- hafidaعضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 12
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/06/2008
صورة كادت تندثر
الأربعاء 10 سبتمبر 2008, 14:53
بات من المتدوال عندنا أن الصائم شديد الغضب لا يحتمل أن يكلمه أحد , وكأن صومه ما كان سببا في تهدئة النفوس وتحقيق طمأنينتها , فإنك لا تجد الواحد منا إذا ما كلمته , يثور عليك غضابا ويجيبك بأنه صائم , رغم ان الصوم مدعاة للحلم والتعقل , فيه يصبر الصائم عن تلبية شهوات النفس الأمارة بالسوء , لكن في زمننا هذا غاب هذا المفهوم وكاد يندثر , فآثرت أن أعرض صورا عن الحلم من حياة السلف علها تكون لنا عونا للإقتداء بهؤلاء الأشخاص للعودة إلى جادة الطريق أخي في الله أختي .
فهاهو علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه- يقول: سألت كثيرًا من كبراء فارس عن أحمد ملوكهم عندهم؟ قال: أزدشير فضل السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان. قال: فأي أخلاقه كان أغلب عليه؟ قال: الحلم والأناة. فقال علي: هما توأمان أنتجتهما علوُّ الهمَّة.
فإذا أردت علو الهمة فلزم هذا الخلق.
وكان سَلْم بن نوفل سيِّد بني كنانة قد ضربه رجلٌ من قومه بسيفه، فأُخِذَ، فأُتِي به إليه فقال له: ما الذي فعلت، أما خشيت انتقامي؟ قال: لا. قال: فَلِمَ؟ قال: ما سوَّدْنَاك إلاَّ أن تكظم الغيظ وتعفو عن الجاني، وتحلُم على الجاهل، وتحتمل المكروه في النفس والمال. فخلَّى سبيله. فقال قائلهم: تُسَوَّدُ أَقْوَامٌ وَلَيْسُوا بِسَادَةٍ.
فقد أمن الرجل علىنفسه ليقينه بحلم سيده.
وقال الأحنف بن قيس: تعلَّمْتُ الحِلْمَ من قيس بن عاصم المنقري، إني لجالسٌ معه في فناء بيته وهو يحدِّثُنا إذ جاءت جماعة يحملون قتيلاً، ومعهم رجل مأسور، فقيل له: هذا ابنك قتله أخوك. فوالله ما قطع حديثه، ولا حلَّ حبوته حتى فرغ من منطقته.
فليكن لك هذا الرجل قدوة.
ورُوِيَ أن رجلاً أسرع في شتم بعض الأدباء وهو ساكت، فحمى له بعض المارِّين في الطريق، وقال له: يرحمك الله ألا أنتصر لك؟ قال: لا. قال: ولِمَ؟ قال: لأني وجدتُ الحِلْمَ أَنْصَرَ لي من الرجال، وهل حاميت لي إلاَّ لحِلْمِي؟
و مَرَّ عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بناس من بني جمح، فنالوا منه، فبلغه ذلك، فمرَّ بهم وهم جلوس، فقال: يا بني جمح، قد بلغني شتمكم إيَّايَ، وانتهاككم ما حَرَّم الله، وقديمًا شتم اللئام الكرام فأبغضوهم، وايم الله ما يمنعني منكم إلاَّ شِعْرٌ عرض لي، فذلك الذي حجزني عنكم. فقال رجل منهم: وما الشعر الذي نهاكم عن شتمنا؟ فقال:
فوالله ما عطفا عليكم تركتكم **** ولكنني أكرمتُ نفسي عن الجهلِ
نأوت بها عنكم وقلتُ لعاذلي **** على الحِلْم دعني قد تداركني عقلي
وجللني شيب القذال[9] ومن يشب**** يكن قَمِنًا من أن يضيق عن العذلِ
وقلتُ لعلَّ القوم أخطأ رأيهم **** فقالوا وخالُوا الْوَعْثَ كالمنهج السهل
فمهلاً أريحوا الحلم بيني وبينكم **** بني جمح لا تشربوا أكدر الضَّحْل.
فلنزم إخوتي في الله هذا الخلق لأنه والله نعم ما عودت عليه النفس , وخاصة وأننا في الشهر الفضيل ونطرق أبواب عشر المغفرة , فسكوتك أخي وسكوتك , عن الذي يشتمك أو يسبك ليس ضعفا , غنما علو همة , ومدفعة لإعطاء فرصةللطرف الثاني بمواصلة الكلام. والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
فهاهو علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه- يقول: سألت كثيرًا من كبراء فارس عن أحمد ملوكهم عندهم؟ قال: أزدشير فضل السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان. قال: فأي أخلاقه كان أغلب عليه؟ قال: الحلم والأناة. فقال علي: هما توأمان أنتجتهما علوُّ الهمَّة.
فإذا أردت علو الهمة فلزم هذا الخلق.
وكان سَلْم بن نوفل سيِّد بني كنانة قد ضربه رجلٌ من قومه بسيفه، فأُخِذَ، فأُتِي به إليه فقال له: ما الذي فعلت، أما خشيت انتقامي؟ قال: لا. قال: فَلِمَ؟ قال: ما سوَّدْنَاك إلاَّ أن تكظم الغيظ وتعفو عن الجاني، وتحلُم على الجاهل، وتحتمل المكروه في النفس والمال. فخلَّى سبيله. فقال قائلهم: تُسَوَّدُ أَقْوَامٌ وَلَيْسُوا بِسَادَةٍ.
فقد أمن الرجل علىنفسه ليقينه بحلم سيده.
وقال الأحنف بن قيس: تعلَّمْتُ الحِلْمَ من قيس بن عاصم المنقري، إني لجالسٌ معه في فناء بيته وهو يحدِّثُنا إذ جاءت جماعة يحملون قتيلاً، ومعهم رجل مأسور، فقيل له: هذا ابنك قتله أخوك. فوالله ما قطع حديثه، ولا حلَّ حبوته حتى فرغ من منطقته.
فليكن لك هذا الرجل قدوة.
ورُوِيَ أن رجلاً أسرع في شتم بعض الأدباء وهو ساكت، فحمى له بعض المارِّين في الطريق، وقال له: يرحمك الله ألا أنتصر لك؟ قال: لا. قال: ولِمَ؟ قال: لأني وجدتُ الحِلْمَ أَنْصَرَ لي من الرجال، وهل حاميت لي إلاَّ لحِلْمِي؟
و مَرَّ عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بناس من بني جمح، فنالوا منه، فبلغه ذلك، فمرَّ بهم وهم جلوس، فقال: يا بني جمح، قد بلغني شتمكم إيَّايَ، وانتهاككم ما حَرَّم الله، وقديمًا شتم اللئام الكرام فأبغضوهم، وايم الله ما يمنعني منكم إلاَّ شِعْرٌ عرض لي، فذلك الذي حجزني عنكم. فقال رجل منهم: وما الشعر الذي نهاكم عن شتمنا؟ فقال:
فوالله ما عطفا عليكم تركتكم **** ولكنني أكرمتُ نفسي عن الجهلِ
نأوت بها عنكم وقلتُ لعاذلي **** على الحِلْم دعني قد تداركني عقلي
وجللني شيب القذال[9] ومن يشب**** يكن قَمِنًا من أن يضيق عن العذلِ
وقلتُ لعلَّ القوم أخطأ رأيهم **** فقالوا وخالُوا الْوَعْثَ كالمنهج السهل
فمهلاً أريحوا الحلم بيني وبينكم **** بني جمح لا تشربوا أكدر الضَّحْل.
فلنزم إخوتي في الله هذا الخلق لأنه والله نعم ما عودت عليه النفس , وخاصة وأننا في الشهر الفضيل ونطرق أبواب عشر المغفرة , فسكوتك أخي وسكوتك , عن الذي يشتمك أو يسبك ليس ضعفا , غنما علو همة , ومدفعة لإعطاء فرصةللطرف الثاني بمواصلة الكلام. والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى