واستعينوا بالصبر والصلاة

أخي في الله أختي إن من أعظم الأشياء أن يصبر الإنسان على الإبتلاء عله يفوز بالجنة , ثم إن العبد إن صبر أو لا فلن يغير من قضاء الله شيئا , فلما لا نعود النفس على أن تصبر وترضى بقضاء محتوم لا مرد له , فلنستعن بالصبر والصلاة وإنهما كبيران إلا على المؤمن , فمن صبر واحتسب غفر له ما تقدم من ذنبه , ثم إن الابتلاء فرصة للعبد لغسل الخطايا , فلنبادر بغسل خطايانا بالصبر , وقد كان لنا في السلف الصالح صور كثيرة للصبر آثرت أن تطلع عليها أخي أختي لنعيد حساباتنا , ونعود ونربي أنفسنا على الصبر. فهاهي امرأة فَتْحٍ المَوْصِلِيِّ عثرت فانقطع ظفرها فضحكت، فقيل لها: أما تجدين الوجع؟ فقالت: إنَّ لذَّة ثوابه أزالت عن قلبي مَرَارة وجعه. فلذة الصبر جعلت المرأة تنسى أو تتناسى ألمها لأنها طمحت لشيء ينسيها حتى حياتها طمحت لثوابالصبر وهو غفران الذنوب . -و يروى عن أحدهم أنه قال: مررت على سالم مولى أبي حذيفة في القتلى وبه رَمَق، فقلت له: أسقيك ماء؟ فقال: جُرَّني قليلاً إلى العدوِّ، واجعل الماء في التُّرْسِ، فإني صائم، فإن عشتُ إلى الليل شربته. وفي هذه القصة صورة ولا أروع منها , فكيف بالرجل على شفا الموت ويؤثر أن يصبر ويتم يوم صيامه لا لشيء إلا ليفوز بالجنة , ولو أنه أفطر ما كان الله ليحاسبه , ثم أنه خرج مجاهدا في سبيل الله , وله في ذلك أجر عظيم , لكنه آثر أن يضيف لأجر الجهاد وما فيه مشقة أجر الصيام والصبر على ملذات النفس , فهل صمنا نحن رمضان وصبرنا فيه وعودنا أنفسنا على الطاعة ؟ هل صبرنا على عدم تلبية طلبات النفس الأمارة يالسوء , لم ينقض الوقت بعد فلنعد أدراجنا ولنجدد النية , والله المستعان نسأله أن يعيننا على تعويد أنفسنا على الصبر وأن يصبرنا على طاعته لنكون من عتقائه هذه السنة.

أحسنت ورب الكعبة ...
يا حفيظة واصلي الدرب
فكلامك يشفي القلب
بلسم يداوي العطب
فزيديني ما أحلاه
ورب الكعبة