- فاطمة ليندةعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 3216
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 3912
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
الزواج المتوازن.. من يظفر به؟
الجمعة 25 يوليو 2008, 09:04
الزواج الذي تذوب فيه شخصية أحد الزوجين في الآخر أو النزوع للاستقلال عن بعضهما تماما بالشكل الذي يحدث فجوة لا يبعث على الاستقرار والسعادة، ولكن يمكن بناء علاقة زوجية تقوم على التوازن والاندماج بين الرجل والمرأة، ويرى علماء الاجتماع أن من يظفر بهذا النوع من العلاقة يستطيع بناء حياة زوجية على أساس من الاستقرار، ويتجاوز المشكلات الناجمة عن الحلول القائمة على التضحية من طرف واحد، أو المفروضة بالقوة.
وعادة يلجأ إلى هذا النمط من العلاقات الزوجية، الأزواج الذين يتمتعون بمشاعر رقيقة، وأحاسيس إنسانية رفيعة، ويتسمون بالصراحة والوضوح والشفافية في تصرفاتهم، وإبداء مشاعرهم وآرائهم حول مختلف جوانب الحياة.
ويتطلب ذلك نظرة بعيدة، وأفقاً واسعاً، ونوعاً من الحكمة والرأي السديد في مواجهة المشكلات التي تبدأ صغيرة كالشرارة ولكنها تكبر وتدمر بمداعبتها بأنصاف الحلول، ويلوذ أطراف هذه العلاقة إلى البحث عن العنصر الجمالي في بناء صرح الأسرة وليس فقط الركون إلى إشباع الرغبات الذي تؤطره محدودية ضيقة فيما تسمو المشاعر الشخصية العميقة والنظرة الإنسانية المتعمقة في فهم الدواخل، واستيعاب قيم الحياة بالعلاقة الزوجية إلى آفاق رحبة تنمو في مناخها الصحي حياة أسرية مستقرة هادئة هانئة خالية من التنغيص والأنانية وإشباع الاحتياجات المادية.
وقد أثبت علم النفس الاجتماعي، وبرهنت التجارب أن أكبر أكذوبة دمرت الحياة الزوجية لكثير من الأسر هي مسألة ذوبان أحدهما في الآخر، لأنها تلغي مساحة وجدانية مستقرة في نفس كل إنسان، وتطمس هوية وشخصية أحد الزوجين بحجة بناء أسرة مستقرة سعيدة متكافئة لكنها في واقع الأمر لا تبني إلا حياة تقوم على إلغاء الآخر وإلحاق شخصيته وتذويبها تماماً، إما عن طريق التهديد أو القوة، وهي مسألة لا تألفها النفس الإنسانية ولا الذوق بل يذهب ضحيتها الكثير من الكيانات الأسرية.
فكرة الاندماج
العصر الذي نعيش فيه أتاح الكثير من وسائل تفتح الشخصية الفردية ابتداء من توفر فرص العمل للعنصر النسائي فضلا عن التعليم وتوافر عناصر التقنية والاتصال والإعلام التي جعلت الطريق ممهداً لتنامي استقلال الشخصية والتوعية الذاتية ورحابة المساحة الأزلية للخصوصية الفردية، هذا يساعد بطبيعة الحال على إيجاد فرص أوسع لاحترام الآخر والاندماج معه ليس إلحاقه وتذويبه وفنائه في عالم الذات، كما يوفر مزيجا من العواطف الرقيقة والرفيعة التي تساند استقرار الحياة الزوجية، وسموها فوق النزعات الأنانية بحيث لا تستطيع أي عواصف مهما كانت عاتية أن تزيلها أو تزحزحها.
هذا التمازج والاندماج المبني على الاحترام المتبادل، والنابع من سمو العواطف، وارتقاء الفهم سيوجد شخصية اجتماعية تحمل صفات الطرفين، بكل خصوصيتهما دون إلغاء أي منهما بل العكس يستطيع كل من الزوجين أن يجد خصوصيته إلى جانب خصوصية الآخر في بوتقة واحدة، ونسيج واحد يحمل عوامل تفتح ونمو وازدهار الشخصيتين معاً، بما يبعد شبح الخوف من أن يقع أحدهما فريسة لابتلاع الآخر، حيث تنفر النفس الإنسانية من آلية الانسحاق الذي يزيل مساحة الخصوصية ويولد التمرد الخفي في اللاوعي الشخصي وهذا يدفع إلى بروز تصرفات في وقت ما قد تكون هي السوسة التي تنخز في عظم شخصية الأسرة.
وكلما استطاع الزوجان أن ينثرا مفردات الحب والتعاطف والانجذاب التلقائي، أصبح من السهل نمو أزهار التفاهم والانسجام، واتساع مساحات الحب والتآلف، وإبعاد شبح العاصفة التي تكمن في النفوس نتيجة مفعول الزحف على شخصية الآخر ومحاولة إلغاء كيانه، فالعيش في أسرة واحدة لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الوجود الشخصي، بل بتكامل الجوانب الإيجابية للطرفين، ومحاولة التخلص من النزعات الأنانية، وفرض الذات على الآخر بشيء من القسرية والهيمنة.
وكثيراً ما يعتقد الناس أن اختفاء مشاعر الانجذاب والحب والانبهار بعد مرور فترة الزواج الأولى يشكل غياباً للحب وفناء لبذوره، لكن الحقيقة هي أن تلك المشاعر تترسخ وتتجذر في أعماق الشخصية الأسرية (الكيان الجديد الذي ضمهما) حيث تحول البحث عن الآخر إلى واقع تتجسد فيه روعة العلاقة ويثمر ألقاً وتوهجاً وينعكس استقراراً وسعادة بين الزوجين.
حتى هموم الحياة والبحث عن العيش والانشغال بالعمل، ليس ضياعاً بالحب، ولا إطفاء لشعلة العواطف التي كانت ملتهبة في بداية الحياة الزوجية، إنما هي وسائل لترسيخ تلك القيم العاطفية وتسييجها بأمان الكسب وتوفير متطلبات العيش في أجواء من الاندماج الأسري، لأن كلا من الزوجين يشعر بالسعادة وهو يلبي احتياجات الآخر، ويقوم بدوره ووظيفته داخل الكيان الأسري الجديد، فنجد مشاعر الحب اللاهبة غير ظاهرة للعيان، ليس لأنها سحابة صيف تلاشت مسرعة، ولكن مثل هذه المشاعر لا تصير إلى العدم على الإطلاق، فكل تلك الأحاسيس تتجه إلى تغذية النفس، وتوجيه تحركات الشريك ليهتم بالمتطلبات التي توفر متانة العلاقة وتماسكها.
فتتحول مشاعر أيام الزواج الأولى بكل عنفوانها وحرارتها وسعادتها وحلاوتها إلى طمأنينة ودوافع جديدة لترسيخ مبادئ الحب، وبناء قاعدة نفسية صلدة، والبحث عن وسائل الديمومة والاستمرار.. فتتولد مشاعر جديدة قوامها الارتباط بالآخر والانطلاق بالعلاقة الثنائية بكل مقوماتها، ودعائم بنائها إلى آفاق رحبة، وقيم أخرى أكثر سمواً ترتكز على تتويج فكرة الاندماج والتوازن الأسري والاستقرار بعيداً عن شبح السيطرة والاحتواء، أو التأثير القسري وتذويب الشخصية.
من يظفر بهذه التوليفة، يمسك بأهداب السعادة الزوجية، بمفهومها الإنساني، ويرتقي فوق واقع الماديات ونزعة ال(أنا) الضيقة التي لا مجال لها على الإطلاق في بناء حياة أسرية سعيدة مستقرة.
وعادة يلجأ إلى هذا النمط من العلاقات الزوجية، الأزواج الذين يتمتعون بمشاعر رقيقة، وأحاسيس إنسانية رفيعة، ويتسمون بالصراحة والوضوح والشفافية في تصرفاتهم، وإبداء مشاعرهم وآرائهم حول مختلف جوانب الحياة.
ويتطلب ذلك نظرة بعيدة، وأفقاً واسعاً، ونوعاً من الحكمة والرأي السديد في مواجهة المشكلات التي تبدأ صغيرة كالشرارة ولكنها تكبر وتدمر بمداعبتها بأنصاف الحلول، ويلوذ أطراف هذه العلاقة إلى البحث عن العنصر الجمالي في بناء صرح الأسرة وليس فقط الركون إلى إشباع الرغبات الذي تؤطره محدودية ضيقة فيما تسمو المشاعر الشخصية العميقة والنظرة الإنسانية المتعمقة في فهم الدواخل، واستيعاب قيم الحياة بالعلاقة الزوجية إلى آفاق رحبة تنمو في مناخها الصحي حياة أسرية مستقرة هادئة هانئة خالية من التنغيص والأنانية وإشباع الاحتياجات المادية.
وقد أثبت علم النفس الاجتماعي، وبرهنت التجارب أن أكبر أكذوبة دمرت الحياة الزوجية لكثير من الأسر هي مسألة ذوبان أحدهما في الآخر، لأنها تلغي مساحة وجدانية مستقرة في نفس كل إنسان، وتطمس هوية وشخصية أحد الزوجين بحجة بناء أسرة مستقرة سعيدة متكافئة لكنها في واقع الأمر لا تبني إلا حياة تقوم على إلغاء الآخر وإلحاق شخصيته وتذويبها تماماً، إما عن طريق التهديد أو القوة، وهي مسألة لا تألفها النفس الإنسانية ولا الذوق بل يذهب ضحيتها الكثير من الكيانات الأسرية.
فكرة الاندماج
العصر الذي نعيش فيه أتاح الكثير من وسائل تفتح الشخصية الفردية ابتداء من توفر فرص العمل للعنصر النسائي فضلا عن التعليم وتوافر عناصر التقنية والاتصال والإعلام التي جعلت الطريق ممهداً لتنامي استقلال الشخصية والتوعية الذاتية ورحابة المساحة الأزلية للخصوصية الفردية، هذا يساعد بطبيعة الحال على إيجاد فرص أوسع لاحترام الآخر والاندماج معه ليس إلحاقه وتذويبه وفنائه في عالم الذات، كما يوفر مزيجا من العواطف الرقيقة والرفيعة التي تساند استقرار الحياة الزوجية، وسموها فوق النزعات الأنانية بحيث لا تستطيع أي عواصف مهما كانت عاتية أن تزيلها أو تزحزحها.
هذا التمازج والاندماج المبني على الاحترام المتبادل، والنابع من سمو العواطف، وارتقاء الفهم سيوجد شخصية اجتماعية تحمل صفات الطرفين، بكل خصوصيتهما دون إلغاء أي منهما بل العكس يستطيع كل من الزوجين أن يجد خصوصيته إلى جانب خصوصية الآخر في بوتقة واحدة، ونسيج واحد يحمل عوامل تفتح ونمو وازدهار الشخصيتين معاً، بما يبعد شبح الخوف من أن يقع أحدهما فريسة لابتلاع الآخر، حيث تنفر النفس الإنسانية من آلية الانسحاق الذي يزيل مساحة الخصوصية ويولد التمرد الخفي في اللاوعي الشخصي وهذا يدفع إلى بروز تصرفات في وقت ما قد تكون هي السوسة التي تنخز في عظم شخصية الأسرة.
وكلما استطاع الزوجان أن ينثرا مفردات الحب والتعاطف والانجذاب التلقائي، أصبح من السهل نمو أزهار التفاهم والانسجام، واتساع مساحات الحب والتآلف، وإبعاد شبح العاصفة التي تكمن في النفوس نتيجة مفعول الزحف على شخصية الآخر ومحاولة إلغاء كيانه، فالعيش في أسرة واحدة لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الوجود الشخصي، بل بتكامل الجوانب الإيجابية للطرفين، ومحاولة التخلص من النزعات الأنانية، وفرض الذات على الآخر بشيء من القسرية والهيمنة.
وكثيراً ما يعتقد الناس أن اختفاء مشاعر الانجذاب والحب والانبهار بعد مرور فترة الزواج الأولى يشكل غياباً للحب وفناء لبذوره، لكن الحقيقة هي أن تلك المشاعر تترسخ وتتجذر في أعماق الشخصية الأسرية (الكيان الجديد الذي ضمهما) حيث تحول البحث عن الآخر إلى واقع تتجسد فيه روعة العلاقة ويثمر ألقاً وتوهجاً وينعكس استقراراً وسعادة بين الزوجين.
حتى هموم الحياة والبحث عن العيش والانشغال بالعمل، ليس ضياعاً بالحب، ولا إطفاء لشعلة العواطف التي كانت ملتهبة في بداية الحياة الزوجية، إنما هي وسائل لترسيخ تلك القيم العاطفية وتسييجها بأمان الكسب وتوفير متطلبات العيش في أجواء من الاندماج الأسري، لأن كلا من الزوجين يشعر بالسعادة وهو يلبي احتياجات الآخر، ويقوم بدوره ووظيفته داخل الكيان الأسري الجديد، فنجد مشاعر الحب اللاهبة غير ظاهرة للعيان، ليس لأنها سحابة صيف تلاشت مسرعة، ولكن مثل هذه المشاعر لا تصير إلى العدم على الإطلاق، فكل تلك الأحاسيس تتجه إلى تغذية النفس، وتوجيه تحركات الشريك ليهتم بالمتطلبات التي توفر متانة العلاقة وتماسكها.
فتتحول مشاعر أيام الزواج الأولى بكل عنفوانها وحرارتها وسعادتها وحلاوتها إلى طمأنينة ودوافع جديدة لترسيخ مبادئ الحب، وبناء قاعدة نفسية صلدة، والبحث عن وسائل الديمومة والاستمرار.. فتتولد مشاعر جديدة قوامها الارتباط بالآخر والانطلاق بالعلاقة الثنائية بكل مقوماتها، ودعائم بنائها إلى آفاق رحبة، وقيم أخرى أكثر سمواً ترتكز على تتويج فكرة الاندماج والتوازن الأسري والاستقرار بعيداً عن شبح السيطرة والاحتواء، أو التأثير القسري وتذويب الشخصية.
من يظفر بهذه التوليفة، يمسك بأهداب السعادة الزوجية، بمفهومها الإنساني، ويرتقي فوق واقع الماديات ونزعة ال(أنا) الضيقة التي لا مجال لها على الإطلاق في بناء حياة أسرية سعيدة مستقرة.
- عبدالرحمنعضو نشيط
- عدد الرسائل : 284
نقاط : 175
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 02/06/2008
ولكن يا فاطمة.....
الجمعة 25 يوليو 2008, 19:27
تبقى هده الكلمات مجرد كلمات لانها بعيدة عن ارض الواقع..
فمتى يعيش الزوجان معا حتى تنقلب الاحلام الى واقع او كابوس يصفع الطرفين بكل ما تحويه الحياة من تقلبات لا ينجو منها الا من رحم ربك و الله المستعان. :cyclops:
فمتى يعيش الزوجان معا حتى تنقلب الاحلام الى واقع او كابوس يصفع الطرفين بكل ما تحويه الحياة من تقلبات لا ينجو منها الا من رحم ربك و الله المستعان. :cyclops:
- عبدالرحمنعضو نشيط
- عدد الرسائل : 284
نقاط : 175
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 02/06/2008
مجرد راي
الجمعة 25 يوليو 2008, 19:30
:arrow: :rendeer:
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى