مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

مسلمو القوقاز في آتون الصراع الجورجي – الروسي Empty مسلمو القوقاز في آتون الصراع الجورجي – الروسي

الجمعة 15 أغسطس 2008, 08:36
مع تسارع الأحداث التي تشهدها منطقة القوقاز والحرب الدائرة بين جورجيا وروسيا انشغل كثيرون في تحليل الأسباب الروسية لموقفها من جورجيا، والكشف عن الأدوار الأمريكية في هذه الحرب الدائرة، غير أنه يجب علينا ونحن نتابع هذه الأحداث ألا ننسى إخواننا المسلمين الذين يمثلون وجودًا كثيفًا في هذه المنطقة، والتي كانت ذات يوم خاضعة للإسلام قبل أن تجتاح الثورة الشيوعية هذه المناطق، وقبل أن ينزل بها "جوزيف ستالين" (الجورجي الأصل) ما أنزله بالمسلمين من اضطهاد وتهجير وحرب على العقيدة والدين.
في هذا المقال نحاول الكشف عن الوجود الإسلامي في دولة جورجيا وموقعهم في هذا الصراع الدائر.
الإسلام في جورجيا:
قبل ظهور الإسلام، كانت النصرانية هي الديانة الرسمية لأهل جورجيا وذلك منذ عام 533م بعد أن غزاها الرومان ثم البيزنطيين،
غير أن الإسلام وصل إلى هذه المناطق مبكرًا جدًا, حيث وصلها المسلمون في عام 25 هجريًا بعد فتح أرمينيا وأطلق عليها المسلمون اسم "بلاد الكرج" أو "كرجستان" ويتضح من الاسم قربه الشديد من الاسم الحالي للبلاد وهو "جورجيا".
وشهدت جورجيا في ظل الإسلام ازدهارًا كبيرًا حتى باتت مدينة "تفليس" (وهي العاصمة الجورجية اليوم والتي تدعى تبليسي) عاصمة لإمارة إسلامية قوية في هذه المنطقة.
وتمتعت بلاد الكرج بصلات وثيقة مع الدول الإسلامية المتعاقبة مثل سلاجقة الروم (1077- 1299) ومن بعدها الدولة العثمانية (1299-1923).
ومع صعود روسيا كقوة إقليمية في عهد القياصرة، بدأ المسلمون يتمركزون في مناطق معينة في جورجيا، كانت أهم هذه المناطق، منطقة "أبخازيا"، و"أجاريا"، وأوسيتيا الشمالية، فضلا عن وجودهم في المناطق الأخرى.
وظلت أبخازيا دولة مستقلة حتى عام 1911م، وفي أعقاب انتصار الثورة البلشفية في روسيا، سمح لينين للمسلمين الأبخاز عام 1921م بإقامة دولة مستقلة لهم سميت وقتها (بلاد الأباظة المسلمة)، واستمرت هذه الجمهورية المستقلة تحكم نفسها بنفسها بواسطة دستورها الخاص لمدة عشر سنوات حتى عام 1931م عندما أمر جوزيف ستالين بضم أبخازيا (المسلمة) لجورجيا (المسيحية) كجمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لجورجيا.
مسلمو جورجيا في ظل العهد السوفيتي:
عانى مسلمو جورجيا مثلما عاني بقية المسلمين في أنحاء الاتحاد السوفيتي من سياسات القمع الشيوعية والتي تمثلت في التهجير والنفي والتوطين القسري والذي استخدمه ستالين بقوة ووحشية في الثلاثينيات ضد المسلمين بشكل خاص.
وأدت هذه السياسات إلى هدم خريطة أبخازيا الديموجرافية، وأعادت تشكيلها من جديد فقد دفعت الحكومة المركزية الشيوعية بأعداد كبيرة من الروس والأرمن والجورجيين إلى أبخازيا حيث تم غرسهم في أرض ليست أرضهم في الوقت الذي نفت فيه تلك الحكومة عائلات جمّة من الأبخاز إلى خارج أرضهم وديارهم فتقلص تعداد سكان أبخازيا الأصليين من المسلمين وتدنت نسبتهم وصاروا أقلية في بلادهم بعد أن كانوا الكثرة الغالبة.
فكان الأبخاز يمثلون 85% من السكان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لكنهم بعد عمليات التهجير لهم مقابل عمليات الإحلال لجنسيات أخرى صاروا يشكّلون 17% فقط.
وبلغت السياسات الشيوعية أوجهها حتى اضطر المسلمون معها إلى الهجرة خارج أراضيها، وانتشروا في مصر (وإلى الأبخاز تنتسب عائلة أباظة الشهيرة) والأردن وتركيا وسوريا.
وكما هو المعتاد، فقد تركّزت حملة الإبادة بصفة خاصة على المثقفين من الأبخاز، وإمعانا في طمس الهوية واندثار التاريخ قامت جورجيا من جهتها بإحراق الأرشيف الوطني، ودار المتحف الوطني، ومعهد الأبحاث العلمية واللغوية في محاولة لقطع جذور هذا الشعب من التاريخ.
غير أن المسلمين هبوا أكثر من مرة للمطالبة بحقوقهم ورغم قسوة الحملات الشيوعية التي استهدفت المسلمين فإن ذلك لم يثنيهم عن استمرارهم في المطالبة بالاستقلال.
وفي عهد خروشوف هب المسلمون مرة أخرى للمطالبة بحقهم في الاستقلال لكن السلطات السوفيتية ردت عليهم بحملة وحشية حتى قضت على حركتهم.
وتكررت الثورة الشعبية في سنوات 1978 و1981 وكادت تصل إلى حالة الحرب، واستمرت القلاقل في أبخازيا حتى نهاية عقد الثمانينيات، وهكذا قوبلت أي تحركات للأبخاز على امتداد ستة وستين عاما ( 1926- 1992م ) للمطالبة بالاستقلال بالقمع الوحشي كما قوبلت أي مطالبة بالحقوق المشروعة بالرفض التام والتهديد بالانتقام.
استقلال أبخازيا:
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، ألغت سلطات جورجيا برئاسة "إدوارد شيفرنادزة" الدستور الجورجي الذي كان يحمي حقوق الأقليات ويسمح بجمهوريات ذات حكم ذاتي، وكان من الطبيعي أن ترد سلطات أبخازيا بإعلان استقلالها وعودتها لدستور عام 1925م، وبالتالي سيادة المسلمين على إقليمهم الذي يُعَدّ أحد الطرق الإستراتيجية الهامة التي يطل منها الاتحاد السوفيتي القديم على موانئ البحر الأسود والمياه الدافئة.
رد شيفرنادزة على إعلان المسلمين الاستقلال بإرسال عشرات الآلاف من الجيش الجورجي لاحتلال أبخازيا وعاصمتها سوخومي، واحتج وقتها بحماية الأقليات الجورجية والروسية، واستطاعت القوات الجورجية احتلال العاصمة الأبخازية سوخومي عاصمة الإقليم وبعض المراكز الساحلية الهامة وفرت القوات الأبخازية إلى الشمال على الحدود الروسية.
نجحت القوات الجورجية في إعادة تجميع نفسها وتشكيل جيش قوي نجح في خوض غمار حرب طويلة مع الجيش الجورجي، وانضم إلى القوات الجورجية متطوعو شمال القوقاز وجلهم من الشيشان، ونجحت القوات الأبخارية في حصار وطرد هذه القوات الجورجية، واستعادة سيطرة المسلمين على أراضيهم وبلادهم في سبتمبر 1992م، غير أنه منذ ذلك الوقت لم تعترف دولة واحدة باستقلال أبخازيا.
وعلى الرغم أن هذه الحرب السابقة ألحقت خسائر فادحة بالمسلمين في الأرواح والبنية التحتية إلا إن من أهم مكاسبها هو أن الآلاف من الجورجيين الذين استوطنوا الإقليم تركوه مما أعاد الغلبة في الإقليم للأبخاز المسلمين من جديد.
حجم الوجود الإسلامي في جورجيا وأبخازيا:
تقدر المصادر الجورجية والعالمية حجم المسلمين في منطقة جورجيا وما حولها من جمهوريات بقرابة نصف مليون مسلم، وهي ما يمثل 10% من عدد سكان جورجيا والجمهوريات المحيطة بها، وهذه النسبة نرى أنها أقل من النسبة الحقيقية للمسلمين في المنطقة، ولكن لابد أن نشير إلى أن المسلمين تمركزوا بشكل كبير في ثلاث مناطق أبخازيا وآجاريا وأوسيتيا الشمالية (التابعة لروسيا) وتوجد نسبة كبيرة منهم في أوسيتيا الجنوبية.
وهذه المناطق الأربعة هي الأقاليم الأربعة التي تسعي الحكومة الجورجية إلى استعادتها وإخضاعها لسيادتها.
وإذا كان المسلمون متمركزون في هذه الأقاليم، فإن نسبتهم في جمهورية "آجاريا" الخاضعة حاليا لجورجيا لا تقل عن 90%، بينما تزيد نسبتهم في جمهورية "أبخازيا" عن 50% وليس صحيح ما تذكره بعض المواقع (موقع الجزيرة نت) أن نسبتهم في جمهورية أبخازيا 10% فقط، لأن تلك هي نسبتهم في جمهورية أوسيتيا الجنوبية ذات الوجود النصراني بعكس جمهورية أوسيتيا الشمالية ذات الوجود الإسلامي الكبير.
(يراجع في هذه النقطة: كتاب المسلمون في آسيا الوسطي والقوقاز، مصطفى دسوقي كسبة، وكتابه كذلك عن الشيشان).
موقف القوى الدولية من مسلمي المنطقة:
نشير في هذه النقطة إلى موقف القوى الإقليمية والدولية من مسلمي المنطقة، وهو كما يلي:
1- جورجيا:
حاربت جورجيا المسلمين قديمًا وعملت على طمس هويتهم ولا تزال تمارس جورجيا هذه الحرب ضد المسلمين، خاصة وأن النظام الجورجي الحالي جوهر مشروعه هو استعادة جورجيا الكبرى بأقاليمها الأربعة (والتي تشمل أبخازيا وأجاريا).
ولابد أن نشير إلى أن النظام الحالي لا يختلف على عن نظام ادوارد شيفرنادزة الذي صرح وزير خارجيته إبان الحرب الجورجية – الأبخازية عن أن بلاده على استعداد للتضحية بـ 100 ألف جورجي لقتل 100 ألف مسلم أبخازي، وترك الأمة الأبخازية المسلمة دون ذرية أو هوية.
كما أن النظام الحالي المدعوم أمريكيًا، استغل الحرب على الإرهاب لاضطهاد وتعذيب المسلمين في شتى الأقاليم المنفصلة عن جورجيا، حيث يبرر الزعماء الجورجيين أمام العالم ما يقومون به بأنه حرب على الإرهاب، وقد أدت حملات الاضطهاد المستمرة إلى تدهور أحوال المسلمين في جورجيا، الذين بقوا أسرى الفقر والتهميش علاوة على قلة الوعي الديني لديهم، نتيجة افتقادهم الواضح للمؤسسات الدينية، وعدم قدرتهم على تشييد مساجد ومراكز إسلامية لزيادة وعي أطفالهم وشبابهم بتعاليم الدين.
ويعد الرئيس الجورجي الحالي ميخائيل سكاشفيلي، من أبرز المناهضين للإسلام والمسلمين في البلاد، فهو الذي شن الحرب على أصلان آباشدزه رئيس جمهورية أجاريا المسلمة؛ لكي يبعده عن جورجيا؛لأنه كان مسلمًا ويسعى إلى أسلمة الإقليم ويدعم الفكر الاستقلالي.
2- روسيا:
أما روسيا فإن موقفها من المسلمين في الاتحاد السوفيتي السابق واضح وجلي فهي لا ترضي إلا بمسلمين خاضعين لها ولسلطانها كما هو الحال في الشيشان، أما تأييدها لأبخازيا فإنما ذلك نكاية في جورجيا التي ارتمت في أحضان أمريكا، ونشير هنا إلى أن الرئيس الجورجي السابق شيفرنادزة عندما أراد أن يميل تجاه واشنطن دعمت موسكو أبخازيا وقتها بالأسلحة، غير أنه لما عاد إلى الحظيرة الروسية انقلبت موسكو على أبخازيا ولم تعترف بها دولة مستقلة حتى الآن.
فروسيا لم تدخل هذه الحرب دفاعًا عن المسلمين أو نصرة لهم إنما هي تستغل قضيتهم لتحقق أغراضها وأهدافها.
3- أمريكا:
أما أمريكا والتي يعتقد البعض أنها تهدف من دعم جورجيا النكاية في روسيا،
ولكن هناك هدف آخر هو محاربة الإسلاميين في هذه المنطقة، فالرئيس الأمريكي جورج بوش صرح وهو يدافع عن إرسال قوات إلى الفليبين وجورجيا بأن هدف الأمريكيين الأهم هو محاربة القوى الإسلامية في هذه المنطقة كي لا تتحول إلى أفغانستان أخرى.
كما أن الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفرنادزة الذي فشل في حربه ضد مسلمي أبخازيا سعى لإطلاق تحذير من اتخاذ تنظيم القاعدة لهذه المناطق المحاذية قاعدة جديدة لها؛ لجذب القوات الأمريكية لخوض حرب بالوكالة عنه ضد المسلمين الأبخاز، وعلى نهجه سار سكاشفيلي المدعوم أمريكيًا.
وهكذا نرى أن المسلمين في هذه المنطقة يعانون من حرب جماعية موجهة ضدهم تستغل الصمت الإسلامي والجهل الإعلامي بقضاياهم وظروفهم كما حدث في قضايا
ومناطق أخرى كثيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى