- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
أثر القرفة على نسبة السكر الدموي
الجمعة 18 يوليو 2008, 10:45
ما يحرص عليه البعض بإضافة قليل من القرفة إلى أطباق الحلويات أو إلى المشروبات الساخنة المُحلاة، هو سلوك صحي، وفق ما تُؤكده الدراسات الطبية الحديثة والتي صدر آخرها للباحثين من السويد في عدد يونيو الحالي من المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية. وهو ما يُضاف إلى جملة من الدراسات الطبية الحديثة، التي بحثت في الجدوى الإيجابية لإضافة القرفة إلى طعام الإنسان في السعي لخفض ذلك الارتفاع الصاروخي في نسبة سكر الدم عقب تناول المشروبات أو الأطعمة المحتوية على السكريات، كما عرضه ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط» ضمن أعداد مارس من العام الماضي.
ووجد الباحثون من مستشفى مالمو الجامعي بالسويد أن إضافة كمية قليلة من القرفة، لا تتجاوز حجم ما يملأ ملعقة الشاي، إلى حلوى البودينغ المصنوعة من دقيق الأرز، قد أدى إلى خفض حدة الارتفاع في نسبة سكر الدم لدى مجموعة من الأصحاء الذين تمت تجربة الأمر عليهم.
قدرات القرفة
هذه النتيجة، وإن كانت متوافقة تماماً مع نتائج دراسات طبية سابقة عديدة في إثبات قدرة مكونات القرفة على خفض نسبة سكر الدم، إلا أن هذا الكلام العلمي الثابت لا يعني تلقائياً أن يعتمد الناس على تناول القرفة بدلاً من أدوية معالجة السكري التي يصفها الأطباء ويتابعون مفعولها، بل تعني أن إضافة القرفة إلى وجبات الحلويات أو المشروبات المُحلاة هو من السلوكيات الغذائية الذكية التي يحرص الإنسان على ممارستها كإحدى وسائل الوقاية من ارتفاع نسبة سكر الدم، سواء لدى الأصحاء أو لدى مرضى السكري. وهذا يُضفي مزيداً من المصداقية والاطمئنان إلى جدوى اعتياد البعض على تناول القرفة وحرصهم على إضافتها إلى مكونات غذائهم اليومي، بنسب وكميات معتدلة.
لكن من جانب آخر، لا يعني إثبات فائدة القرفة في خفض سكر الدم، أن يأخذ مُعد الحلويات راحته، كما يُقال، بإضافة أكوام السكر إلى المعجنات، ويخدع زبائنه بمجرد اهتمامه بإضافة كمية من بودرة القرفة فوقها أو ضمنها، كوسيلة صحية للحماية من تأثيرات تلك السكريات. وقامت الدكتورة جوانا هليبواكز، الباحثة الرئيسة في الدراسة، وزملاؤها الباحثون بمتابعة تناول 14 شخصا من الأصحاء لوجبة من حلويات البودينغ المصنوعة من الأرز. وتم قياس نسبة سكر الدم لدى كل المشاركين في الدراسة، قبل وبعد تناول تلك الحلويات خالية من القرفة وأيضاً قبل وبعد تناولها ممزوجة بالقرفة، وذلك في فترات زمنية متعاقبة. ولاحظت الباحثة من مقارنة نتائج تحليل سكر الدم، بصفة متكررة خلال الساعتين الأوليين بعد تناول إما البودينغ الخالي من القرفة أو البودينغ المعزز بالقرفة، أن نسبة الارتفاع في سكر الدم كانت منخفضة عند تناول القرفة.
دور صحي
وقال الباحثون إن أحد التعليلات لمجريات ما حصل هو عمل القرفة على إبطاء حركة المعدة في دفع الطعام إلى الأمعاء، ما أدى إلى عدم امتصاص الأمعاء لكل السكريات في تلك الحلوى دفعة واحدة أو خلال مدة قصيرة.
والجديد الذكي في هذه الدراسة السويدية هو إثبات هذا الأثر الفاعل للقرفة على حركة إفراغ المعدة «gastric emptying» محتوياتها إلى داخل الأمعاء الدقيقة. وهو ما استخدم الباحثون فيه تقنية الأشعة فوق الصوتية لتصوير حركة المعدة والأمعاء. ولاحظوا من نتائج تلك الصور أن تناول القرفة ضمن وجبات الحلويات عمل على إبطاء إفراغ المعدة بدرجة واضحة مقارنة بعدم تناول القرفة. وهو ما أدى إلى بطء توفر كميات عالية من السكريات في الأمعاء، وبالتالي عدم حصول ارتفاع صاروخي، كما هو متوقع عادة، في نسبة سكر الدم بعد تناول الوجبات الغذائية الغنية بالسكريات. لكن السؤال التالي والمهم هو: هل من المناسب لمرضى السكري، وليس الناس السليمين منه، أن يتناولوا القرفة، ويبدأوا بإضافتها إلى وجباتهم الغذائية لنيل هذه الفائدة في خفض نسبة ارتفاع سكر الدم؟
والواقع أن الباحثة هليبواكز أجرت دراسة صغيرة على مجموعة من مرضى النوع الثاني للسكري. ووجدت من نتائجها أن إضافة هؤلاء المرضى، بهذا النوع من السكري، للقرفة إلى وجبات طعامهم لمدة 40 يوماً أدى إلى خفض نسبة سكر الدم، كما أدى أيضاً إلى خفض نسبة الكولسترول. لكن تلك الفائدة لم تظهر جلية لدى مرضى النوع الأول من السكري، كما لاحظته دراسة حديثة أخرى. وهو ما يُملي ضرورة إجراء دراسة أوسع على عدد أكبر من المرضى للتأكد من حقيقة تأثير القرفة في كلا نوعي مرض السكري.
والواقع أن الدراسات التي تمت في السابق على القرفة، أشارت إلى أن ثمة تأثيراً واضحاً لها في ضبط ارتفاع نسبة سكر الدم لدى مرضى النوع الثاني من السكري. وما لاحظته الدراسات تلك أن فائدة القرفة كانت عبر زيادة قدرة خلايا الجسم على الاستفادة مما هو متوفر في الجسم من كميات، ولو ضئيلة، من الأنسولين. و أيضاً عبر تقليل إنتاج خلايا الجسم للأنزيمات التي تحول دون عمل الأنسولين بشكل جيد في هذه الخلايا. وهو ما كانت مُحصلته ضبط نسبة سكر الدم نحو المعدل الطبيعي له.
وسبق أن عرض ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط»، الدراسة الباكستانية ـ الأميركية، حول تأثير القرفة على السكر، والتي تبين من نتائجها أن تناول القرفة، ولو بكميات ضئيلة تُعادل غراماً واحداً يومياً، أدى إلى خفض نسبة سكر الدم بعد الصيام الليلي بنسبة تتراوح ما بين 18 و 29%، وخفض نسبة الكولسترول الكلي بنسبة تتراوح ما بين 12 و 26%، ونسبة الكولسترول الخفيف الضار بنسبة تتراوح ما بين 7 و 27%، ونسبة الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح ما بين 23 و 30%، واستمر المفعول لمدة 20 يوماً بعد الانقطاع عن تناول القرفة بشكل يومي منتظم. وبعدها أجرى الباحثون وما زالوا في إدارة أبحاث الزراعة المتقدمة الذكر في الولايات المتحدة، دراسات في المختبرات لمعرفة آليات تأثير القرفة وموادها على مرض السكري. وتشير النتائج بمجملها الى تنشيط تفاعل الأنسولين مع الخلايا كما تقدم.
القرفة.. مجالات رحبة من الفوائد الصحية الواعدة
القرفة هي القشور البنية اللون من لحاء جذوع أشجار القرفة. وثمة أكثر من مائة نوع من القرفة في العالم، لكن الشائع نوعان: نوع سيلاني، وهو القرفة الحقيقية، ويأتي من سريلانكا والهند ومدغشقر والبرازيل وجزر الكاريبي، ونوع صيني، يأتي من الصين وفيتنام واندونيسيا. ويمتاز السيلاني بطعمه الأكثر صفاءً وسكرية من الصيني، لكن كلاهما يعطي نفس النكهة المميزة للقرفة. وبالتحليل لمحتوى كمية ملعقتي شاي القرفة، نجد أن بهما حوالي 12 كالوري (سعر حراري). وتؤمن 38% من حاجة الجسم اليومية من المنغنيز، و10% من الحديد، و 10% من الألياف، و 6% من الكالسيوم. لكن الفوائد الصحية للقرفة تعتمد على توفر نسبة عالية من مركبات بولي فينول المضادة للأكسدة، وثلاثة أنواع رئيسية من المواد الكيميائية في زيته العطري.
وتتناول الدراسات الطبية اليوم جوانب أخرى من الفوائد الصحية للقرفة، لعل من أهمها دورها في مقاومة أنواع شتى من البكتيريا ومقاومة تكاثر الخلايا السرطانية وتخفيف أعراض قرحة المعدة ومقاومة البكتيريا الحلزونية لقرحة المعدة وإضفاء الصحة على القلب إضافة إلى تنشيط الذهن.
وكان الباحثون من مستشفى رويال فري وكلية الطب بجامعة لندن قد نشروا نتائج دراستهم في مجلة العالم لأمراض الجهاز الهضمي في عدد ديسمبر 2005، حيث قاموا بمقارنة تأثير مجموعات من النباتات والأعشاب الطبية على جانبين يتعلقان ببكتيريا قرحة المعدة وهما القضاء عليها ومنعها من القدرة على الالتصاق بجدار المعدة كي تسبب القرحة فيه. وتبين من خلالها أن القرفة هي أحد العناصر التي تستطيع منع البكتيريا الحلزونية من الالتصاق بجدار المعدة. ويطرح الباحثون اليوم آليتين لتأثير القرفة في تحسين وظائف الدماغ والذهن كرفع مستوى التركيز وقدرة استحضار الذاكرة وسرعة قدرات النظر مع الحركة أثناء استخدام الكومبيوتر أو الحديث مع الناس، الآلية الأولى مرتبطة بنكهة القرفة وتأثيرها المباشر على الدماغ، والثانية تتحدث عن أثر القرفة في تحسين نسبة سكر الدم نتيجة لمفعول مواد القرفة على خلايا الجسم في تحفيز تفاعلها مع الأنسولين. وكانت الدراسات الطبية قد تناولت تأثير مادة ألديهايد القرفة على الصفائح الدموية، لأنها تعمل على منع ترسب الصفائح الدموية عبر تقليل إفراز الصفائح الدموية لأحد الأحماض الشحمية من نوع أراكيدونك أسد، وتقليل إنتاج مادة ثرومبكان إيه، أي في مفعول شبيه في الظاهر لمفعول أقراص الأسبرين.
وتأخذ فوائد القرفة للقلب بعداً أوسع من السابق، خاصة بعد الحديث عن دورها في خفض نسبة السكر في الدم وتحسين استجابة خلايا الجسم للتفاعل مع الأنسولين، ودورها في خفض الكولسترول، وتأثيرات زيوتها العطرية على الصفائح الدموية وتقليل التصاق بعضها بعضا، واحتمالات تأثيرها على عملية الالتهابات.
ووجد الباحثون من مستشفى مالمو الجامعي بالسويد أن إضافة كمية قليلة من القرفة، لا تتجاوز حجم ما يملأ ملعقة الشاي، إلى حلوى البودينغ المصنوعة من دقيق الأرز، قد أدى إلى خفض حدة الارتفاع في نسبة سكر الدم لدى مجموعة من الأصحاء الذين تمت تجربة الأمر عليهم.
قدرات القرفة
هذه النتيجة، وإن كانت متوافقة تماماً مع نتائج دراسات طبية سابقة عديدة في إثبات قدرة مكونات القرفة على خفض نسبة سكر الدم، إلا أن هذا الكلام العلمي الثابت لا يعني تلقائياً أن يعتمد الناس على تناول القرفة بدلاً من أدوية معالجة السكري التي يصفها الأطباء ويتابعون مفعولها، بل تعني أن إضافة القرفة إلى وجبات الحلويات أو المشروبات المُحلاة هو من السلوكيات الغذائية الذكية التي يحرص الإنسان على ممارستها كإحدى وسائل الوقاية من ارتفاع نسبة سكر الدم، سواء لدى الأصحاء أو لدى مرضى السكري. وهذا يُضفي مزيداً من المصداقية والاطمئنان إلى جدوى اعتياد البعض على تناول القرفة وحرصهم على إضافتها إلى مكونات غذائهم اليومي، بنسب وكميات معتدلة.
لكن من جانب آخر، لا يعني إثبات فائدة القرفة في خفض سكر الدم، أن يأخذ مُعد الحلويات راحته، كما يُقال، بإضافة أكوام السكر إلى المعجنات، ويخدع زبائنه بمجرد اهتمامه بإضافة كمية من بودرة القرفة فوقها أو ضمنها، كوسيلة صحية للحماية من تأثيرات تلك السكريات. وقامت الدكتورة جوانا هليبواكز، الباحثة الرئيسة في الدراسة، وزملاؤها الباحثون بمتابعة تناول 14 شخصا من الأصحاء لوجبة من حلويات البودينغ المصنوعة من الأرز. وتم قياس نسبة سكر الدم لدى كل المشاركين في الدراسة، قبل وبعد تناول تلك الحلويات خالية من القرفة وأيضاً قبل وبعد تناولها ممزوجة بالقرفة، وذلك في فترات زمنية متعاقبة. ولاحظت الباحثة من مقارنة نتائج تحليل سكر الدم، بصفة متكررة خلال الساعتين الأوليين بعد تناول إما البودينغ الخالي من القرفة أو البودينغ المعزز بالقرفة، أن نسبة الارتفاع في سكر الدم كانت منخفضة عند تناول القرفة.
دور صحي
وقال الباحثون إن أحد التعليلات لمجريات ما حصل هو عمل القرفة على إبطاء حركة المعدة في دفع الطعام إلى الأمعاء، ما أدى إلى عدم امتصاص الأمعاء لكل السكريات في تلك الحلوى دفعة واحدة أو خلال مدة قصيرة.
والجديد الذكي في هذه الدراسة السويدية هو إثبات هذا الأثر الفاعل للقرفة على حركة إفراغ المعدة «gastric emptying» محتوياتها إلى داخل الأمعاء الدقيقة. وهو ما استخدم الباحثون فيه تقنية الأشعة فوق الصوتية لتصوير حركة المعدة والأمعاء. ولاحظوا من نتائج تلك الصور أن تناول القرفة ضمن وجبات الحلويات عمل على إبطاء إفراغ المعدة بدرجة واضحة مقارنة بعدم تناول القرفة. وهو ما أدى إلى بطء توفر كميات عالية من السكريات في الأمعاء، وبالتالي عدم حصول ارتفاع صاروخي، كما هو متوقع عادة، في نسبة سكر الدم بعد تناول الوجبات الغذائية الغنية بالسكريات. لكن السؤال التالي والمهم هو: هل من المناسب لمرضى السكري، وليس الناس السليمين منه، أن يتناولوا القرفة، ويبدأوا بإضافتها إلى وجباتهم الغذائية لنيل هذه الفائدة في خفض نسبة ارتفاع سكر الدم؟
والواقع أن الباحثة هليبواكز أجرت دراسة صغيرة على مجموعة من مرضى النوع الثاني للسكري. ووجدت من نتائجها أن إضافة هؤلاء المرضى، بهذا النوع من السكري، للقرفة إلى وجبات طعامهم لمدة 40 يوماً أدى إلى خفض نسبة سكر الدم، كما أدى أيضاً إلى خفض نسبة الكولسترول. لكن تلك الفائدة لم تظهر جلية لدى مرضى النوع الأول من السكري، كما لاحظته دراسة حديثة أخرى. وهو ما يُملي ضرورة إجراء دراسة أوسع على عدد أكبر من المرضى للتأكد من حقيقة تأثير القرفة في كلا نوعي مرض السكري.
والواقع أن الدراسات التي تمت في السابق على القرفة، أشارت إلى أن ثمة تأثيراً واضحاً لها في ضبط ارتفاع نسبة سكر الدم لدى مرضى النوع الثاني من السكري. وما لاحظته الدراسات تلك أن فائدة القرفة كانت عبر زيادة قدرة خلايا الجسم على الاستفادة مما هو متوفر في الجسم من كميات، ولو ضئيلة، من الأنسولين. و أيضاً عبر تقليل إنتاج خلايا الجسم للأنزيمات التي تحول دون عمل الأنسولين بشكل جيد في هذه الخلايا. وهو ما كانت مُحصلته ضبط نسبة سكر الدم نحو المعدل الطبيعي له.
وسبق أن عرض ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط»، الدراسة الباكستانية ـ الأميركية، حول تأثير القرفة على السكر، والتي تبين من نتائجها أن تناول القرفة، ولو بكميات ضئيلة تُعادل غراماً واحداً يومياً، أدى إلى خفض نسبة سكر الدم بعد الصيام الليلي بنسبة تتراوح ما بين 18 و 29%، وخفض نسبة الكولسترول الكلي بنسبة تتراوح ما بين 12 و 26%، ونسبة الكولسترول الخفيف الضار بنسبة تتراوح ما بين 7 و 27%، ونسبة الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح ما بين 23 و 30%، واستمر المفعول لمدة 20 يوماً بعد الانقطاع عن تناول القرفة بشكل يومي منتظم. وبعدها أجرى الباحثون وما زالوا في إدارة أبحاث الزراعة المتقدمة الذكر في الولايات المتحدة، دراسات في المختبرات لمعرفة آليات تأثير القرفة وموادها على مرض السكري. وتشير النتائج بمجملها الى تنشيط تفاعل الأنسولين مع الخلايا كما تقدم.
القرفة.. مجالات رحبة من الفوائد الصحية الواعدة
القرفة هي القشور البنية اللون من لحاء جذوع أشجار القرفة. وثمة أكثر من مائة نوع من القرفة في العالم، لكن الشائع نوعان: نوع سيلاني، وهو القرفة الحقيقية، ويأتي من سريلانكا والهند ومدغشقر والبرازيل وجزر الكاريبي، ونوع صيني، يأتي من الصين وفيتنام واندونيسيا. ويمتاز السيلاني بطعمه الأكثر صفاءً وسكرية من الصيني، لكن كلاهما يعطي نفس النكهة المميزة للقرفة. وبالتحليل لمحتوى كمية ملعقتي شاي القرفة، نجد أن بهما حوالي 12 كالوري (سعر حراري). وتؤمن 38% من حاجة الجسم اليومية من المنغنيز، و10% من الحديد، و 10% من الألياف، و 6% من الكالسيوم. لكن الفوائد الصحية للقرفة تعتمد على توفر نسبة عالية من مركبات بولي فينول المضادة للأكسدة، وثلاثة أنواع رئيسية من المواد الكيميائية في زيته العطري.
وتتناول الدراسات الطبية اليوم جوانب أخرى من الفوائد الصحية للقرفة، لعل من أهمها دورها في مقاومة أنواع شتى من البكتيريا ومقاومة تكاثر الخلايا السرطانية وتخفيف أعراض قرحة المعدة ومقاومة البكتيريا الحلزونية لقرحة المعدة وإضفاء الصحة على القلب إضافة إلى تنشيط الذهن.
وكان الباحثون من مستشفى رويال فري وكلية الطب بجامعة لندن قد نشروا نتائج دراستهم في مجلة العالم لأمراض الجهاز الهضمي في عدد ديسمبر 2005، حيث قاموا بمقارنة تأثير مجموعات من النباتات والأعشاب الطبية على جانبين يتعلقان ببكتيريا قرحة المعدة وهما القضاء عليها ومنعها من القدرة على الالتصاق بجدار المعدة كي تسبب القرحة فيه. وتبين من خلالها أن القرفة هي أحد العناصر التي تستطيع منع البكتيريا الحلزونية من الالتصاق بجدار المعدة. ويطرح الباحثون اليوم آليتين لتأثير القرفة في تحسين وظائف الدماغ والذهن كرفع مستوى التركيز وقدرة استحضار الذاكرة وسرعة قدرات النظر مع الحركة أثناء استخدام الكومبيوتر أو الحديث مع الناس، الآلية الأولى مرتبطة بنكهة القرفة وتأثيرها المباشر على الدماغ، والثانية تتحدث عن أثر القرفة في تحسين نسبة سكر الدم نتيجة لمفعول مواد القرفة على خلايا الجسم في تحفيز تفاعلها مع الأنسولين. وكانت الدراسات الطبية قد تناولت تأثير مادة ألديهايد القرفة على الصفائح الدموية، لأنها تعمل على منع ترسب الصفائح الدموية عبر تقليل إفراز الصفائح الدموية لأحد الأحماض الشحمية من نوع أراكيدونك أسد، وتقليل إنتاج مادة ثرومبكان إيه، أي في مفعول شبيه في الظاهر لمفعول أقراص الأسبرين.
وتأخذ فوائد القرفة للقلب بعداً أوسع من السابق، خاصة بعد الحديث عن دورها في خفض نسبة السكر في الدم وتحسين استجابة خلايا الجسم للتفاعل مع الأنسولين، ودورها في خفض الكولسترول، وتأثيرات زيوتها العطرية على الصفائح الدموية وتقليل التصاق بعضها بعضا، واحتمالات تأثيرها على عملية الالتهابات.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى