- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
تمرد أبناء الملتزمين (توريث الالتزام)
الجمعة 18 يوليو 2008, 08:07
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
يضع أبناء الصحوة الإسلامية قوله صلى الله عليه وسلم: "والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم" (رواه أبو داود وصححه الألباني) موضعه في قلوبهم وينطلقون منه إلى تعبيد الناس لربهم، وبالفعل يمن الله عليهم بمن يهديه على أيديهم رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، بل وفي بعض الأحيان أطفالا، ولله الحمد أولا وآخرا.
إلا أن مما تدمي له القلوب، أن بعض أبناء الملتزمين قد جرفهم التيار فابتعدوا عن الالتزام بصورة أو بأخرى، ونحن نؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم: "القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء" (رواه مسلم)، ونستحضر أن من الأنبياء -وهم أعظم الناس حرصا على الخير وأوضحهم بيانا- من ابتلي بكفر ابنه، إلا أن ذلك لا ينبغي أن ينسينا أن الأصل قوله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك" (من حديث رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)، ومن حفظ العبد حفظه في ولده، وأن الاستثناء نادر، كندرة من تعهد أطفاله بالغذاء والدواء والرعاية الصحية فابتلوا بالأمراض البدنية، بل هو أندر. ومن ثم فلا ينبغي التعويل على هذا النادر إلا بعد التأكد من استفراغ الوسع في الأخذ بأسباب هداية الخلق أجمعين لاسيما المؤمنين، والبعد عن أسباب تنفيرهم.
ومتى ابتلي العبد بشيء من ذلك بعد استفراغ جهده، فهو من البلاء الذي يجب أن يقابل بالصبر والدعاء، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإليك أخي الكريم وصف سريع للظاهرة، وبعض أهم أسبابها، وبعض النصائح التي تتراوح بين الوقاية وبين العلاج:
الظاهرة:
درجات تمرد أبناء الملتزمين:
1- البعض يستهويه تيارات أخرى أكثر تساهلا في الفتاوى.
2- البعض يستهويه تيارات أخرى أكثر تشددا لما يجد في ذلك من تحقيق لذاته، ونقده للمجتمع ككل بما في ذلك الأب والأم.
3- البعض يفضل أن يكون من عوام الإخوة، بالتزام شخصي دون جهد دعوي، بينما تحاول الأسرة أن تخرج منه داعية.
4- البعض يفضل التزام العوام، ويظهر ذلك في أداء الفرائض، مع التساهل فيما يتساهل فيه بعض الناس من معاص، مع ترك الكبائر المستعظمة عند الناس، وبعضهم يكون أقرب للإخوة، وبعضهم أقرب للعوام، بحسب قربه أو بعده من أمور منها الغناء والموسيقى ومشاهدة التلفاز، وبالنسبة للفتيات قد يتدرج الحجاب من النقاب المتبرج إلى الحجاب المتبرج إلى التبرج الكامل، عدا عن ذلك ما يكون من مصادقة الشباب للفتيات والعكس، أو الجلوس على المقاهي ولعب الشطرنج والنرد.
5- درجات انحراف أعلى: زنا، خمر، مخدرات، ردة، والعياذ بالله.
الأسباب:
1- الالتزام المتأخر للوالد بعد تكوين شخصية الطفل.
2- الإفراط أو التفريط في مراقبة الطفل من جهة، سلوكه، طريقة تفكيره، عواطفه، أصدقاؤه.
3- عدم إدراك الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية والمستحب فيما يطالب به الأبناء.
4- إشعار الطفل أو الطفلة، بأنه يجب أن يكون صورة من أبيه أو أمها.
5- تقديم الأب لصورة سيئة للأب الملتزم، بوقوعه في صور من النفاق الأصغر، أو تبعيته المطلقة، أو شدته المطلقة مع زوجته -أم الطفل- أو مع الطفل نفسه.
6- تأثر الطفل ببعض الأقارب المقربين غير الملتزمين، كالأجداد والأعمام والأخوال.
7- أثر المدارس على عقول الناشئة وسلوكهم.
8- مشاركة كثير من الإخوة للأب في دور الأب، يشعر الطفل بأنه محاصر في مجتمع الإخوة.
العــــلاج:
1- التوكل.
2- الدعاء قبل الرزق بالأولاد، وبعد الرزق بهم، وأثناء التزامهم، وبعد انحرافهم لو انحرفوا.
3- ترك هامش اختيار للطفل داخل دائرة المشروع والمباح.
4- التدرج مع الطفل باستبدال الثواب والعقاب مع تدرج السن.
5- مراعاة ميول الطفل، والإيمان بالقدر، وأنه ليس كل عالم، فضلا عن طلاب العلم، سيكون أبناؤهم كذلك، لاسيما في قضية حفظ القرآن.
6- وضع أصدقاء صالحين في طريقه دون فرضهم عليه.
7- تكامل المسلمين في تربية أبنائهم، لكن لا ينبغي أن يصل هذا إلى حد التنفير، فالإخوة يمكن أن يمثلوا حلقة الوصل لا العكس بين الابن وأبيه الملتزم.
8- القبول بالحلول الوسط كواقع عملي يمكن التدرج من خلاله إلى الأحسن، وليس كأساس نظري.
9- التوسط بين تربية الطفل على احترام الكبير غير الملتزم كالأقارب والمدرسين، ويبين الحواجز النفسية بينه وبين المنكرات.
10- إجادة فن الحوار مع الأبناء مباشرة إن أمكن وهذا نادر، وإلا فمن خلال واسطة كالأم والمدرسين في المسجد والمدرسة، أو الأخ الأكبر، أو الصديق.
يضع أبناء الصحوة الإسلامية قوله صلى الله عليه وسلم: "والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم" (رواه أبو داود وصححه الألباني) موضعه في قلوبهم وينطلقون منه إلى تعبيد الناس لربهم، وبالفعل يمن الله عليهم بمن يهديه على أيديهم رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، بل وفي بعض الأحيان أطفالا، ولله الحمد أولا وآخرا.
إلا أن مما تدمي له القلوب، أن بعض أبناء الملتزمين قد جرفهم التيار فابتعدوا عن الالتزام بصورة أو بأخرى، ونحن نؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم: "القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء" (رواه مسلم)، ونستحضر أن من الأنبياء -وهم أعظم الناس حرصا على الخير وأوضحهم بيانا- من ابتلي بكفر ابنه، إلا أن ذلك لا ينبغي أن ينسينا أن الأصل قوله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك" (من حديث رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)، ومن حفظ العبد حفظه في ولده، وأن الاستثناء نادر، كندرة من تعهد أطفاله بالغذاء والدواء والرعاية الصحية فابتلوا بالأمراض البدنية، بل هو أندر. ومن ثم فلا ينبغي التعويل على هذا النادر إلا بعد التأكد من استفراغ الوسع في الأخذ بأسباب هداية الخلق أجمعين لاسيما المؤمنين، والبعد عن أسباب تنفيرهم.
ومتى ابتلي العبد بشيء من ذلك بعد استفراغ جهده، فهو من البلاء الذي يجب أن يقابل بالصبر والدعاء، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإليك أخي الكريم وصف سريع للظاهرة، وبعض أهم أسبابها، وبعض النصائح التي تتراوح بين الوقاية وبين العلاج:
الظاهرة:
درجات تمرد أبناء الملتزمين:
1- البعض يستهويه تيارات أخرى أكثر تساهلا في الفتاوى.
2- البعض يستهويه تيارات أخرى أكثر تشددا لما يجد في ذلك من تحقيق لذاته، ونقده للمجتمع ككل بما في ذلك الأب والأم.
3- البعض يفضل أن يكون من عوام الإخوة، بالتزام شخصي دون جهد دعوي، بينما تحاول الأسرة أن تخرج منه داعية.
4- البعض يفضل التزام العوام، ويظهر ذلك في أداء الفرائض، مع التساهل فيما يتساهل فيه بعض الناس من معاص، مع ترك الكبائر المستعظمة عند الناس، وبعضهم يكون أقرب للإخوة، وبعضهم أقرب للعوام، بحسب قربه أو بعده من أمور منها الغناء والموسيقى ومشاهدة التلفاز، وبالنسبة للفتيات قد يتدرج الحجاب من النقاب المتبرج إلى الحجاب المتبرج إلى التبرج الكامل، عدا عن ذلك ما يكون من مصادقة الشباب للفتيات والعكس، أو الجلوس على المقاهي ولعب الشطرنج والنرد.
5- درجات انحراف أعلى: زنا، خمر، مخدرات، ردة، والعياذ بالله.
الأسباب:
1- الالتزام المتأخر للوالد بعد تكوين شخصية الطفل.
2- الإفراط أو التفريط في مراقبة الطفل من جهة، سلوكه، طريقة تفكيره، عواطفه، أصدقاؤه.
3- عدم إدراك الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية والمستحب فيما يطالب به الأبناء.
4- إشعار الطفل أو الطفلة، بأنه يجب أن يكون صورة من أبيه أو أمها.
5- تقديم الأب لصورة سيئة للأب الملتزم، بوقوعه في صور من النفاق الأصغر، أو تبعيته المطلقة، أو شدته المطلقة مع زوجته -أم الطفل- أو مع الطفل نفسه.
6- تأثر الطفل ببعض الأقارب المقربين غير الملتزمين، كالأجداد والأعمام والأخوال.
7- أثر المدارس على عقول الناشئة وسلوكهم.
8- مشاركة كثير من الإخوة للأب في دور الأب، يشعر الطفل بأنه محاصر في مجتمع الإخوة.
العــــلاج:
1- التوكل.
2- الدعاء قبل الرزق بالأولاد، وبعد الرزق بهم، وأثناء التزامهم، وبعد انحرافهم لو انحرفوا.
3- ترك هامش اختيار للطفل داخل دائرة المشروع والمباح.
4- التدرج مع الطفل باستبدال الثواب والعقاب مع تدرج السن.
5- مراعاة ميول الطفل، والإيمان بالقدر، وأنه ليس كل عالم، فضلا عن طلاب العلم، سيكون أبناؤهم كذلك، لاسيما في قضية حفظ القرآن.
6- وضع أصدقاء صالحين في طريقه دون فرضهم عليه.
7- تكامل المسلمين في تربية أبنائهم، لكن لا ينبغي أن يصل هذا إلى حد التنفير، فالإخوة يمكن أن يمثلوا حلقة الوصل لا العكس بين الابن وأبيه الملتزم.
8- القبول بالحلول الوسط كواقع عملي يمكن التدرج من خلاله إلى الأحسن، وليس كأساس نظري.
9- التوسط بين تربية الطفل على احترام الكبير غير الملتزم كالأقارب والمدرسين، ويبين الحواجز النفسية بينه وبين المنكرات.
10- إجادة فن الحوار مع الأبناء مباشرة إن أمكن وهذا نادر، وإلا فمن خلال واسطة كالأم والمدرسين في المسجد والمدرسة، أو الأخ الأكبر، أو الصديق.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى