مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
علاء الدين
علاء الدين
مشرف منتدى كورة
مشرف منتدى كورة
عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة : كيف ترقى الدول النامية إلى مصاف العالم الأول Aw110
البلد : كيف ترقى الدول النامية إلى مصاف العالم الأول Male_a11
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

كيف ترقى الدول النامية إلى مصاف العالم الأول Empty كيف ترقى الدول النامية إلى مصاف العالم الأول

الثلاثاء 15 يوليو 2008, 23:26
خلال العام الماضي بدأت الصين في تشغيل أكبر مصنع لإنتاج المواد البلاستيكية في العالم. صاحب هذه الخطوة انتشار الوفود الصينية في دول أفريقيا ودول الجوار الصديقة لشراء معظم آبار النفط وبناء أكبر مخزون استراتيجي للذهب الأسود عرفه التاريخ. هدف الصين غير المعلن تخفيض اعتمادها على استيراد المواد البترولية التي فاقت 150 مليون طن سنوياً، وزيادة صادراتها من السلع والخدمات التي تعتمد على مزاياها التنافسية.

منذ انضمام المارد الشيوعي للنظام التجاري العالمي، الذي كان يلّقب بنادي الأغنياء، في 11 ديسمبر 2001، حققت الصين على حساب الدول الرأسمالية نجاحات اقتصادية باهرة ومنقطعة النظير، حازت من خلالها على احترام كافة الشعوب الغنية والفقيرة معاً. لم يكن لدى الدول الرأسمالية أدنى شك من أن انضمام الصين لمعقل العولمة سوف يفتح أمام صادراتها السلعية والخدمية أسواق ربع سكان المعمورة التي طالما أحاطت حدودها بسور عظيم لا يخترق. إلا أن الصين خيبت آمال الدول الغنية وقلبت معادلاتهم رأساً على عقب. أحكمت الصين قبضتها على مبادئ العولمة التجارية من خلال المشاركة الفعالة في محفلها لتحييد عشوائيتها وتعظيم مكاسبها. أطلقت العنان لمزاياها التنافسية من خلال خصخصة منشآتها الحكومية لرفع كفاءة أدائها ومواجهة منافسيها.

قبل اكتسابها عضوية منظمة التجارة العالمية بجدارة، وبهدف مواجهة تيارات العولمة الجارفة، وضعت الصين خطة استراتيجية محكمة وطموحة لمسيرة الإصلاح الاقتصادي. أبدعت الحكومة الصينية على كافة مستوياتها في تنفيذ خطواتها وتقييم نتائجها ومتابعة المسؤولين ومحاسبة المقصرين في تحقيق أهدافها. من ضمن هذه الخطوات الطموحة إقدام الصين على شراء أفضل وأغلى قطعة أرض تطلّ على بحيرة جنيف الخلابة لتنشىء عليها أجمل وأكبر مقر لوفدها الدائم والمقيم في معقل العولمة. اختارت الصين أقدر وزرائها وخيرة مفاوضيها التجاريين المخضرمين لتمثيل دولتهم كسفراء معتمدين في المفاوضات التجارية الدائرة على مدار الساعة بالمنظمة. أغدقت عليهم من الرواتب والبدلات والمزايا أضعاف ما كانوا يتقاضونه في بلدهم، مما أثار الإعجاب المشوب بالغيرة من قبل وفود الدول الرأسمالية الغنية.

أثناء المفاوضات التجارية المدرجة على أجندة الدوحة للتنمية، التي بدأت متزامنة مع انضمام الصين للمنظمة، حاز الوفد الصيني المفاوض على أفضل نسبة مشاركة بين 151 دولة في اجتماعات المنظمة الرسمية وغير الرسمية. في العام الماضي فقط شارك الوفد الصيني في 6450 اجتماعاً تفاوضياً وناقش 65000 ورقة رسمية وقدم 312 إشعاراً خاصاً بأنظمة دولته وأحكامها القانونية إلى جانب طرح 27 مبادرة جديدة. أصبح الوفد الصيني محط أنظار كافة الدول والتكتلات التجارية. عندما أعربت الصين عن رغبتها في الانضمام لمجموعة الدول النامية التي تتزعمها الهند والبرازيل، تهافتت دول المجموعة على الترحيب بالمارد الصيني، ووافقت على تعديل اسم المجموعة ليصبح معروفاً باسم مجمعوعة العشرين زائد الصين.

خلال السنوات التالية لانضمامها إلى المنظمة أبدعت الصين داخلياً وخارجياً في تحييد تيارات العولمة الجارفة وتفوقت على كافة الدول الأعضاء بالمنظمة في توجيه دفة النظام التجاري العالمي لصالحها. على عكس توقعات مناهضي العولمة، نجحت الصين بتخفيض نسبة الفقر في صفوف مجتمعاتها من 73% إلى 32% ، وقفزت قيمة صادراتها العالمية من المرتبة الرابعة عشرة إلى المركز الثالث بزيادة سنوية فاقت 20% وعائد مادي صاف وصل إلى 360 مليار دولار أمريكي نصفه ناتج عن صادراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عدوة الصين اللدودة. في السنوات الثلاث الماضية حققت الاستثمارات المباشرة المتدفقة لأسواق الصين أعلى النسب في العالم، وساهمت في إيجاد مئة مليون وظيفة عمل جديدة لمواطنيها ومئة مليون وظيفة أخرى جاهزة لاستقطاب خريجي الجامعات الصينية في العقد القادم. من أهم هذه الاستثمارات ما قامت به شركة "وول مارت" الأمريكية، أكبر شركة للتجارة بالجملة في العالم. أنشأت هذه الشركة 65 مجمعاً لأعمالها في جميع أنحاء الصين بهدف تصنيع وبيع وشراء المنتجات الصينية بالجملة، لتحتل الشركة في العام الماضي المركز السادس بين أكبر دول العالم المستوردة لمنتجات الصين. ساهمت هذه النتائج الباهرة في زيادة نسبة النمو السنوي الحقيقي للاقتصاد الصيني إلى 9% على مدى خمس سنوات متتالية، إضافة إلى تفوق المارد الشيوعي في حسن استغلال المزايا التنافسية وزيادة القيمة المضافة المحلية على منتجاته. بين ليلة وضحاها أصبحت أسواق الصين مرتعاً خصباً لاستثمارات كبرى الشركات العالمية الرأسمالية متعددة الجنسيات، ومركزاً واعداً لصناعة الطائرات والسيارات والأجهزة والمعدات والقاطرات والمنسوجات والملابس.

لم تقف الصين عند هذا الحد من الطموح منقطع النظير، بل قامت باستثمار ثلاثة أرباع مدخراتها المالية في شراء صكوك الحكومة الأمريكية بقيمة وصلت خلال هذا العام إلى 1,5 تريليون دولار، لتصبح الصين أكبر متحكم في القرارات الاقتصادية والموارد المالية لدولة تكن لها العداء المتأصل. وعندما همست أمريكا برغبتها ونواياها بعدم المشاركة في الألعاب الأولمبية التي تستضيفها الصين خلال الشهر الجاري، هددت الصين بتسييل كافة استثماراتها في الأسواق المالية الأمريكية، مما حدا بالعدو اللدود إلى تخفيف حدة همساته.

نجاح الصين في النظام التجاري العالمي وتحقيق أهدافها في اكتساح أسواق الدول الغنية لم يأت بمحض الصدفة أو من خلال انتظار طفرة واعدة. إنما جاء نتيجة حتمية لمهارة الصين في تحديد أهدافها التنموية وتسخير مزاياها التنافسية لتحييد عشوائية العولمة. لعل أسطورة نجاح المارد الشيوعي في نادي الأغنياء يعطينا فكرة موجزة عن كيفية صعود الدول النامية إلى مصاف العالم الأول.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى