- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
بيت أبونا!
السبت 22 نوفمبر 2008, 19:07
حمدي قنديل
تجاوز فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي كل الحدود عندما طالب مؤخرا
بتطبيق حد الجلد على الصحافيين الذين يروجون الشائعات، فاشتعلت بينه وبين
الصحافة المعارضة أزمة لم يخمد أوارها حتى الآن.. حاول فضيلته التخفيف من أثر تصريحاته فزاد الأزمة اشتعالا.. قال إنه لم يقصد الصحافيين بالذات، ولكنه ذكر بحكم الشرع الذي ورد في سورة النور بشأن القذف في شرف المحصنات دون دليل..
صحيح أن الآية الرابعة من سورة النور نصها «والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون»، صحيح .. لكن الآية قصدت حماية المرأة المستضعفة من قذفها بالزنا، ومن المؤكد أن تلك لا ينطبق على حماية السلطة.. وحتى إذا ما كانت الآية تنص على الجلد، فمن المؤكد أن هناك من يستطيع أن يجادل بأن
الجلد كان عقوبة مناسبة في وقتها، لكن التشريعات الوضعية في معظم أنحاء العالم اتجهت إلى إلغاء عقوبة الجلد التي يعتبرها البعض أكثر إهانة للإنسان من عقوبة الحبس.. فإذا ما قلنا إن فضيلة الإمام الأكبر لا يتماشى مع هذا الاتجاه الجديد في
التشريعات، وأنه ينادي بتطبيق الحدود، فلنا ان نسأل، هل هو بصدد المناداة بتطبيق الحدود جميعا بما في ذلك قطع يد السارق وغيرها؟ هل ينادي بقيام دولة دينية في مصر التي تنكر على الإخوان المسلمين مثلا مناداتهم بأن «الإسلام هو الحل»؟.. وإذا كان فضيلة الأمام الأكبر يفتي بجلد من يروج شائعات واتهامات كاذبة من الصحافيين وغيرهم، فما هي فتوى فضيلته في التصريحات الكاذبة التي يدلي بها على الدوام أهل السلطة؟.. ولماذا لم يقل لنا فضيلته رأي الدين في تزوير
الانتخابات، وفي سرقة المال العام، وفي استبداد الحاكم، وفي تعذيب الشرطة للمواطنين؟.. عندما أدلى فضيلة الإمام الأكبر بفتوى الجلد كان يقصد الصحافيين دون غيرهم، هذا لا مراء فيه.. وإلا لما أعقب تصريحاته الأولى بتصريحات أخرى
زدات الطين بلة عندما نادى بتحريم شراء الصحف التي تنشر الشائعات.. وحتى إذا ما تراجع فضيلته كما يحاول أن يتراجع الآن، فلا هو ولا مجمع البحوث الإسلامية الذي يجاهد ليسانده يستطيعان تبرئته من سوء اختياره للتوقيت،
فتصريحات جلد مروجي الشائعات أطلقت وسط الأزمة بين الصحافة والمعارضة والسلطة بسبب الأحكام الجائرة التي صدرت مؤخرا بحبس خمسة من رؤساء التحرير بالإضافة إلى عدد آخر من الصحافيين، استند بعضها إلى أنهم يروجون شائعات
مغرضة.. فضيلة الإمام الأكبر أخطأ في التصريح إذن وأخطأ في التوقيت.. وهذا دعا الصحافة المعارضة لتطالب بعزله من منصبه.. لكنه عندما حاول الرد انزلق لسانه.. سأله أحد الصحافيين عن رأيه في طلب عزله، فرد الشيخ الجليل: «روح
قول للي بيطالب بعزلي أن مش جاي من بيت أبوك!.. لا يافضيلة الإمام، بيت أبونا هو الدولة.. ولذلك فأنت جاي من بيت أبونا..
ومنصبك هذا منصب رفيع في بيت أبونا.. والذي يسدد لك مرتبك هو بيت أبونا.. وعليك أن ترشدنا كيف نصلح بيت أبونا.. وإصلاح بيت أبونا لن يكون بجلد الصحافيين.. ربما يجب أن نبدأ بجلد مشايخ الدين الذين يروجون فتاوى مضللة..
*نقلا عن صحيفة "النهار" الكويتية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى