العلامة الشيخ محمد الفضيل اسكندر
الخميس 02 أكتوبر 2008, 21:20
من هو هذا العالم الجليل الذي كرس حياته في نشر العلم ومحاربة البدع والخرافات والطرقية شأنه شأن عبدالحميد ابن باديس رائد النهضة الجزائرية.
ولد الشيخ الفضيل اسكندر بالمدية سنة1901 وتوفي بها يوم 14 أفريل 1982م.
تعلم العلوم الإسلامية والعربية على يد جده أحمد وبعض المشايخ من أمثال الشيخ بلحصيني والشيخ مفتي مصطفى بالمدية ثم انكب على المطالعة والدراسة حتى حصل على معارف واسعة ومن ثم برزت شخصيته.
ومن دروسه التي ألقاها بمسجد الحنفي شرح الترغيب والترهيب في الحديث للشيخ المنذري إلى آخره وعلوم الفقه.
بدأ تفسير القرآن عام 1935م بعدما زاره في المسجد الشيخ عبدالحميد ابن باديس وأجاز له في ذلك إثر مناظرة بينهم دامت بعد الزوال حتى طلوع الفجر، وكان آخر كلام قاله الشيخ عبدالحميد ابن باديس للشيخ الفضيل اسكندر ماذا تنتظر لكي تبدأ في تفسير القرآن؟ ومن ثم واصل تفسير القرآن سورة بعد أخرى وآية بعد أخرى دون انقطاع حتى ختمه سنة 1969م من دون حفل وقد صادف ختمه يوم الجمعة والوقوف بعرفات، وزيادة عن تفسير القرآن برع في عدة فنون منها الحديث الشريف الذي تبحر فيه حتى لقب بصيار الحديث، والواحد والثمانين حديث الذي أخرجهم من الكتب الستة المرتبة على حروف المعجم والمتفق عليها لفظا ومعنا لدليل على ذلك، وإن تحدث عن التاريخ تجده عارفا ملما بكل صغيرة وكبيرة من العصور القديمة إلى العصر الحديث. وإذا ترك هذا كله ومال بك إلى اللغة والأدب فيتخيل له الصاغي أنه لا يتقن سواهما، وله ثلاثة قصائد الأولى في فضل العلم كتبها بمناسبة أول نادي ثقافي فتح أبوابه بالمدية سنة1962م والثانية بمناسبة تدشين مسجد النور سنة 1969م والثالثة في البد و الخرافات كتبها سنة 1934م.
كانت له ميزة قلما تجدها عند غيره وهي قوة الذاكرة، كان لا يقرأ كتابا إلا وحفظه وكان يعد من حفاظ الحديث الشريف مما عرف عليه كان حافظا للكتب الستة أي ما يقارب 350.000 حديث ومما عرف عليه كذلك كان إذا تعسر عليه أمرا عند مسألة أو استغناء مسح على جبهته فيجد الحل وسرعان ما يتقلب السائل أو المستفتي مسرورا بالحل.
سئل مرة عن هذا السر فبكى شديدا وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام مسح بيده الكريمة على جبهتي كذلك كان لا يتعصب لمذهب ما رغم تقيده بالمذهب الحنفي أينما صح الحديث فهنالك مخرجه ومذهبه، كما اشتهر على العلماء ولا سيما أصحاب المذاهب، كان عضوا في جمعية العلماء ورئيسا نشيطا في فرع المدية، المنصب الذي منحه إياه الشيخ عبدا لحميد ابن باديس عام 1935م وعضوا أيضا في مجلس الفتوى، كما درس في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر سنة 1948م كان معروفا لدى العلماء الجزائريين كالشيخ العربي التبسي والشيخ الإبراهيمي والشيخ الميلي وغيرهم بإطلاعه وفكره الواسع، كانت له مناظرات معهم مما جعلهم يعترفون بعلمه وفكره الواسع إلى درجة الاجتهاد.
أما عن المستوى العربي كان يراسل مشايخ الأزهر آنذاك يستفيد ويفيد وفي سنة1968 زاره الدكتور الفحام عميد الأزهر واعترف له بالعلم الوافر وهو الذي أطلق عليه اسم صيار الحديث وقبل رأسه، وكذلك ناظر الشيخ الشعراوي في حفل أقيم على شرفيهما ودامت المناظرة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر،خرج فيها الشيخ الشعراوي مبهوتا من سعة فكره وإطلاعه العميق.
أما مناظرته مع علماء الزيتونة أثناء سفره إلى تونس في نهاية الأربعينيات، كانت أروع المناظرات أطنب وأفاد وأجاد فحاولوا تعجزه فكان سؤالهم ماذا نقول في قوله تعالى فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون.
فأسهب وأطنب في فضل الكلب وضرب في ذلك الأمثلة من نثر ونظم وحكم وتعداده لمزايا الكلب الكثيرة فقال إلا أنه فيه خصلة واحدة ذميمة وهي نكرانه للضيف فسكتوا وقالوا لم نكن نقصد ذلك.
أثناء أدائه فريضة الحج سنة 1966م كانت له لقاءات مع علماء المدينة ومكة كما أنه زار الطائف وحصل على رخصة الدخول إلى الكعبة الشريفة ولكن لم يتم له ذلك بسبب تصادف يوم دخوله الكعبة مع يوم عودته للجزائر.
وخلال زيارته للطائف سجل اسمه في السجل الذهبي المخصص للوفود الزائرة من رجال العلم والأدب والسياسة.
نختم هذه الكلمة بلمحات عن أحواله الشخصية لقد ظهرت في صغره استعدادات ونجبات فكرية تفطن إليها بعض الشيوخ نذكر من بينهم ابن عمه محمد بن رمضان الذي تعلم عليه القرآن، لاحظ فيه سرعة الحفظ بحيث أنه كان يمحي اللوحة مرتين في اليوم بينما زملاؤه يمحون مرة واحدة في اليوم، وحفظ القرآن وله 9 سنوات.
ذات مرة كان رديف جده أحمد فقص عليه رؤيا رآها في المنام وهو طفل صغير لا يتجاوز الإحدى عشرة سنة وهي رأى نفسه في مسجد جده وهو يعطر أماكنة فبكى جده وقال ستكون خلفتي وكان الأمر كما أول الرؤيا ويحكى أن والي مليانة سيد أحمد بن يوسف تفرس فيه علو شأنه وهو صغير فقال لجده أحمد سيكون لهذا الطفل شأن كبير.
ومن علامة نبوغه في الفقه وتفطنه له وهو طالب له من عمر تسعة عشر سنة امتيازه على شيخه بن حسين في الفتوى وتفوقه عليه في الرتبة فنصحه شيخه مواصلة التحصيل حتى وصل إلى ما وصل إليه، ولما تقلد الإمامة اشتهر بفتاويه حتى انتهت إليه رئاسة الفتوى بعد وفاته رئيت له منامات صالحة منها رأياه ذات يوم في الجنة وهو يدرس لأهلها. تغمده الله برحمته الواسعة
ولد الشيخ الفضيل اسكندر بالمدية سنة1901 وتوفي بها يوم 14 أفريل 1982م.
تعلم العلوم الإسلامية والعربية على يد جده أحمد وبعض المشايخ من أمثال الشيخ بلحصيني والشيخ مفتي مصطفى بالمدية ثم انكب على المطالعة والدراسة حتى حصل على معارف واسعة ومن ثم برزت شخصيته.
ومن دروسه التي ألقاها بمسجد الحنفي شرح الترغيب والترهيب في الحديث للشيخ المنذري إلى آخره وعلوم الفقه.
بدأ تفسير القرآن عام 1935م بعدما زاره في المسجد الشيخ عبدالحميد ابن باديس وأجاز له في ذلك إثر مناظرة بينهم دامت بعد الزوال حتى طلوع الفجر، وكان آخر كلام قاله الشيخ عبدالحميد ابن باديس للشيخ الفضيل اسكندر ماذا تنتظر لكي تبدأ في تفسير القرآن؟ ومن ثم واصل تفسير القرآن سورة بعد أخرى وآية بعد أخرى دون انقطاع حتى ختمه سنة 1969م من دون حفل وقد صادف ختمه يوم الجمعة والوقوف بعرفات، وزيادة عن تفسير القرآن برع في عدة فنون منها الحديث الشريف الذي تبحر فيه حتى لقب بصيار الحديث، والواحد والثمانين حديث الذي أخرجهم من الكتب الستة المرتبة على حروف المعجم والمتفق عليها لفظا ومعنا لدليل على ذلك، وإن تحدث عن التاريخ تجده عارفا ملما بكل صغيرة وكبيرة من العصور القديمة إلى العصر الحديث. وإذا ترك هذا كله ومال بك إلى اللغة والأدب فيتخيل له الصاغي أنه لا يتقن سواهما، وله ثلاثة قصائد الأولى في فضل العلم كتبها بمناسبة أول نادي ثقافي فتح أبوابه بالمدية سنة1962م والثانية بمناسبة تدشين مسجد النور سنة 1969م والثالثة في البد و الخرافات كتبها سنة 1934م.
كانت له ميزة قلما تجدها عند غيره وهي قوة الذاكرة، كان لا يقرأ كتابا إلا وحفظه وكان يعد من حفاظ الحديث الشريف مما عرف عليه كان حافظا للكتب الستة أي ما يقارب 350.000 حديث ومما عرف عليه كذلك كان إذا تعسر عليه أمرا عند مسألة أو استغناء مسح على جبهته فيجد الحل وسرعان ما يتقلب السائل أو المستفتي مسرورا بالحل.
سئل مرة عن هذا السر فبكى شديدا وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام مسح بيده الكريمة على جبهتي كذلك كان لا يتعصب لمذهب ما رغم تقيده بالمذهب الحنفي أينما صح الحديث فهنالك مخرجه ومذهبه، كما اشتهر على العلماء ولا سيما أصحاب المذاهب، كان عضوا في جمعية العلماء ورئيسا نشيطا في فرع المدية، المنصب الذي منحه إياه الشيخ عبدا لحميد ابن باديس عام 1935م وعضوا أيضا في مجلس الفتوى، كما درس في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر سنة 1948م كان معروفا لدى العلماء الجزائريين كالشيخ العربي التبسي والشيخ الإبراهيمي والشيخ الميلي وغيرهم بإطلاعه وفكره الواسع، كانت له مناظرات معهم مما جعلهم يعترفون بعلمه وفكره الواسع إلى درجة الاجتهاد.
أما عن المستوى العربي كان يراسل مشايخ الأزهر آنذاك يستفيد ويفيد وفي سنة1968 زاره الدكتور الفحام عميد الأزهر واعترف له بالعلم الوافر وهو الذي أطلق عليه اسم صيار الحديث وقبل رأسه، وكذلك ناظر الشيخ الشعراوي في حفل أقيم على شرفيهما ودامت المناظرة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر،خرج فيها الشيخ الشعراوي مبهوتا من سعة فكره وإطلاعه العميق.
أما مناظرته مع علماء الزيتونة أثناء سفره إلى تونس في نهاية الأربعينيات، كانت أروع المناظرات أطنب وأفاد وأجاد فحاولوا تعجزه فكان سؤالهم ماذا نقول في قوله تعالى فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون.
فأسهب وأطنب في فضل الكلب وضرب في ذلك الأمثلة من نثر ونظم وحكم وتعداده لمزايا الكلب الكثيرة فقال إلا أنه فيه خصلة واحدة ذميمة وهي نكرانه للضيف فسكتوا وقالوا لم نكن نقصد ذلك.
أثناء أدائه فريضة الحج سنة 1966م كانت له لقاءات مع علماء المدينة ومكة كما أنه زار الطائف وحصل على رخصة الدخول إلى الكعبة الشريفة ولكن لم يتم له ذلك بسبب تصادف يوم دخوله الكعبة مع يوم عودته للجزائر.
وخلال زيارته للطائف سجل اسمه في السجل الذهبي المخصص للوفود الزائرة من رجال العلم والأدب والسياسة.
نختم هذه الكلمة بلمحات عن أحواله الشخصية لقد ظهرت في صغره استعدادات ونجبات فكرية تفطن إليها بعض الشيوخ نذكر من بينهم ابن عمه محمد بن رمضان الذي تعلم عليه القرآن، لاحظ فيه سرعة الحفظ بحيث أنه كان يمحي اللوحة مرتين في اليوم بينما زملاؤه يمحون مرة واحدة في اليوم، وحفظ القرآن وله 9 سنوات.
ذات مرة كان رديف جده أحمد فقص عليه رؤيا رآها في المنام وهو طفل صغير لا يتجاوز الإحدى عشرة سنة وهي رأى نفسه في مسجد جده وهو يعطر أماكنة فبكى جده وقال ستكون خلفتي وكان الأمر كما أول الرؤيا ويحكى أن والي مليانة سيد أحمد بن يوسف تفرس فيه علو شأنه وهو صغير فقال لجده أحمد سيكون لهذا الطفل شأن كبير.
ومن علامة نبوغه في الفقه وتفطنه له وهو طالب له من عمر تسعة عشر سنة امتيازه على شيخه بن حسين في الفتوى وتفوقه عليه في الرتبة فنصحه شيخه مواصلة التحصيل حتى وصل إلى ما وصل إليه، ولما تقلد الإمامة اشتهر بفتاويه حتى انتهت إليه رئاسة الفتوى بعد وفاته رئيت له منامات صالحة منها رأياه ذات يوم في الجنة وهو يدرس لأهلها. تغمده الله برحمته الواسعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى