الوجود العسكري الروسي على الشواطئ السورية'يعزز قدرات دمشق ويردع اي قوة تفكر بضربها

لم تعد مدينة طرطوس، الميناء السوري على البحر المتوسط، مركز اصطياف وراحة للباحثين عن السياحة والرحلات العائلية بل مركز وصورة للتعاون العسكري السوري ـ الروسي المتزايد، حيث اكدت موسكو على اهمية وجودها وسفنها في مياه البحر المتوسط.
واكد هذا التعاون بين دمشق وموسكو، فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بالحصول على وعد او التزام من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف في بيع اسرائيل اسلحة روسية، مع ان الرئيس الروسي اكد على اهمية دعم موسكو لامن اسرائيل.
ولاحظ تقرير اعدته صحيفة 'الغارديان' البريطانية في تحقيق لها ان
الروس وسفنهم سيكونون ضيوفا دائمين على شواطئ طرطوس الهادئة، خاصة ان الازمة الروسية ـ الجورجية حول اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا اعادت المخاوف حول نشوء حرب باردة جديدة.
وترى الصحيفة ان تزايد التعاون العسكري الروسي ـ السوري ربما كان حافزا وراء زيارة اولمرت لروسيا كي يقنع موسكو بعدم بيع اسلحة لايران وسورية، ولكنه (اولمرت) لم يحصل فيها على وعود بصفقات سلاح. وتقول الصحيفة ان الوجود العسكري الروسي قرب الشواطئ السورية هو بمثابة تقوية لدمشق وردع اي قوة تفكر بتوجيه ضربة لها.
ونقلت الصحيفة عن محلل استراتيجي قوله ان اسرائيل ستفكر مرتين قبل مهاجمة سورية مرة اخرى، لانها ستأخذ بعين الاعتبار وجود السفن الحربية الروسية في طرطوس.
واشارت الصحيفة الى ان مدينة طرطوس تمت فيها عمليات بناء واعمار من اجل ان تستقبل بشكل دائم السفن الروسية مما يعطي روسيا موطئ قدم في مياه البحر الابيض المتوسط، ومما حول الميناء الى مركز لاستعراض القوة من جانب حليف سورية القديم، روسيا، بعد ان كان مركزا للتجارة الدولية في العصور الفينيقية. وكان القائم بالاعمال الروسي في دمشق ايغور بلفاييف اكد ان السفن الروسية ستزور الموانئ السورية بشكل منتظم، وكذا شواطئ الدول الصديقة. وجاء الحديث مباشرة بعد لقاء بين الرئيسين الروسي ميدفيدف والسوري بشار الاسد في مدينة سوخي على البحر الاسود، وهو اللقاء الذي جاء مباشرة بعد عملية روسيا الساحقة ضد القوات الجورجية.
وترى الصحيفة ان التعاون الروسي ـ السوري جاء بعد ان هددت اوكرانيا بمنع السفن الحربية الروسية من قواعدها في البحر الاسود في سيباستول، حيث لم يعد امام الاسطول البحري الروسي الا مرافئ سورية والتعاون معها. وكانت اسرائيل مع الولايات المتحدة قد دعمت جورجيا ضد روسيا مما دفع بسورية لاستثمار الازمة لصالحها وتعزيز علاقاتها مع روسيا.
ونقلت الصحيفة عن محلل قوله ان العلاقات بين البلدين ليست استراتيجية الا انها تتعزز في الوقت الحالي. ويرى عسكري روسي ان طرطوس تمثل منطقة مهمة لانها مركز تزويد للسفن الحربية الروسية. وقال ان قرار اتخاذ طرطوس مركزا للسفن الحربية جاء بعد لقاء في 12 ايلول (سبتمبر) الماضي في موسكو بين مسؤولي البحرية الروس والسوريين.
وعلى الرغم من ان العلاقات السورية - الروسية تراجعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق الا انها اتخذت مسارا اخر بعد وصول بشار الاسد للسلطة عام 2000 حيث قام اثناء زيارة رسمية لموسكو عام 2005 باقناع روسيا بشطب ثلثي ديون روسية مستحقة على دمشق بقيمة سبعة مليارات دولار كلها من عقود بيع اسلحة. ومنذ تلك الفترة تعززت العلاقات العسكرية بين البلدين حيث نقل عن وزير الدفاع الروسي قوله ان بلاده تفكر ببيع دمشق اسلحة ذات طابع دفاعي.