بعد اغتيال مستشار الأسد .. الدور على من؟
الإثنين 18 أغسطس 2008, 17:29
لا تزال تداعيات عملية اغتيال العميد محمد سليمان المستشار الخاص الأقرب الى الرئيس السوري بشار الأسد والذي قتل في ظروف غامضة منذ حوالي اسبوعبن، تلقي بظلال قاتمة على الساحتين السياسية والشعبية السورية في ظل عدم وجود أية مؤشرات على سير التحقيق أو حتى على نتائجه الأولية.
ومع بقاء كل الخيارات المفتوحة والفرضيات قائمة، إلا أن النتيجة كانت واحدة وهي خسارة بشار الأسد لأكثر المقربين منه والمخلصين له، وأكثر الأشخاص قدرة على التصدي للآخرين ومواجهة مد الفساد الطائفي في منظومة الحكم.
ولعل الحال التي ظهر عليها الرئيس السوري من القلق والحزن أثناء إلقائه خطابه في طهران بعد حادثة الاغتيال بأقل من يوم واحد، كانت بمثابة الرسالة الواضحة لعمق تأثره بفقدانه الرجل الأقرب إلى نفسه ومستودع أسراره ومكمن ثقته.
وأعادت قضية اغتيال سليمان التذكير بـ "انتحار" وزير الداخلية السابق، غازي كنعان، الذي كان رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في أكتوبر 2005 ، بعدما تردد اسمه في ملف اغتيال الحريري أيضاً، إذ أن تفاصيل الحادث وتداعياته ما تزال موضع أخذ ورد حتى الساعة.
وكشفت عملية الاغتيال عن وجود اختراقات أمنية للدائرة الضيقة جداً المحيطة ببشار الأسد، والجهة المنفذة لعملية الاغتيال والتي استطاعت بسهولة الوصول إلى محمد سليمان الأقرب إلى شخص الرئيس، أرادت توجيه رسالة للأسد مفادها أنه هو شخصياً هدف للاغتيال إذا ارادت هذه الجهة تصفيته.
ملفات وعداوات
اكتسب العميد محمد سليمان عداوات متزايدة بسبب قربه من الرئيس السوري بشار الأسد وصياغته للقرارات المهمة وتنفيذها، حيث كان المسؤول عن الملفات الأكثر سرية وأهمية، فهو الرئيس المباشر لمعهد البحوث المنوط به تطوير الأسلحة غير التقليدية،.
وكان هو المسؤول عن ملف تطوير وشراء تكنولوجيا المعدات الحربية من كوريا الشمالية، بالإضافة إلى كونه المسؤول المباشر عن متابعة ملف المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وحسبما ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، فإن العميد الراحل خلق لنفسه عداوات عدة من خلال القرارات التي كان يتخذها بشار الأسد ضد بعض كبار القيادات الأمنية السورية بإيعاز منه، ولعل العميد محمد سليمان كان ابن الطائفة العلوية الأكثر جرأة على محاربة فساد العلويين، وعمل على إقصاء الكثير منهم من أماكنهم الأمنية
الحساسة التي كانوا يتبوأونها.
وكان هو من طالب بتحميل اللواء آصف شوكت صهر الأسد، المسؤولية بعد حادثة اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية، والتي كانت بمثابة الضوء الذي كشف ضعف الجهاز الاستخباراتي الأمني السوري وسهولة اختراقه، معتبراً ان شوكت كان الشخصية الأكثر اطلاعاً على تحركات مغنية والإجراءات الأمنية المتبعة لحمايته وبالتالي فهو المسؤول عن هذا الاغتيال ولابد من محاسبته.
ولعل قيام محمد سليمان بنقل اللواء علي يونس (العلوي) من منصبه كرئيس لفرع أمن الضباط 293 واحلاله نائباً مجمداً لرئيس شعبة الأمن العسكري قبل اغتياله بنحو اسبوع هو ما أثار ضغينة اللواء علي يونس وجعله يردد في مجالسه الخاصة بل والعامة انتقادات حادة للنظام ولمحمد سليمان شخصياً.
ساعة الصفر
كانت نهاية العميد محمد سليمان غي منتجع الرمال الذهبية الذي يمتلك فيه فيلا فاخرة على شكل شاليه مطل على البحر مباشرة، ومؤمن بحراسة مشددة على مدار الساعة حتى في أيام عدم وجوده في الشاليه.
ساعة الصفر كانت الثانية عشرة ليلاً حسب قول مصادر قريبة جداً من دائرة صناع القرار والمسؤولين الأمنيين في سورية، حيث كان العميد محمد سليمان جالساً مع والدته وزوجته يدخن النارجيلة بعدما ودع ضيوفا له.
فجأة انقطعت الكهرباء عن المنتجع بأكمله لنحو دقيقتين كانتا كافيتين لاقتحام الشاليه من قبل أربعة أشخاص يعتقد أنهم خرجوا من البحر، وتوجيههم رصاصات أسلحتهم نحو الرجل بوقت واحد، فقد أثبت تقرير الطب الشرعي تلقي العميد محمد سليمان أربع رصاصات مختلفة صادرة من أربعة أسلحة كان الفارق الزمني بين الرصاصة والأخرى لا يتجاوز الثواني.
واستقرت كل الرصاصات ما بين الصدر والرأس والوجه والفم، مما يعني أن من قام بالعملية قد خطط لها بحرفية عالية واستخدم أشخاصا على كفاءة في التصويب والقنص وهيأ كل الأسباب التي سهلت عملية الاغتيال وتنفيذها.
وبعد حادثة الاغتيال بنحو ساعتين كان العميد ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار في موقع الحادثة حيث وصل على متن مروحية خاصة أقلته من دمشق إلى هناك للاطلاع على ما جرى في مسرح الجريمة.
ويرى محللون أن من قام بعملية الاغتيال فريق نخبوي من القناصة وبتخطيط متقن من الصعب تجاوزه، فضلاً عن وجود معلومات تامة عن تحركات العميد محمد سليمان وعدد الأشخاص المكلفين بحمايته وأماكن تواجدهم، وتعطيل الكهرباء، وغيرها من الأمور والمعلومات التي ليس من السهولة بمكان تحقيقها إلا من خلال أشخاص لهم نفوذ وقوة وسلطة، ولذا تظهر عدة تساؤلات منها : على من الدور ؟ وما حقيقة ما يحدث في سوريا ؟ وهل الامر مرتبط بصراع داخلى على السلطة أم باختراق استخباراتي إسرائيلي؟ .
ومع بقاء كل الخيارات المفتوحة والفرضيات قائمة، إلا أن النتيجة كانت واحدة وهي خسارة بشار الأسد لأكثر المقربين منه والمخلصين له، وأكثر الأشخاص قدرة على التصدي للآخرين ومواجهة مد الفساد الطائفي في منظومة الحكم.
ولعل الحال التي ظهر عليها الرئيس السوري من القلق والحزن أثناء إلقائه خطابه في طهران بعد حادثة الاغتيال بأقل من يوم واحد، كانت بمثابة الرسالة الواضحة لعمق تأثره بفقدانه الرجل الأقرب إلى نفسه ومستودع أسراره ومكمن ثقته.
وأعادت قضية اغتيال سليمان التذكير بـ "انتحار" وزير الداخلية السابق، غازي كنعان، الذي كان رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في أكتوبر 2005 ، بعدما تردد اسمه في ملف اغتيال الحريري أيضاً، إذ أن تفاصيل الحادث وتداعياته ما تزال موضع أخذ ورد حتى الساعة.
وكشفت عملية الاغتيال عن وجود اختراقات أمنية للدائرة الضيقة جداً المحيطة ببشار الأسد، والجهة المنفذة لعملية الاغتيال والتي استطاعت بسهولة الوصول إلى محمد سليمان الأقرب إلى شخص الرئيس، أرادت توجيه رسالة للأسد مفادها أنه هو شخصياً هدف للاغتيال إذا ارادت هذه الجهة تصفيته.
ملفات وعداوات
اكتسب العميد محمد سليمان عداوات متزايدة بسبب قربه من الرئيس السوري بشار الأسد وصياغته للقرارات المهمة وتنفيذها، حيث كان المسؤول عن الملفات الأكثر سرية وأهمية، فهو الرئيس المباشر لمعهد البحوث المنوط به تطوير الأسلحة غير التقليدية،.
وكان هو المسؤول عن ملف تطوير وشراء تكنولوجيا المعدات الحربية من كوريا الشمالية، بالإضافة إلى كونه المسؤول المباشر عن متابعة ملف المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وحسبما ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، فإن العميد الراحل خلق لنفسه عداوات عدة من خلال القرارات التي كان يتخذها بشار الأسد ضد بعض كبار القيادات الأمنية السورية بإيعاز منه، ولعل العميد محمد سليمان كان ابن الطائفة العلوية الأكثر جرأة على محاربة فساد العلويين، وعمل على إقصاء الكثير منهم من أماكنهم الأمنية
اصف شوكت | <td width=1>
وكان هو من طالب بتحميل اللواء آصف شوكت صهر الأسد، المسؤولية بعد حادثة اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية، والتي كانت بمثابة الضوء الذي كشف ضعف الجهاز الاستخباراتي الأمني السوري وسهولة اختراقه، معتبراً ان شوكت كان الشخصية الأكثر اطلاعاً على تحركات مغنية والإجراءات الأمنية المتبعة لحمايته وبالتالي فهو المسؤول عن هذا الاغتيال ولابد من محاسبته.
ولعل قيام محمد سليمان بنقل اللواء علي يونس (العلوي) من منصبه كرئيس لفرع أمن الضباط 293 واحلاله نائباً مجمداً لرئيس شعبة الأمن العسكري قبل اغتياله بنحو اسبوع هو ما أثار ضغينة اللواء علي يونس وجعله يردد في مجالسه الخاصة بل والعامة انتقادات حادة للنظام ولمحمد سليمان شخصياً.
ساعة الصفر
كانت نهاية العميد محمد سليمان غي منتجع الرمال الذهبية الذي يمتلك فيه فيلا فاخرة على شكل شاليه مطل على البحر مباشرة، ومؤمن بحراسة مشددة على مدار الساعة حتى في أيام عدم وجوده في الشاليه.
ساعة الصفر كانت الثانية عشرة ليلاً حسب قول مصادر قريبة جداً من دائرة صناع القرار والمسؤولين الأمنيين في سورية، حيث كان العميد محمد سليمان جالساً مع والدته وزوجته يدخن النارجيلة بعدما ودع ضيوفا له.
فجأة انقطعت الكهرباء عن المنتجع بأكمله لنحو دقيقتين كانتا كافيتين لاقتحام الشاليه من قبل أربعة أشخاص يعتقد أنهم خرجوا من البحر، وتوجيههم رصاصات أسلحتهم نحو الرجل بوقت واحد، فقد أثبت تقرير الطب الشرعي تلقي العميد محمد سليمان أربع رصاصات مختلفة صادرة من أربعة أسلحة كان الفارق الزمني بين الرصاصة والأخرى لا يتجاوز الثواني.
واستقرت كل الرصاصات ما بين الصدر والرأس والوجه والفم، مما يعني أن من قام بالعملية قد خطط لها بحرفية عالية واستخدم أشخاصا على كفاءة في التصويب والقنص وهيأ كل الأسباب التي سهلت عملية الاغتيال وتنفيذها.
وبعد حادثة الاغتيال بنحو ساعتين كان العميد ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار في موقع الحادثة حيث وصل على متن مروحية خاصة أقلته من دمشق إلى هناك للاطلاع على ما جرى في مسرح الجريمة.
ويرى محللون أن من قام بعملية الاغتيال فريق نخبوي من القناصة وبتخطيط متقن من الصعب تجاوزه، فضلاً عن وجود معلومات تامة عن تحركات العميد محمد سليمان وعدد الأشخاص المكلفين بحمايته وأماكن تواجدهم، وتعطيل الكهرباء، وغيرها من الأمور والمعلومات التي ليس من السهولة بمكان تحقيقها إلا من خلال أشخاص لهم نفوذ وقوة وسلطة، ولذا تظهر عدة تساؤلات منها : على من الدور ؟ وما حقيقة ما يحدث في سوريا ؟ وهل الامر مرتبط بصراع داخلى على السلطة أم باختراق استخباراتي إسرائيلي؟ .
- الأسد ينجو من محاولة اغتيال
- الشروق تنشر معلومات خطيرة حول تفاصيل اغتيال "عماد مغنية " حماس المخابرات المصرية شاركت في اغتيال المبحوح في دبي
- غضب وسط أزيد من 300 مستشار تربوي تجاهلهم القانون الخاص
- مستشار أمريكي يكشف تورط واشنطن في هجمات 11 سبتمبر
- مستشار بوتفليقة: علاقات الجزائر ومصر أقوي من أي أزمات مفتعلة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى