال محتسب : وقد وجدت الماسونية الروتارية الصهيونية في بعض طوائف هذه الأديان قواسم مشتركة تصلح أن تكون منطلقا لدعوة "وحدة الأديان" ، وهو "الجانب التصوفي" .
فجميع هذه الأديان السابقة الذكر لدى بعض أتباعها نزعة تصوفية ، تدعو للتأمل والفناء ، والسكر والاصطلام ، ووحدة الوجود ، والحلول والاتحاد بين الخالق والمخلوق ، وهذا ما تعبر به "مريم نور" بقولها : "الجسد هو المعبد" .
وتعني بذلك وحدة الوجود والاتحاد كما هو في فلسفة الهندوس والنصارى والحلاج وابن عربي .
ولذلك تجد من أبرز الشخصيات التي تجلها "مريم نور" وتحترمها في هذا الاتجاه ، الفيلسوف الأرمني الصوفي غوردجيف الذي أنشأ معاهد تدعو لفلسفته الصوفية بالتمارين الشعائرية وبالرقص.
وأيضا من الشخصيات المؤثرة في منهجها ، الفيلسوف الصوفي الهندوسي أوشو ، فتعتبره رجل القرن العشرين الذي اشتهر في علم التحويل الباطني بواسطة مقارنة التأمل.
وهو القائل : "ليس هناك من حاجة لكي تعرف إلى أين أنت ذاهب وليس هناك من حاجة لكي تعرف لماذا أنت ذاهب فجل ما تحتاج معرفته هو أنك ذاهب".
ويقول أشو الهندوسي الصوفي : "ملايين من الناس يعبدون الأحجار … جعلوها آلهتهم وبعد ذلك يعبدونها. لا بدّ أنّها خارج الخوف العظيم؛ لأن أين تجد إلها؟ إنّ الطريق الأسهل أن يقطع إلها من الرخام ، وهي العبادة الجميلة. ويظن البعض بأنّ هذا غباء مطلق؛ وليس كذلك ؛ لأن كلّ شخص منا يقوم بذلك ، ولكن بطريقة مختلفة !! شخص يعبد إلها في المعبد ، وشخص يعبد إلها في المسجد ، وشخص يعبد إلها في المعبد اليهودي، ولا فرق بينهم جميعا ؛ لأن الجميع يعبد الإله بدافع الخوف ، وصلواته مليئة بالخوف".
وتدافع "مريم نور" عن نفسها فيما اتهمت به من غسل أدمغة البشر ـ وبلا ريب أن في مقدمة ذلك غسل الأدمغة بالأفكار الماسونية الروتارية ـ فتقول : "يزعم البعض بأنني أقوم بغسل عقول البشر. كلا، لست بغاسلة لعقول الناس، فأنا أغسل عقولهم بالتأكيد… ولكنني أؤمن بطريقة التنظيف الجاف… لنغسل أفكارنا وأجسادنا وعقولنا ونسير معا إلى الفناء بالله…
وتعني بالفناء أي الفناء الصوفي الحلولي ، وهو أن يفني الإنسان حواسه ووعيه حتى يرى وجود جميع الموجودات هو عين وجود الله ـ تعالى الله عما تصف ـ ، وأن الرب والمربوب سواء بسواء !! . وهذا بلا ريب كفر وإلحاد ، وتهديد خطير لعقائد عامة المسلمين .
وتتجلى دعوة "مريم نور" في وحدة الأديان مزجها العجيب والدائم بين نصوص التوراة والإنجيل والقرآن ومها بهارتا !! كأن هذه الكتب شيئا واحدا ، لا تحريف ولا تبديل ، وحجتها في ذلك أنها كلها كتب سماوية من عند الله !! فيجب احترامها وتقديسها وتبجيلها جميعا !!.
وتتغافل عن قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة:41) .
وأين وحدة الأديان الذي تزعمه "مريم نور" الروتارية من قول الله تعالى : وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (التوبة:30) ؟!!.
أيضا تجدها تركز ببراعة على إحياء الروح الصوفية في الإسلام ، وتسرد لك أقوال مشايخ الطرق ، وتمجد غلاة التصوف كالحلاج وابن عربي !!.
كذلك نلحظ تدليسها الشديد على المسلمين ، فتظهر احترامها الشديد للقرآن الكريم والسنة النبوية عندما تخدم بعض النصوص أهدافها ، وهي تحفظ منهما ما لا يحفظه ـ للأسف ـ بعض طلبة العلم !! ولكن متى اعترض عليها بنصوص أخرى تكشف زيغها ، طعنت في الوحي بكلمات يترفع عنها "الوليد بن المغيرة" ، وإليك بعضه :
تهجمها على الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم
ماذا قالت عن الحــجـــاب ؟!!
ماذا تقول عن الحلال الطيب ؟!!
اتهامها المسلمين بالشـــــذوذ
الصلاة على الطريقة المريمية الروتارية !!
ومن النماذج التي قد تنطلي على البعض ، فتدفعه إلى إحسان الظن فيها ، أنها سئلت ذات مرة عن الأذان والإقامة في أذن المولود ، وما رأيها في ذلك ؟
فصالت وجالت بمصطلحات لاتينية ، وأسماء بحوث علمية تثبت من خلالها أن إسماع المولود للأصوات عند ولادتهم نافع جدا لحواسهم ، فالأصوات تحرك فيهم الطاقات الكامنة في أبدانهم ، ثم قالت : فسماعه للأذان أو جرس الكنيسة نافع جدا …الخ .
لعل هذا ما توصل إليه أحد الباحثين النصارى ، ونحن لا نناقش صحة ذلك ، ولكن نناقش التلبيس الذي تسببه للبعض ، فمن يسمع كلامها السابق ينتبه للجملة الأولى ـ أعني ترحيبها بالأذان في أذن المولود ـ ولا يلتفت إلى تسوية ذلك بجرس الكنيسة !! فهل يا مسلم يستوي عندك الأذان بجرس الكنيسة ؟!! .
ولعل البعض يعجبه إنصافها ، فمع كونها نصرانية الأصل ، فهي تسوي بين جرس الكنيسة والأذان ، ولكن فات هؤلاء أنها لا تقصد بالجرس ذلك الناقوس المعلق في دير النصارى ويدق عليه البابا !! ولا بالأذان الذي يرفعه المؤذن عاليا في السماء عبر مكبرات الصوت !! ولكنها تعني بذلك أي صوت كان ، ولو كان موسيقى أو صوت حيوان أو إحدى الحشرات !!.
3 ـ طب الأبدان .
فقد درج المنصرون قديما وحديثا على استغلال مهنة الطب ومعالجة الأبدان وسيلة ناجعة لتنصير المسلمين .
فها هو المنصرة "ايد هاريس" تقول : "يجب على الطبيب أن ينتهز الفرصة ليصل إلى أذان المسلمين وقلوبهم" .
ويقول المنصر والمحرر في مجلة العالم الإسلامي "س.أ. موريسون" : "وحينئذ تكون الفرصة سانحة حتى يبشر ـ ينصر ـ هذا الطبيب بين أكبر عدد ممكن من المسلمين في القرى الكثيرة في طول مصر وعرضها" .
المقصود أنه لا غرابة في استخدام الطب وسيلة ناجحة في نشر أفكار الماسونية "الروتارية" .
و"مريم نور" طبيبة محنكة في الطب البديل ، وهي بارعة جدا في العزف على وتر الصحة بالطب العربي القديم ، ذلك الطب الذي سطع نجمه ، وانبهر به العامة والخاصة .
والروتارية تهتم كثيرا باستغلال علاج الأبدان في نشر دعوتها ، ولكنها تختلف عن الإرساليات التنصيرية في نوع الطب والعلاج ، فبينما يهتم المنصرون بالطب الحديث بجميع فروعه ، كالأمصال والأدوية الحديثة ، والمستشفيات الميدانية التي يقيمونها في القرى والأرياف .
بينما نجد "الروتارية" تهتم بنوع آخر من الطب ، وهو :
1 ـ الطب البديل ، وهو طب الأعشاب ، والعربي القديم ، فيهتمون بالأعشاب الطبية الطبيعية ، والحجامة ، والفصد ، والإبر الصينية …الخ .
2 ـ العلاج بالطاقة ، وهي مدرسة حديثة تزعم أن في الإنسان طاقة كامنة قادرة على علاج جميع الأمراض ، وذلك بتنشيطها بحركات وأساليب معينة .
3 ـ العلاج بالرياضة والرجوع إلى الطبيعة ، فيهتمون برياضة اليوجا ، والتأمل ، وهي مقتبسة من البوذية والهندوسية .
4 ـ العلاج الروحاني ، وهو شبيه بالرقية في الإسلام ، ولكنه على منهج أهل الكفر والخذلان ، فيدلك الجسد بالزيوت مع ترتيل تواشيح وطلاسم من المها بهارتا وأشباهه من تراث الأديان الأسيوية (البوذية والهندوسية) .
4 ـ التظاهر بالعمل الإنساني من أجل تحسين صلتهم بين مختلف الطوائف ، فتتظاهر "الروتارية" بأنها تحصر نشاطها في المسائل الاجتماعية والثقافة والحفاظ على البيئة ، وهي تحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدورية ، والمحاضرات والندوات والقنوات الفضائية التي تدعو إلى وحدة الطوائف والأديان ، وإلغاء الخلافات الدينية .
1 ـ التغلغل في المجتمعات ، والمؤسسات ، والأنظمة السياسية ، والوسائل الإعلامية ، واختراقها في الأعماق ، وخاصة القوية منها ؛ من أجل بسط نفوذها ، والتحكم في قراراتها .
2 ـ العمل على تدمير العقائد والأخلاق ، والحكومات الوطنية ، والروابط القومية ، والأديان السماوية إلا اليهودية .
3 ـ دعم الوجود الصهيوني بفلسطين المحتلة ، وحشد التعاطف معها بالطريقة المناسبة.
4 ـ دعم الماسونية العالمية في مخططها وبرامجها الهدامة .
5 ـ مزج اليهود بشعوب العالم باسم الإخاء والسلام والإنسانية من أجل جمع المعلومات الهامة التي تعينهم على تحقيق أهدافهم السابقة .
خامسا ـ الشعارات الظاهرية لمنظمة "الروتارية" ومقارنته بدعوة "مريم نور"
كما قلنا سابقا تسلك جميع المنظمات الماسونية في دعوتها مسلك التدليس والتضليل ، فتخفي أهدافها الحقيقية ، وتستبدلها بأخرى تلقى القبول والترحيب بين عامة الناس ، فهي كمن يدس السم في العسل .
أما "السم" ، فقد أشرت إليه آنفا في الحديث عن "الأهداف الحقيقية لمنظمة الروتارية" .
وأما "العسل" ، فهي الشعارات الظاهرة والمعلنة لمنظمة "الروتارية" .
ولكن تجدر الإشارة ـ قبل بيان الشعارات المعلنة للروتارية ـ إلى أن الإنسان يتكون من جزأين أساسيين : الروح والبدن . وعليهما تركز "الروتارية" شعاراتها الظاهرة كما يلي :
1 ـ التركيز على القيم الروحية .
وذلك من خلال الدعوة إلى الإخاء والمساواة بين أفراد البشرية كلها !! .
وهم بذلك يهدفون إلى إذابة الفوارق بين الأمم ، وتفتيت جميع أنواع الولاءات ؛ حتى يصبح الناس أفرادا ضائعين تائهين بلا هوية ، هائمين على وجوههم بلا انتماء ، فهوية الإنسان جسده وروحه ، وحينئذ لا تبقى قوة متماسكة صلبة إلا اليهود الذين يسيطرون على العالم ومقدراته .
قال محتسب : ومن يتتبع أقوال "مريم نور" يلمس ذلك بوضوح وجلاء ، فهذا ديدنها في جميع برامجها وندواتها ، فتخلط الحق بالباطل بأسلوب فلسفي بسيط ، وأقيسة عقلية ماكرة مبنية على مقدمات ، ثم نتائج بهلوانية تنطلي على البسطاء !!
فهي تتحدث عن الهوية فتقول : "الهوية هاوية خاوية من كل عافية ..أنت أبعد من حدود الاسم والجسم والهوية ...أنت تحمل شيئا من الاسم ..ولكن لا تنسى بأنك فكر وعقل وروح وأبعد من حدود أية هوية أو أي لقب أو أي عمل أو أية سلطة.." .
فتأمل كيف تدعو إلى نبذ أي هوية ، وبلا ريب في مقدمة ذلك الهوية العقائدية أبعد من حدود أية هوية !! .
كما تدعو إلى نبذ الهوية الوطنية والقومية بقولها : "حامل الجنسية والفصيلة المفصولة عن الحقيقة...أنا أميركية وأنت عربية...هذا ليس صحيحا...الحقيقة أن كل إنسان هو فرد مميز".
أيضا تجدها تصف الروح البشرية بأنها من الله ، وهي شيء عظيم مقدس ، ولا يصح التفريق بين أفرادها ، وتحتج على ذلك بقول الله تعالى : وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (وتعني بذلك أن أرواح الهندوس عبدة القرود والبقر تتساوى تماما مع روح المؤمن بالواحد الأحد الفرد الصمد) !!.
وتقول : "فلنشبك أيادينا ولنوحد قلوبنا ولنشف حياتنا وأمنا الأرض… وليحل السلام على الأرض… كلنا عائلة واحدة في أرض يعم فيها السلام". فتأمل كيف جعلت من الملل والنحل أسرة واحدة" .
وتتغافل عن قول الله تعالى : أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (القلم:35 ، 36) .
2 ـ وحدة الأديان .
تزعم "الروتارية" أن الدين يعد من أكثر العوائق التي تعيق السلام الإنساني ، وحقيقة الأمر أن التميز العقائدي يعيق اليهود عن تنفيذ مخططهم الرهيب في السيطرة على العالم .
من أجل ذلك يعتبر التمايز الديني والعقائدي في "الروتارية" لا قيمة له ، ولا يلتفت إليه ، ولا اعتبار له مطلقا في علاقة الأعضاء ببعضهم ، وهذه سمة أساسية عند "الروتارية" ، ومنها تسللت إلى أغلب دساتير .
فتلقن نوادي "الروتاري" أفرادها قائمة بالأديان المعترف بها لديها على قدم المساواة :
1 ـ (اليهودية) ويقدر أتباعها بعشرين مليون تقريبا .
2 ـ (النصرانية) ويقدر أتباعها بجميع طوائفها بمليار ونصف تقريبا .
3 ـ المحمدية (الإسلام) ، ويقدر أتباعها بجميع طوائفها بمليار ونصف تقريبا .
4 ـ (البوذية) ، ويقدر أتباعها بنصف مليار تقريبا .
5 ـ (الكونفشيوسية) ، ويقدر أتباعها بمليار تقريبا .
6 ـ (الهندوسية) ، ويقدر أتباعها بمليار تقريبا .
7 ـ (الطاوية) ، ويقدر أتباعها بنصف مليار تقريبا .
وهذه الأديان هي السائدة على الأرض منذ قرون عديدة .
وبتأمل الإحصائيات التقريبية لأتباع هذه الديانات نجد أن اليهودية في ذيل القائمة ، فهم أقل الأعداد ، وأضعف الديانات ، وبلا ريب من مصلحتهم الكبرى إسقاط اعتبار الدين في التعاملات بين البشر ؛ لأن ذلك يوفر لهم الحماية ، ويسهل عليهم تغلغلهم في الأنشطة الحياتية كافة .
قال محتسب : وقد وجدت الماسونية الروتارية الصهيونية في بعض طوائف هذه الأديان قواسم مشتركة تصلح أن تكون منطلقا لدعوة "وحدة الأديان" ، وهو "الجانب التصوفي" .
فجميع هذه الأديان السابقة الذكر لدى بعض أتباعها نزعة تصوفية ، تدعو للتأمل والفناء ، والسكر والاصطلام ، ووحدة الوجود ، والحلول والاتحاد بين الخالق والمخلوق ، وهذا ما تعبر به "مريم نور" بقولها : "الجسد هو المعبد" .
وتعني بذلك وحدة الوجود والاتحاد كما هو في فلسفة الهندوس والنصارى والحلاج وابن عربي .
ولذلك تجد من أبرز الشخصيات التي تجلها "مريم نور" وتحترمها في هذا الاتجاه ، الفيلسوف الأرمني الصوفي غوردجيف الذي أنشأ معاهد تدعو لفلسفته الصوفية بالتمارين الشعائرية وبالرقص.
وأيضا من الشخصيات المؤثرة في منهجها ، الفيلسوف الصوفي الهندوسي أوشو ، فتعتبره رجل القرن العشرين الذي اشتهر في علم التحويل الباطني بواسطة مقارنة التأمل.
وهو القائل : "ليس هناك من حاجة لكي تعرف إلى أين أنت ذاهب وليس هناك من حاجة لكي تعرف لماذا أنت ذاهب فجل ما تحتاج معرفته هو أنك ذاهب".
ويقول أشو الهندوسي الصوفي : "ملايين من الناس يعبدون الأحجار … جعلوها آلهتهم وبعد ذلك يعبدونها. لا بدّ أنّها خارج الخوف العظيم؛ لأن أين تجد إلها؟ إنّ الطريق الأسهل أن يقطع إلها من الرخام ، وهي العبادة الجميلة. ويظن البعض بأنّ هذا غباء مطلق؛ وليس كذلك ؛ لأن كلّ شخص منا يقوم بذلك ، ولكن بطريقة مختلفة !! شخص يعبد إلها في المعبد ، وشخص يعبد إلها في المسجد ، وشخص يعبد إلها في المعبد اليهودي، ولا فرق بينهم جميعا ؛ لأن الجميع يعبد الإله بدافع الخوف ، وصلواته مليئة بالخوف".
وتدافع "مريم نور" عن نفسها فيما اتهمت به من غسل أدمغة البشر ـ وبلا ريب أن في مقدمة ذلك غسل الأدمغة بالأفكار الماسونية الروتارية ـ فتقول : "يزعم البعض بأنني أقوم بغسل عقول البشر. كلا، لست بغاسلة لعقول الناس، فأنا أغسل عقولهم بالتأكيد… ولكنني أؤمن بطريقة التنظيف الجاف… لنغسل أفكارنا وأجسادنا وعقولنا ونسير معا إلى الفناء بالله…
وتعني بالفناء أي الفناء الصوفي الحلولي ، وهو أن يفني الإنسان حواسه ووعيه حتى يرى وجود جميع الموجودات هو عين وجود الله ـ تعالى الله عما تصف ـ ، وأن الرب والمربوب سواء بسواء !! . وهذا بلا ريب كفر وإلحاد ، وتهديد خطير لعقائد عامة المسلمين .
وتتجلى دعوة "مريم نور" في وحدة الأديان مزجها العجيب والدائم بين نصوص التوراة والإنجيل والقرآن ومها بهارتا !! كأن هذه الكتب شيئا واحدا ، لا تحريف ولا تبديل ، وحجتها في ذلك أنها كلها كتب سماوية من عند الله !! فيجب احترامها وتقديسها وتبجيلها جميعا !!.
وتتغافل عن قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة:41) .
وأين وحدة الأديان الذي تزعمه "مريم نور" الروتارية من قول الله تعالى : وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (التوبة:30) ؟!!.
أيضا تجدها تركز ببراعة على إحياء الروح الصوفية في الإسلام ، وتسرد لك أقوال مشايخ الطرق ، وتمجد غلاة التصوف كالحلاج وابن عربي !!.
كذلك نلحظ تدليسها الشديد على المسلمين ، فتظهر احترامها الشديد للقرآن الكريم والسنة النبوية عندما تخدم بعض النصوص أهدافها ، وهي تحفظ منهما ما لا يحفظه ـ للأسف ـ بعض طلبة العلم !! ولكن متى اعترض عليها بنصوص أخرى تكشف زيغها ، طعنت في الوحي بكلمات يترفع عنها "الوليد بن المغيرة" ، وإليك بعضه :
تهجمها على الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم
ماذا قالت عن الحــجـــاب ؟!!
ماذا تقول عن الحلال الطيب ؟!!
اتهامها المسلمين بالشـــــذوذ
الصلاة على الطريقة المريمية الروتارية !!
ومن النماذج التي قد تنطلي على البعض ، فتدفعه إلى إحسان الظن فيها ، أنها سئلت ذات مرة عن الأذان والإقامة في أذن المولود ، وما رأيها في ذلك ؟
فصالت وجالت بمصطلحات لاتينية ، وأسماء بحوث علمية تثبت من خلالها أن إسماع المولود للأصوات عند ولادتهم نافع جدا لحواسهم ، فالأصوات تحرك فيهم الطاقات الكامنة في أبدانهم ، ثم قالت : فسماعه للأذان أو جرس الكنيسة نافع جدا …الخ .
لعل هذا ما توصل إليه أحد الباحثين النصارى ، ونحن لا نناقش صحة ذلك ، ولكن نناقش التلبيس الذي تسببه للبعض ، فمن يسمع كلامها السابق ينتبه للجملة الأولى ـ أعني ترحيبها بالأذان في أذن المولود ـ ولا يلتفت إلى تسوية ذلك بجرس الكنيسة !! فهل يا مسلم يستوي عندك الأذان بجرس الكنيسة ؟!! .
ولعل البعض يعجبه إنصافها ، فمع كونها نصرانية الأصل ، فهي تسوي بين جرس الكنيسة والأذان ، ولكن فات هؤلاء أنها لا تقصد بالجرس ذلك الناقوس المعلق في دير النصارى ويدق عليه البابا !! ولا بالأذان الذي يرفعه المؤذن عاليا في السماء عبر مكبرات الصوت !! ولكنها تعني بذلك أي صوت كان ، ولو كان موسيقى أو صوت حيوان أو إحدى الحشرات !!.
3 ـ طب الأبدان .
فقد درج المنصرون قديما وحديثا على استغلال مهنة الطب ومعالجة الأبدان وسيلة ناجعة لتنصير المسلمين .
فها هو المنصرة "ايد هاريس" تقول : "يجب على الطبيب أن ينتهز الفرصة ليصل إلى أذان المسلمين وقلوبهم" .
ويقول المنصر والمحرر في مجلة العالم الإسلامي "س.أ. موريسون" : "وحينئذ تكون الفرصة سانحة حتى يبشر ـ ينصر ـ هذا الطبيب بين أكبر عدد ممكن من المسلمين في القرى الكثيرة في طول مصر وعرضها" .
المقصود أنه لا غرابة في استخدام الطب وسيلة ناجحة في نشر أفكار الماسونية "الروتارية" .
و"مريم نور" طبيبة محنكة في الطب البديل ، وهي بارعة جدا في العزف على وتر الصحة بالطب العربي القديم ، ذلك الطب الذي سطع نجمه ، وانبهر به العامة والخاصة .
والروتارية تهتم كثيرا باستغلال علاج الأبدان في نشر دعوتها ، ولكنها تختلف عن الإرساليات التنصيرية في نوع الطب والعلاج ، فبينما يهتم المنصرون بالطب الحديث بجميع فروعه ، كالأمصال والأدوية الحديثة ، والمستشفيات الميدانية التي يقيمونها في القرى والأرياف .
بينما نجد "الروتارية" تهتم بنوع آخر من الطب ، وهو :
1 ـ الطب البديل ، وهو طب الأعشاب ، والعربي القديم ، فيهتمون بالأعشاب الطبية الطبيعية ، والحجامة ، والفصد ، والإبر الصينية …الخ .
2 ـ العلاج بالطاقة ، وهي مدرسة حديثة تزعم أن في الإنسان طاقة كامنة قادرة على علاج جميع الأمراض ، وذلك بتنشيطها بحركات وأساليب معينة .
3 ـ العلاج بالرياضة والرجوع إلى الطبيعة ، فيهتمون برياضة اليوجا ، والتأمل ، وهي مقتبسة من البوذية والهندوسية .
4 ـ العلاج الروحاني ، وهو شبيه بالرقية في الإسلام ، ولكنه على منهج أهل الكفر والخذلان ، فيدلك الجسد بالزيوت مع ترتيل تواشيح وطلاسم من المها بهارتا وأشباهه من تراث الأديان الأسيوية (البوذية والهندوسية) .
4 ـ التظاهر بالعمل الإنساني من أجل تحسين صلتهم بين مختلف الطوائف ، فتتظاهر "الروتارية" بأنها تحصر نشاطها في المسائل الاجتماعية والثقافة والحفاظ على البيئة ، وهي تحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدورية ، والمحاضرات والندوات والقنوات الفضائية التي تدعو إلى وحدة الطوائف والأديان ، وإلغاء الخلافات الدينية .
وهذا عين نشاط "مريم نور" ، فهي تنشط في مجال الصحة ، وتزعم نشر السلام بين الطوائف ، كما تنشط في مجال الحد من ظاهرة الإدمان على المخدرات ، والتركيز على أهمية التوعية الجنسية عند الأولاد ...الخ . فكل هذه الأنشطة جميلة وحسنة ، ولكنها للأسف القناع لوجه قبيح يخشى أن يُرى وجهه الحقيقي ، فيفزع منه الناس وينفضوا من حوله .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى