المجموعة الثانية من حراقة من تيارت تصل إلى اسبانيا

وصلت، مساء الخميس الماضي، مجموعة من 10 حراڤة إلى اسبانيا قادمين إليها من سواحل وهران، بعد أن خرجوا زوال ذات اليوم من تيارت، حيث يقطنون في أحياء متفرقة، بعد نجاح مجموعة أولى سبقتهم إلى الوصول.

وكانت مجموعة من الحراڤة من مختلف الأعمار قد دفعت مبالغ تقدر بسبعة ملايين سنيتم لكل فرد مقابل الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، وقد شجع مجموعة العشرة التي وصلت يوم الخميس نجاح رحلة سابقة لمجموعة أولى من نفس العدد، وبالأخص أن السعر المطلوب بسيط مقارنة بما يُدفع عادة، أي ما يتراوح بين 10 و13 مليون سنتيم، ناهيك عن كون المسؤول عن الرحلة من تيارت، على حد تأكيدات بعض المصادر، وهو ما يعطي نوعا من الأمان.
يشار أن مجموعة من الحراڤة التيارتيين حاولت الإبحار في وقت سابق من شواطئ وهران، إلا أن شكوكا في احتمال خيانة مخطط الرحلة للمجموعة اضطرهم إلى رهن الزورق الذي كان مخصصا لهم، حيث جلبوه معهم إلى تيارت كضمان لأموالهم.
وتجارب تيارت مع الحرڤة طويلة، فقد جيء بـ11 جثة قبل أشهر من اليوم، ولايزال 12 حراڤا في عداد المفقودين منذ مارس 2006، تاريخ وصول 4 جثث لحراڤة يعتقد أنهم كانوا ضمن مجموعتين على متن زورقين، فيما باءت بالفشل تحركات عائلات الضحايا للحصول على خبر نهائي عن مصير أبنائهم، في وقت يتكتم عشرات، بل المئات من الشباب على مواقف التحايل التي يتعرضون لها من طرف سماسرة الرحلات البحرية الذين يهربون بالأموال عند الساحل أو يتجولون بضحاياهم لساعات في عرض البحر ليعودوا بهم إلى مكان انطلاقهم، أو مدينة ساحلية جزائرية أخرى، موهمين إياهم أنهم في اسبانيا!
بمقابل اللهفة على الهجرة، يستقر منذ أشهر في تيارت العديد من الشباب الذين حصلوا على إقامة رسمية في اسبانيا، بعد أن فقدوا مناصب عملهم، سواء في قطاع الفلاحة أو البناء وبشكل أقل الصناعة، حيث تسبب ارتفاع البترول في شلل اقتصادي في عدة دول كان منها اسبانيا التي اضطر فيها أرباب العمل إلى التخلص من عدد معتبر من العمال، لتبقى حظوظ إيجاد وظيفة تتضاءل تدريجيا بالنسبة للجزائريين والعرب عموما، بسبب توسع اتفاقية شينغن إلى دول فقيرة نسبيا، تضاف إلى دول الاتحاد الأوربي في الأولوية في الحصول على الوظائف، على حساب مواطني جنوب المتوسطن الذين يأمل قادتهم في مخرج لهم بقيام اتحاد دول المتوسط وأخذ مطلب فتح الضفتين لتنقل الأشخاص مع البضائع، بدل هذه الأخيرة فقط.