- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
حســن الجوار
السبت 12 يوليو 2008, 22:54
حســن الجوار
بقلم: ذ. سعيد العلوي
عني الإسلام بالجار غاية العناية، وخصه بحسن الجوار وتمام الرعاية، فكانت الوصية به من سابع سماء وحيا نزل به الروح جبريل على قلب خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم، قال ربنا تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء:36]. ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه". وفي تفسير قوله تعالى: "والجار ذي القربى والجار الجنب" يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: (أما الجار فقد أمر الله تعالى بحفظه والقيام بحقه والوصاة برعي ذمته في كتابه وعلى لسان نبيه، ألا ترى سبحانه أكد ذكره بعد الوالدين والأقربين: "والجار ذي القربى" أي القريب، "والجار الجنب" أي الغريب، إلى أن قال: وعلى هذا فالوصية بالجار مندوب إليها مسلماً كان أو كافراً، وهو الصحيح، والإحسان قد يكون بمعنى المواساة، وقد يكون بمعنى حسن العشرة وكف الأذى والمحاماة دونه).
اعلم أخي أعزك الله أن أحاديث نبينا وأسوتنا صلى الله عليه وسلم التي توصي بالجار وتأمر بالإحسان إليه وتنهى عن أذاه كثيرة، أسوق إليك جملة منها وإن كان الواحد منها كافيا وشافيا:
- صح عن أمنا عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم و عن بن عمر رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "إن خليلي أوصاني: إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءها، ثم انظـر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعـروف"، وفي رواية: "فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك".
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرْسِن شاة".1
- وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن؛ قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جارُه بوائقه وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره"، ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم".
- وعن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك باباً".
أما وقد علمت أخي حفظك الله تعالى وأمتع بك منزلة الجار وعظيم وصية ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم به، فهل تعرف من هو الجار الذي وجبت عليك رعاية حقوقه؟ قد يتوهم بعض الناس أن الجار هو فقط من جاور في السكن، فهذه صورة واحدة من أعظم صور الجوار، لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار، فهناك الجار في العمل، والسوق، والمزرعة، ومقعد الدراسة، وغير ذلك من صور الجوار.ويتسع مفهوم الجوار ليأخد معنى أكبر في العلاقات الدولية وهو جوار الدول والكيانات السياسية والحضارات مع بعضها التي تتجاور جميعها في كوكب خلقه الله لنا جميعا وأمرنا بالتعاون على عمارته على الرغم من اختلاف الأديان والأبدان والألوان والبلدان.
من هو الجار؟
تعددت أقوال العلماء في تعريف الجار على أوجه منها:
1. ما تعارف الناس أنه يدخل في حدود الجوار فهو الجار.
2. أربعون داراً من كل ناحية، وهذا مذهب الأوزاعي والزهري.
3. من سمع النداء فهو جار.
4. من سمع إقامة الصلاة فهو جار المسجد.
5. من ساكن رجلاً في محلة أو مدينة.
على أن الجيران يتفاوتون من حيث مراتبهم وحقوقهم، فهناك الجار المسلم ذو الرحم، وهناك الجار المسلم، والجار الكافر ذو الرحم،والجار الكافر الذي ليس برحم، وهؤلاء جميعا يشتركون في كثير من الحقوق ويختص بعضهم بمزيد منها بحسب حاله ورتبته.
1. جار قريب مسلم، وهذا له ثلاثة حقوق: حق الجوار، والقرابة، والإسلام.
2. وجار مسلم، وهذا له حقان: حق الجوار، وحق الإسلام.
3. جار كافر، وهذا له حق واحد هو حق الجوار.
من حقوق الجار:
لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها، فمن أهم هذه الحقوق:
1- رد السلام وإجابة الدعوة:والنصوص في ذلكم متواترة متظاهرة
2- كف الأذى عنه: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه"، ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: "لا خير فيها، هي في النار". ولقوله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه". وروي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أذى جاره. فقال: "اطرح متاعك في الطريق". ففعل، وجعل الناس يمرون به ويسألونه. فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار. فجاء هذا الجار السيئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو أن الناس يلعنونه. فقال صلى الله عليه وسلم: "فقد لعنك الله قبل الناس".
3- تحمل أذى الجار: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)[المؤمنون:96]. ويقول الله تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [الشورى:43]. وقد ورد عن الحسن البصري –رحمه الله– قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى.
4- تفقده وقضاء حوائجه: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم"، ولما ذبح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاة قال لغلامه: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي. وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منكِ بابًا".
5- ستره وصيانة عرضه: وإن هذه لمن أوكد الحقوق، فبحكم قرب المساكن في هذه الأقفاص المسماة شققا أو في بعض دور الصفيح التي ابتلانا الظلم الاجتماعي بها، قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت:46]. سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟". فعدَّ من الذنوب العظام: "أن تزاني حليلة جارك". وللعين حظ من الزنا وللأذن وللنفس واللسان!!!
الجار الحسن يُشترى
حسن الجوار من النعم العظيمة والآلاء الكريمة، ولهذا قال الإمام علي كرم الله وجهه: الجار قبل الدار؛ فالدار الطيبة الواسعة القريبة تضيق بساكنيها إذا ابتلوا بجار سوء، والدار الضيقة البعيدة تطيب لساكنيها إذا حظوا بجوار حسن. يروى أن أبا الجهم العدوي باع داره بمائة ألف دينار، ثم قال للمشترين: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص؟ فقالوا: وهل يشترى جوار قط؟ فقال: ردوا عليَّ داري، وخذوا دراهمكم، والله لا أدع جوار رجل، إن فقدتُ سأل عني، وإن رآني رحب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قربني، وإن سألتُه أعطاني، وإن لم أسأله ابتدأني، وإن نابتني جائحة فرّج عني. فلما بلغ ذلك سعيداً بعث إليه بمائة ألف درهم.
بقلم: ذ. سعيد العلوي
عني الإسلام بالجار غاية العناية، وخصه بحسن الجوار وتمام الرعاية، فكانت الوصية به من سابع سماء وحيا نزل به الروح جبريل على قلب خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم، قال ربنا تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء:36]. ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه". وفي تفسير قوله تعالى: "والجار ذي القربى والجار الجنب" يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: (أما الجار فقد أمر الله تعالى بحفظه والقيام بحقه والوصاة برعي ذمته في كتابه وعلى لسان نبيه، ألا ترى سبحانه أكد ذكره بعد الوالدين والأقربين: "والجار ذي القربى" أي القريب، "والجار الجنب" أي الغريب، إلى أن قال: وعلى هذا فالوصية بالجار مندوب إليها مسلماً كان أو كافراً، وهو الصحيح، والإحسان قد يكون بمعنى المواساة، وقد يكون بمعنى حسن العشرة وكف الأذى والمحاماة دونه).
اعلم أخي أعزك الله أن أحاديث نبينا وأسوتنا صلى الله عليه وسلم التي توصي بالجار وتأمر بالإحسان إليه وتنهى عن أذاه كثيرة، أسوق إليك جملة منها وإن كان الواحد منها كافيا وشافيا:
- صح عن أمنا عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم و عن بن عمر رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "إن خليلي أوصاني: إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءها، ثم انظـر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعـروف"، وفي رواية: "فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك".
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرْسِن شاة".1
- وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن؛ قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جارُه بوائقه وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره"، ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم".
- وعن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك باباً".
أما وقد علمت أخي حفظك الله تعالى وأمتع بك منزلة الجار وعظيم وصية ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم به، فهل تعرف من هو الجار الذي وجبت عليك رعاية حقوقه؟ قد يتوهم بعض الناس أن الجار هو فقط من جاور في السكن، فهذه صورة واحدة من أعظم صور الجوار، لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار، فهناك الجار في العمل، والسوق، والمزرعة، ومقعد الدراسة، وغير ذلك من صور الجوار.ويتسع مفهوم الجوار ليأخد معنى أكبر في العلاقات الدولية وهو جوار الدول والكيانات السياسية والحضارات مع بعضها التي تتجاور جميعها في كوكب خلقه الله لنا جميعا وأمرنا بالتعاون على عمارته على الرغم من اختلاف الأديان والأبدان والألوان والبلدان.
من هو الجار؟
تعددت أقوال العلماء في تعريف الجار على أوجه منها:
1. ما تعارف الناس أنه يدخل في حدود الجوار فهو الجار.
2. أربعون داراً من كل ناحية، وهذا مذهب الأوزاعي والزهري.
3. من سمع النداء فهو جار.
4. من سمع إقامة الصلاة فهو جار المسجد.
5. من ساكن رجلاً في محلة أو مدينة.
على أن الجيران يتفاوتون من حيث مراتبهم وحقوقهم، فهناك الجار المسلم ذو الرحم، وهناك الجار المسلم، والجار الكافر ذو الرحم،والجار الكافر الذي ليس برحم، وهؤلاء جميعا يشتركون في كثير من الحقوق ويختص بعضهم بمزيد منها بحسب حاله ورتبته.
1. جار قريب مسلم، وهذا له ثلاثة حقوق: حق الجوار، والقرابة، والإسلام.
2. وجار مسلم، وهذا له حقان: حق الجوار، وحق الإسلام.
3. جار كافر، وهذا له حق واحد هو حق الجوار.
من حقوق الجار:
لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها، فمن أهم هذه الحقوق:
1- رد السلام وإجابة الدعوة:والنصوص في ذلكم متواترة متظاهرة
2- كف الأذى عنه: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه"، ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: "لا خير فيها، هي في النار". ولقوله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه". وروي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أذى جاره. فقال: "اطرح متاعك في الطريق". ففعل، وجعل الناس يمرون به ويسألونه. فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار. فجاء هذا الجار السيئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو أن الناس يلعنونه. فقال صلى الله عليه وسلم: "فقد لعنك الله قبل الناس".
3- تحمل أذى الجار: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)[المؤمنون:96]. ويقول الله تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [الشورى:43]. وقد ورد عن الحسن البصري –رحمه الله– قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى.
4- تفقده وقضاء حوائجه: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم"، ولما ذبح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاة قال لغلامه: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي. وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منكِ بابًا".
5- ستره وصيانة عرضه: وإن هذه لمن أوكد الحقوق، فبحكم قرب المساكن في هذه الأقفاص المسماة شققا أو في بعض دور الصفيح التي ابتلانا الظلم الاجتماعي بها، قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت:46]. سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟". فعدَّ من الذنوب العظام: "أن تزاني حليلة جارك". وللعين حظ من الزنا وللأذن وللنفس واللسان!!!
الجار الحسن يُشترى
حسن الجوار من النعم العظيمة والآلاء الكريمة، ولهذا قال الإمام علي كرم الله وجهه: الجار قبل الدار؛ فالدار الطيبة الواسعة القريبة تضيق بساكنيها إذا ابتلوا بجار سوء، والدار الضيقة البعيدة تطيب لساكنيها إذا حظوا بجوار حسن. يروى أن أبا الجهم العدوي باع داره بمائة ألف دينار، ثم قال للمشترين: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص؟ فقالوا: وهل يشترى جوار قط؟ فقال: ردوا عليَّ داري، وخذوا دراهمكم، والله لا أدع جوار رجل، إن فقدتُ سأل عني، وإن رآني رحب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قربني، وإن سألتُه أعطاني، وإن لم أسأله ابتدأني، وإن نابتني جائحة فرّج عني. فلما بلغ ذلك سعيداً بعث إليه بمائة ألف درهم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى