قصة إسلام عماد المهدي الشماس السابق -3-
الثلاثاء 16 سبتمبر 2008, 20:27
خداع : وقام والدي يساعدني في إعداد حقيبة السفر وتعجبتُ لما وجدت والدي يضع كل ملابسي أنا وأختي ... سألته يا أبي لماذا تضع كل ملابسي ؟ ... إنها ثلاثة أيام فقط . قال لي أبي : ( عماد يا بني ) ستعرف كل شيء وذهبنا إلى المطرانية في القاهرة ، وإذا بي أرى أبي منهمكاً في إنهاء بعض الإجراءات ثم انتقلنا إلى بني سويف وفي الطريق سألته إلى أين نحن ذاهبون أنا وأختي ؟ وعِنْدَ مَن ؟ ليس لنا أقارب في بني سويف !! قال: ( هناك ستكونون في أحسن حال وأروق بال ، وسأكون عندكم بعد أسبوع علشان تكونوا في غاية الانبساط ) وإذ بوالدي يبكي وحضن أختي هبة الصغيرة ويزيد في البكاء ويقول : ( منها لله أمك منها لله هي السبب ) . وصلنا بني سويف (المطرانية ) وتحدث أبي مع المطران ثم ذهب بنا إلى بيت اسمه ( بيت الشماسة ) وكان هذا المنزل قديماً مقابلاً لقصر الثقافة ، وكان رئيس هذا المنزل قسيساً ومشرفاً عاماً ، ورجلاً صعيدي الأصل ، شديد اللحية ، فسلم والدي عليّ وأوصاني بأختي وودعني ثم انصرف وذهبتْ أختي إلى مكان مجاور للمطرانية هو ( بيت الفتيات)، تعرفتُ على أفراد المنزل من الشباب ، وذهب بي المشرف إلى غرفة كان المكان غير مرح لأن كل الغرف كانت شبه عنبر السجن، حيث الأسرة ذات الطابقين والملابس المرقعة من الخلف ، والزي الموحد وكثرة عدد المقيمين وطريقة أسلوب قذرة ، من ألفاظ وأحاديث فيما بينهم وشتائم كل منهم للآخر والتنابذ بالألقاب. كان الموقف صعباً عليّ لأن المكان غير مريح ، والصحبة لا تعاشر وبعد عدة أيام سألت المشرف إلى متى الجلوس ها ومتى سأعود إلى محافظتي ؟ كان الرد أفظع رد، وكان هذا اليوم عصيباً ، وكنتُ محل سخرية من الجميع . حفظت أشياء خلف القسيس وتهيأت بكل التعاليم من القساوسة والمشرفين، والكل كان يقول : إن هذا الشاب له مستقبل باهر في الحديث والمناقشة ، وقد تم رشمي شماساً[12] في بني سويف ، وتم قص شعري على شكل صليب، وتمتم ببعض الكلمات وقال مطران بني سويف أثناء رشمي ( عقبال ما تبقى قسيس ) وصرت منذ تلك اللحظة حائزاً على درجة (شماس) داخل الهيكل، بدأت تدور الأيام وبدأتُ أتأقلم مع شباب البيت ، وأصبحت محبوباً لديهم جميعاً لحسن القول معهم وحسن التعامل . مللت الحياة داخل البيت بسبب تعاليم النصرانية التي كانت تصب فوق رؤوسنا على غير شرح أو تعليل . بدأت في كتابة الخطابات لوالدي وأخذت أشرح له الوضع الذي أنا فيه من ألم وحزن شديد وغربة ما بعدها غربة . لكن كل الخطابات التي ذهبت له من بني سويف كانت دون جدوى !!
* قرار إداري : خرج قرار إداري من المطرانية في بني سويف بنقلي أنا وأختي فوراً إلى ( بني مزار) المنيا ولا أدري لماذا ؟... ! جاء أحد القساوسة مخصوصاً من المنيا وقال : أين عماد وأخته ؟ وكان ذلك أول لقاء مع أختي ( هبة ) منذ ستة شهور، وتعانقنا معاً وبكيت من شدة فرحتي بلقاء أختي هبة ، وسألتها عن حالها أخبرتني بأنها كانت أصعب حياة عاشتها في حياتها إذ كانت المشرف تتعامل معهم بالعصا. أخبرنا القس المرسل بأنهم علموا في بني مزار من الأنبا ( مطران بني سويف ) بأنني وأختي غير مستريحين في بني سويف . وتم على الفور نقلنا إلى ( بيت النعمة ) وفي الطريق سألني القس عن أمي كانت إجابتي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وفي نهاية حديثي قلت له : أتصدق أنني نسيت شكل أمي . ضحك ذاك القس وقال: ( أحسن أنت عاوز منهم إيه ، أنت هنا معنا وستكون في يوم ما قسيساً للكنيسة له مكانته في المجتمع والأوساط المرموقة وستكون في حياة أفضل من هنا بإذن المسيح ) . سألته متى سنرجع إلى والدي ؟ قال : ( أظن أنه عيب قوي إنك تنظر إلى الدنيا بهذه النظرة، وأنت وُضِعت ضمن مجموعة تعد لتكون من القساوسة )، قلت له : وأختي هبة ؟ قال : وأختك هبة ( كم سنة كمان وتتزوج بقس طيب مثلي )[13] . أحسست بأنه قد تم الحكم عليّ بالسجن مدى الحياة أنا وأختي. ذهبنا إلى المنزل ( بيت النعمة ) وهو معروف لدى الناس بمدرسة الأقباط المشتركة الابتدائية ، وداخل هذه المدرسة من الركن الشمالي فيلا ثلاثة أدوار هي ( بيت النعمة ) سلّمت علينا امرأة وذهبت بنا إلى القس مشرف البيت . فسلم علينا وقال للمشرفة الملعونة : ( أحضري طعاماً للأولاد وأفضل الملابس وخذي هبة لحجرتها مع زميلاتها ، وأما الواد عماد يجلس في الطابق الأسفل مع أمير وسامح ورؤوف ) . المنزل حقيقة كان أفضل بكثير من ( بني سويف ) وكان لكل فرد سرير ودولاب منفرد به . أحضرَتْ المشرفة بعض الملابس الجديدة ، تعرفتُ على هذا الثلاثي ، كانوا في منتهى الأدب والأخلاق والاحترام ، كان أمير وسامح أخوين ، وكان رؤوف غريباً عنهم ، أحببت هؤلاء جداً . وكان الكل خائفاً جداً جداً من المشرفة العجوز التي ( حرمها الله من كل مسحة جمال أو خلق ) ونعتها بكل ما هو قاس وقبيح ، إنها مخيفة حقاً ، شربت المرّ ألواناً ، وعشت الصبر بكل معانيه على يد هذه العجوز ، حتى سميتُ هذا البيت ( بيت النقمة لا بيت النعمة ) وصرت أذكر الأيام التي عشتها في بني سويف بكل خير ، فقد كانت أيامي فيها نعيماً قياساً على أيامي في بيت النعمة. كانت هذه المرأة تتعامل معنا بالسياط الحامية وكأنها في حديقة حيوان . كما عبرَّت ذات يوم بقولها : ( هؤلاء الحيوانات لا بد لهم أن يتربوا بهذه الطريقة). حتى إن هذه المرأة كانت تراقبنا وقت تناول الطعام وتلاحقنا بأوامرها ، ولم يكن غريباً أن تأمر الفرد أن ينهض ويترك الطعام دون أن يشبع إذلالاً له وإهانة لكرامته أمام زملائه .
* قصوا لها شعرها !!!
وأما عن أختي هبة فقد قصوا لها شعرها وأخبروها عندما تبلغ من العمر خمسة عشر سنة تتزوج على الفور .. !! وذات يوم جاء القس الكبير يتفقد أحوالنا فكانت تتعامل في منتهى الأدب والأخلاق مع الشباب والفتيات أمام القس . سألني القس يوماً .. كيف حالك ؟ هنا أحسن من بني سويف ، قلت لك : إن ( بني سويف ) كانت أرحم بكثير من هنا .. قال متعجباً : ولماذا .. !! قلت له : هذه المرأة هي السبب لأنها تتعامل معنا كما لو أنها تتعامل مع حيوانات ، لا تتعامل معنا إلا بالعصا . نظر إليها القس نظرة كلها لوم ، وقال لها : أهذا الكلام صحيح ؟ قالت : أنت عارف إن الأولاد تكذب . قال : ....... لا .... !! مكثَتْ هذه المشرفة حوالي أسبوعاً أفضل ما يكون في تعاملها مع الشباب . وبعد سفر القس إلى المنيا رجعت أسوء ما يكون ومعي أنا بالذات.
* إعادة المحاولة : لم أجد سبيلاً للهروب من البيت لأن الحراسة على البيت كانت مشددة ، ولم يكن أمامي إلا كتابة خطابات لوالدي ، أشرحُ له المواقف وأستعطفه لينقذني أنا وأختي من هذا الكرب الشديد . وفي تلك الفترة أصابني المرض والهزال ، ومرت الشهور كأنها سنين ، حتى مضى حوالي خمسة شهور أخرى في بني مزار ، وفي يوم من الأيام بعد هذه الشهور الخمس تحدّثت المشرفة معنا بشدة إلا أنني لم أتمالك نفسي وقلت لها : ( ربنا ينتقم منك ) لأن ذلك الموضوع كان فيه ظلم واقع على أحد الزملاء في الغرفة ، فما كان منها بعد أن سمعت هذه الكلمة إلا أن قامت على الفور وأحضرت العصا وأخذتُ يومها ( علقة موت ) ...
* جاء الفرج من الله : بعد ما قامت هذه العجوز الشمطاء بضربي أنا وأمير كان ذلك في الصباح ، وبعد المغرب جاء عم فهمي حارس المنزل مُهرولاً ينادي يا عماد ... يا عماد ... قلت له : ماذا حدث ( يا عم فهمي ) قال : أبوك خارج المنزل جاء ليراك أنت وأختك هبة ، رفعت صوتي بكلمة الله ... الله ، هل أنت صادق ؟ فرح الرجل وقال : أبوك والله يا بني . خرجتُ مسرعاً نحو الباب وإذا بوالدي واقفٌ لم أتمالك نفسي إلا وأنا بين أحضانه أبكي بكاء شديداً ، وقال : ( كده يا بابا ، إحنا عملنا إيه فيك .. ) !! بكى الوالد بكاء شديداً جداً ثم نظر إليّ وقال : فين أختك ؟ قلت له : لا أدري ، قال ( إزاي وليه الضعف ده مالك أنت مريض) ، نظرت له نظرة لوم وعتاب ولم أتكلم، وكان يومها أثر السياط على جسدي من ضر بالمشرفة في الصباح . لما رأى هذا قال متعجباً : ( لا يمكن يكون إنسان هو اللي فعل كده فيك ) . توجه نحو المشرفة وقال : فين (أبونا فلان )، قالت : في المنيا ، قال لها الوالد : لو سمحت أحضري هذا الرجل ضروري ، قالت : هو مشغول ، يمكنك تشوف ولدك وترحل مع ألف سلامة . قال الوالد : أنا لا أريد أن أسمع صوتك لأنك امرأة عديمة القلب . قالت المرأة مقاطعة كلام الوالد : ( إزاي تتحدث معي كده ) ؟ قال الوالد : مقاطعاً كلامها ( أحضري القس (فلان ) فوراً ، ومش عاوز أسمع لك صوت، وأنا جالس هنا ومش ماشي إلا ما أشوف أبونا فلان ... !! ) . قامت المرأة على الفور وتحدثت مع القس في التليفون وقال لها : ( ليجلس الرجل في غرفة عماد وسأكون عندكم في الصباح الباكر ) . وقد جاء الرجل في الصباح الباكر ، وأحضر الإفطار له ولوالدي ولي ، وبعد الإفطار قال الوالد ( أريد أن أخذ أولادي معي ) ... قال القس : ( أسف ومش عاوز كلام كتير في الموضوع ده ) . ( أقسم الوالد إن لم تحضر عماد وهبة وملابسهم سأكون مكسّر كل شيء في البيت ده على رأسكم يا أولاد ... !! ) . وقام بالتهديد للقس وقال : ( علماً بأنني سوف أذهب الآن إلى محافظ المنيا علشان أفضح أموركم عند المسلمين ، ومش كده وبس إن خرجت أنت يا سي (القس) من البيت سليم يكون ده فرج من الله ) .
* الرحيل من سجن بني مزار: انتهى الكلام فما كان من القس إلا أن قال منادياً على المشرفة أن تحضر ملابس عماد وهبة فوراً . ولما رأى والدي المشرفة قال متهكماً بهم : ( سأسألكم سؤالاً يا ملائكة الرحمة : هل أمر المسيح بضر بالأولاد ؟! بهذه الصورة القذرة من هذه المرأة .. ؟!!) . تعجب القس وقال لها ألم أقل لك لا تضربي الأولاد بهذه الصورة ؟ خرجنا أنا ووالدي وأختي من هذا السجن بعد وداع أبكاني على أمير وسامح ورؤوف الذين خلفتهم في هذا السجن الرهيب ، ولا أنس آخر كلمة قالوها لي : ( حاتمشي وتسبنا هنا في العذاب مع صاحبة القلب الحجر).
* صدمة عنيفة : وفي الطريق إلى مدينتنا سألت والدي عن حال أمي ، فقال لي ( عماد انسى الموضوع ده ) . يا حبيبي أمك ماتت من حوالي ست شهور في حادث سيارة صدمها خالك فلان ... كانت صدمة نفسية عنيفة ، أصابني الذهول وقلت لوالدي : إذن لماذا نذهب إلى مدينتنا ؟! نعود من حيث أتينا ، وظلتُ أردّد ماتت أمي ، ماتت أمي وبكيت ، فقال الوالد : ( أظن عيب قوي تبكي ) إنت راجع إلى أهلك عيب تبكي والحياة أمامك طويلة .
* وعاد الأمل من جديد : يشاء الله عز وجل بعد مُضي أربعين يوماً بينما كنت في الدكان وحدي ، سمعت صوت أمي: يا عماد يا عماد ، ارتميت في حضنها ما يُقارب نصف ساعة وأنا أردد كلمة : ماما على قيد الحياة ؟ الله أكبر ... !! وأيقنت أن والدي أخفى عليّ الحقيقة حتى لا أفكر فيها، سألتها على عنوانها، وأخذتُ العنوان وعاد الأمل من جديد . وبعد أيام قليلة قمت بزيارتها فرحبت بي وأخذتُ أختي بعد ذلك لها لتمكث معها أوقات ، وعلمت بعد ذلك أن موضوع سفرنا إلى بني سويف كان مؤامرة خطط لها القس .
* مرسال من الكنيسة : أرسل القس نفسه رسالة لي يقول : تعال مارس مهامك كشماس داخل الكنيسة . ووجدت أن هذا طلب الجميع لي ، كلما رآني أحد من عائلتي يقول : لماذا لا تمارس مهامك في الكنيسة ؟ مكثت حوال تسع قداسات ولم أطق هذا العمل أبداً ، طلب مني أن أكون مدرساً للأطفال في مدارس الأحد فرفضت ، وبعد كثرة الاطلاع داخل الكتاب المقدس لديهم كان لي هذا الحوار مع مجموعة من الشباب .
* جلست مع أكثر من عشرين شاباً داخل الكنيسة، وكان ذلك قبل إسلامي بحوالي سنة وأربعة أشهر .
* كلمات مؤثرة : قلت للشاب ماذا تقولون في رجل زنا ببناته ؟ قال واحد : كافر .. ! وقال الآخر : ابن الـ ... ! قلت : وإذا كان الذي فعل هذه الفعلة نبي من أنبياء الله . وذكرت هذه الواقعة في الكتاب المقدس !!! صرخ في وجهي شاب وقال : هذا افتراء وكذب وبهتان عظيم على الكتاب المقدس . لاحقه آخر وقال : هات هذه الآية إذا كنت صادقاً حقاً . قلت: هذا دليلي، افتح معي الإنجيل في سفر التكوين (19: 33-35). (فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر وأضجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة : ( إني اضطجعتُ البارحة مع أبي) . نسقيه خمراً الليلة ، فادخل واضطجعي معه فتنجبي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً ، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . فحملت ابنتا لوط من أبيهما ؟! قلت لهؤلاء الشباب : أيها المتعلمون والمثقفون ، ماذا تقولون في نوح ؟ قالوا : إنه نبي من أنبياء الله والمحببين إلى الله . قلت : أتدرون ماذا يقول الكتاب المقدس عنه ؟ سكت الجميع ولم يرد أحد. قلت : ( وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً ، وشرب من الخمر ، فسكر وتعرى داخل خبائه ) ( سفر التكوين : (9/20، 21) سكت الجميع ولم أجد أحداً يعلق على هذا . * بطّل فلسفة : وبعد عدة أيام سألت القس أمام الشباب وقلت له وأنا أضحك : يا أبونا ... هل الله يراه أحد ؟! أجاب على الفور : ( الله لا يراه أحد قط ) يوحنا (1/18) . قلت له : وإذا كان الكتاب المقدس الذي قال في إنجيل يوحنا ( الله لم يره أحد قط ) نفسه الكتاب المقدس الذي جاء فيه ، سفر خروج (33/ 11) ( ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه ) . قال القس : يا عماد بطل فلسفة !!! وعند خروجي من الكنيسة سمعت المدرسة التي تدرس للأطفال رافعة صوتها جداً. قلت لها : يا أستاذة فلانة اخفضي صوتك. قالت : (لماذا هو ممنوع تتحدث المرأة في الكنيسة ) ورفعت صوتها عالية وضحكت. قلت لها : نعم ممنوع أن ترفع المرأة صوتها أو تتحدث في الكنيسة ، ضحكت وقالت افتي يا مفتي ! ( لتصمتْ نساؤكم في الكنائس ، لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن ، كما يقول الناموس أيضاً ، ولكن إن كُن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت لأنه قبيحٌ بالنساء أن يتكلمن في كنيسة ) (كورنتوس 14/34 – 35) . قالت صدق من قال : (تنفع قسيس ) وضحكت وقالت : شكراً يا بونا ، بسخرية!!! * خداع بخداع : علم والدي أنني أزور أمي من حين لآخر فاستدعاني ذات مرة وقال لي هل عاودت زيارة أمك ؟ قلت له : نعم ، تعجب الوالد فسألني مندهشاً : لماذا ؟ قلت : ألم تكن هي سبب ما حدث لنا في بني سويف والمنيا ، وما حدث لك أنت أيضاً؟ قال : نعم ربنا ينتقم منها كانت السبب. قلت له : لذلك أنا عاودت زيارتها لأنتقم منها ولأنها خانت المسيح . قال لي : كيف ذلك ؟ قلت له : اصبر وسترى بنفسك. قال: ربنا يصلح حالك، لكن خد بالك منها . ولما تحدث معي في هذا الأمر قلت له ما قلته لأبي ، أعجب بي جداً ، وقال : أحسنت ، ثم قال : القس فلان يقول إنه يتوقع لك مستقبلاً رائعاً في الكنيسة الأرثوزكسية . سُررت كثيراً لاقتناعهم بهذا الأمر وظللت أقوم بزيارة أمي على مرأى منهم . مكثت فترة طويلة عند أمي أتعلم الإسلام وما فيه، وأتدارس القرآن، وكان بجوار المنزل مسجد تعرفت على خطيب المسجد الشيخ حسين أحمد عامر ( أبو أحمد ) رجل فاضل رأيت فيه أخلاق الإسلام في تعامله مع الجميع، رأيت هذا الرجل الأخ الكبير الحنون، تعلمت على يديه الكثير والكثير ، وكان له الفضل الأول في صعودي المنبر بعد ذلك، بارك الله في هذا الرجل وبارك في أولاده ، وأسأل الله أن يرزقه الإخلاص في العمل، وأن يجازيه على ما فعل . بعد ما ألممتُ بتعاليم الإسلام الأولية ، وأخذت قسطاً من الثقافة الإسلامية بشكل عام ، حتى أستطيع الرد على أي إنسان فيما يتعلق بأمور الإسلام. بعدما تمكنت من هذا قلت لأمي ... ( لقد آن الأوان أن أعلن إسلامي) . كانت حكيمة في ردها بارك الله فيها : قالت : ( أختك هبة قبلك، لأنك لو أسلمت قبل هبة ستضيع ... ستلقى عندهم ما تلقاه من شقاء وبلا هوادة ) . هذا الكلام أشعرني بالخوف على أختي ودفعني لمساعدتها .
[size=16]* إسلام أختي : وبعد هذا الحديث بفترة بسيطة .. كنت جالساً في المنزل وإذا بهبة راجعة من
- hafidaعضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 12
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/06/2008
رد: قصة إسلام عماد المهدي الشماس السابق -3-
الخميس 18 سبتمبر 2008, 20:42
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى