كتاب :العرب من وجهة نظر يابانية
الجمعة 24 يونيو 2016, 16:01
المعتاد أن نسمع عن اليابان من أفواه العرب، لكن هذه المرة ما حدث هو العكس تماما. (نوبواكي نوتوهارا) عايش العرب حوالي 40 عاما، وتنقل بين مدنها المختلفة، حضرها وريفها. وفي عام 2003، كتب كتابا كاملا عن انطباعاته عن العرب. انطباعات تلخص كثيرا من الواقع العربي،
نوبواكي نوتوهارا ،، كتاب "العرب وجهة نظر يابانيه"!
حــــــــمــــــــــــل مـــــــــن هـــــــــنــــا
وما يلي أهم أنطباعات الكتاب :
"إنني أتمنى أن أمشي في الشوارع العربية فلا أرى التوتر الشديد الذي جربته وشاهدته. أتمنّى أنْ يختفي من الشارع العربي. وأن تُصبح وجوهُ الناس سعيدة. عندئذٍ أقدر أن أتحدث عن مصر حقيقية، أو سورية حقيقية وغيرهما من البلدان العربية".
بهذه الأمنية يختتم المستعرب الياباني نوبوأكي نوتوهارا كتابه "العرب...وجهة نظر يابانية" منشورات الجمل – دمشق 2003
في هذا الكتاب يورد نوتوهارا وجهات نظره وانطباعاته، بنظرة قريبة عارفة، فهو الذي تخرج من قسم الدراسات العربية بجامعة طوكيو للدراسات الأجنبية ثم مدرساً للأدب العربي المعاصر في الجامعة نفسها.
أكثر من 40 عاماً مع العربية، قام أثنائها بزيارة عديد من البلدان العربية، وأكثرها تأثيراً في نفسه هي مصر وسوريا.
يحاول نوتوهارا أن لا يقتصر على وصف رحلاته فقط، وإيراد انطباعاته عن المنطقة العربية، بل إنّه يدخلُ إلى عمق المشكلات العربية، ويفرّق بين مستوياتها، بل ويتغلغل في أعماق هذا المجتمع.
يقول نوتوهارا: "عندما يُعامل الشعبُ على نحو سيءٍ فإنّ الشعور بالاختناق والتوتر يُصبحان سمةً عامة للمجتمع بكامله".
الحديث عن التوتر يكونُ حديثاً عن بديهية من البديهيات، وخاصةً في العواصمِ العربية التي تُعتبر الواجهةَ الأولى التي يصطدمُ بها القادمون، ويرون التركيبة المتوترة للمجتمع، ابتداءً من سائق التاكسي إلى أصغر موظفٍ في الدوائر الحكومية، أو أصغر فردٍ في المجتمع.
إنّه شعور عامٌ تشترك بها المدن العربية، يسردُ المؤلفُ عديدَ أسبابٍ لمشكلاتِ المجتمعِ العربي، إلاّ أنّه يركّز على ما يعتبره جوهرياً، فيورد مثلاً ما يراه أكثر تأثيراً في خلق العقبات التي تواجه التطور في هذه المجتمعات، فغياب العدالة الاجتماعية يعني - حسب رأي نوتوهارا - غيابَ المبدأ الأساسي الذي يعتمدُ عليه الناس، مما يؤدّي إلى الفوضى. "ففي غياب العدالة الاجتماعية وسيادة القوانين على الجميع بالتساوي يستطيعُ الناس أن يفعلوا كلّ شيء".
يتابعُ نوتوهارا "أعتقدُ أنّ القمع هو داءٌ عضال في المجتمع العربي، ولذلك فإنّ أي كاتبٍ أو باحثٍ يتحدث عن المجتمع العربي دون وعي هذه الحقيقة البسيطة الواضحة، فإنّني لا أعتبرُ حديثهُ مفيداً وجدياً"
يقفزُ هذا الكتاب إلى ذهني باعتباره كتاباً جديراً (كما أراه أنا على أقلّ تقدير) بالحديثِ عن جوهر المشكلات العقيمة بأسلوب بسيط، بساطة اليابانيين أنفسهم. على الرغم من صدور الكتاب عام 2003؛ أي قبل اندلاع ثورات الربيع العربي، وفاتحة ثورة الياسمين 17 كانون الأول / ديسمبر،
إنّ الكتابَ لا يتعرض للنظريات التي يروّج لها مفكرو السلطة العربية ومنظروها من نظريات المؤامرة على وحدة الوطن، تكريساً لفكرة النمط الواحد مغفلين التمايز. وربما كان لمقتل الصحفية اليابانية ميكا ياماموتو سبباً في الالتفات إلى هذا الكتاب.
الكثيرون أشاروا إلى ما أشار إليه نوتوهارا، لكنّ أحداً لم يضع في قريبه من المستقبل، اندلاع ثورات كما نشهدها الآن.
واكتفى نوتوهارا بالأمنيات يختم بها كتابه وانطباعاته، فهذه رسالة إليكَ أيها الصديق الذي قاسمتكَ قلقكَ وأنت تتجولُ في هذه المدن المنكوبة اجتماعياً وفكرياً ويغطي سمائها سحابةٌ سوداء من زفير معتقلي الرأي والسياسيين والمفكرين ومن القمع الذي يسيطر على تفاصيل حياة هذه المدن.
هذه المدن خرجت عن الركود وقررت شقّ هذه السحابة الخانقة، وأما عن مصر فهي في الطريق الصواب، ستتلكأ في ثوب الحرية قليلاً، إنه لباسٍ تلبسه المدن العربية لأول مرة، ولن تستطيع أن ترفل به طويلاً دون أن تتعثر بخطاه.
وأما عن سوريا التي تمنيت أن ترى فيها سوريا حقيقية، فهي لا تزال ماضية في ثورتها، بإيمان منقطع النظير.
ولقد قُتلت مواطنتك الجريئة ميكا ياماموتو، وهي تحاول أن تنقل أثير هذا الحدث الاستثناء.
ياماماتو/ شهيدة الحقيقة.
نوتوهارا / صديق توقنا إلى الحرية.
أنتم من علقتم في ذاكرتي القريبة عن اليابان، إليها ياسمينة دمشقية ولكَ جلنارة.
عباس علي موسى
بهذه الأمنية يختتم المستعرب الياباني نوبوأكي نوتوهارا كتابه "العرب...وجهة نظر يابانية" منشورات الجمل – دمشق 2003
في هذا الكتاب يورد نوتوهارا وجهات نظره وانطباعاته، بنظرة قريبة عارفة، فهو الذي تخرج من قسم الدراسات العربية بجامعة طوكيو للدراسات الأجنبية ثم مدرساً للأدب العربي المعاصر في الجامعة نفسها.
أكثر من 40 عاماً مع العربية، قام أثنائها بزيارة عديد من البلدان العربية، وأكثرها تأثيراً في نفسه هي مصر وسوريا.
يحاول نوتوهارا أن لا يقتصر على وصف رحلاته فقط، وإيراد انطباعاته عن المنطقة العربية، بل إنّه يدخلُ إلى عمق المشكلات العربية، ويفرّق بين مستوياتها، بل ويتغلغل في أعماق هذا المجتمع.
يقول نوتوهارا: "عندما يُعامل الشعبُ على نحو سيءٍ فإنّ الشعور بالاختناق والتوتر يُصبحان سمةً عامة للمجتمع بكامله".
الحديث عن التوتر يكونُ حديثاً عن بديهية من البديهيات، وخاصةً في العواصمِ العربية التي تُعتبر الواجهةَ الأولى التي يصطدمُ بها القادمون، ويرون التركيبة المتوترة للمجتمع، ابتداءً من سائق التاكسي إلى أصغر موظفٍ في الدوائر الحكومية، أو أصغر فردٍ في المجتمع.
إنّه شعور عامٌ تشترك بها المدن العربية، يسردُ المؤلفُ عديدَ أسبابٍ لمشكلاتِ المجتمعِ العربي، إلاّ أنّه يركّز على ما يعتبره جوهرياً، فيورد مثلاً ما يراه أكثر تأثيراً في خلق العقبات التي تواجه التطور في هذه المجتمعات، فغياب العدالة الاجتماعية يعني - حسب رأي نوتوهارا - غيابَ المبدأ الأساسي الذي يعتمدُ عليه الناس، مما يؤدّي إلى الفوضى. "ففي غياب العدالة الاجتماعية وسيادة القوانين على الجميع بالتساوي يستطيعُ الناس أن يفعلوا كلّ شيء".
يتابعُ نوتوهارا "أعتقدُ أنّ القمع هو داءٌ عضال في المجتمع العربي، ولذلك فإنّ أي كاتبٍ أو باحثٍ يتحدث عن المجتمع العربي دون وعي هذه الحقيقة البسيطة الواضحة، فإنّني لا أعتبرُ حديثهُ مفيداً وجدياً"
يقفزُ هذا الكتاب إلى ذهني باعتباره كتاباً جديراً (كما أراه أنا على أقلّ تقدير) بالحديثِ عن جوهر المشكلات العقيمة بأسلوب بسيط، بساطة اليابانيين أنفسهم. على الرغم من صدور الكتاب عام 2003؛ أي قبل اندلاع ثورات الربيع العربي، وفاتحة ثورة الياسمين 17 كانون الأول / ديسمبر،
إنّ الكتابَ لا يتعرض للنظريات التي يروّج لها مفكرو السلطة العربية ومنظروها من نظريات المؤامرة على وحدة الوطن، تكريساً لفكرة النمط الواحد مغفلين التمايز. وربما كان لمقتل الصحفية اليابانية ميكا ياماموتو سبباً في الالتفات إلى هذا الكتاب.
الكثيرون أشاروا إلى ما أشار إليه نوتوهارا، لكنّ أحداً لم يضع في قريبه من المستقبل، اندلاع ثورات كما نشهدها الآن.
واكتفى نوتوهارا بالأمنيات يختم بها كتابه وانطباعاته، فهذه رسالة إليكَ أيها الصديق الذي قاسمتكَ قلقكَ وأنت تتجولُ في هذه المدن المنكوبة اجتماعياً وفكرياً ويغطي سمائها سحابةٌ سوداء من زفير معتقلي الرأي والسياسيين والمفكرين ومن القمع الذي يسيطر على تفاصيل حياة هذه المدن.
هذه المدن خرجت عن الركود وقررت شقّ هذه السحابة الخانقة، وأما عن مصر فهي في الطريق الصواب، ستتلكأ في ثوب الحرية قليلاً، إنه لباسٍ تلبسه المدن العربية لأول مرة، ولن تستطيع أن ترفل به طويلاً دون أن تتعثر بخطاه.
وأما عن سوريا التي تمنيت أن ترى فيها سوريا حقيقية، فهي لا تزال ماضية في ثورتها، بإيمان منقطع النظير.
ولقد قُتلت مواطنتك الجريئة ميكا ياماموتو، وهي تحاول أن تنقل أثير هذا الحدث الاستثناء.
ياماماتو/ شهيدة الحقيقة.
نوتوهارا / صديق توقنا إلى الحرية.
أنتم من علقتم في ذاكرتي القريبة عن اليابان، إليها ياسمينة دمشقية ولكَ جلنارة.
عباس علي موسى
اقتباسات من الكتاب
دعونا نعود للكتاب. الكتاب صغير لا يتجاوز ١٤٠ صفحة. تستطيع ان تقرأه في أقل من ٣ ساعات. يحاول نوتوهارا ان يعرض للقارئ العربي وجهة نظر يابانية حول حضارة وسلوك العرب. فيتحدث عن تجربته في العالم العربي متنقلاً بين مصر، والشام ودول عربية أخرى، ثم يستكشف عالم البادية ويتحدث عن مدى إعجابه واندهاشه بهذا العالم المخفي العجيب. يحاول نوتوهارا ان يقارن بين تجربة اليابان الأليمة في الماضي، ونجاحها في الحاضر، بتجربة العرب، حيث يرى بأن القمع وعدم الشعور بالمسؤولية من الأسباب التي أدت إلى تخلف المجتمعات العربية. ثم يحكي (نوتوهارا) بإسهاب عن تجربته النادرة في البادية وعن مدى إعجابه بالثقافة البدوية ورؤيته لها من منظور مجتمعه وثقافته اليابانية. في الثلاث الفصول الأخيرة، يتحدث الكاتب عن شخصيات عربية مهمة، (إبراهيم الكوني، عبداللطيف اللعبي، ويوسف ادريس)
هنا وجهة نظر لبعض المقاطع من الكتاب:
ثقافة الأنا وثقافة الآخر:
في رأيي، أن اكثر مشاكلنا مصدرها أن ثقافتنا مقتصرة فقط على ثقافة (الأنا) والغاء ثقافة الآخر، فلا تعتبر لوجود الآخر أهمية، وتتعامل معه كأنه (بيئة فيزيقية فقط). يستشهد الكاتب بمقولة للناقد الياباني شواتي كاتوفي حول الصلة بين اليابانيين فيقول: الأنا يعتبر الأخر بيئة فيزيقية فقط، ولا يعتبر وجوداً موضوعياً حياً مثله" انني أعتقد بأن هذه المشكلة لا تقتصر على اليابانيين فقط، فنحن نعاني منها في العديد من المجتمعات العربية والأسلامية، فمثلاً، المسلم، لا يعطي إعتبار لوجود المسيحي او اليهودي، او الكافر، بل ويعتبر بأن وجوده خلل، وزواله سعادة. نحن نرى الآخر، من الوعي الناقص الذي نصنعه من انفسنا، ولهذا عندما نتعامل مع الآخر المفقود، فنحن نتعامل معه بأنه ملخوق عديم الأهمية. وهذا سبب الفجوة التي نراها اليوم بين الشرق والغرب، بين المسلم والغير مسلم.
الديموقراطية ونحن؟
الجميل في الديموقراطية أنها تضمن حقوق الجميع، حق الرجل والمرأة، حق المسلم والغير مسلم، حق العامل والكفيل. وهو مفهوم جميل، حث عليه الأسلام واعتمد عليه في العديد من المواقف.
يقول الكاتب: "عندما تغيب الديموقراطية ينتشر القمع، والقمع واقع لا يحتاج إلى برهان في البلدان العربية. فعلى سبيل المثال الحاكم العربي يحكم مدى الحياة في الدولة الدينية أو الملكية أو الجمهورية أو الامارة أو السلطنة."
فكرة النمط الواحد!
- فهمت ان المواطن العربي يقرن بين الأملاك العامة والسلطة,وهو نفسيا في لاوعيه على الأقل ينتقم سلبيا من السلطة القمعية فيدمر وطنه بانتقامه
- المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد والقيمة الواحدة والدين الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم، وتحت هذه الظروف تذوب شخصية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين، أعني يغيب مفهوم المواطن الفرد لتحل مكانه فكرة الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد
- السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الأفراد الشجعان، فلم نسمع عن مظاهرة أو إضراب أو احتجاج عام في أي بلد عربي من أجل قضية السجناء السياسيين. أن الناس في الوطن العربي يتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها! إن ذلك من أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية
- إن حل مشكلة ما، أو تجاوز جريمة ما لا يكون بإيجاد مشكلة جديدة، أو ارتكاب جريمة جديدة ... الجريمة امتحان كبير لعدالة البشر، ولوعيهم ومسؤوليتهم، وامتحان للكرامة والشرف والضمير في وقت واحد
- موجز الكتاب: العرب، وجهة نظر يابانية:
دعونا نعود للكتاب. الكتاب صغير لا يتجاوز ١٤٠ صفحة. تستطيع ان تقرأه في أقل من ٣ ساعات. يحاول نوتوهارا ان يعرض للقارئ العربي وجهة نظر يابانية حول حضارة وسلوك العرب. فيتحدث عن تجربته في العالم العربي متنقلاً بين مصر، والشام ودول عربية أخرى، ثم يستكشف عالم البادية ويتحدث عن مدى إعجابه واندهاشه بهذا العالم المخفي العجيب. يحاول نوتوهارا ان يقارن بين تجربة اليابان الأليمة في الماضي، ونجاحها في الحاضر، بتجربة العرب، حيث يرى بأن القمع وعدم الشعور بالمسؤولية من الأسباب التي أدت إلى تخلف المجتمعات العربية. ثم يحكي (نوتوهارا) بإسهاب عن تجربته النادرة في البادية وعن مدى إعجابه بالثقافة البدوية ورؤيته لها من منظور مجتمعه وثقافته اليابانية. في الثلاث الفصول الأخيرة، يتحدث الكاتب عن شخصيات عربية مهمة، (إبراهيم الكوني، عبداللطيف اللعبي، ويوسف ادريس)
هنا وجهة نظر لبعض المقاطع من الكتاب:
ثقافة الأنا وثقافة الآخر:
في رأيي، أن اكثر مشاكلنا مصدرها أن ثقافتنا مقتصرة فقط على ثقافة (الأنا) والغاء ثقافة الآخر، فلا تعتبر لوجود الآخر أهمية، وتتعامل معه كأنه (بيئة فيزيقية فقط). يستشهد الكاتب بمقولة للناقد الياباني شواتي كاتوفي حول الصلة بين اليابانيين فيقول: الأنا يعتبر الأخر بيئة فيزيقية فقط، ولا يعتبر وجوداً موضوعياً حياً مثله" انني أعتقد بأن هذه المشكلة لا تقتصر على اليابانيين فقط، فنحن نعاني منها في العديد من المجتمعات العربية والأسلامية، فمثلاً، المسلم، لا يعطي إعتبار لوجود المسيحي او اليهودي، او الكافر، بل ويعتبر بأن وجوده خلل، وزواله سعادة. نحن نرى الآخر، من الوعي الناقص الذي نصنعه من انفسنا، ولهذا عندما نتعامل مع الآخر المفقود، فنحن نتعامل معه بأنه ملخوق عديم الأهمية. وهذا سبب الفجوة التي نراها اليوم بين الشرق والغرب، بين المسلم والغير مسلم.
الديموقراطية ونحن؟
الجميل في الديموقراطية أنها تضمن حقوق الجميع، حق الرجل والمرأة، حق المسلم والغير مسلم، حق العامل والكفيل. وهو مفهوم جميل، حث عليه الأسلام واعتمد عليه في العديد من المواقف.
يقول الكاتب: "عندما تغيب الديموقراطية ينتشر القمع، والقمع واقع لا يحتاج إلى برهان في البلدان العربية. فعلى سبيل المثال الحاكم العربي يحكم مدى الحياة في الدولة الدينية أو الملكية أو الجمهورية أو الامارة أو السلطنة."
فكرة النمط الواحد!
يعتقد الكاتب بأن "المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد، والقيمة الواحدة والدين الواحد وهكذا... ولذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد، وخصوصيته واختلافه عن الأخرين." وأنا في الحقيقة اتفق مع الكاتب كثيراً في هذه النقطة. انا اؤمن بأن الأختلاف واستقلالية الفرد في معتقده وسلوكه هو سبب نجاح المجتمع، وتفوقه. نحن بحاجة لأن نترك مسافة لأنفسنا وللآخرين للتعبير عن معتقداتهم، افكارهم، رؤيتهم في الحياة، والسياسة، والدين، والمجتمع. الشيعي له الحق ان يمارس معتقده والسني له الحق ان يمارس معتقده، واليهودي له الحق ان يمارس معتقده، والمسيحي كذلك. ضمان حرية الأنسان في اختيار افكاره، ومشاعره هو حق أنساني قبل أن يكون حق ديني.
الحاجة إلى النقد الذاتي:
الحاجة إلى النقد الذاتي:
يؤمن نوبوأكي بضرورة النقد الذاتي في أي مجتمع، لكي يستطيع ان يكشف عن اخطائه ويتعرف عن نقاط ضعفه. مرحلة النقد الذاتي هي مرحلة يجب ان يتعرف عليها اي انسان، فهي اعتراف للنفس، قبل أن يكون اعتراف للغير، ووعي بالخطأ والإدلال إليه. يقول نوبوأكي: "كان علينا أن نعي قيمة النقد الذاتي قبل كل شيء ودون انجاز النقد الذاتي بقوة لا نستطيع ان نجد الطريق لتصحيح الاخطاء."
بعض مقاطع مختاره من الكتاب:
بعض مقاطع مختاره من الكتاب:
ومن المعاناة نفسها تعلمنا دروساً أظن ان المواطن الياباني لن ينساها، تعلمنا ان القمع يؤدي الى تدمير الثروة الوطنية وقتل الابرياء ويؤدي إلى انحراف السلطة عن الطريق الصحيح والدخول في الممارسات الخاطئة باستمرار.
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، كنت في عامي الخامس، ولقد رأيت اليابان مهزومة وعشت مع أسرتي نواجه مصيرنا بلا أي عون. كنا لا نملك شيئاً أمام الجوع والحرمان وظروف الطقس وغيرها. ولقد رافقت عملية إعادة البناء، كنت أعيش مع عائلتي في طوكيو وطوكيو هدمت بالكامل حياً حياً و شارعاً شارعاً. في الأيام الأخيرة من الحرب. عرفت هذا كله وعرفت أيضاً نتائج مسيرة تصحيح الأخطاء وأنا نفسي استمتعت بثمار النهوض الاقتصادي الياباني. بعدئذ سافرت إلى البلدان العربية وكنت قد تجاوزت الثلاثين من عمري ورأيت وقرأت وتحدثت إلى الناس في كل مكان نزلت فيه. لقد عانيت بنفسي غياب العدالة الاجتماعية وتهميش المواطن وإذلاله وانتشار القمع بشكل لا يليق بالإنسان وغياب أنواع الحرية كحرية الرأي والمعتقد والسلوك وغيرها. كما عرفت عن قرب كيف يضحي المجتمع بالأفراد الموهوبين والأفراد المخلصين، ورأيت كيف يغلب على سلوك الناس عدم الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه الوطن ولذلك كانت ترافقني أسئلة بسيطة وصعبة: لماذا لا يستفيد العرب من تجاربهم؟ لماذا لا ينتقد العرب أخطاءهم؟ لماذا يكرر العرب الأخطاء نفسها؟ نحن نعرف أن تصحيح الأخطاء يحتاج إلى وقت قصير أو طويل. فلكل شيء وقت ولكن السؤال هو: كم يحتاج العرب من الوقت لكي يستفيدوا من تجاربهم ويصححوا أخطاءهم، ويضعوا أنفسهم على الطريق السليم؟!
الأفكار الجاهزة تخرب البحث وتخرب فهمنا للواقع. لذلك أوكد باستمرار على ضرورة الاعتماد على التجربة المباشرة، أي أن نبدأ البحث من مادة ملموسة، وان نرى تلك المادة في بيئتها الثقافية عبر علاقاتها وتواصلها، وعلينا ان نحذر من استعمال النتائج القائمة على الافكار المسبقة الجاهزة.
أن المهم في النهاية هو ان علينا ان نقبل قيم المجتمعات الاخرى كما هي دون ان نشوهها او نخفض من قيمتها على ضوء قيمنا نحن. وعلينا اذن ان نرى المجتمعات الاخرى كما هي، وان نقبلها كما هي عليه.
سبب نهوض اليابان وهو شعور ذلك العامل بالمسؤولية النابعة من داخله بلا رقابة ولا قسر. عندما يتصرف شعب بكامله مثل ذلك العامل فان ذلك الشعب جدير بأن يحقق ما حققتموه في اليابان.
أن لا أفهم ماذا يخسر اولئك عندما يعاملون الناس باحترام او ماذا يكسبون عندما يعاملون بطريقة سيئة.
لقد فهمت ان هناك محرمات لا يجوز الاقتراب منها:السياسة والجنس والدين ايضاً
من أطرف ماكنت اسمعه من الكتاب العرب الشكوى الدائمة من غياب الديمقراطية. واتهام الكاتب لزملائه بالعمالة للسلطة. انهم جميعاً تقريباً يتبادلون التهمة نفسها في السر وقليلا في العلن وذلك كله يدل على ان سلوك معظم الكتاب العرب يندرج في مفهوم السلطة خارج الحكم او داخل الحكم.
أن معظم الرجال العرب الذين قابلتهم لهم قيمتان: واحدة في البيت واخرى في الحياة العامة
يقول محمود درويش: " أكون قد تعودت على محاولة البحث وحدي عن شيء حين ضاع ضيعني. وان مجرد البحث عنه دليل على انني ضائع طالما لم اجد الشيء الذي ضيعته. ماهو الوطن! هو هذا الشيء الضائع. هو هذه العودة المنتظرة. ليس وطني دائماً على حق ولكن لا أستطيع ان أمارس حقاً حقيقياً الا في وطني. لا ليس الوطن إنتماء الظل إلى الشجرة ولا إنتماء النصل إلى الغمد. كلا ليس الوطن علاقة قربى ودم. ليس الوطن ديناً ولا الهاً. الوطن هو الاغتراب.
تفهم للمرة الثانية ماهو الوطن؟ هو الشوق الى الموت من أجل ان تعيد الحق والارض. ليس الوطن أرضاً ولكنه الارض الأرض والحق معاً. الحق معك والأرض معهم. في السجن تعانقك الحرية وفي السجن تمتلئ بالوطن أيضاً. الصراع هو الإجابة. إذا صارعت، انتميت والوطن هو الصراع.أنا لا أذهب إلى العالم ولكن العالم هو الذي يأتي الي دائماً
المستقرون يبحثون عن الكمية، والبدو يبحثون عن الكيفية. البدوي يسأل كيف؟ والمستقر يسأل كم؟ وبناء على طبيعة السؤال والاهتمام تختلف الاهداف والغايات.
يقول الكوني: "لايوجد في الصحراء اي شيء وفي الوقت نفسه يوجد كل شيء"
إذا انقرضت الثقافة الصحرواية البرية فأن البشرية كلها ستخسر وجهاً عظيماً من وجوهها الثقافية.
كنت أسمع في التلفزيون والراديو وأقرأ في الجرائد كلمات مثل: الديموقراطية، حقوق الانسان، حرية المواطن، سيادة الشعب، وكنت أشعر وانا أتابع استعمال تلك العبارات ان الحكومة لا تعامل الناس بجدية بل تسخر منهم وتضحك عليهم
قال ( اللعبي): " لا تعتبر المأساة التي تحدث لك شيئاً استثنائياً غير عادي يخصك وحدك. من الضروري ان تفكر بمأساتك في ارتباطها من مآسي الاخرين. فإذا قمت بالمقارنة فأنك ستعرف مأساتك ليست مطلقة وليست استثنائية، عندئذ تستطيع ان تراها في نسبيتها وتستطيع ان تواجهها بهدوء. إذا فكرت بمأساتك ففكر مثلاً بأطفال الصومال، أعني فكر بمعاناة الآخرين بواسطة معاناتك هذا ما اقصده"
يصف يوسف ادريس نفسه فيقول: " انا مختلف عن الكاتب الذي يجلس على كرسي في المقهى، وفي يده عصا وفي الأخرى مسبحة. أنا اقفز وأتكلم، انفجر وأكره وأعاني من الكآبة وأفرح مجنوناً وأتحرك بنشاط وأرحل وأقابل الناس، أتجول. أنا أداة حية في المجتمع، فإذا فقد مجتمعي وعيه أهمس إليه وأنفخ عليه ليصحو وأدفعه ليخرج إلى المعركة وأحياناً أخزه بقلمي لأجدد نشاطه"
- من كتب خيمياء العرب :شمس المعارف الكبرى" أو "شمس المعارف ولطائف العوارف" كتاب دجل وشعوذة
- وكالة أنباء إيرانية تهاجم العرب أحفاد سلمان الفارسي وحدهم الأقدر على إعادة أمجاد العرب والمسلمين
- كتاب رائع عن تاريخ الجزائر ....كتاب المرآة لحمدان بن عثمان خوجة
- بمال العرب نقتل ونهين العرب........
- اختراعات يابانية جديدة للمطبخ روووووووووووووووعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى