مختصون بمعهد باريس لعلم نفس الأطفال يشرحون التوحد و طرق علاجه بمستغانم

نظمت أسر الأطفال المصابين ب "مرض التوحد  يومان دراسيان بالمكتبة الرئيسية لجامعة عبدالحميد ابن باديس بمستغانم ، أشرف على إدارتهما الطبيبان المختصان في علم النفس السريري "بابافو ناتاليا و سانسالفادور أندري كازانينو" من معهد باريس المختص في علم نفس الأطفال ، حسب المختصين ، فإن هذا المرض غير معروف بصفة واضحة وسط الأسر الجزائرية التي تعيش بينها هذه الفئة ، حيث أنها  تجهل في الكثير من الأحيان وجود مراكز مختصة في معالجة الأطفال المصابين بمرض التوحد ، لذا تعامل أبنائها تارة بقسوة لأنها تعتقد أنهم عاجزين على مواكبة الحياة بصفة طبيعية ،  في حين تعتقد أسر أخرى أن القدر شاء أن يكون لهم ابنا مصابا بالجنون  وعليهم الاختيار بين الحذر منه ، تهميشه أو العيش دون الاكتراث به ، حسب الطبيبة بابافو فإن الطفل المصاب بمرض التوحد بحاجة إلى مساعدة مستمرة إلى غاية اندماجه في المجتمع بصفة طبيعية وقد يتطلب هذا مرافقة ومساعدة دائمة وخاصة الكثير من الوقت ، هذا هو العلاج الوحيد الذي يسمح للمريض التأقلم مع محيطه بصفة شبه طبيعية ، أما الطبيب سانسالفادور فإنه يرى من جهته إمكانية قهر المرض شريطة إسراع الأولياء في الكشف المبكر عنه ، مذكرا أن هذا المرض الذي يصيب ثلاثة أجهزة حيوية في الإنسان وهما جهاز التفاعل الاجتماعي ، الحوار و التصرف يفرض على العائلات المعنية التقرب من الأخصائيين النفسانيين للإطلاع على طرق محاورة أبنائهم ومرافقتهم في تصرفاتهم اليومية

انطباعات .

*مداحي كمال / والد أحد المصابين بمرض التوحد

"ابني تحسن كثيرا بفضل فرقة مختصة بباريس"

ــــ اكتشفت أن ابني غير عادي وهو في سن الثالثة ، انتقلت معه إلى ولاية وهران ، حيث طلب مني الطبيب إجراء على رأسه "تصوير بالرنين المغناطيسي / IRM" ، إلا أن الفحوصات لم تكشف عن المرض لذا نقلته إلى الجزائر العاصمة ، حيث اتضح أنه لا يعاني من مرض خطير ، عندها قررت نقله إلى مدينة مرسيليا بفرنسا حيث اتصلت بأحد الدكاترة المختصين في علم النفس الطفل الذي وجهني إلى مصلحة علم النفس الأطفال بباريس ، هناك التقيت بالفرقة طبية مختصة ، وكانت لي الفرصة في التعامل مع الطبيبة بوبوفا التي منحتني برنامجا تابعته مع ابني و تحسنت حالة ابني أكثر من ذي قبل ، لذا قدمت لها دعوة للحضور إلى مستغانم بغرض تعريف هذا المرض للأسر التي تعيش هذا الكابوس .

*بنو هوارية / أخصائية نفسانية بمركز مستغانم
"المركز به 31طفلا مصابا و 40 آخرين ينتظرون في القائمة الاحتياطية "

ــــ عبر تراب ولاية مستغانم يوجد ستة (06) مراكز مختصة بالأطفال المصابين بالأمراض النفسية من بينهم أطفال مصابين بمرض التوحد ، للأسف لا يوجد مركز خاص بهذا المرض ، بمركزنا لدينا اكتظاظ ولا يمكن للأخصائيين النفسانيين العمل في أجواء مريحة مع المرضى ، بمركز مستغانم مثلا يوجد 31 طفل مصاب بمرض التوحد في حين توجد قائمة احتياطية بها حوالي 40 طفل ينتظرون الفرصة ليلتحقوا بمراكزنا ، هذا المرض في حالة تطوره يمكن أن يتحول إلى انفصام الشخصية وهنا يستحيل التعامل مع المريض ، يرجع الأطباء أسباب هذا المرض إلى عوامل وراثية ، كما يمكن أن يظهر بعد أزمة نفسية حادة عند المرأة الحامل أو بسبب كثرة تناول المرأة ما يعرف بالدواء السلوك