مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
علجية عيش
علجية عيش
عضو جديد
عضو جديد
عدد الرسائل : 8
الموقع : https://web.facebook.com/ib7ardz
البلد : "فَاطِمَة" fat-i-ma في المِخْيَال الفرنسِي Male_a11
نقاط : 22
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/08/2009

"فَاطِمَة" fat-i-ma في المِخْيَال الفرنسِي Empty "فَاطِمَة" fat-i-ma في المِخْيَال الفرنسِي

الأربعاء 29 يونيو 2016, 20:01
"فَاطِمَة" fat-i-ma في المِخْيَال الفرنسِي

"كيف نُغَرِّبُ الشَّرْق" مَشْرُوعًا اسْتِدْمَاريًّا مُدَمِّرًا تَسْعَى أطرَاٌف إلى تَحْيِينهِ



نال فيلم "فاطمة" لمخرجه فيليب فوكون جائزة "سيزار" أو الأوسكار الفرنسية لأفضل فيلم ، فقد تناول الفيلم مسألة الهجرة في فرنسا من خلال شخصية "فاطمة"، الجزائرية التي هاجرت إلى فرنسا والتي تطلقت من زوجها وتحرص على تربية بنتيها مع أنها لا تجيد اللغة الفرنسية، وتكتب لبنتيها كل يوم رسالة بالعربية تحكي عن أحلامها وآمالها، وحسبما قرأتُ عنه، فجوائز سيزار، التي تحمل اسم النحات الفرنسي الراحل سيزار، تعتبر أكبر و أهم جائزة سينمائية في فرنسا، إذ شهدت هذا العام تنوعا عرقيا كبيرا، و هو ما يؤكد على أن "الظاهرة الاستدمارية" كما وصفها مالك ابن نبي ما زالت قائمة في فرنسا و أمريكا ، فصفحات الاستعمار ما تزال مفتوحة و ستظل مفتوحة خاصة عند الجزائريين الأحرار و ما ارتكبته فرنسا من جرائم، في حق الشعب الجزائري، بحيث لم تترك شخصا إلا و أهانته (الرجال، النساء و حتى الأطفال) ، و لا تغيب عن ذاكرة كل جزائري المهام التي كانت تقوم بها المرأة الجزائرية و الوظيفة التي أوكلت إليها أثناء الحكم الاستعماري البغيض، لقد كلفت فرنسا الجزائريين بالأعمال الشاقة و المُهِينَة ، كلٌّ و الوظيفة التي يقوم بها، مسح الأحذية للأطفال، و الرجل في الحقل و قضاء الحاجات، و المرأة كانت مهمتها الطبخ و التنظيف في بيوت المستوطنات ( الأقدام السوداء)، بعدما اختارت لها اسم "فاطمة"، كانت كل امرأة في المخيال الفرنسي هي " فَطْمَة FATMA" (كما ينادونها)، حتى لو كانت تحمل اسما آخر، بعدما حرفت الاسم و شوهته احتقارا لها..
و لذا فقد كانت قضية المرأة من أهم القضايا التي ركزت عليها فرنسا وفق نظرية "الإدماج التدريجي" في علم الاجتماع القانوني، و رغم الصورة التي رسمتها لها ،غير أنها حاولت كسب ثقتها فمن وجهة نظرها لتحررها من عبودية الرجل الجزائري الذي كان جد متعلقا بدينه، و ادّعت أن التقاليد التي يعيشها المجتمع الجزائري أكثر قساوة و أكثر تحجرا و اعتبرت الوضعية المادية للمرأة من أهم القضايا، و عملت على تحريك المجتمع عن طريق المرأة، في إطار مشروع: " كيف نُغَرِّبُ الشَّرْق"، فقد كانت تهدف إلى جعل الجزائري شخصا "تابعا" لها ، أي أقل مرتبة من المواطن الفرنسي، و حاولت تكسير صموده في وجهها، حيث اعتبرت الشعر الملحمي الذي كان يبدعه أصحاب البرانس الذين وصفوا الاستعمار الفرنسي بـ: "الغول"، و بثوا في قصائدهم شعور التضامن و جعلوا من الروابط الوطنية نزعة قومية، الغريب أن كل الأقلام التي صبت حبرها حول الظاهرة الاستعمارية في الجزائر لم تتساءل لماذا اختارت فرنسا اسم فاطمة بالذات؟ و لماذا كانت تحتقر هذا الاسم، إلى درجة أن تستصغره و تحرّفه، بحذفها حرف الـ:" i"، سؤال جدير بالطرح اليوم لمعرفة دوافع الحقد الاستعماري على "المرأة" المسلمة، ليست الجزائرية فقط، و إنما المرأة المسلمة في كل بقاع العالم الإسلامي، و الحقيقة أن فرنسا اختارت اسم "فاطمة" بالذات لتظهر للشعوب الأخرى و تذكرهم بالعهد الأول من الخلافة الراشدة ، و أسباب سقوطها ، و أن تظهر للرأي العام أن الإسلام دين عنف، و أن المسلمون جُهّال و ليسوا صانعي حضارة.
إن من المتناقضات و من المفارقات أن نجد اليوم في الجزائر جماعة تدعو إلى تكريس الثقافة "الفرانكفونية" و نشرها في الوسط الشُبّاني، و نجدها تعقد الندوات و الملتقيات تحت أسماء عديدة ، و قد حضرتُ مؤخرا ملتقى دوليا نظم بمدينة قسنطينة شرق الجزائر ( 470 كلم) حول النساء "المقاومات" حضرته وفودا عربية من لبنان و فلسطين و تونس و دول صديقة أخرى، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 ، و قد سلط الملتقى الدولي الضوء على نضال المرأة العربية خلال الثورات و الحروب، و دورها في النضال السياسي في العالم من أجل الحصول على حقها في الاستقلال و المواطنة، كمنا عرجت باحثات و ممثلات جمعيات و حقوقيات أيضا للحديث عن تاريخ النساء الجزائريات في الحركة الوطنية وخلال الثورة التحررية، غير أن ما يؤسف له أن بعض المتدخلات ، مثلن جمعيات نسوية جزائرية قدمن مداخلتهنّ بلغة المستعمر ( الفرنسية)، رغم أن الملتقى كان يتحدث عن مقاومة المرأة العربية للاستعمار ، و الجرائم التي ارتكبها في حق النساء العربيات المسلمات الطاهرات، ملتقى المرأة المقاومة، لم يكن حدثا تاريخيا فقط بل كان سياسيا أكثر منه تاريخي، أعادت إلى السطح ظاهرة "القابلية للاستعمار " التي تحدث عنها الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي، و كما قال مالك بن نبي رحمه الله : " لم يعد هناك وقت للعبث، فإذا أردنا ألاّ نَغُشَّ أنفسنا، توجب علينا أن نصارحها بالحقائق اللازمة مهما كانت مُرّةً ، ولا نُمَوِّهها، فنُسَمِّيَ الأشياء بأسمائها، فلا يجب أن نفجع أو أن نخجل من (.....)، فلكلّ مصطلحاته، و الذي يهمُّ هنا، ليس المصطلحات، - أضاف مالك بن نبي- و إنما الواقع الاجتماعي الذي تعكسه هذه المصطلحات.


علجية عيش
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى