أغلب الناجحين في البكالوريا لم تلبّ رغباتهم في التوجيه

تلاميذ النظام القديم يقولون إنهم ضحية
أغلب الناجحين في البكالوريا لم تلبّ رغباتهم في التوجيه

ما إن ظهرت نتائج التوجيه الجامعي لهذا العام، حتى تحوّلت سعادة المئات من الناجحين المنتسبين إلى النظام القديم إلى مأساة وبكاء نتيجة عدم تلبية رغبات السواد الأعظم منهم، حيث اعتبروا أنفسهم ضحايا التسهيلات التي قدمت لزملائهم في النظام الجديد الذين نجح المئات منهم بتقدير جيد وجيد جدا واستحوذوا على كل الاختصاصات المطلوبة.
أمام ارتفاع نسبة عدد الناجحين في شاهدة البكالوريا بتقدير جيد وجيد جدا من تلاميذ النظام الجديد الذين استفادوا هذه السنة من بعض المزايا كتخفيض البرامج والتسهيلات في التصحيح التي يتحدث عنها المعنيون، ارتفعت معدلات الالتحاق بالمعاهد والمراكز ذات الاختصاصات المطلوبة بكثرة إلى درجة حرم فيها الكثير من المنتسبين إلى النظام القديم رغم حصولهم على البكالوريا بتقديرات مقبولة، وقد تعدى معدل الالتحاق بمعاهد تكوين أساتذة التعليم الثانوي النقطة 15/20 والالتحاق بمعاهد الهندسة المعمارية أو الأشغال العمومية أو الطب، إذ يشترط على الناجح الحصول على معدل يتراوح بين 14 و16، حسب الاختصاص المطلوب.
وفي هذا الشأن يرى العديد من الناجحين ضمن النظام القديم أن الوزارة لم تراع الظروف الاستثنائية لبكالوريا هذه السنة ولم تعد بينهم باعتبارهم تلاميذ نجباء بذلوا كل ما في وسعهم ونجحوا دون تسهيلات بمعدلات لو حصلوا عليها خلال السنوات الماضية لسهل عليهم اختيار أغلب الاختصاصات التي يرغبون، لكن بما أنهم وضعوا في نفس الكفة مع تلاميذ النظام الجديد فقد تم توجيهم إلى اختصاصات جعلت الكثير يندمون على الجهد الجبار الذي بذلوه خلال السنة الدراسية.
وفي هذا الصدد تقول تلميذة تنتمي إلى النظام القديم شعبة العلوم التجريبية نجحت بمعدل 13 انه بعد حصولها على النتيجة أحست بسعادة منقطعة النظير، حيث كانت تحلم دائما بأن تصبح مهندسة معمارية لكن أحلامها تبددت تماما وتحولت سعادتها إلى كابوس حين تم توجيهها إلى مركز اللّغة الإسبانية بمستغانم، رغم أنها لم تدرس يوما الإسبانية. الأمر الذي جعلها تفكر في التخلي عن الدراسة نهائيا. ناجح آخر في نفس الشعبة حاز على معدل 89, 12 يقول بأنه متأكد بأن مستواه يفوق بكثير زملاءه من النظام الجديد الذين حصلوا على تقدير جيد، لكن هم استطاعوا أن يلتحقوا بسهولة باختصاص طب الأسنان، وتم توجيهه هو إلى معهد العلوم الاقتصادية.
ولي تلميذ آخر من البويرة يقول ''بما أن نسبة الناجحين بتقدير جيد جدا في العاصمة وتيزي وزو كانت عالية، فإن كل المعاهد الهامة المتواجدة في هاتين الولايتين امتلأت عن آخرها، لذا تم توجيه أبنائنا إلى معاهد أخرى ذات اختصاصات غير مهمة''. واعتبر المتحدث الناجحين من النظام القديم ممن تحصلوا على معدلات تفوق النقطة 12 ضحايا سياسة الإصلاح التي انتهجتها وزارة التربية والتي فضلت من خلالها تلاميذ النظام الجديد ''دون الإنقاص من مجهودات النجباء من هؤلاء''، بدليل نسبة النجاح العالية التي فاقت كل التصورات.
وفي هذا الصدد طالب كل الناجحين الذين تحدثوا إلينا، من النظام القديم ممن تحصلوا على معدلات جيدة بتدخل رئيس الجمهورية لرفع ما وصفوه بـ ''الحفرة'' التي مورست عليهم هذا العام لأسباب أكثرها سياسية، وإعادة النظر في مصيرهم الدراسي المتعلق أساسا بمستقبلهم ومستقبل جيل كامل من النجباء.