المغرب...صهر الملك اطلق النار على شرطي... وصحيفة اسبانية تتهم القصر باختلاق اشاعة لاثنار ورشيدة داتي

تحولت الملكية في المغرب مع بداية الموسم السياسي الجاري إلى موضوع مفضل ومثير في صحافة هذا البلد والخارج بسبب أحداث متنوعة تمس جوانب من حياة الملك محمد السادس وأفراد آخرين من ضمنهم أمراء.. أحداث تشمل المال والأعمال وحرية التعبير وبعضها ذو طابع إجرامي وأخرى متعلقة بصحافة 'القلب' بعدما اتهمت مجلة اسبانية القصر الملكي في الرباط بالتورط في الترويج لخبر أبوة رئيس الحكومة الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار للجنين الحامل به وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي.
وكانت البداية مع ربورتاج نشرته المجلة الأمريكية 'فوربس' حول ثروات الملوك والأمراء ومن ضمنهم محمد السادس الذي قدرت ثروته بمليارات الدولارت. وخصصت أسبوعية 'الوطن' المغربية ملفا حول ثروة الملك.
أيام قليلة وانفجر ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير وعلاقته بالملكية بعدما قضت محكمة في مدينة أكادير (جنوب المغرب) بالسجن سنتين بحق الصحافي محمد الراجي بسبب مقال نشره في صحيفة 'هسبريس' الالكترونية ينتقد فيه سياسة الملك بشأن توزيع الاكراميات وخلق جوقة من المتملقين. هنا أعاد المغاربة اكتشاف أن دستور البلاد في القرن الواحد والعشرين مازال يعتبر الملك مقدسا وكل من انتقده يرمى به في السجن ليكون عبرة للآخرين. القصر الملكي تفاجأ بالحملة الوطنية والدولية مع الراجي، بعدما وجد أن اسم المغرب في الأخبار العالمية بلغة العرب والعجم قد اقترن بمفردات الدكتاتورية وبادر إلى الافراج عنه وإن كان افراجا مؤقتا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فيوم الأربعاء الماضي وجدت الملكية نفسها في موقف حرج لا مثيل له خلال السنوات الأخيرة بسبب زوج عمة الملك اسمه حسن اليعقوبي وهو زوج الأميرة عائشة الذي تجاوز الاشارة الضوئية الحمراء بمفترق طرق أحد أحياء الدار البيضاء فأوقفه شرطي المرور وطلب منه وثائق السيارة ورخصة السياقة، فكان الجواب أن استل اليعقوبي مسدسه وأطلق رصاصة في رجل الشرطي المسكين بعدما شبهه بالذباب والصراصير.
حاول القصر أن يحتوي الخبر حتى لا يتسرب إلى الصحافة، لكن محاولته تكسرت أمام التقدم التكنولوجي، فعشرات الناس الذين منعوا 'بوغار المغربي' من الهرب، أخذوا له صورا متعددة بهواتفهم وطارت من هاتف نقال إلى آخر في لمح البصر، وقبل أن ينقل اليعقوبي إلى مصحة عقلية بدل النيابة العامة.
حاولت وكالة الأنباء الرسمية تبرير نقل اليعقوبي الى مصحة فقالت انه مصاب بمرض 'كورساكوف' الذي يجعل من صاحبه يفقد الصواب والذاكرة وغير مسؤول عن أفعاله. ولكنها دون أن تدري، عملت على توريط الرجل أكثر، إذ كشفت الصحافة أن المصاب بهذا المرض يكون إما مدمنا على الخمر أو على المخدرات القوية مثل الكوكايين، وليس نتيجة شيء آخر.
وعكست الصحف المغربية تساؤلات الشارع، ونشرت في جريدتي 'المساء' و'الجريدة الأولى' ثم الالكترونية 'هسبريس' مقالات تتساءل هل سيقدم الملك صهره للعدالة أم أن 'منطق النفوذ' سيتغلب.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ خصصت مجلة 'إيبوكا' الإسبانية غلاف عددها الأخير للملك محمد السادس تحت عنوان كبير 'الملك ينتقم من أثنار'. وأبرزت في تحقيق وصفته بالسبق الصحافي أن الخبر الذي تناولته وسائل الإعلام الدولية مؤخرا حول أبوة رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار للجنين الحامل به رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية (من أصل مغربي)، هو من تخطيط القصر الملكي المغربي للانتقام من أثنار بسبب نزاع جزيرة تورة بين المغرب واسبانيا في 2002.