عالم دين سعودي: يحق للزوجة ضرب زوجها دفاعا عن النفس
الخميس 23 أكتوبر 2008, 20:52
أصدر عالم دين سعودي فتوى يعطي بها الحق للمرأة ان تضرب زوجها دفاعاً عن نفسها، وذلك حسبما ما ورد في إحدى الصحف السعودية المحلية.
وقال عضو مجلس الشورى السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان 'إذا بادر الزوج باستخدام الضرب يحق للمرأة الدفاع عن نفسها واستخدام نفس وسيلة العنف لرد الضرر عنها'.
ونقلت صحيفة 'شمس' عن العبيكان قوله 'المرأة هي كغيرها بالنسبة لدفع الصائل'، والصائل شرعا هو من وثب على الغير واستطال.
كما أجاز العبيكان للزوجة هجر زوجها في حال أن الزوج منعها بعض حقوقها الزوجية كالنفقة، مستندا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.
وقال عضو مجلس الشورى السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان 'إذا بادر الزوج باستخدام الضرب يحق للمرأة الدفاع عن نفسها واستخدام نفس وسيلة العنف لرد الضرر عنها'.
ونقلت صحيفة 'شمس' عن العبيكان قوله 'المرأة هي كغيرها بالنسبة لدفع الصائل'، والصائل شرعا هو من وثب على الغير واستطال.
كما أجاز العبيكان للزوجة هجر زوجها في حال أن الزوج منعها بعض حقوقها الزوجية كالنفقة، مستندا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.
- فاطمة ليندةعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 3216
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 3912
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
رد: عالم دين سعودي: يحق للزوجة ضرب زوجها دفاعا عن النفس
السبت 01 نوفمبر 2008, 15:10
الف شكرا لك على الخبر اخي الكريم اجازك الله خير ا.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
فتوى ضرب الزوج.. للدفاع وليس الاعتداء
السبت 01 نوفمبر 2008, 19:12
تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن أدين بقتل زوجته بعدما أوسعها ضربا.. القصاص من سعودي قتل زوجته اليمنية بضربها بعصا على رأسها.. التحقيق مع سبعيني ضرب زوجته حتى كسر يدها"... نماذج من عناوين عديدة حملتها الصحف السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، كانت تنبئ في مجملها بتحول العنف ضد الزوجات إلى منحى خطير كان مآل المرأة فيها الموت أو الإصابة الشديدة، الأمر الذي دفع الشيخ "عبد المحسن العبيكان" لإصدار فتوى يجيز فيها للزوجة ضرب زوجها دفاعا عن النفس إن اعتدى عليها دون وجه حق.
أثارت الفتوى جدلا متناميا داخل المجتمع السعودي بل والإسلامي عموما، ما بين مؤيد ومعارض، بينما أعرب خبراء اجتماع وحقوقيون عن تأييدهم لفكرة الدفاع عن النفس، معتبرين الفتوى تحمل في جوهرها حملة توعوية لحض المرأة على عدم قبول العنف ضدها، ولكنهم أعربوا عن معارضتهم لضرب المرأة لزوجها، محذرين من تداعيات ذلك على الأسرة والمجتمع.
كانت الفتوى قد نجحت في إلقاء الضوء بشكل كبير على العنف الذي تتعرض له الزوجات في المجتمع السعودي، فقد جاءت بعد يوم واحد من إعلان وزارة الداخلية السعودية عن تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن أدين بقتل زوجته، بعدما أوسعها ضربا.
وأشارت الوزارة في بيان الثلاثاء 21-10-2008، إلى أن إعدام عمر الوقداني تم في محافظة جدة، بعدما أدين بضرب زوجته حتى الموت، "بسبب مشكلة عائلية".
كما صدرت الفتوى في اليوم نفسه الذي نفذ فيه حكم القصاص في المواطن "موسى بن قاسم بن حسن داحش" الذي أقدم على قتل زوجته "عائشة بنت أحمد بن يحيى عواجي" (يمنية الجنسية)؛ وذلك لضربها بعصا على رأسها وفي مواضع متفرقة من جسدها؛ مما أدى إلى وفاتها.
وبعد إصدارها بأسبوع بدأت شرطة العاصمة التحقيق مع مسن في السبعين من عمره قام بالاعتداء بالضرب المبرح على زوجته بعصا غليظة، مما تسبب في كسر بيدها اليسرى وإصابة بليغة في منطقة الكتف.
أيضا حذرت وزارة الشئون الاجتماعية قبل عامين من ازدياد ظاهرة العنف ضد الزوجات، ووصولها إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها، الأمر الذي ينذر بكارثة أسرية واجتماعية.
وشددت على ضرورة إيجاد ميثاق وطني لحماية الزوجات، يعتمد على ما ورد في الكتاب والسنة، على أن تكون بنوده واضحة ومحددة، يتيح لمؤسسات الضبط الاجتماعي التعامل مع هذا النوع من حالات العنف.
واعترفت وزارة الشئون الاجتماعية في كتاب أصدرته بعنوان "العنف الأسري دراسة ميدانية على مستوى المملكة العربية السعودية"، بعدم وجود طريقة فعالة يمكن بها إحصاء حالات العنف ضد الزوجة في المجتمع السعودي، معيدة ذلك إلى أن غالبية الزوجات اللاتي يتعرضن إلى العنف، لا يمكن أن يعترفن بذلك؛ بسبب الخوف الذي يجتاحهن، أو من الخصوصيات الأسرية التي اعتدن عليها، وأوصى بإيجاد مجموعات دعم وحماية يلجأن إليها عند تعرضهن للعنف، وتوفر لهن دعما نفسيًّا واجتماعيًّاً وأمنيًّا.
وقد عزت دراسة أجرتها "د. سلوى الخطيب" أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض بعنوان "العنف الأسري الموجه ضد المرأة في مدينة الرياض"، أسباب العنف في المجتمع السعودي إلى النظرة الدونية للمرأة، إذ ينظر إليها البعض على أنها مخلوق ضعيف لا تستطيع اتخاذ القرارات السليمة، ويرتبط ذلك بالمفهوم الخاطئ للقوامة بحيث تؤخذ على أنها تسلط وسيطرة من قبل الرجل على المرأة.
وعن مبررات استمرار المرأة في حياتها الزوجية رغم العنف الذي تتعرض له من زوجها، رأت الخطيب أن "حرص المرأة على أسرتها هو السبب الرئيسي لتحملها عنف الرجل وإيذائه لها في الكثير من الأحيان حفاظاً على سمعة أسرتها ومصلحة أبنائها وحمايتهم، إذ يهدد بعض الرجال زوجاتهم إن تركن المنزل بحرمانهن من رؤية الأبناء.
وبينت الدراسة تزايد معدل العنف بين الأزواج المنعزلين اجتماعيًّا مقارنة بالأزواج الاجتماعيين، وتضاعف العنف بين الأسر التي تفتقد روح المشاركة وينفرد فيها الرجل باتخاذ القرار.
ووفقا للدراسة فقد بلغت نسبة محاولة الانتحار -حسب عينة الدراسة- عطفا على التعرض إلى العنف الجنسي 14.71 في المائة، وقدرت نسبة المتعرضات إلى العنف النفسي والعنف النفسي والبدني والمادي بـ 2.94 في المائة.
إسلام أون لاين" استطلعت آراء عدد من الأزواج والزوجات السعوديات حول إمكانية تطبيق الفتوى وتأثيرها على معدل العنف المتصاعد ضد الزوجات..
"مها" رأت أن الفتوى تنصف المرأة وترد لها حقها ضد ظلم الرجل وسطوته وإساءة فهمه للدين، معتبرة أن نشر الفتوى سيدفع كثيرا من الرجال على الأقل إلى عدم التفكير باستغلال الدين لتبرير عنفهم بحجة القوامة.
وتابعت: أنا مع ضرب الزوجة لزوجها إن اعتدى عليها بدون وجه حق، فلو كان يحترم نفسه لن يجرؤ على تكرار تعنيفها حتى لا ترد له بالمثل، وإن كان لا يعبأ لكرامته فحينها لا يستحق أن تحترمه المرأة.
أما "م.ع" فأعربت عن معارضتها لأن تتطاول المرأة على زوجها بالضرب حتى لو اعتدى عليها دون وجه حق، مشيرة إلى أن الأمر سيشعل فتيل المشاكل داخل المنزل، كما أنه سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق داخل المجتمع؛ لأن الرجل السعودي لن يقبل أن تتطاول عليه زوجته.
واتفق معها في الرأي عبد الله الشهري، محذرا من أن تطبيق الفتوى سيؤدي إلى ارتفاع نسبة العنف بالمجتمع، وأنه كان الأولى توعية الرجال بحسن معاملة أزواجهن والرحمة معهن.
وتساءل قائلا: إذا كانت الدولة تقوم برد حقوق المرأة إن اشتكت أو تظلمت، فما الداعي أن تحصل المرأة بنفسها على حقوقها، حينها سيكون الأمر فوضى، خاصة أن كثيرا من النساء بحكم بنيتهن الضعيفة لن يتمكن من تنفيذ الفتوى عمليا، وسيكون من الضروري عليهن تعلم رياضة عنيفة أو استخدام آلة حادة أو التربص للزوج حتى ينام للانتقام منه، فهل هذه الأجواء تصلح لحياة زوجية يفترض أن تقوم على السكينة والمودة والرحمة؟.
الجدل الذي أثارته الفتوى دعانا مجددا للعودة للشيخ "عبد المحسن العبيكان" المستشار بوزارة العدل السعودية، والذي قال في تصريحات لإسلام أون لاين إن الناس فهموا الفتوى خطأ بعد أن تم تداولها في وسائل الإعلام.
وأوضح أنه لم يبح للمرأة ضرب زوجها –هكذا على عموم القول- وإنما قال إن من حق المرأة رد اعتداء زوجها والدفاع عن نفسها إذا اعتدى عليها بدون وجه حق، مشيرا إلى أن بعض الأزواج الذي يتعاطون المخدرات مثلا قد يحيلون حياة زوجاتهم إلى جحيم، فهل يعقل أن يقدم الرجل على قتل زوجته وتجلس ساكنة.
وبين أن دفاع المرأة عن نفسها إذا تعرضت للعنف من زوجها يقع في حكم "دفع الصائل"، "فـأي إنسان إذا صال عليه صائل كسبع أو حتى إنسان له أن يدافع عن نفسه، حتى لو وصل الأمر لقتل الصائل إن حاول قتله".
واستشهد بقوله تعالى:"(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) الشُّورى:40 ، وقوله أيضا: ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) البقرة:194، وقوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) النحل:126.
وتابع: لم أعط لأحد الحق أن يرد العنف بعنف مضاد، ولكن قلت بأن ترد الاعتداء؛ لأن دفع الصائل بما يندفع به مشروع، ولكن على أن يدفع عن نفسه، وذلك الأسهل بالأسهل.
وحول رأي خبراء الاجتماع في الفتوى، أعرب الدكتور "صالح الرميح " أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض عن معارضته للعنف اللفظي والبدني والجسدي، سواء من الزواج أو الزوجة ضد الآخر.
ولكنه رأى في تصريحات لإسلام أون لاين أن جوهر فتوى الشيخ العبيكان يحوي رؤية توعوية قوية موجهة للمرأة مفادها ألا تقبل المرأة بأن يمارس بحقها الأذى، سواء كان أذى جسديا أو جنسيا أو لفظيا، ويجب عليها أن تدافع عن نفسها، فالعلاقة بين الزوجين لابد أن تقوم على المودة والرحمة والاحترام، فهي إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وهذا ما أكدت عليه الشريعة الإسلامية.
وتابع: فالشيخ العبيكان قال يجب على المرأة أن تدافع عن نفسها، ومعنى الدفاع عن النفس هو عدم السماح للزوج بالتمادي في تحقيرها أو ممارسة العنف معها ويجب عليها أن تضع حدا لذلك.
وعن كيفية الدفاع عن النفس أعرب "الرميح" عن رفضه للضرب كوسيلة، مشيرا إلى أنه يجب عليها اللجوء للطرق السلمية بأن تخبر أسرتها أولا، وإذا لم تستطع الأسرة حل المشكلة يجب عليها اللجوء للجان الاستشارات الأسرية، وأن تستشير المتخصصين حول الطريقة المثلى لحل المشكلة، وفي النهاية إذا لم تجد حلا فعليها اللجوء للشرطة.
وحول التأثيرات الاجتماعية للفتوى قال: من الأساس الحياة مع رجل يلجأ للعنف الجسدي حياة لا تطاق، ولا يوجد رجل عاقل يضرب امرأة هي أم لأولاده وشريكته وسكنه، وأرى أن المرأة التي تسمح بذلك هي امرأة عاجزة عن تكوين أسرة سليمة، فكيف الحال لو كان هناك عنف مضاد.
وتابع: حينها لا يستطيع الزوجان كسب احترام وثقة أبنائهم، وكذلك سيفقدون احترامهم لأنفسهم؛ مما يتسبب هذا في خلق مشكله ليست بهينة في التنشئة، وقد يتسبب الأذى المستمر والمتواصل للأم من قبل الأب إلى تأثر الابن بشخصية الأب، وتأثر الابنة بشخصية الأم مما يكون له أسوأ الأثر على المجتمع؛ لأنه هو المتضرر في النهاية.
أما في حال لجوء المرأة للدفاع عن نفسها بالطرق السلمية، عندها سيكون للفتوى أثر جيد على المرأة بوجه خاص، وسيجعلها تبادر بالدفاع عن نفسها إما بإبلاغ الأهل أو لجان الاستشارات الأسرية المتواجدة الآن بالمملكة أو بإبلاغ الشرطة.
ومن جهتها قالت "د. سهيلة زين العابدين" عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة أن دفاع المرأة عن نفسها في حالة الاعتداء عليها من قبل زوجها لا يحتاج إلى فتوى؛ لأنه أمر بديهي وطبيعي أن يدافع الإنسان عن نفسه عندما يحاول أحد الاعتداء عليه، وقد أكدت فتوى الشيخ أنه من حق الزوجة رد اعتداء الزوج حتى ولو بالضرب.
وتابعت: فلا يجوز للزوجة أن تستسلم لزوجها لكي يقوم بضربها، فهذا ليس من الإسلام في شيء، قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
وألمحت د. سهيلة إلى الخطأ الذي يقع فيه كثير من المسلمين المتمثل في فهمهم الخاطئ لمصطلح (الضرب) الوارد في قوله تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.
وأكدت أنه يجب تصحيح هذا المفهوم فكلمة "واضربوهن" معناها أعرضوا عنهن، ولا تنصرف إلى الضرب الحقيقي، وما يؤكد هذا هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب امرأة قط، وذلك كما فعل حينما غضب من زوجاته وترك البيت
أثارت الفتوى جدلا متناميا داخل المجتمع السعودي بل والإسلامي عموما، ما بين مؤيد ومعارض، بينما أعرب خبراء اجتماع وحقوقيون عن تأييدهم لفكرة الدفاع عن النفس، معتبرين الفتوى تحمل في جوهرها حملة توعوية لحض المرأة على عدم قبول العنف ضدها، ولكنهم أعربوا عن معارضتهم لضرب المرأة لزوجها، محذرين من تداعيات ذلك على الأسرة والمجتمع.
العنف مستمر
كانت الفتوى قد نجحت في إلقاء الضوء بشكل كبير على العنف الذي تتعرض له الزوجات في المجتمع السعودي، فقد جاءت بعد يوم واحد من إعلان وزارة الداخلية السعودية عن تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن أدين بقتل زوجته، بعدما أوسعها ضربا.
وأشارت الوزارة في بيان الثلاثاء 21-10-2008، إلى أن إعدام عمر الوقداني تم في محافظة جدة، بعدما أدين بضرب زوجته حتى الموت، "بسبب مشكلة عائلية".
كما صدرت الفتوى في اليوم نفسه الذي نفذ فيه حكم القصاص في المواطن "موسى بن قاسم بن حسن داحش" الذي أقدم على قتل زوجته "عائشة بنت أحمد بن يحيى عواجي" (يمنية الجنسية)؛ وذلك لضربها بعصا على رأسها وفي مواضع متفرقة من جسدها؛ مما أدى إلى وفاتها.
وبعد إصدارها بأسبوع بدأت شرطة العاصمة التحقيق مع مسن في السبعين من عمره قام بالاعتداء بالضرب المبرح على زوجته بعصا غليظة، مما تسبب في كسر بيدها اليسرى وإصابة بليغة في منطقة الكتف.
أيضا حذرت وزارة الشئون الاجتماعية قبل عامين من ازدياد ظاهرة العنف ضد الزوجات، ووصولها إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها، الأمر الذي ينذر بكارثة أسرية واجتماعية.
وشددت على ضرورة إيجاد ميثاق وطني لحماية الزوجات، يعتمد على ما ورد في الكتاب والسنة، على أن تكون بنوده واضحة ومحددة، يتيح لمؤسسات الضبط الاجتماعي التعامل مع هذا النوع من حالات العنف.
واعترفت وزارة الشئون الاجتماعية في كتاب أصدرته بعنوان "العنف الأسري دراسة ميدانية على مستوى المملكة العربية السعودية"، بعدم وجود طريقة فعالة يمكن بها إحصاء حالات العنف ضد الزوجة في المجتمع السعودي، معيدة ذلك إلى أن غالبية الزوجات اللاتي يتعرضن إلى العنف، لا يمكن أن يعترفن بذلك؛ بسبب الخوف الذي يجتاحهن، أو من الخصوصيات الأسرية التي اعتدن عليها، وأوصى بإيجاد مجموعات دعم وحماية يلجأن إليها عند تعرضهن للعنف، وتوفر لهن دعما نفسيًّا واجتماعيًّاً وأمنيًّا.
نظرة دونية
وقد عزت دراسة أجرتها "د. سلوى الخطيب" أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض بعنوان "العنف الأسري الموجه ضد المرأة في مدينة الرياض"، أسباب العنف في المجتمع السعودي إلى النظرة الدونية للمرأة، إذ ينظر إليها البعض على أنها مخلوق ضعيف لا تستطيع اتخاذ القرارات السليمة، ويرتبط ذلك بالمفهوم الخاطئ للقوامة بحيث تؤخذ على أنها تسلط وسيطرة من قبل الرجل على المرأة.
وعن مبررات استمرار المرأة في حياتها الزوجية رغم العنف الذي تتعرض له من زوجها، رأت الخطيب أن "حرص المرأة على أسرتها هو السبب الرئيسي لتحملها عنف الرجل وإيذائه لها في الكثير من الأحيان حفاظاً على سمعة أسرتها ومصلحة أبنائها وحمايتهم، إذ يهدد بعض الرجال زوجاتهم إن تركن المنزل بحرمانهن من رؤية الأبناء.
وبينت الدراسة تزايد معدل العنف بين الأزواج المنعزلين اجتماعيًّا مقارنة بالأزواج الاجتماعيين، وتضاعف العنف بين الأسر التي تفتقد روح المشاركة وينفرد فيها الرجل باتخاذ القرار.
ووفقا للدراسة فقد بلغت نسبة محاولة الانتحار -حسب عينة الدراسة- عطفا على التعرض إلى العنف الجنسي 14.71 في المائة، وقدرت نسبة المتعرضات إلى العنف النفسي والعنف النفسي والبدني والمادي بـ 2.94 في المائة.
إنصاف للمرأة
"إسلام أون لاين" استطلعت آراء عدد من الأزواج والزوجات السعوديات حول إمكانية تطبيق الفتوى وتأثيرها على معدل العنف المتصاعد ضد الزوجات..
"مها" رأت أن الفتوى تنصف المرأة وترد لها حقها ضد ظلم الرجل وسطوته وإساءة فهمه للدين، معتبرة أن نشر الفتوى سيدفع كثيرا من الرجال على الأقل إلى عدم التفكير باستغلال الدين لتبرير عنفهم بحجة القوامة.
وتابعت: أنا مع ضرب الزوجة لزوجها إن اعتدى عليها بدون وجه حق، فلو كان يحترم نفسه لن يجرؤ على تكرار تعنيفها حتى لا ترد له بالمثل، وإن كان لا يعبأ لكرامته فحينها لا يستحق أن تحترمه المرأة.
أما "م.ع" فأعربت عن معارضتها لأن تتطاول المرأة على زوجها بالضرب حتى لو اعتدى عليها دون وجه حق، مشيرة إلى أن الأمر سيشعل فتيل المشاكل داخل المنزل، كما أنه سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق داخل المجتمع؛ لأن الرجل السعودي لن يقبل أن تتطاول عليه زوجته.
واتفق معها في الرأي عبد الله الشهري، محذرا من أن تطبيق الفتوى سيؤدي إلى ارتفاع نسبة العنف بالمجتمع، وأنه كان الأولى توعية الرجال بحسن معاملة أزواجهن والرحمة معهن.
وتساءل قائلا: إذا كانت الدولة تقوم برد حقوق المرأة إن اشتكت أو تظلمت، فما الداعي أن تحصل المرأة بنفسها على حقوقها، حينها سيكون الأمر فوضى، خاصة أن كثيرا من النساء بحكم بنيتهن الضعيفة لن يتمكن من تنفيذ الفتوى عمليا، وسيكون من الضروري عليهن تعلم رياضة عنيفة أو استخدام آلة حادة أو التربص للزوج حتى ينام للانتقام منه، فهل هذه الأجواء تصلح لحياة زوجية يفترض أن تقوم على السكينة والمودة والرحمة؟.
العبيكان يوضح
الجدل الذي أثارته الفتوى دعانا مجددا للعودة للشيخ "عبد المحسن العبيكان" المستشار بوزارة العدل السعودية، والذي قال في تصريحات لإسلام أون لاين إن الناس فهموا الفتوى خطأ بعد أن تم تداولها في وسائل الإعلام.
وأوضح أنه لم يبح للمرأة ضرب زوجها –هكذا على عموم القول- وإنما قال إن من حق المرأة رد اعتداء زوجها والدفاع عن نفسها إذا اعتدى عليها بدون وجه حق، مشيرا إلى أن بعض الأزواج الذي يتعاطون المخدرات مثلا قد يحيلون حياة زوجاتهم إلى جحيم، فهل يعقل أن يقدم الرجل على قتل زوجته وتجلس ساكنة.
وبين أن دفاع المرأة عن نفسها إذا تعرضت للعنف من زوجها يقع في حكم "دفع الصائل"، "فـأي إنسان إذا صال عليه صائل كسبع أو حتى إنسان له أن يدافع عن نفسه، حتى لو وصل الأمر لقتل الصائل إن حاول قتله".
واستشهد بقوله تعالى:"(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) الشُّورى:40 ، وقوله أيضا: ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) البقرة:194، وقوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) النحل:126.
وتابع: لم أعط لأحد الحق أن يرد العنف بعنف مضاد، ولكن قلت بأن ترد الاعتداء؛ لأن دفع الصائل بما يندفع به مشروع، ولكن على أن يدفع عن نفسه، وذلك الأسهل بالأسهل.
حلول سلمية
وحول رأي خبراء الاجتماع في الفتوى، أعرب الدكتور "صالح الرميح " أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض عن معارضته للعنف اللفظي والبدني والجسدي، سواء من الزواج أو الزوجة ضد الآخر.
ولكنه رأى في تصريحات لإسلام أون لاين أن جوهر فتوى الشيخ العبيكان يحوي رؤية توعوية قوية موجهة للمرأة مفادها ألا تقبل المرأة بأن يمارس بحقها الأذى، سواء كان أذى جسديا أو جنسيا أو لفظيا، ويجب عليها أن تدافع عن نفسها، فالعلاقة بين الزوجين لابد أن تقوم على المودة والرحمة والاحترام، فهي إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وهذا ما أكدت عليه الشريعة الإسلامية.
وتابع: فالشيخ العبيكان قال يجب على المرأة أن تدافع عن نفسها، ومعنى الدفاع عن النفس هو عدم السماح للزوج بالتمادي في تحقيرها أو ممارسة العنف معها ويجب عليها أن تضع حدا لذلك.
وعن كيفية الدفاع عن النفس أعرب "الرميح" عن رفضه للضرب كوسيلة، مشيرا إلى أنه يجب عليها اللجوء للطرق السلمية بأن تخبر أسرتها أولا، وإذا لم تستطع الأسرة حل المشكلة يجب عليها اللجوء للجان الاستشارات الأسرية، وأن تستشير المتخصصين حول الطريقة المثلى لحل المشكلة، وفي النهاية إذا لم تجد حلا فعليها اللجوء للشرطة.
وحول التأثيرات الاجتماعية للفتوى قال: من الأساس الحياة مع رجل يلجأ للعنف الجسدي حياة لا تطاق، ولا يوجد رجل عاقل يضرب امرأة هي أم لأولاده وشريكته وسكنه، وأرى أن المرأة التي تسمح بذلك هي امرأة عاجزة عن تكوين أسرة سليمة، فكيف الحال لو كان هناك عنف مضاد.
وتابع: حينها لا يستطيع الزوجان كسب احترام وثقة أبنائهم، وكذلك سيفقدون احترامهم لأنفسهم؛ مما يتسبب هذا في خلق مشكله ليست بهينة في التنشئة، وقد يتسبب الأذى المستمر والمتواصل للأم من قبل الأب إلى تأثر الابن بشخصية الأب، وتأثر الابنة بشخصية الأم مما يكون له أسوأ الأثر على المجتمع؛ لأنه هو المتضرر في النهاية.
أما في حال لجوء المرأة للدفاع عن نفسها بالطرق السلمية، عندها سيكون للفتوى أثر جيد على المرأة بوجه خاص، وسيجعلها تبادر بالدفاع عن نفسها إما بإبلاغ الأهل أو لجان الاستشارات الأسرية المتواجدة الآن بالمملكة أو بإبلاغ الشرطة.
حق طبيعي
ومن جهتها قالت "د. سهيلة زين العابدين" عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة أن دفاع المرأة عن نفسها في حالة الاعتداء عليها من قبل زوجها لا يحتاج إلى فتوى؛ لأنه أمر بديهي وطبيعي أن يدافع الإنسان عن نفسه عندما يحاول أحد الاعتداء عليه، وقد أكدت فتوى الشيخ أنه من حق الزوجة رد اعتداء الزوج حتى ولو بالضرب.
وتابعت: فلا يجوز للزوجة أن تستسلم لزوجها لكي يقوم بضربها، فهذا ليس من الإسلام في شيء، قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
وألمحت د. سهيلة إلى الخطأ الذي يقع فيه كثير من المسلمين المتمثل في فهمهم الخاطئ لمصطلح (الضرب) الوارد في قوله تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.
وأكدت أنه يجب تصحيح هذا المفهوم فكلمة "واضربوهن" معناها أعرضوا عنهن، ولا تنصرف إلى الضرب الحقيقي، وما يؤكد هذا هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب امرأة قط، وذلك كما فعل حينما غضب من زوجاته وترك البيت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى